السؤال :
أريد أسأل عن صفات المهدي عليه السلام الجسديّة وصفاته المعنويّة والشخصيّة ؟ وهل هو الآن موجود بين الناس ؟
الجواب :
أوّلاً : دلّت الروايات على انّ المهدي يشبه جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله في خلقه وخُلقه.
ففي كمال الدين عن الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : القائم من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي وشمائله شمائلي وسنّته سنّتي.
وفي روايات أهل السنّة كما في سنن أبي داود ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : المهدي منّي أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.
أجلى الجبهة : الذي انحسر الشعر عن جبهته وخفّ على جانبيها.
أقنى الأنف : طويلة مع دقّة ارنبته.
ومثله في مسند أحمد وأبي يعلى.
وفي حديث عن الباقر ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام : يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي أبيض اللون مشرب بالحمرة مبدح البطن عريض الفخذين عظيم مشاش المنكبين ...
وعن حذيفة عن النبي صلّى الله عليه وآله : المهدي رجل من ولدي وجهه كالقمر الدرّي ، اللون لون عربي والجسم جسم اسرائيلي ...
لون عربي أيّ أسمر أو أبيض ، وجسم إسرائيلي أي طويل مملوء كأجسام بني يعقوب ، حيث كانوا معروفين بكمال أجسامهم وجمالهم.
ثانياً : يظهر من رواياتنا انّ المهدي شاب المنظر لا يهرم بمرور الأيّام.
ففي كمال الدين ، عن أبي الصلت الهروي ، قال : قلت للرضا عليه السلام : ما علامات المهدي القائم منكم إذا ظهر ؟ قال : علامته ان يكون شيخ السن شاب المنظر ، حتّى انّ الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها ... [ البحار ج 52 / 285 ]
ثالثاً : في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ـ في وصف المهدي ـ : قد لبس للحكمة جنّتها وأخذها بجميع أدبها من الإقبال عليها والتفرّغ لها فهي عند نفسه ضالّته التي يطلبها وحاجته التي يسأل عنها ...
وفي حديث طويل عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى : ( اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ... ) [ النور : 35 ] ، قال : فالمشكاة رسول الله صلّى الله عليه وآله ، والمصباح الوصي والأوصياء ، والزجاجة فاطمة ، والشجرة المباركة رسول الله صلّى الله عليه وآله ، والكوكب الدرّي القائم المنتظر الذي يملأ الأرض عدلاً. [ بحار الأنوار 93 / 3 ]
وفي كتاب سليم بن قيس : انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله غضب حينما سمع مقالة رجل من قريش : ما مثل محمّد في أهل البيت إلّا كمثل نخلة نبتت في كناسة. فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله فغضب وخرج ، فأتى المنبر فجلس عليه حتّى اجتمع الناس ، ثمّ قام فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : ألا ونحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنّة أنا وعلي وجعفر وحمزة والحسن والحسين وفاطمة والمهدي.
وفي اثبات الهداة ، نقلاً عن اثبات الرجعة للفضل بن شاذان بسندين قال : ما من معجزة من معجزات الأنبياء والأوصياء إلّا ويظهر الله تبارك وتعالى مثلها في قائمنا لاتمام الحجّة على الأعداء.
وفي الفردوس ـ من كتب أهل السنّة ـ عن ابن عبّاس ، عن النبي صلّى الله عليه وآله : المهدي طاووس أهل الجنّة.
وفي كتاب ابن حماد ، عن كعب ، قال : المهدي خاشع لله كخشوع النسر بجناحه.
وفي كشف اليقين / 117 ، عن الفردوس ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، عن النبي صلّى الله عليه وآله : الجنّة تشتاق إلى أربعة من أهلي قد أحبّهم الله وأمرني بحبّهم ، علي بن أبي طالب والحسن والحسين والمهدي الذي يصلّي خلفه عيسى بن مريم.
وفي بيان الشافعي / 511 ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : يخرج المهدي على رأسه غمامة فيها مناد ينادي : هذا المهدي خليفة الله فاتّبعوه.
ورواه في عقد الدرر / 135 ، فرائد السمطين 2 / 316 ، وغيرهما.
رابعاً : الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف غائب عن الأنظار ، ولا يعرف مكانه أحد غير الله تعالى ، لكنّه موجود بين الناس يرونه فلا يعرفونه ، وفي الحديث انّه يحضر الموسم ـ أي الحج ـ فيراه الناس ولا يعرفونه.