السؤال :
ممكن وصف الجنّة كما وصفها أهل البيت عليهم السلام ؟
الجواب :
نذكر بعض الروايات الواردة في وصف الجنّة :
عن النبي صلّى الله عليه وآله قال : لما أسري بي الى السماء دخلت الجنّة ، فرأيت فيها قصراً من ياقوت أحمر يرى باطنه من ظاهره لضيائه ونوره ، وفيه قبّتان من درّ و زبرجد ، فقلت يا جبرئيل لمن هذا القصر ؟ قال : هو لمن أطاب الكلام وأدام الصيام وأطعم الطعام وتهجد بالليل والناس صيام. [ بحار الأنوار / المجلّد : 8 / الصفحة : 190 ]
عن الحسين بن أعين قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام في قول الرجل للرجل : جزاك الله خيراً ما يعنى به ؟ قال أبو عبدالله عليه السلام : ان خيراً نهر في الجنّة مخرجه من الكوثر ، والكوثر مخرجه من ساق العرش ، عليه منازل الأوصياء وشيعتهم ، على حافتي ذلك النهر جواري نابتات كلّما قلعت واحدة نبتت أخرى سمّيت بذلك النهر ، وذلك قوله : ( فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ). وإذا قال الرجل لصاحبه : جزاك الله خيراً ، فانّما يعنى بذلك تلك المنازل التي أعدّها الله عزّ وجلّ لصفوته وخيرته من خلقه. [ بحار الأنوار / المجلّد : 8 / الصفحة : 162 ]
عن حذيفة اليماني قال : دخلت عائشة على النبي صلّى الله عليه وآله وهو يقبل فاطمة عليها السلام ، فقالت : يا رسول الله أتقبّلها وهي ذات بعل ؟ فقال لها ـ وساق حديث المعراج إلى أن قال ـ : ثمّ أخذ جبرئيل بيدي فادخلني الجنّة وأنا مسرور ، فإذا أنا بشجرة من نور مكلة بالنور في أصلها ملكان يطويان الحلل والحلي ، ثمّ تقدمت أمامي فإذا أنا بتفّاح لم أر تفّاحاً هو أعظم منه ، فأخذت واحدة ففلقتها ، فخرجت علي منه حوراء ، فقلت لمن أنت فبكت وقالت لابنك المقتول ظلماً الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، ثمّ تقدّمت أمامي فإذا أنا برطب ألين من الزبد وأحلى من العسل ، فأخذت رطبة فأكلتها وأنا أشتهيها ، فتحولت الرطبة نطفة في صلبي ، فلمّا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة ، فحملت بفاطمة ، ففاطمة حوراء إنسيّة ، فإذا اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رائحة ابنتي فاطمة. [ بحار الأنوار / المجلّد : 8 / الصفحة : 190 ]
عن النبي صلّى الله عليه وآله : ما من عبد يدخل الجنّة إلّا ويجلس عند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين تغنيانه بأحسن صوت سمعه الجن والإنس ، وليس بمزمار الشيطان ولكن بتمجيد الله وتقديسه. [ بحار الأنوار / المجلّد : 8 / الصفحة : 196 ]
عن الصادق عليه السلام قال : لو انّ حوراء من الجنّة أشرقت على أهل الدنيا وأبدت ذؤابة من ذؤابتها لأمتن أهل الدنيا ، وانّ المصلّي ليصلّى فإذا لم يسأل ربّه ان يزوّجه من الحور العين ، قلن : ما أزهد هذا فينا. [ بحار الأنوار / المجلّد : 8 / الصفحة : 199 ]
عن الباقر عليه السلام : انّ أرض الجنّة رخامها فضّة ، وترابها الورس والزعفران ، وكنسها المسك ، ورضراضها الدرّ والياقوت. [ بحار الأنوار / المجلّد : 8 / الصفحة : 218 ]
وعن الباقر عليه السلام قال : انّ أهل الجنّة يحيون فلا يموتون أبداً ، ويستيقظون فلا ينامون أبداً ، ويستغنون فلا يفتقرون أبداً ، ويفرحون فلا يحزنون أبداً ، ويضحكون ولا يبكون أبداً ، ويكرمون فلا يهانون أبداً ، ويأكلون فلا يجوعون أبداً ، ويُروون فلا يظمئون أبداً ، ويكسون فلا يعرون أبداً ، ويركبون ويتزاورون أبداً ، ويسلّم عليهم الولدان المخلّدون أبداً ، بأيديهم أباريق الفضّة وآنية الذهب أبداً ، متّكئين على سرر أبداً ، على الأرائك ينظرون أبداً ، ويأتيهم التحيّة والتسليم من الله أبداً ، نسأل الله الجنّة برحمته انّه على كلّ شيء قدير. [ بحار الأنوار / المجلّد : 8 / الصفحة : 220 ]
ومن أفضل نعم الله تعالى على المؤمنين في الجنّة رضوان الله عزّ وجلّ.
عن علي بن الحسين عليه السلام قال : إذا صار أهل الجنّة في الجنّة ، ودخل ولي الله إلى جنانه ومساكنه ، واتّكأ كلّ مؤمن منهم على أريكته ، حفته خدّامه ، وتهدلت عليه الثمار ، وتفجّرت حوله العيون ، وجرت من تحته الأنهار ، وبسطت له الزرابي ، وصفقت له النمارق ، وأتته الخدّام بما شاءت شهوته من قبل ان يسألهم ذلك ، قال ويخرج عليهم الحور العين من الخبان ، فيمكثون بذلك ما شاء الله.
ثمّ انّ الجبّار يشرف عليهم فيقول : أوليائي وأهل طاعتي وسكان جنّتي في جواري الأهل انبّؤكم بخير من ما أنتم فيه ؟ فيقولون : ربّنا وأي شيء خير ممّا نحن فيه ، ... فيقول لهم تبارك وتعالى : رضاي عنكم ومحبّتي لكم خير وأعظم ممّا أنتم فيه ، فيقولون : نعم يا ربّ رضاك عنّا ومحبّتك لنا خير لنا وأطيب لأنفسنا.
ثمّ قرأ علي بن الحسين عليه السلام هذه الآية : ( وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ). [ بحار الأنوار / المجلّد : 8 / الصفحة : 141 ]