السؤال :
لماذا خلقنا الله وبنا عيوب وانّ الله يعلم أنّ الناس لا ترحم وتؤذي بكلامها ؟
الجواب :
سؤالك يشبه سؤال من يقول : لماذا تبنى المدرسة ويعيّن فيها المعلّمون والمدرّسون لتعليم التلاميذ ، مع انّ المؤسّس للمدرسة يعلم انّ هناك تلميذ أو تلاميذ لا يجتهدون في طلب العلم ويرسبون في الامتحان ، ولا يحصل لهم كمال علمي أو يمنعهم مانع عن التعلّم ؟! الجواب انّ بناء المدرسة ليس لمصلحة شخص أو أشخاص مخصوصين بل انّما هو لأجل المصالح العامّة ولأجل تكامل نوع التلاميذ علميّاً.
والله تعالى خلق الخلق لأجل أن يوصلهم إلى الكمال والسعادة الدنيويّة والأخرويّة ، والوصول إلى الكمال يتوقّف على ان يكون الإنسان مختاراً في أفعاله وتصرّفاته ولا يكون مسيراً ومجبراً عليها ، ومن الطبيعي ان يكون هناك من يفعل أفعالاً قبيحة ويصدر منه الشرّ يؤذي الآخرين ، لأنّ الإنسان مختار وليس مجبوراً على العمل الصالح وفعل الخير ، فيمكن ان يختار العمل القبيح ويرتكب الظلم في حقّ الآخرين.
غاية الأمر أنّ الله تعالى عادل حكيم ، فيجازي ويعاقب الظالم على ظلمه إمّا في الدنيا أو في الآخرة ، كما أنّه يسمح للمظلوم أن يدافع عن نفسه ويرفع الظلم ولو بايراد الضرر والأذى بالظالم ، كما انّه اذا لم يتمكّن من ذلك فالله تعالى يعطيه الثواب والأجر مضافاً إلى انّه ينتقم له.
وأمّا العيب الخلقي الموجود في الشخص فهو نوع بلاء ، وامتحان من الله لعبده المؤمن لكي يعطيه مزايا ودرجات في الآخرة أو يكون كفّارة لذنوبه ومعاصيه.
وعلى كلّ حال فالله تعالى حكيم ولا يصدر منه شيء بلا حكمة ومصلحة عامّة أو خاصّة.