ما هو الدليل على ولاية الأئمّة بعد علي عليهم السلام ؟

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال :

ما هو الدليل على ولاية الأئمّة بعد علي عليهم السلام ؟

الجواب :

الأئمّة عليهم السلام الذين هم خلفاء النبي صلّى الله عليه وآله وأولوا الأمر والحجج على الأمّة هم اثنا عشر إماماً ، ذكرهم النبي صلّى الله عليه وآله واحداً بعد واحد ، كما انّ كلّ إمام كان يوصى إلى الإمام الذي بعده ويعرّفه للأمّة.

وقد دلّ على لزوم وجود إمام معصوم من عترة النبي وأهل بيته في كلّ زمان إلى يوم القيامة حديث الثقلين المعروف والمشهور بين الفريقين الشيعة والسنّة ، قال صلّى الله عليه وآله :

إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً وانّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض.

وهذا الحديث يدلّ على ما يلي :

1. يجب على الأمّة اتّباع عترة النبي صلّى الله عليه وآله والتمسّك بهم ، لأجل تحصيل الهداية تماماً ، كما يجب التمسّك بالقرآن الكريم.

2. كذب كلام من قال حسبنا كتاب الله ، حيث انّ النبي صلّى الله عليه وآله أمر بالتمسّك بالعترة الطاهرة لأجل الهداية مع التمسّك بالقرآن الكريم ، فيظهر انّ القرآن الكريم لا يكفي وحده لتحصيل الهداية إلّا اذا عرفنا تفسيره وتأويله من طريق العترة الطاهرة.

3. العترة الطاهرة الذين أمر النبي بالتمسّك بهم معصومون ، لأنّ النبي جعلهم عدل القرآن وبمنزلته في تحصيل الهداية.

4. في كلّ زمان من الأزمنة وفي كلّ عصر من الأعصار لابدّ أن يكون هناك إمام معصوم من عترة النبي صلّى الله عليه وآله ، وإلّا لزم افتراق الكتاب عن العترة ، وقد صرّح النبي صلّى الله عليه وآله بأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فلا بدّ ان يكون في زماننا هذا إمام معصوم وحجّة من الله يجب علينا التمسّك به كما يجب التمسّك بالقرآن الكريم.

وهكذا قول النبي صلّى الله عليه وآله :

من لم يعرف امام زمانه مات ميتة الجاهليّة.

وهذا الحديث يدلّ على وجود إمام معصوم في كلّ زمان ، بحيث إذا لم نعرفه نموت ميتة الجاهليّة.

ولا يمكن ان يقال المقصود هو القرآن ، لأنّ القرآن ليس إمام زمان خاصّ ، بل على تقدير كونه إماماً فهو إمام جميع الأزمنة ، والحال انّ الحديث يفرض لكلّ شخص إماماً في زمانه ـ من لم يعرف إمام زمانه ـ.

ولأجل معرفة الأئمّة بعد النبي صلّى الله عليه وآله والنصوص الواردة في حقّهم عن النبي صلّى الله عليه وآله وفاطمة الزهراء والأئمة عليهم السلام ، راجع كتاب « اثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ».

ويكفي في بيان عدد الأئمّة الاثني عشر عليهم السلام قول النبي صلّى الله عليه وآله للحسين عليه السلام : أنت إمام ابن إمام أخو إمام أبو تسعة أئمّة آخرهم المهدي.

وفي حديث آخر : أنت حجّة ابن حجّة أخو حجّة أبو حجج تسعة آخرهم المهدي.

وهذا الحديث رواه الشيعة والسنّة في كتابهم.

 
 

التعليقات   

 
# علي زين العابدين 2024-04-19 23:47
بأن سليم بن قيس يعرف من اصحاب الأئمة،هل كان من مخاطبته بأمير المؤمنين مباشرة؟كما كن الربيع مع الشافعي؟
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
# الشيخ علي عبدالمجيد 2025-06-11 08:50
يُعرف الربيع بن سليمان المرادي المصري بأنه تلميذ الشافعي وراوي كتبه. وقد كان يلازمه، ويأخذ عنه مباشرة، ودوّن ما سمعه منه. [سیر اعلام النبلاء ، ج12، ص 587] فالرواية عن الشافعي بواسطة الربيع هي رواية مباشرة.
أما سُليم بن قيس الهلالي، فقد وردت عنه روايات يُفهم منها أنه كان يخاطب أمير المؤمنين ( عليه السلام )، وأنه سمع منه مباشرة. ومن أبرز هذه المواضع ما جاء في الكتاب المعروف بكتاب سُليم بن قيس منها:
• « يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن حوض رسول الله صلى الله عليه وآله ، أفي الدنيا هو أم في الآخرة ؟ ... » [كتاب سليم بن قيس الهلالي ، ص 129] .
• « قلت : يا أمير المؤمنين ، قول الله تعالى : ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ، أن الناس . . . ) الآية ، ما الدابة ؟ ... » [كتاب سليم بن قيس الهلالي ، ص 130] .
المتأمل في نصوص كتاب سليم يلاحظ أنه ينقل مخاطبات مباشرة، رغم قِلّتها النسبيّة، إلا أن وجود مثل هذه الخطابات المباشرة يدلّ على صحبته ومعرفته بالإمام علیه السلام، ولو لم يكن ملازماً له كالربيع مع الشافعي، فإنّ طبيعة العلاقة بالإمام علي عليه السلام في ظروفه الخاصة تختلف عن العلاقة بين طالب علم وشيخه في مدرسة فقهية کما أنّ الربيع بن سليمان نقل عن الشافعي مئات الروايات. فعندما نلاحظ روايات كتاب سُليم بن قيس، نجد بعض المخاطبات المباشرة مع أمير المؤمنين عليه السلام، لكن لا يمكن مقارنته بالربيع من حيث الكثرة.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

الإمامة

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية

اثنان + ثلاثة =