في نبوّة يعقوب ويوسف عليهما السّلام
127 ـ أخبرنا الشّيخ ابو سعد الحسن بن علي الآرابادي (1) ، والشيّخ ابو القاسم الحسن بن محمّد الحديقي ، عن جعفر بن محمّد بن العبّاس ، عن أبيه ، عن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، حدّثنا عبد الله بن جعفر ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطيّة ، عن أبي حمزة الثّمالي ، قال :
صلّيت مع علي بن الحسين صلوات الله عليهما الفجر يوم الجمعة ، فنهض إلى منزله وأنا معه ، فدعا مولاةً له فقال : لا يقف اليوم على بابي سائل إلّا أطعمتموه ، فانّ اليوم يوم الجمعة قلت : ليس كلّ سائل محقّ.
فقال : أخاف أن يكون بعض من يسألنا محقّاً فلا نطعمه ونردّه ، فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب وآله عليهم السّلام أطعموهم ، إنّ يعقوب كان يذبح كلّ يوم كبشاً ، فيتصدق منه ويأكل هو وعياله منه ، وأنّ سائلاً مؤمناً صوّاماً قوّاماً محقّاً له عند الله منزلة كان مجتازاً غريباً إعتر بباب يعقوب عشيّة الجمعة عند أوان إفطاره ، فهتف على بابه : أطعموا السّائل الغريب الجائع من فضل طعامكم. فلمّا يئس شكا جوعه إلى الله تعالى وبات خاوياً وأصبح صائماً ، وبات يعقوب وآله شباعاً بطاناً ، وأصبحوا عندهم فضلة من طعام ، فأوحى الله تعالى إلى يعقوب صلوات الله عليه : استوجبت بلواي أو ما علمت أنّ البلوى إلى أوليائي أسرع منها إلى أعدائي ، وذلك حسن نظر منّي لأوليائي ، استعدّوا لبلائي.
فقلت لعليّ بن الحسين صلوات الله عليهما : متى رأى الرّؤيا ؟ قال : في تلك اللّيلة الّتي بات فيها يعقوب صلوات الله عليه وآله شباعاً ، وبات فيها ذلك الغريب جائعاً ، فلمّا قصّها على أبيه اغتمّ يعقوب لما سمع من يوسف مع ما أوحي إليه : أن استعدّ للبلاء ، وكان اوّل بلوى نزل بآل يعقوب الحسد ليوسف عليه السّلام ، فلمّا رآى إخوة يوسف كرامة أبيه إيّاه اشتدّ عليهم فتآمروا حتّى قالوا : « أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ » (2) فلمّا خرجوا به أتوا به غيضة أشجار ، فقالوا نذبحه ونلقيه تحت شجرة يأكله الذّئب ، فقال كبيرهم : لا تقتلوه ولكن ألقوه في غيابة الجبّ فألقوه فيه ، وهم يظنّون أنّه يغرق فيه.
فلمّا أمسوا رجعوا إلى أبيهم « عِشَاءً يَبْكُونَ قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ » (3) فاسترجع وعبر فصبر وأذعن للبلوى ، وقال : « بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ » (4) ما كان الله ليطعم لحم يوسف الذّئب.
قال أبو حمزة : ثمّ انقطع حديث علي بن الحسين زين العابدين صلوات الله عليه ، فلمّا كان من الغدو عدوت اليه ، فقلت : إنّك حدّثت أمس بحديث يعقوب ، فما كان من قصّة إخوة يوسف بعد ذلك ؟ فقال : إنّهم لمّا أصبحوا قالوا : انطلقوا بنا حتّى نظر ما حال يوسف أمات أم هو حيّ ؟ فلمّا انتهوا إلى الجبّ وجدوا سيّارة قد أرسلوا واردهم ، فأدلى دلوه فمّا جذب الدّلو إذا هو بغلام متعلق بدلوه ، فلمّا أخرجه قال إخوة يوسف : هذا عبدنا سقط أمس في هذا الجبّ وجئنا اليوم لنخرجه ، فانتزعوه منه وقالوا له : إمّا أن تقرّ لنا أنّك عبد لنا ، فنبيعك من بعض هذه السّيارة أو نقتلك ، قال : اصنعوا ما شئتم ، فأقبلوا الى السيّارة وقالوا لهم : آمنكم من يشتري هذا العبد منّا ؟ فاشتراه بعضهم بعشرين درهماً وسار من اشتراه حتّى أدخله مصر.
فقلت لعليّ بن الحسين عليهما السّلام : إبن كم كان يوسف صلوات الله عليه يوم ألقيَ في الجبّ ؟ قال : كان ابن تسع سنين قلت : فكم كان بين منزل يعقوب يومئذ وبين مصر ؟
قال : مسيرة اثنى عشر يوماً. وكان يوسف عليه السّلام من أجمل أهل زمانه ، فاشتراه العزيز وراودته امرأته ، فقال : معاذ الله أنا من أهل بيت لا يزنون ، فأفلت منها هارباً إلى الباب ، فلحقته فجذبت قميصه من خلفه « وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ » (5) فهمّ الملك بعذاب يوسف عليه السّلام ، فقال يوسف عليه السلام هي راودتني فاسأل هذا الصّبيّ ، فأنطق الله الصّبيّ بفصل القضاء ، فقال أيّها الملك : انظر إلى قميص يوسف ، فان كان مقدوداً من قدّامه فهو الّذي راودها ، وإن كان مقدوداً من خلفه فهي الّتي راودته ، فأفزع الملك ذلك ودعى بالقميص ونظر إليه فرآه مقدوداً من خلفه قال : إنّه من كيدكنّ وقال ليوسف : اكتم هذا.
فلمّا شاع أمر امرأة العزيز والنّسوة اللّآتي قطّعن أيديهنّ ، سُجن يوسف عليه السّلام ، ودخل معه السّجن فتيان ، وكان من قصّته ما ذكره الله تعالى في كتابه العزيز (6).
128 ـ وباسناده عن ابن محبوب ، عن الحسن بن عمارة ، عن مسمع أبي سيّار (7) ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال :
لمّا ألقى إخوة يوسف يوسف في الجبّ نزل عليه جبرئيل ، فقال : يا غلام من طرحك في هذا الجبّ ؟ فقال : إخوتي بمنزلتي من أبي حسدوني ، قال : أتحبّ أن تخرج من هذا الجبّ ؟ قال : ذلك إلى إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، قال : فانّ الله يقول لك : قل : اللّهمّ إنّي أسألك بأنّ لك الحمد لا إله إلّا أنت ، بديع السّماوات والأرض يا ذا الجلال والإِكرام ، ان تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً وترزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب (8).
129 ـ وباسناده عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي نصر ، عن الرّضا عليه السّلام في قوله تعالى : « وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ » (9) قال :
كانت عشرين درهماً والبخس : النقص ، وهي قيمة كلب الصّيد إذا قتل (10).
130 ـ وباسناده عن الحسن بن محبوب ، عن أبي إسماعيل الفرّا ، عن طربال ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال :
لمّا أمر الملك بحبس يوسف عليه السّلام في السّجن ألهمه الله تأويل الرّؤيا ، فكان يعبر لأهل السّجن رؤياهم (11).
131 ـ وعن ابن أبي نصر ، عن أبي جميلة ، عن عبد الله بن سليمان ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال :
كان يوسف عليه السّلام بين أبويه مكرّماً ، ثمّ صار عبداً ، فصار ملكاً (12).
132 ـ وعن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي ، عن حماد بن عثمان ، عن جميل ، عن سليمان بن عبد الله الطّلحي قال :
قلت لأبي عبد الله عليه السّلام : ما حال بني يعقوب ؟ هل خرجوا عن الايمان ؟ فقال : نعم. قلت : فما تقول في آدم عليه السّلام ؟ قال : دع آدم (13).
133 ـ وعن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن حنّان بن سدير قال :
قلت لأبي جعفر صلوات الله عليه : أكان أولاد يعقوب أنبياء ؟ قال : لا ، ولكنّهم كانوا أسباطاً أولاد الأنبياء ، ولم يفارقوا إلّا سعدآء ، تابوا وتذكّروا ممّا صنعوا (14).
134 ـ وأخبرنا الشّيخ ابو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطّبرسي ، عن جعفر الدّوريستي ، عن الشّيخ المفيد ، عن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن عليّ بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال :
لمّا فقد يعقوبُ يوسف عليهما السّلام اشتدّ حزنه وتغيّر حاله ، وكان يمتار القمح من مصر لعياله في السّنة مرّتين في الشّتاء والصّيف ، فانّه بعث عدّة من ولده ببضاعة يسيرة مع رفقة خرجت ، فلمّا دخلوا على يوسف عليه السّلام عرفهم ولم يعرفوه ، فقال : هلمّوا بضاعتكم حتّى أبدأ بكم قبل الرّفاق وقال لفتيانه : عجّلوا لهؤلاء بالكيل وأوقروهم ، واجعلوا بضاعتهم في رحالهم إذا فرغتم.
وقال يوسف لهم : كان أخوان من أبيكم فما فعلا ؟ قالوا : أمّا الكبير منهما فانّ الذّئب أكله ، وأمّا الأصغر فخلّفناه عند أبيه ، وهو به ضنين وعليه شفيق. قال : إنّي أحبّ أن تأتوني به معكم إذا جئتم لتمتاروا ، ولمّا فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم فيها « قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَـٰذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا » (15) فلمّا احتاجوا إلى الميرة بعد ستّة أشهر بعثهم ، وبعث معهم ابن يامين ببضاعة يسيرة ، فأخذ عليهم « مَوْثِقًا مِّنَ اللَّـهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ » (16) فانطلقوا مع الرّفاق حتّى دخلوا على يوسف ، فهيّأ لهم طعاماً وقال : ليجلس كلّ بني أمّ على مائدة ، فجلسوا وبقي ابن يامين قائماً ، فقال له يوسف : ما لك لم تجلس ؟ فقال : ليس لي فيهم ابن أمّ ، فقال يوسف : فمالك ابن امّ ؟ قال : بلى زعم هؤلاء أنّ الذّئب أكله.
قال : فما بلغ من حزنك عليه ؟ قال : ولد لي أحد عشر ابناً لكلّهم أشتق اسماً من اسمه ، فقال : اراك قد عانقت النّساء وشممت الولد من بعده ، فقال : انّ لي أباً صالحاً قال لي : تزوّج لعلّ الله أن يخرج منك ذريةً تثقّل الأرض بالتّسبيح ، قال يوسف : فاجلس معي على مائدتي ، فقال إخوة يوسف : لقد فضّل الله يوسف وأخاه حتّى أنّ الملك قد أجلسه معه على مائدته ، وقال لابن يامين : إنّي أنا أخوك فلا تبتئس بما تراني أفعل واكتم ما أخبرتك ، ولا تحزن ولا تخف.
ثمّ أخرجه إليهم وأمر فتيته أن يأخذوا بضاعتهم ويعجّلوا لهم الكيل ، فاذا فرغوا جعلوا (17) المكيال في رحل أخيه ابن يامين ، ففعلوا ذلك وارتحل القوم مع الرّفقة ، فمضوا ولحقهم فتية يوسف ، فنادوا « أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ » (18) قالوا : « مَّاذَا تَفْقِدُونَ قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ ... قالوا : وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ قالوا : فَمَا جَزَاؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ قالوا : « جَزَاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ » « فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاءِ أَخِيهِ » « قَالُوا : إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ » (19) ثمّ « قَالُوا : يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ » « قَالَ : مَعَاذَ اللَّـهِ أَن نَّأْخُذَ إِلَّا مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ » (20) قال كبيرهم : إنّي لست أبرح الأرض حتّى يأذن لي أبي.
فمضى إخوة يوسف حتّى دخلوا على يعقوب صلوات الله عليه ، فقال لهم : أين ابن يامين ؟ قالوا : سرق مكيال الملك ، فحبسه عنده ، فاسأل أهل القرية والعير حتّى يخبروك بذلك ، فاسترجع يعقوب واستعبر حتّى تقوّس ظهره ، فقال يعقوب : يابنيّ اذهبوا فتحسّسوا من يوسف وأخيه ، فخرج منهم نفر وبعث معهم بضاعة وكتب معهم كتاباً إلى عزيز مصر يعطفه على نفسه وولده.
فدخلوا على يوسف بكتاب أبيهم ، فأخذه وقبّله وبكى ، ثمّ أقبل عليهم فقال : « هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ » قالوا : أأنت يوسف ؟ « قَالَ : أَنَا يُوسُفُ وَهَـٰذَا أَخِي » وقال يوسف : « لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّـهُ لَكُمْ » و « اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَـٰذَا » بلّته دموعي « فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ » (21).
فأقبل ولد يعقوب عليه السّلام يحثّون السّير بالقميص ، فلمّا دخلوا عليه قال لهم : ما فعل ابن يامين ؟ قالوا : خلّفناه عند أخيه صالحاً ، فحمد الله عند ذلك يعقوب وسجد لربّه سجدة الشكر واعتدل ظهره ، وقال لولده : تحملوا إلى يوسف من يومكم ، فساروا في تسعة أيّام إلى مصر ، فلمّا دخلوا اعتنق يوسف أباه ورفع خالته ، ثم دخل منزله وأدهن ولبس ثياب الملك ، فلمّا رأوهُ سجدُوا شكراً لله ، وما تطيّب يوسف في تلك المدّة ولا مَسّ النّساء حتّى جمع الله ليعقوب صلوات الله عليه شمله (22).
135 ـ وباسناده عن الصَّفار ، عن أيّوب بن نوح ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال :
قلت لأبي عبد الله صلوات الله عليه : ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف ؟ قال : حزن سبعين ثكلى ، قال : ولمّا كان يوسف صلوات الله عليه في السّجن دخل عليه جبرئيل عليه السّلام ، فقال : إنّ الله تعالى ابتلاك وابتلى أباك وأنّ الله ينجّيك من هذا السّجن ، فاسأل الله بحقّ محمّد وأهل بيته أن يخلّصك ممّا أنت فيه ، فقال يوسف : اللّهم إنّي أسألك بحقّ محمّد وأهل بيته إلّا عجّلت فرجي وأرحتني ممّا أنا فيه.
قال جبرئيل عليه السّلام : فابشر أيّها الصّديق ، فانّ الله تعالى أرسلني إليك بالبشارة بانّه يخرجك من السّجن إلى ثلاثة أيّام ، ويملّكك مصر وأهلها تخدمك أشرافها ، يجمع إليك إخوتك وأباك ، فابشر أيّها الصّدّيق إنّك صفيّ الله وابن صفيّه. فلم يلبث يوسف عليه السّلام إلّا تلك اللّيلة حتّى رأى الملك رؤيا أفزعته ، فقصّها على أعوانه ، فلم يدروا ما تأويلها.
فذكر الغلام الّذي نجى من السّجن يوسف ، فقال له : أيّها الملك أرسلني إلى السّجن ، فإِنّ فيه رجلاً لم ير مثله حلماً وعلماً وتفسيراً ، وقد كنت أنا وفلان غضبت علينا وأمرت بحبسنا رأينا رؤيا ، فعبَّرها لنا وكان كما قال ، ففلان صلب وأمّا أنا فنجوت فقال له الملك : انطلق إليه ، فدخل وقال : يا يوسف : « أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ » (23) فلمّا بلغ رسالة يوسف الملك قال : « ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي » (24) فلمّا بلغ يوسف رساله الملك قال : كيف أرجو كرامته وقد عرف برآءتي وحبسني سنين ، فلمّا سمع الملك أرسل إلى النّسوة فقال ما خطبكنّ : « قُلْنَ حَاشَ لِلَّـهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ » (25).
فأرسل إليه وأخرجه من السّجن ، فلمّا كلّمه أعجبه كماله وعقله ، فقال له : أقصص رؤياي فانّي أريد أن أسمعها منك ، فذكّره يوسف كما رأى وفسّرها. قال الملك : صدقت فمن لي بجمع ذلك وحفظه ؟ فقال يوسف : إنّ الله تعالى أوحى إليّ أنّي مدبّره والقيّم به في تلك السّنين ، فقال له الملك : صدقت دونك خاتمي وسريري وتاجي.
فأقبل يوسف على جمع الطّعام في السّنين السّبع الخصيبة يكبسه في الخزائن في سنبله ، ثمّ أقبلت السّنون الجدبة ، أقبل يوسف عليه السّلام على بيع الطّعام ، فباعهم في السّنة الاولى بالدّراهم والدّينار ، حتّى لم يبق بمصر وما حولها دينار ولا درهم إلّا صار في مملكة يوسف ، وباعهم في السّنة الثّانية بالحلي والجواهر حتّى لم يبق بمصر حليّ ولا جوهر إلّا صار في مملكته ، وباعهم في السّنة الثّالثة بالدّواب والمواشي حتّى لم يبق بمصر وما حولها دابّة ولا ماشية إلّا صارت في مملكة يوسف ، وباعهم في السّنة الرّابعة بالعبيد والإِماء حتّى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا أمة إلّا وصار في مملكة يوسف ، وباعهم في السّنة الخامسة بالدّور والعقار حتّى لم يبق بمصر وما حولها دار ولا عقار إلّا صار في مملكة يوسف ، وباعهم في السّنة السّادسة بالمزارع والأنهار حتّى لم يبق بمصر وما حولها نهر ولا مزرعة إلّا صار في مملكة يوسف عليه السّلام ، وباعهم في السّنة السّابعة برقابهم حتّى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا حرًّ إلّا صار في مملكة يوسف عليه السّلام وصاروا عبيداً له.
فقال يوسف للملك : ما ترى فيما خوّلني ربّي ؟ قال : الرّأي رأيك ، قال : إنّي أشهد الله وأشهدك أيُّها الملك انّي أعتقت أهل مصر كلّهم ، ورددت عليهم أموالهم وعبيدهم ، ورددت عليك خاتمك وسريرك وتاجك على أن لا تسير إلّا بسيرتي ، ولا تحكم إلّا بحكمي ، فالله أنجاهم على يديّ ، فقال الملك : إنّ ذلك لديني (26) وفخري ، وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّك رسوله ، وكان من إخوة يوسف وأبيه عليهم السّلام ما ذكرته (27).
136 ـ وأخبرنا الشّيخ أبو الحسين أحمد بن محمّد بن عليّ بن محمّد الرّشكي (28) ، عن جعفر بن محمّد ، عن جعفر بن أحمد ، عن ابن بابويه ، عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة ، عن أحمد بن الحسن الميثمي (29) ، عن الحسن الواسطي ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال :
قدم أعرابيٌ على يوسف ليشتري طعامه فباعه ، فلمّا فرغ قال له يوسف : أين منزلك ؟ قال : موضع كذا وكذا قال : إذا مررت بوادي كذا وكذا ، فقف فناد : يا يعقوب هو يقرؤك السّلام ويقول لك : إنّ وديعتك عند الله لن تضيع.
قال : فمضى الاعرابي حتى انتهى إلى الموضع ، فقال لغلمانه : احفظوا على الابل ، ثم نادى يا يعقوب ، فخرج إليه رجل طويل جميل ، فقال له الاعرابي : أنت يعقوب ؟ قال : نعم ، فأبلغه ما قال له يوسف صلوات الله عليه ، قال : فسقط مغشيّاً عليه ، ثمّ أفاق فقال يا أعرابي : ألك حاجة إلى الله جلّ وعلا ؟ قال : نعم إنّي رجل كثير المال ولي بنت عم ليس يولد لي منها ، فأحبّ أن تدعو الله أن يرزقني ولداً ، قال : فتوضّأ يعقوب عليه السّلام وصلّى ركعتين ، ثمّ دعى الله تعالى ، فرزق له أربعة أبطن في كلّ بطن اثنان (30).
137 ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن علي ، عن حنّان بن سدير ، عن أبيه ، قال :
قلت لأبي جعفر صلوات الله عليه : أخبرني عن يعقوب عليه السّلام حين قال لولده : يا بنيّ اذهبوا فتجسّسوا من يوسف وأخيه ، أكان عالماً بأنّه حيّ ؟ قال : نعم قلت : فكيف ذلك ؟ قال : ان هبط (31) عليه ملك الموت.
قال يعقوب عليه السّلام ليوسف : حدّثني كيف صنع بك إخوتك ؟ قال : يا أبت دعني ، فقال أقسمت عليك إلّا أخبرتني ، قال : أخذوني فأقعدوني على رأس الجبّ ، ثم قالوا لي : انزع قميصك ، قلت لهم : إنّي أسألكم بوجه يعقوب ألّا تنزعوا قيمصي ، وتبدوا عورتي ، فرفع فلان عليّ السّكين وقال : انزع ، فصاح يعقوب عليه السّلام وسقط مغشيّاً عليه ثمّ أفاق فقال : يا بنيّ كيف صنعوا بك ؟ قال : إنّي أسألك بآل إبراهيم وإسحاق وإسماعيل إلّا أعفيتني عنه ، فتركه (32).
138 ـ وعن ابن بايويه ، حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل ، حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن علا ، عن محمّد بن مسلم ، قال :
قلت لأبي جعفر عليه السلام : أخبرني عن يعقوب عليه السلام كم عاش مع يوسف بمصر بعدما جمع الله ليعقوب شمله ، وأراه تأويل رؤيا يوسف الصّادقة ؟ قال : عاش حولين ، قلت : فمن كان الحجّة في الأرض ، يعقوب أم يوسف ؟ قال : كان يعقوب الحجّة ، وكان الملك ليوسف ، فلمّا مات يعقوب صلوات الله عليه حمله يوسف في تابوت إلى أرض الشّام ، فدفنه في بيت المقدس ، وكان يوسف بعد يعقوب الحجة ، قلت : فكان يوسف رسولاً نبيّاً ؟ قال : نعم أما تسمع قول الله تعالى : « وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ » (33).
139 ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ابن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي الحسن صلوات الله عليه قال :
احتبس المطر عن بني إسرائيل ، فأوحى الله تعالى إلى موسى أن اخرج عظام يوسف من مصر ووعده نزول المطر إذا أخرج عظامه ، فسأل موسى عليه السّلام عمّن يعلم موضعه ، فقيل : ها هنا عجوز تعلم علمه ، فبعث موسى اليها ، فأتي بعجوز مقعدة عمياء ، فقال لها : أتعرفين موضع قبر يوسف عليه السّلام قالت : نعم ، قال : فأخبريني ، فقالت : لا ، حتّى تعطيني أربع خصال : تطلق لي رجلي ، وتعيد إليّ شبٰابي ، وتعيد إليّ بصري ، وتجعلني معك في الجنّة ، فكبر ذلك على موسى ، فأوحى الله تعالى إليه : أعطها ما سألت ، فانّك انّما تعطي عليّ ، ففعل فدلته عليه ، فاستخرجه من شاطيء النّيل من تابوت في صندوق ، فلمّا أخرجه نزل المطر ، فحمله إلى الشّام ، فلذلك تحمل أهل الكتاب موتاهم إلى الشّام.
140 ـ وباسناده عن ابن أورمة ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه ، قال :
لمّا صار يوسف عليه السلام إلى ما صار إليه تعرضت له امرأة العزيز ، فقال لها : من أنتِ ؟ قالت : أنا تيكم ، فقال لها : انصرفي فانّي ساغنيك ، قال : فبعث اليها بمائة ألف درهم (34).
141 ـ وبهذا الاسناد عن بعض أصحابنا ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال :
إنّ يوسف لما تزوّج امرأة العزيز وجدها عذراء ، فقال لها : ما حملك على الّذي صنعت ؟ قالت : ثلاث خصال : الشّباب ، والمال ، وانّي كنت لا زوج لي ، يعني : كان الملك عنّيناً (35).
142 ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا يرفعه ، قال :
إنّ ! امرأة العزيز احتاجت ، فقيل لها : لو تعرّضت ليوسف صلوات الله عليه ، فقعدت على الطّريق ، فلمّا مرّ بها قالت : الحمد لله الّذي جعل العبيد بطاعتهم لربّهم ملوكاً ، والحمد لله الّذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيداً ، قال : من أنت ؟ قالت : أنا زليخا فتزوّجها (36).
143 ـ أخبرنا هبة الله بن دعويدار ، عن أبي عبد الله الدّوريستي ، عن جعفر بن أحمد المريسي ، عن ابن بابويه ، عن جعفر بن علي ، عن أبيه ، عن جدّه عبد الله بن المغيرة ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليها ، قال :
استأذنت زليخا على يوسف ، فقيل لها : إنّا نخاف بقدم (37) أن تقدمي عليه لما كان منك ، قالت : أنا لا أخاف من يخاف الله ، فلمّا دخلت عليه قال لها : يا زليخا ما لي أراكِ قد تغيّر لونِك ، قالت : الحمد لله الّذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيداً ، وجعل العبيد بطاعتهم ملوكاً.
قال لها : ما الّذي دعاكِ إلى ما كان منكِ ؟ قالت : حسن وجهك يا يوسف ، قال : فكيف لو رأيت نبيّاً يقال له : محمّد صلى الله عليه وآله يكون في آخر الزّمان يكون أحسن منّي وجهاً ، وأحسن منّي خلقاً ، وأسمح منّي كفّاً ، قالت : صدقت ، قال : فكيف علمت أني صدقت ؟ قالت : لأنّك حين ذكرته وقع حبّه في قلبي ، فاوحى الله تعالى الى يوسف أنّها صدقت إنّي قد أحببتها لحبّهٰا محمّد صلى الله عليه وآله ، فأمره الله تعالى أن (38) يتزوّجها (39).
144 ـ وباسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه الصّلاة والسّلام ، قال :
لمّا دخل يوسف صلوات الله عليه على الملك يعني نمرود ، قال : كيف أنت يا ابراهيم ؟ قال : انّي لست بابراهيم أنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، قال : وهو صاحب إبراهيم الّذي حاجّ إبراهيم في ربّه قال : وكان أربعمائة سنة شاباً (40).
145 ـ وباسناده عن ابن أورمة ، عن يزيد بن إسحاق ، عن يحيى الأزرق ، عن رجل ، عن الصّادق صلوات الله وسلامه عليه قال :
كان رجل من بقيّة قوم عاد قد أدرك فرعون يوسف ، وكان أهل ذلك الزّمان قد ولعوا بالعادي يرمونه بالحجارة ، وأنّه أتى فرعون يوسف ، فقال : أجرني عن النّاس وأحدّثك بأعاجيب رأيتها ولا أحدّثك الّا بالحق ، فأجاره فرعون ومنعه وجالسه وحدّثه ، فوقع منه كلّ موقع ، ورآى منه أمراً جميلاً.
قال : وكان فرعون لم يتعلق على يوسف بكذبة ولا على العادي ، فقال فرعون ليوسف : هل تعلم أحداً خيراً منك ؟ قال : نعم أبي يعقوب ، قال : فلمّا قدم يعقوب عليه السّلام على فرعون حيّاه بتحية الملوك ، فأكرمه وقربه وزاده إكراماً ليوسف ، فقال فرعون ليعقوب عليه السّلام : يا شيخ كم أتى عليك ؟ قال : مائة وعشرون سنة ، قال العادي : كذب فسكت يعقوب ، وشقّ ذلك على فرعون حين كذّبه ، فقال فرعون ليعقوب عليه السلام : كم أتى عليك ؟ قال : مائة وعشرون سنة ، قال العادي : كذب ، فقال يعقوب صلوات الله وسلامه عليه : اللّهم إن كان كذب فاطرح لحيته على صدره ، قال : فسقطت لحيته على صدره فبقي واجباً (41).
فهال ذلك فرعون وقال ليعقوب : عمدت إلى رجل أجرته فدعوت عليه ، أحبّ أن تدعو إلهٰك بردّه ، فدعا له فردّه الله إليه ، فقال العادي : انّي رأيت هذا مع إبراهيم خليل الرّحمن في زمن كذا وكذا. قال يعقوب : ليس أنا الذي رأيته إنّما رأيت إسحاق ، فقال له : فمن أنت ؟ قال : أنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليهم ، فقال العادي : صدق ، ذلك الّذي رأيته ، فقال : صدق وصدقت (42).
146 ـ عن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ، حدثنا موسى بن جعفر البغدادي ، عن ابن معبد (43) ، عن عبد الله الدّهقان ، عن درست ، عن أبي خالد (44) ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال :
دخل يوسف صلوات الله عليه السّجن وهو ابن اثني عشرة سنة ، ومكث بعدها ثمانية عشر ، وبقي بعد خروجه ثمانين سنة ، فذلك مائة وعشر سنين (45).
الهوامش
1. راجع رياض العلماء ( 2 / 436 ) فانّ اللّقب بهذا النّحو مضبوط فيه فقط.
2. سورة يوسف : ( 12 ).
3. سورة يوسف : ( 16 ـ 17 ).
4. سورة يوسف : ( 18 ).
5. سورة يوسف : ( 25 ).
6. بحارالانوار ( 12 / 271 ـ 276 ) ، برقم : ( 48 ) عن علل الشرائع مبسوطاً. وما هو المذكور هنا زبدته ومختصره.
7. في البحار : عن أبي سيّار ، وهو مسمع بن عبد الملك كردين.
8. بحار الانوار ( 95 / 189 ) ، برقم : ( 16 ) و ( 12 / 248 ) ، برقم : ( 13 ).
9. سورة يوسف : ( 20 ).
10. بحار الانوار ( 12 / 222 ).
11. بحار الانوار ( 12 / 290 ) ، برقم : ( 72 ) و ( 61 / 172 ) ، برقم : ( 30 ).
12. بحار الانوار ( 12 / 290 ) ، برقم : ( 73 ).
13. بحار الانوار ( 12 / 290 ـ 291 ) ، برقم : ( 74 ).
14. بحار الانوار ( 12 / 291 ) ، برقم : ( 75 ).
15. سورة يوسف : ( 65 ).
16. سورة يوسف : ( 66 ).
17. كذا في ق 1 وفي بقية النّسخ والبحار : فاجعلوا.
18. سورة يوسف : ( 70 ).
19. سورة يوسف : ( 75 ـ 77 ).
20. سورة يوسف : ( 78 ـ 79 ).
21. سورة يوسف : ( 89 ـ 93 ).
22. بحار الانوار ( 12 / 287 ـ 289 ) ، برقم : ( 71 ).
23. سورة يوسف : ( 46 ).
24. سورة يوسف : ( 54 ).
25. سورة يوسف : ( 51 ).
26. في هامش البحار عن نسخة : لزيني ، وهو أنسب.
27. بحار الانوار ( 12 / 291 ـ 293 ) ، برقم : ( 76 ).
28. في ق 1 وق 2 وق 5 : الرشكي وهو الموافق لما في الرياض ( 2 / 436 ) وفي ق 4 : اليشكري ، وعن بعض : الزّشكي ، وزشك قرية من قرى مشهد الرّضا عليه السلام.
29. في ق 2 : ابن أورمة عن أحمد بن محمد بن المحسن الميثمي ، وفي البحار : عن أحمد بن محسن.
30. بحار الانوار ( 12 / 285 ) عن كمال الدين. وراجع كمال الدين ص ( 141 ) ، برقم : ( 9 ).
31. في ق 1 : انه يهبط. وفي ق 3 بعد قوله : فكيف ذلك ؟ قال : كان يهبط عليه ملك الموت فسأله هل مرّ بك روح يوسف ؟ قال : لا ، نعلم حياته ، قال : اذهبوا فتحسّسوا من يوسف ، فانّه ألقي في روعي على أن يوسف احتال على أخيه. وبإسناده المذكور بأنه طلب يعقوب من يوسف إخباره بصنع إخوته ، فاستعفى فأقسم عليه ، فقال : أقعدوني على رأس الجبّ وطلبوا نزع قميصي ، فسألتهم بوجهك لا يبدوا عورتي ، فرفع فلان السكين عليّ فقال : انزع ، فصاح يعقوب ووقع مغشياً عليه ، فأفاق فطلب التّكملة فسأله بآبائه أن يكف ، فتركه.
32. بحار الانوار ( 12 / 277 ) ، برقم : ( 50 ) عن العلل مع اختلاف يسير في السّند والمتن. و ( 12 / 244 ) عن تفسير القمي و ( 12 / 319 ) عن العياشي ، وراجع تفسير القمي ( 1 / 357 ).
33. بحار الانوار ( 12 / 295 ) ، برقم : ( 77 ) ، سورة غافر : 34.
34. بحار الانوار ( 12 / 296 ) ، برقم : ( 78 ).
35. بحار الانوار ( 12 / 296 ) ، برقم : ( 79 ).
36. بحار الانوار ( 12 / 296 ) ، برقم : ( 80 ).
37. أي : بجرأة وشجاعة ، وفي البحار ( 12 / 182 ) عن القصص والعلل : أنّا نكره أن تقدم.
38. في أغلب النّسخ المخطوطة : ان يزوّجها.
39. بحار الانوار ( 12 / 281 ـ 282 ) ، برقم : ( 60 ) ، وإثبات الهداة ( 1 / 197 ) في الباب ( 7 ) الفصل ( 17 ) الخبر المرقم ( 109 ).
40. بحار الانوار ( 12 / 42 ) ، برقم : ( 32 ) و ( 12 / 296 ) ، برقم : ( 81 ).
41. في النّسخ الخمسة المخطوطة : وجيا ، واحا ، واحبا ، وهذه الكلمة غير موجودة في البحار.
42. بحار الانوار ( 12 / 297 ـ 298 ) ، برقم : ( 84 ).
43. في ق 3 و 4 : عليّ بن معبد.
44. في ق 4 : ابن خالد ، وهو غلط. والصّحيح : عن أبي خالد القماط يزيد.
45. بحار الانوار ( 12 / 297 ).
مقتبس من كتاب : قصص الأنبياء / الصفحة : 126 ـ 138