المصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج4 ، ص 341 ـ 342
(341)
الأمرالثاني : الشفاعة في السّنة
لقد اهتم الحديث النبوي ، وحديث العترة الطاهرة بأمر الشفاعة ، وحدودها ،
وشرائطها ، وأسبابها ، وموانعها ، اهتماماً بالغاً لا يوجد له مثيل إلا في موضوعات
خاصة تتمتع بالأهمية القصوى . وإذا لاخط المتتبع ، الصحاح والمسانيد والجوامع
الحديثية ، فإنّه يقف على جمهرة كبيرة من الأحاديث الواردة في الشفاعة ، تدفع به إلى
الإذعان بأنّها من الأُصول المسلّمة في الشريعة الإسلامية ، ونحن نذكر النذر اليسير
منها.
1 - قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ: « لكل نبي دعوة مستجابة ،
فتعجّل كل نبى دعوته ، و إنّي اختبأت دعوتي ، شفاعة لأُمتي ، وهي نائلة من
مات منهم لا يشرك بالله شيئاً » (1).
2 - وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ: « أُعطيت خمساً ، وأعطيت
الشفاعة ، فادخرتها لأُمتي ، فهي لمَن لا يشرك بالله » (2).
3 - وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ: « إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من
أُمّتي » (3).
4 - وقال علي ـ عليه السَّلام ـ: « ثلاثة يشفعون إلى الله عزّ وجلّ فيشفّعون :
الأنبياء ، ثمّ العلماء ، ثمّ الشهداء » (4).
5 - وقال الإمام زين العابدين علي بن الحسين ـ عليهما السَّلام ـ في كلام له :
« اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد ، وشرّف بنيانه ، وعظّم بُرهانه ، وثقّل
ميزانه ، وتقبّل شفاعته » (5).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) - صحيح مسلم : ج 1،ص 130. وصحيح البخاري : ج 8 ، ص 33، وج 9، ص 170. وغير
ذلك من المصادر .
(2) - صحيح البخاري : ج 1، ص 42، و ص 119. و مسند أحمد : ج 1، ص 301.
(3) - من لا يحضره الفقية : للصدوق ، ج 3، ص 376 .
(4) ـ الخصال : للصدوق ، ص 142.
(5) - الصحيفة السجادية : الدعاء الثاني والأربعون . ومَن أراد التبسط فعليه الرجوع الى المصادر التالية : =
________________________________________
(342)
ــــــــــــــــــــــــــــ
= كنز العمال :ج 4، ص 638 ـ 640. التاج الجامع للأُصول : ج 5 ، ص 348 ـ 360. بحار
الأنوار : ج 8 ، 29 ـ 63، وقد أورد أحاديث الشفاعة في غير هذا الجزاء أيضاً . وقد جمع
الأستاذ دام ظله القسط الأوفر من أحاديث الشفاعة في موسوعته القرآنية : « مفاهيم القرآن » :
ج 4، ص 287 ـ 311 .