أهميّة التقيّة وفوائدها
لا خلاف بأن كلّ ما ثبت تشريعه في الإسلام لا بدّ وان يشتمل على مجموعة من الفوائد التي ترجع بالنفع إمّا على الفرد أو المجتمع أو الدين نفسه ، بل عليها جميعاً إذ لا يمكن تصور صلاح المجتمع مع فساد أفراده ، ولا سيادة الدين بفساد المجتمع.
وإذا عدنا إلى التقيّة نجدها مفردة واحدة من مفردات ذلك التشريع العظيم كما مرّ في أدلّة تشريعها. وعليه فالحديث عن أهميّتها وفوائدها هو الحديث عن فوائد وعوائد التشريع الإسلامي قرآناً وسُنّة ولكن في حيز صغير منه اسمه : التقيّة.
ومن الواضح أنّ المقصود بالتقيّة هنا هي التي تكون في موردها الصحيح والموصوفة على لسان أمير المؤمنين عليه السلام كما سيأتي بأنّها من شيمة الأفاضل ، وليس كلّ تقيّة حتّى التي لم يدخلها الشارع المقدّس في مفهوم الحكم الثانوي الإضطراري (1) فتلك تقيّة مرفوضة ، إذ لا أهميّة لها ولا فائدة بنظر الشارع ، زيادة على ما فيها من ضرر بكلا قسميه :
الأخروي ، باعتبار ارتكاب ما لم يرخّص الشارع بارتكابه حتّى في صورة الإضطرار.
والدنيوي ، بلحاظ ما يترتّب على فعلها من آثار سيّئة عاجلة أو آجلة.
وإذا عُرفت مضار شيء عُرفت قيمته ، وإذا شخّصت فوائد آخر أدركت أهميّته.
وهذا الأمر لا بدّ من التنبيه عليه وإن كان واضحاً في نفسه ، لكي لا تحمل فوائد التقيّة على غير محملها ، ولا تفسر أهميّتها بغير تفسيرها الصحيح.
وثمة شيء آخر يحسن التنبيه عليه ، وهو أن المفاهيم الإسلاميّة لايمكن سبر غورها واكتشاف جميع فوائدها لأنّ مشرعها سبحانه أحاط بكلّ شيء علماً ، وإنّما يكون الاكتفاء عادة بالمنظور منها ، إمّا بالمشاهدة والحسّ ، أو بالنظر العقلي والإدراك الفطري ، زيادة على الاستهداء بالنصّ في بيان فوائد تلك المفاهيم.
وسوف نستهدي بهذه السبل الأمينة في بيان فوائد التقيّة ، وعلى النحو الآتي :
١ ـ في التقيّة تحفظ النفس من التهلكة ، ويُصان ما دونها من الأذى ، كما لو كان المدفوع بها ضرب مبرّح ، أو هتك عرض ، أو سلب مال ، أو إهانة ونحوها من الأمور التي تعرض سلامة الإنسان المسلم وكرامته إلى الخطر ، ومن هنا ورد عن الإمام الصادق عليه السلام في وصفها بأنّها : « .. حرز لمن أخذ بها ، وتحرّز من التعريض للبلاء في الدنيا » (1).
كما تحفظ بالتقيّة حقوق المؤمنين ، وقد جمع هذه الفوائد قول أمير المؤمنين علي عليه السلام : « التقيّة من أفضل أعمال المؤمن ، يصون بها نفسه وإخوانه من الفاجرين » (2) وعلى هذا تكون التقيّة صدقة على النفس والإخوان ، وفي الحديث المروي عن الإمام العسكري عليه السلام : « .. إنّ مداراة أعداء الله من أفضل صدقة المرء على نفسه وإخوانه » (3).
٢ ـ التقيّة صمود بوجه الباطل ، كما يفهم من وصفها بأنّها سلاح المؤمن ، وترسه وحرزه ، وليست تخاذلاً أو تراجعاً ، فهي أشبه ما تكون بالإنسحاب الهادف إلى التحيز إلى جهة المؤمنين لتقوية شوكتهم ، وخير ما يدلّ على ذلك صمود عمّار بن ياسر على الحقّ ثمّ انسحابه الهادف الذي وفّر عليه فرصة الاشتراك مع إخوانه المؤمنين في ميادين الحقّ ضد الباطل ابتداء من بدر الكبرى بقيادة أشرف المرسلين صلّى الله عليه وآله وسلّم ، واختتاماً بصفين تحت لواء أمير المؤمنين عليه السلام.
ولولا تقيّته لما عرف له دور في قتال المشركين ، والناكثين ، والقاسطين.
فالتقيّة إذن من عوامل تقوية الدين ، وقد جاء في حديث الإمام الصادق عليه السلام ما يؤيّد هذا ، فقال عليه السلام : « اتّقوا الله ، وصونوا دينكم بالورع ، وقوّوه بالتقيّة » (4).
٣ ـ التقيّة شجاعة وحكمة وفقاهة ، وتوضيح ذلك إنّ التقيّة وسط بين طرفين : إمّا الإفراط في استخدامها في كلّ شيء بلا قيد أو شرط ، بمعنى الهروب عن مواجهة الباطل في كلِّ ظرف حتى فيما يستوجب المواجهة ، وهذا هو الجبن بعينه. وإمّا التفريط في تركها في كلّ حين حتّى في موارد وجوبها لحفظ النفس من التهلكة ، وهذا هو التهوّر بعينه. ولا وسط بين هاتين الرذيلتين في علم الأخلاق إلّا فضيلة الشجاعة. وبهذا يكون استخدامها في موردها الصحيح من الحكمة ؛ لأنّها وضع الشيء في موضعه ( وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ) (5).
وأمّا كونها من الفقاهة ، فهو ممّا لا شكّ فيه ، لأنّ للتقيّة جملة من الأحكام كما مرّ ، واستخدامها الأمثل لا يتمّ من غير علم بتلك الأحكام ، وهذا هو عين التفقّه ، ويدلّ عليه حديث الإمام الباقر عليه السلام في التقيّة : « ... فأمّا الذي برئ فرجل فقيه في دينه » (6) وفي الحديث الشريف : « من يُرد الله به خيراً يفقهه في الدين » (7).
٤ ـ التقيّة تؤدّي إلى وحدة المسلمين بحسن المعاشرة فيما بينهم ، ومخالطة بعضهم بعضاً ، فالمصافحة والبشاشة ، والحضور المشترك في أماكن العبادة ، وتشييع الجنائز ، وعيادة المرضى ، لاشكّ أنّها تزيل الضغائن ، وترفع الأحقاد الموروثة ، وتحوّل العداوة إلى مودّة ومؤآخاة.
ويؤيّد هذا ، قوله تعالى : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) (8).
وقد تقدم بأن المقصود ( بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) هو : التقيّة ، فيكون من لوازم الدفع بها أن يصير العدوّ المعاند كأنّه وليٌّ حميم.
٥ ـ التقيّة دعوة محكمة إلى اتّباع سبل الهدى ، كما يفهم من قوله تعالى : ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) (9) ولا شكّ في دخول التقيّة في مصاديق هذا القول الكريم ، ومعنى هذا أنّ التقيّة في مداراة أهل الباطل تؤدي إلى اجتذابهم إلى الحقّ ، وتبصرتهم بعد العمى ، ويؤيّد ذلك ما جاء عن الإمام العسكري عليه السلام في تفسير قوله تعالى : ( وَقُولُوا لِلناسِ حُسناً ) (10). قال عليه السلام : « قولوا للناس كلّهم حُسناً ، مؤمنهم ومخالفهم. أمّا المؤمن فيبسط لهم وجهه ، وأمّا المخالفون فيكلّمهم بالمداراة لاجتذابهم إلى الإيمان » (11).
ويفهم ممّا تقدّم أنّ التقيّة من الإحسان ، وبما أن الإنسان عبد الإحسان ، تُرى ، فأيّ عاقل لا يحبّ من يُحسن إليه ، وإن كان ذلك الإحسان في واقعه عن تقيّة ؟
٦ ـ التقيّة نوع من أنواع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويدلّ عليه أمران :
أحدهما : إنّ اللجاجة والمقاطعة والمخاصمة مع المخالف في دولته تعدّ من المنكر إذا ما أدت إلى اضعاف المؤمنين أو تضرّرهم ، على عكس معاشرتهم ومخالطتهم المؤدية إلى سلامة المؤمنين وحفظهم فضلاً عن اجتذاب المخالفين إلى الإيمان ، فهذا من فعل المعروف بلا شكّ.
الآخر : تصنيف أحاديث التقيّة من قبل المحدّثين في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، هذا زيادة على ما تضمّنته أحاديث أهل البيت عليهم السلام في هذا المعنى ، وقد مرّ بعضها وسيأتي أيضاً.
٧ ـ التقيّة جهاد في سبيل الله عزَّ وجلّ ، إذ يجاهد فيها المؤمن أعداء الله تعالى في دولتهم بكتمان إيمانه ، كما فعل مؤمن آل فرعون بكتم إيمانه ، وكما فعل المخلصون من أصحاب الأئمّة عليهم السلام بكتم أسرار أهل البيت خشية عليهم من الظالمين ، وقد ورد الحثّ على التقيّة بهذا الوصف أيضاً ، قال الإمام الصادق عليه السلام : « .. والمؤمن مجاهد ؛ لأنّه يجاهد أعداء الله عزَّ وجلّ في دولة الباطل بالتقيّة ، وفي دولة الحقّ بالسيف » (12).
وقال عليه السلام : « نفس المهموم لنا المغتم لمظلمتنا تسبيح ، وهمّه لأمرنا عبادة ، وكتمانه لسرّنا جهاد في سبيل الله » (13).
٨ ـ استخدام التقيّة في مواردها طاعة لله عزَّ وجلّ ، كما يفهم من قوله تعالى : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) فعن الإمام الصادق عليه السلام : « التي هي أحسن : التقيّة » (14) وطاعة لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وتأسٍ بسيرته الشريفة وقد مرّ ما يدلّ عليه بأوضح صورة ، وتمسك بحبل أهل البيت عليهم السلام ، فعن الإمام الصادق عليه السلام : « .. من استعمل التقيّة في دين الله فقد تسنّم الذروة العليا من القرآن » (15).
٩ ـ من لوازم ما تقدّم ، فالتقيّة إذن توجب الثواب لفاعلها ؛ لأنّها امتثال لما أمر به الشارع المقدّس ، وقد جاء في أحاديث أهل البيت عليهم السلام ما يؤكّد هذا ، ففي حديث سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام : « بشر في وجه المؤمن يوجب لصاحبه الجنّة ، وبشر في وجه المعاند يقي صاحبه عذاب النار » (16).
وقد عرف بعض الصحابة بهذا ، فقد أخرج البخاري بسنده عن أبي الدرداء أنّه قال : « إنّا لنكشر في وجوه أقوامٍ ، وإنّ قلوبنا لتلعنهم » (17).
ونسب القرافي المالكي ( ت / ٦٤٨ هـ ) هذا القول إلى أبي موسى الأشعري أيضاً ، معلّقاً عليه بقوله : « يريد : الظلمة والفسقة الذين يتقي شرّهم ، ويتبسم في وجوههم » (18).
كما نُسب هذا القول أيضاً إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام في روايات شيعته ، وبلفظ : « إنّا لنبشر في وجوه قوم وانّ قلوبنا لتقليهم ، أولئك أعداء الله نتقيهم على إخواننا وعلى أنفسنا » (19).
١٠ ـ في التقيّة الكتمانيّة ، تصان الأسرار ، ويحفظ الحقّ من الاندثار ، ويكون قادته واتباعه في أمان من الاخطار.
١١ ـ التقيّة ورع يحجز الإنسان عن معاصي الله عزَّ وجلَّ ، إذ لا معصية أكبر بعد الشرك من قتل المؤمن بسبب افشاء سرّه بضغط الإكراه وعدم التكتم عليه بالتقيّة ، ولهذا وصِف مذيع السرّ بقاتل العمد لا قاتل الخطأ ، ففي حديث الإمام الصادق عليه السلام : « من أذاع علينا شيئاً من أمرنا فهو كمن قتلنا عمداً ولم يقتلنا خطأ » (20).
وواضح أنّ المراد بأمرهم عليهم السلام هو كلّ ما صدر عنهم عليهم السلام وكان مخالفاً لهوى السلطة واتباعها.
١٢ ـ التقيّة خلق رفيع في مداراة الناس وحلم عجيب مع الجهلاء ، قال الإمام الصادق عليه السلام : « فو الله ، لربّما سمعت من شتم عليّاً عليه السلام ، وما بيني وبينه إلّا اسطوانة ، فاستتر بها ، فإذا فرغت من صلاتي أمرّ به فاسلم عليه وأصافحه » (21).
وعن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « ثلاث من لم تكن فيه فليس منّي ولا من الله عزَّ وجلَّ : حلم يرد به جهل الجاهل ، وحسن خُلق يعيش به في الناس ، وورع يحجزه عن معاصي الله عزَّ وجلَّ » (22).
ولتضمن التقيّة لهذه الخصال الثلاث زيادة على ما فيها من طاعة وامتثال وفوائد وعوائد ، فقد حثّ عليها أمير المؤمنين علي عليه السلام ووصفها بشيمة الأفاضل ، فقال عليه السلام : « عليك بالتقيّة ، فإنّها شيمة الأفاضل » (23) ، ونظراً لموقع التقيّة وآثارها في المنظومة الأخلاقيّة فقد عدّها الإمام الرضا عليه السلام من شعار الصالحين ودثارهم (24).
وفي المروي عن الإمام العسكري عليه السلام : « أشرف أخلاق الأئمّة والفاضلين من شيعتنا : التقيّة ، وأخذ النفس بحقوق الإخوان » (25).
ومن كلّ ما تقدّم يُعلم أن منكر التقيّة بقلبه ولسانه رجلٌ رذيلٌ ؛ لأنّها ليست من شيمته ، وكافرٌ لأنّه منكر للتشريع الثابت بنصّ القرآن والسُنّة المطهّرة ، ومتعصّب جاهل ؛ لأنّه ينكر ضرورة عقليّة متّفق عليها من لدن العقلاء ، بل هو أقلّ رتبة من الحيوان ؛ لأنّ الحيوان يعرف كيف يسعى لنفسه ويهرب من الخطر بفطرته ، وهذا ينكر فطرة الله التي فطر الناس عليها جميعاً ، ويكفي على اثبات حماقته أنّه مسلوب من فوائد التقيّة ، والتي منها ما مرّ وبعضها ما يأتي :
١٣ ـ في التقيّة تقرُّ عين المؤمن لأنّها جُنّته ، وقد كان الإمام الباقر عليه السلام يقول : « وأيّ شيء أقرُّ لعيني من التقيّة ، إنّ التقيّة جُنّة المؤمن » (26).
١٤ ـ التقيّة الكتمانيّة تجلب للمؤمن عزّاً في دنياه ونوراً في آخرته ، فعن الإمام الصادق عليه السلام : « من كتم أمرنا ولا يذيعه أعزّه الله في الدنيا وجعل له نوراً بين عينيه يقوده إلى الجنّة » (27).
١٥ ـ التقيّة المداراتيّة وسام للمتّقي بعدم التعصّب ، بخلاف من يزعم الموضوعيّة ويجعل المداراة في حقل النفاق ، فهذا هو عين النفاق والتعصّب والخروج عن الموضوعيّة ، بل هو الكفر بعينه بعد ثبوت مداراة أشرف الأنبياء صلّى الله عليه وآله وسلّم لقومه كما مرّ في صحاح القوم ومسانيدهم.
١٦ ـ في التقيّة يُميّز أولياء الله من أعدائه لعنهم الله ، ولولاها ما عرف هذا من ذاك ، قال سيّد الشهداء الإمام الحسين السبط عليه السلام : « لولا التقيّة ما عرف ولينا من عدوّنا » (28).
١٧ ـ ومن فوائد التقيّة أنّها توجب تعظيم الناس للمتّقي ، نظراً لاحسانه لهم بالمداراة ، والمعاشرة الطيّبة معهم وإن خالفوه في فكره وعقيدته ، وقد كان سيّد الساجدين الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام ، مشهوراً بمداراة أعدائه حتّى عظم في عيونهم وانتزع منهم على رغم طغيانهم وعتوهم توقيره وتبجيله وفي ذلك يقول الزهري : « ما عرفت له صديقاً في السرّ ولا عدوّاً في العلانية ؛ لأنّه لا أحد يعرفه بفضائله الباهرة إلّا ولا يجد بداً من تعظيمه ، من شدّة مداراة علي بن الحسين عليهما السلام ، وحسن معاشرته إيّاه ، وأخذه من التقيّة بأحسنها وأجملها » (29).
١٨ ـ التقيّة المداراتيّة تغلق منافذ التشكيك التي يتسلل منها أعداء الحقّ لترويج الباطل بنحو أن الشيعة لا يصلون المغرب حتّى تشتبك النجوم وغير هذا من المزاعم التي ما أنزل الله بها من سلطان.
فبمعاشرتهم للمخالف ومخالطتهم إيّاه سيعرف الحقّ ، ولن يكون هناك مجال لإغرائه بالباطل من جديد.
ونكتفي بهذا القدر من فوائد التقيّة التي تكشف عن أهميّتها ودورها الإيجابي في حياة الفرد والمجتمع ، لننتقل إلى بيان الفرق بينها وبين النفاق.
الهوامش
1. الحكم إمّا أن يكون أوّليّاً وهو المنصوص عليه بخصوصه في الشريعة الإسلاميّة ، كحرمة أكل لحم الميتة ، والدم ، ولحم الخنزير ، وغيرها. وهذا الحكم هو الأصل.
وإمّا أن يكون ثانوياً وهو الفرع ويكون على قسمين :
١ ـ حكم ثانوي ظاهري ، كالأحكام الواردة لحالة شكّ المكلّف ، ومواردها الأصول العمليّة : البراءة ، والإحتياط ، والتخيير ، وكذلك القواعد الفقهيّة ، كقاعدة التجاوز وغيرها.
٢ ـ حكم ثانوي اضطراري ، وهي الأحكام التي جاءت للتوسعة على المكلّف العاجز عن القيام بالحكم الأولي ، فمن لا يقدر على الالتزام بحرمة أكل لحم الميتة بسبب الجوع الشديد يباح له ذلك لاضطراره إليه ، بلا خلاف بين جميع فقهاء الإسلام ، فكذلك الحال مع استخدام التقيّة عند الضرورة ، إلّا ما استثني منها بدليل ، وقد مرّ بعض مستثنياتها ، فراجع.
2. مشكاة الأنوار / سبط الطبرسي : ٤٢. وعنه في مستدرك الوسائل ١٢ : ٢٥٦ / ١٣ باب ٢٣ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
3. التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري ٧ : ٣٢١ / ١٦٤.
4. التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري ٧ : ١٤٢.
5. أمالي الشيخ المفيد : ٩٩ ـ ١٠٠ ، المجلس الثاني عشر.
6. سورة البقرة : ٢ / ٢٦٩.
7. اُصول الكافي ٢ : ٢٢١ / ٢١ ، باب التقيّة.
8. سنن ابن ماجة ١ : ١٤٣ / ٢٢٠ باب فضل العلماء والحث على طلب العلم.
ومسند أبي يعلى الموصلي ٥ : ٣٢٦ / ٥٨٢٩. ومجمع الزوائد / الهيثمي ١ : ١٢١ قال : ( ورجاله رجال الصحيح ).
9. سورة فصلت : ٤١ / ٣٤.
10. سورة النحل : ١٦ / ١٢٥.
11. سورة البقرة : ٢ / ٨٣.
12. مستدرك الوسائل ١٢ : ٢٦١ / ١ باب ٢٧ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
13. علل الشرائع / الصدوق : ٤٦٧ / ٢٢.
14. اُصول الكافي ٢ : ٢٢٦ / ١٦ ، باب الكتمان ، وفيه ( المغتم لظلمنا ). والتصويب من الوسائل ١٦ : ٢٤٩ / ١٠ باب ٣٤ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
15. اُصول الكافي ٢ : ٢١٨ / ٦ ، باب التقيّة.
16. معاني الأخبار / الصدوق : ٣٨٥ / ٢٠.
17. مستدرك الوسائل ١٢ : ٢٦١ / ٢ باب ٢٧ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
18. صحيح البخاري ٨ : ٣٧ ، كتاب الأدب ، باب المداراة مع الناس.
19. الفروق / القرافي المالكي ٤ : ٢٣٦ ، الفرق الرابع والستون والمائتان.
20. مستدرك الوسائل ١٢ : ٢٦١ / ٢ باب ٢٧ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
21. اُصول الكافي ٢ : ٣٧١ / ٩ باب الاذاعة ، وفيه أحاديث أخر بهذا المعنى ، فراجع.
22. جامع الأخبار / السبزواري : ٢٥٣ ـ ٢٥٤ / ٦٦٣ الفصل ٥٣.
23. الخصال / الصدوق ١ : ١٤٥ ـ ١٤٦ / ١٧٢ باب الثلاثة.
24. غرر الحكم / الآمدي ٢ : ٤٨٢ / ٥٧.
25. وسائل الشيعة ١٦ : ٢٢٣ / ١٠ باب ٢٨ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
26. وسائل الشيعة ١٦ : ٢٢٣ / ٧ من الباب السابق.
27. اُصول الكافي ٢ : ٢٢٠ / ١٤ باب التقيّة.
28. مشكاة الأنوار / سبط الطبرسي : ٤٠ ، وقد ورد في هذا المعنى أحاديث أُخر أنظرها في : كتاب الغيبة / النعماني : ٣٨ / ١٢. وبصائر الدرجات / الصفار : ٤٢٣ / ٢. ومختصر بصائر الدرجات لسعد بن عبدالله / حسن بن سليمان الحلي : ١٠١. ودعائم الإسلام / القاضي النعمان ١ : ٥٩. واُنظر باب ٢٤ في الوسائل وباب ٣٢ في مستدركه ، من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
29. التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ٣٢١ / ١٦٥.
30. مستدرك الوسائل ١٢ : ٢٦٢ / ٤ باب ٢٧ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
مقتبس من كتاب : [ التقيّة في الفكر الإسلامي ] / الصفحة : 118 ـ 128