المشهور أنّ الإمام لم يبايع أبا بكر إلا بعد وفاة الزهراء عليها السلام. فما هي الحكمة من وراء مبايعة الإمام لأبي بكر في هذا التوقيت ؟ وإن كان عليه السلام سيبايع أبي بكر فلماذا لم يتمّ ذلك في حياة الزهراء عليها السلام ؟
بل لم يثبت مبايعة الإمام عليه السلام ، لأبي بكر حتّى بعد وفاة الزهراء عليها السلام. والمحتمل قويّاً انّ أهل السنّة أرادوا تعزيز خلافة أبي بكر وتقويته فاختلقوا قصّة مبايعة أمير المؤمنين له إمّا قبل وفاة الزهراء عليها السلام أو بعده حسب اختلاف رواياتهم وأقوالهم ، ولما كان الأئمّة عليهم السلام وعلماء الشيعة في ظروف التقيّة الشديدة انتقلت هذه المزاعم إلى بعض روايات
الشيعة وكتبهم ، لكن نفس اختلاف الأقوال والروايات في أصل تحقيق البيعة وكيفيّتها ووقتها يدلّ على عدم تحقّقها لأنّ بعضها تكذب البعض الآخر. ولو كانت البيعة متحقّقه لم تختلف الروايات لوجود الداعي لنقل القصّه بصورة واضحه متّفق عليها. وهناك شواهد وأدلّة تأريخيّة على عدم تحقّق البيعة أصلاً منها : « ما نقل انّ أبا بكر وعمر طلبا من علي عليه السلام البيعة فامتنع امتناعاً شديداً فأراد عمر أن يجبره على ذلك بالقوّة والضغط فاكتفى أبو بكر بأن وضع يده على يد علي عليه السلام ، وقال للناس : أنّ علياً بايع فتركوه ».
وعلى فرض صحّة وقوع البيعة بعد وفاة الصدّيقه الطاهرة عليها السلام فالوجه فيه واضح حيث أنّ عليّاً فقد المحامي و المدافع الوحيد. انّ الزهراء عليها السلام كانت تدافع عن علي عليه السلام دفاع المستميت ولم يكن يتجرّأ القوم على طلب البيعة من علي عليه السلام في حياة الزهراء عليها السلام بعد ما جرى عليها من الظلم والإضطهاد في سبيل الدفاع عن علي عليه السلام وحمايته ونصرته.