أدلّة الرجعة : الآيات الدالة علىٰ وقوعها قبل القيامة
أوّلاً : قوله تعالىٰ : ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ * وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) (1) إلىٰ قوله تعالىٰ : ( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ) (2).
من أمعن النظر في سياق الآيات المباركة وما قيل حولها من تفسير ، يلاحظ أنّ هناك ثلاثة أحداث مهمّة تدلُّ عليها ، وهي بمجموعها تدلُّ علىٰ علامات تقع بين يدي الساعة وهي :
1 ـ إخراج دابّة من الأرض : ( أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ ).
2 ـ الحشر الخاص : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ).
3 ـ نفخة النشور ثمّ القيامة : ( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ... وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ) ، وسوف نتحدّث عمّا في تلك الآيات من دلالة واضحة علىٰ الإعتقاد بالرجعة وعلىٰ النحو الآتي :
فالآية الاُولىٰ تتعلّق بالوقائع التي تحدث قبل يوم القيامة باتّفاق المفسّرين ، ويدلُّ عليه أيضاً ما أخرجه ابن مردويه عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنَّ بين يدي الساعة الدجّال والدابّة ويأجوج ومأجوج والدخان وطلوع الشمس من مغربها » (3).
وروىٰ البغوي عن طريق مسلم ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : « إنَّ أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابّة ضحىً » (4).
ما هي دابّة الأرض ؟
الدابّة تطلق في اللغة علىٰ كلِّ ما يدبُّ ويتحرّك علىٰ وجه الأرض من الإنسان والحيوان وغيره ، قال تعالىٰ : ( وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا ) (5) ، وقال تعالىٰ : ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ ) (6).
وخُصّصت في بعض آي القرآن بالإنسان ، كقوله تعالىٰ : ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ) (7) ، وفي بعض آخر بغير الإنسان ، كقوله تعالىٰ : ( وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ) (8) ، وقوله تعالىٰ : ( وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ ) (9).
وقد ذكرت الدابّة التي في قوله تعالىٰ : ( دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ ) بشكل مجمل ، والوصف القرآني الوحيد المذكور لها بأنّها تكلّم الناس ، أمّا سائر أحوالها وخصوصيّاتها وكيفيّة ومكان خروجها ، فإنّها مبهمة في ظهر الغيب ولا يفصح عنها إلّا المستقبل.
والروايات الواردة بشأن تفسير هذه الآية كثيرة ، ولا دلالة من الكتاب الكريم علىٰ شيءٍ منها ، فإن صحّ الخبر فيها عن الرسول الأكرم وآله عليهم السلام قبلت ، وإلّا لم يلتفت إليها ، ويمكن تلخيص مضمون هذه الروايات في نقطتين :
1 ـ إنَّ طائفة منها تدل علىٰ أنَّ هذه الدابّة كائن حيّ غير معروف ومن غير جنس الإنسان ، ولها شكل مخيف ، فهي ذات وبر وريش ومؤلّفة من كلّ لون ، ولها أربع قوائم ، ولها عنق مشرف يبلغ السحاب ، ويراها من بالمشرق كما يراها من بالمغرب ، تخرج في آخر الزمان من الصفا ليلة منىٰ ، وقيل : من جبل جياد في أيّام التشريق ، لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب ، وتحدّث الناس عن الإيمان والكفر ، وتسم المؤمن بين عينيه ويكتب بين عينيه مؤمن ، وتسم الكافر بين عينيه ويكتب بين عينيه كافر.
2 ـ والطائفة الثانية تدلّ علىٰ أنّ وجهها كوجه إنسان وجسمها كجسم الطير ، وأنّها تصرخ بأعلىٰ صوتها بلسان عربي مبين : ( أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ) وأن معها عصا موسىٰ وخاتم سليمان ، وتميّز بهما بين المؤمنين والكافرين ، فتنكت وجه المؤمن بالخاتم فتكون في وجهه نكتة بيضاء فتفشو تلك النكتة حتىٰ يضيء لها وجهه ، وتنكت أنف الكافر بالعصا فتكون في وجهه نكتة سوداء فتفشو تلك النكتة حتّىٰ يسودّ لها وجهه (10).
وفي بعض الروايات ما يدلّ علىٰ أنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام هو مصداق لهذه الآية ، فقد روي بالاسناد عن سفيان بن عيينة ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، أنّه قال : دابّة الأرض عليّ عليه السلام (11).
وروىٰ الشيخ الكليني بالإسناد عن الإمام الباقر عليه السلام قال : « قال أمير المؤمنين عليه السلام : وإنّي لصاحب الكرّات ودولة الدول ، وإنّي لصاحب العصا والميسم ، والدابّة التي تكلّم الناس » (12).
وروىٰ الشيخ علي بن إبراهيم بالإسناد عن الإمام الصادق عليه السلام ، أنّه قال : « قال رجل لعمّار بن ياسر ، يا أبا اليقظان ، آية في كتاب الله قد أفسدت قلبي وشككتني. قال عمار : أيّة آية هي ؟ قال : ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ) فأيّة دابّة هذه ؟
قال عمّار : والله ما أجلس ولا آكل ولا أشرب حتّىٰ أُريكها ، فجاء عمّار مع الرجل إلىٰ أمير المؤمنين عليه السلام وهو يأكل تمراً وزبداً ، فقال : يا أبا اليقظان ، هلمّ ، فجلس عمّار ، وأقبل يأكل معه ، فتعجّب الرجل منه ، فلمّا قام قال له الرجل : سبحان الله يا أبا اليقظان ، حلفت أنّك لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس حتّىٰ ترينيها. قال عمّار : قد أريتكها ، إن كنت تعقل » (13).
وروي أيضاً عن الإمام الصادق عليه السلام قال : « انتهىٰ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلىٰ أمير المؤمنين عليه السلام وهو نائم في المسجد ، وقد جمع رملاً ووضع رأسه عليه ، فحرّكه ثم قال له : قم يا دابّة الأرض.
فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله ، أيسمي بعضنا بعضاً بهذا الاسم ؟ فقال : لا والله ، ما هو إلّا له خاصّة ، وهو الدابّة التي ذكرها الله تعالىٰ في كتابه : ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ ) » (14).
وروي عن الأصبغ بن نباتة ، قال : دخلت علىٰ أمير المؤمنين عليه السلام وهو يأكل خبزاً وخلّاً وزيتاً ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، قال الله عزّ وجلّ : ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ) الآية ، فما هذه الدابّة ؟ قال عليه السلام : « هي دابّة تأكل خبزاً وخلّاً وزيتاً » (15).
ويقول أبو الفتوح الرازي في تفسيره : طبقاً للأخبار التي جاءتنا عن طريق الأصحاب ، فإنَّ دابة الأرض كناية عن المهدي صاحب الزمان عليه السلام (16).
ومع الأخذ بنظر الإعتبار لهذا الحديث والأحاديث المتقدّمة ، يمكن أن يستفاد من دابّة الأرض مفهوم واسع ينطبق علىٰ أيّ إمام عظيم يرجع في آخر الزمان ، ويميّز الحقّ عن الباطل والمؤمن من الكافر ، وهو آية من آيات عظمة الخالق.
والتعبير الوارد في الروايات المتقدّمة بأنّ معه عصا موسىٰ التي ترمز إلىٰ القوّة والإعجاز ، وخاتم سليمان الذي يرمز إلىٰ الحكومة الإلهيّة ، قرينة علىٰ كون الدابّة إنساناً مسدّداً بالقدرة الإلهيّة العظيمة بحيث يكون آية للناس ، إضافة إلىٰ ذلك فإنّ قوله تعالىٰ : ( تُكَلِّمُهُمْ ) يساعد علىٰ هذا المعنىٰ.
الحشر الخاص ، قوله تعالىٰ : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ).
سبق أن بيّنا أنَّ الآية الاُولىٰ ( أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ ) تتعلّق بالحوادث التي تقع قبل يوم القيامة ، وذلك باتّفاق المفسرين ، وعليه تكون آية الحشر الخاصّ ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ) مكملة لها ومرتبطة بها من حيث التسلسل الزمني للأحداث فضلاً عن سياق الآيات وترتيبها ، فقد وقعت آية الحشر الخاصّ بين علامتين من العلامات التي تقع قبيل الساعة وهي الدابّة والنفخة ( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ) ممّا يدلُّ علىٰ أنّ الحشر الخاصّ يقع قبل القيامة وأنّه من علاماتها ، وعبّر تعالىٰ عن الحشر العام بعد نفخة النشور بقوله : ( فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ ... وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ) ، إذن فهناك حشران حشر يجمع فيه من كلِّ أمّة فوجاً وهو الرجعة ، وحشر يشمل الناس جميعاً وهو يوم القيامة ، وبما أنّه ليس ثمة حشر بعد القيامة إجماعاً فيتعيّن وقوع هذا الحشر بين يدي القيامة.
وبعبارة أُخرىٰ أنّ ما يدلُّ علىٰ منافاة الحشر الخاصّ ليوم القيامة ، هو أنّ هذه الآية تدلُّ علىٰ حشر فوج من كلِّ أُمّة من أُمم البشريّة ممّن كان يكذّب بآيات الله ، و ( مِن ) في قوله تعالىٰ ( مِن كُلِّ أُمَّةٍ ) تفيد التبعيض ، وهذا يعني الاستثناء ، وقد دلّنا الكتاب الكريم في آيات عديدة علىٰ أنّ حشر القيامة لا يختصّ بقوم دون آخرين ، ولا بجماعة دون أُخرىٰ ، بل يشمل الجميع دون استثناء ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ) (17) ، فطالما حصل الإستثناء فإنَّ ذلك لا يتعلّق بأحداث يوم القيامة الذي ينهي الحياة برمّتها علىٰ وجه الأرض ، ومن خلال ما تقدّم اتّضح الكلام عن دلالة الآية الثانية التي ذكرناها كعلامة بين يدي الساعة.
إذن فالآية تأكيد لحدوث الرجعة التي تعتقد بها الشيعة الإماميّة في حقّ جماعة خاصة ممّن محضوا الكفر أو الإيمان ، وتعني عودة هذه الجماعة للحياة قبل يوم القيامة ، أما خصوصيّات هذه العودة وكيفيّتها وطبيعتها وما يجري فيها ، فلم يتحدّث عنها القرآن الكريم ، بل جاء تفصيلها في السُنّة المباركة ، فإن صحت الأخبار بها توجّب قبولها والإعتقاد بها ، وإلّا وجب طرحها (18).
إستدلال الأئمّة عليهم السلام :
لقد استدلّ أئمة الهدىٰ من آل البيت عليهم السلام بهذه الآية علىٰ صحّة الإعتقاد بالرجعة ، فقد روي عن أبي بصير ، أنّه قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : « ينكر أهل العراق الرجعة ؟ » قلتُ : نعم ، قال : « أما يقرأون القرآن ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ) ؟ » (19).
وروىٰ علي بن إبراهيم في تفسيره بالاسناد عن حماد ، عن الصادق عليه السلام ، قال : « ما يقول الناس في هذه الآية ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ) ؟ ». قلتُ : يقولون إنّها في القيامة.
قال عليه السلام : « ليس كما يقولون ، إنّ ذلك في الرجعة ، أيحشر الله في القيامة من كلِّ أُمّة فوجاً ويدع الباقين ؟ إنّما آية القيامة قوله : ( وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا ) » (20).
إستدلال أعلام الشيعة :
واستدلّ بها أيضاً جملة علماء الشيعة ومفسّريهم علىٰ صحّة عودة الأموات إلىٰ الحياة قبل يوم القيامة ، قال الشيخ المفيد قدّس سره : إنَّ الله تعالىٰ يحيي قوماً من أُمّة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد موتهم قبل يوم القيامة ، وهذا مذهب يختصّ به آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وقد أخبر الله عزَّ وجل في ذكر الحشر الأكبر يوم القيامة ( وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا ) (21) ، وقال سبحانه في حشر الرجعة قبل يوم القيامة : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا ) فأخبر أنَّ الحشر حشران عامّ وخاصّ (22).
وقال الشيخ الطبرسي قدّس سرّه : استدلّ بهذه الآية علىٰ صحّة الرجعة من ذهب إلىٰ ذلك من الإماميّة ، بأن قال : أنّ دخول ( من ) في الكلام يوجب التبعيض ، فدلّ ذلك علىٰ أنَّ اليوم المشار إليه في الآية يحشر فيه قوم دون قوم ، وليس ذلك صفة يوم القيامة الذي يقول فيه سبحانه : ( وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا ).
وقد تظاهرت الأخبار عن أئمّة الهدىٰ من آل محمّد عليهم السلام في أنّ الله تعالىٰ سيعيد عند قيام القائم عليه السلام قوماً ممّن تقدّم موتهم من أوليائه وشيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ، ويبتهجوا بظهور دولته ، ويعيد أيضاً قوماً من أعدائه لينتقم منهم وينالوا بعض ما يستحقّونه من العقاب في الدنيا من القتل علىٰ أيدي شيعته والذلّ والخزي بما يشاهدون من علوّ كلمته ، ولا يشكّ عاقل أنَّ هذا مقدور لله تعالىٰ غير مستحيل في نفسه ، وقد فعل الله ذلك في الاُمم الخالية ونطق القرآن بذلك في عدّة مواضع مثل قصّة عزير وغيره ، وقد صحّ عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال : « سيكون في أُمّتي كلّ ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة حتّىٰ لو أنَّ أحدهم دخل جُحر ضبٍّ لدخلتموه » (23).
أقوال المفسّرين :
أغلب المفسّرين من غير الإماميّة يمرون في تفاسيرهم بهذه الآية مروراً سريعاً ، ويوجزون القول بكلمات معدودة ، ويمكن إجمال حصيلة آرائهم في نقطتين :
الأُولىٰ : إنّها إخبار عن يوم القيامة (24) ، وبيان إجمالي لحال المكذّبين عند قيام الساعة بعد بيان بعض مباديها (25).
الثانية : إنّها من الاُمور الواقعة بعد قيام القيامة (26) ، وإنّ المراد بهذا الحشر هو الحشر للعذاب بعد الحشر الكلّي الشامل لجميع الخلق (27) ، أيّ هو حشر بعد حشر.
وهذا الكلام لا يستند إلىٰ أساس علمي ، وترتيب الآيات وارتباطها ببعضها ينفيه كما أسلفنا ، ولأنَّ تفسير الحشر الأوّل بيوم القيامة سيوقع التناقض في حقّ الله تعالىٰ ، فكيف يقول تعالىٰ سنحشر من كلِّ أُمّة فوجاً يوم القيامة ، وسنحشر الناس جميعاً يوم القيامة ؟ قال ابن شهر آشوب : لا خلاف أنَّ الله يحيي الجملة يوم القيامة ، فالفوج إنّما يكون في غير القيامة (28).
يقول السيّد الطباطبائي : لو كان المراد الحشر إلىٰ العذاب ، لزم ذكر هذه الغاية دفعاً للإبهام ، كما في قوله تعالىٰ : ( وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا ) (29) ، مع أنّه لم يذكر فيما بعد هذه الآية إلّا العتاب والحكم الفصل دون العذاب ، والآية كما ترىٰ مطلقة لم يشر فيها إلىٰ شيءٍ يلوح إلىٰ هذا الحشر الخاصّ المذكور ، ويزيدها إطلاقاً قوله بعدها : ( حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا ) فلم يقل : حتّىٰ إذا جاءوا العذاب أو النار أو غيرها.
ويؤيّد ذلك أيضاً وقوع الآية والآيتين بعدها بعد نبأ دابّة الأرض ، وهي من أشراط الساعة ، وقبل قوله : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ) إلىٰ آخر الآيات الواصفة لوقائع يوم القيامة ، ولا معنىٰ لتقديم ذكر واقعة من وقائع يوم القيامة علىٰ ذكر شروعه ووقوع عامة ما يقع فيه ، فإنَّ الترتيب الوقوعي يقتضي ذكر حشر فوج من كلّ أُمّة لو كان من وقائع يوم القيامة بعد ذكر نفخ الصور وإتيانهم إليه داخرين.
وقد تنبّه لهذا الإشكال بعض من حمل الآية علىٰ الحشر يوم القيامة ، فقال : لعلّ تقديم ذكر هذه الواقعة علىٰ نفخ الصور ووقوع الواقعة للايذان بأنّ كلاً ممّا تضمّنه هذا وذاك من الأحوال طامّة كبرىٰ وداهية دهياء ، حقيقة بالتذكير علىٰ حيالها ، ولو روعي الترتيب الوقوعي لربّما توهّم أنّ الكلّ داهية واحدة.
قال : وأنت خبير بأنّه وجه مختلق غير مقنع ، ولو كان كما ذكر لكان دفع توهّم كون الحشر المذكور في الآية في غير يوم القيامة بوضع الآية بعد آية نفخ الصور مع ذكر ما يرتفع به الإبهام المذكور أولىٰ بالرعاية من دفع هذا التوهّم الذي توهّمه.
فقد بان أنَّ الآية ظاهرة في كون هذا الحشر المذكور فيها قبل يوم القيامة (29).
أمّا القائلون بالحشر الخاصّ بعد حشر يوم القيامة فهو رأي غريب لا يستند إلىٰ شيء من القرآن الكريم أو السُنّة المطهّرة الناطِقَينِ بوحدة يوم المعاد.
ثانياً : قوله تعالىٰ : ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ) (30).
روى الشيخ الكليني قدّس سرّه بالاسناد عن عبد الله بن سنان ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله جل جلاله ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا ) الآية ، فقال عليه السلام : « هم الأئمّة عليهم السلام » (31).
وقال الطبرسي : المراد بالذين آمنوا وعملوا الصالحات النبي وأهل بيته عليهم السلام ، وتضمّنت الآية البشارة لهم بالإستخلاف والتمكين في البلاد وارتفاع الخوف عنهم عند قيام المهدي عليه السلام منهم ، ويكون المراد بقوله تعالىٰ : ( كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ) هو أن جعل الصالح للخلافة خليفة مثل آدم وداود وسليمان عليهم السلام ، ويدلّ علىٰ ذلك قوله تعالىٰ : ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) (32) وقوله ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ ) (33) وقوله : ( فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) (34).
قال : وعلىٰ هذا إجماع العترة الطاهرة ، وإجماعهم حجّة لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتىٰ يردا عليَّ الحوض » وأيضاً فإنّ التمكين في الأرض علىٰ الإطلاق لم يتّفق فيما مضىٰ فهو منتظر ، لأنّ الله عزَّ اسمه لا يخلف وعده (35).
قال الحرّ العاملي قدّس سرّه : وهذا أوضح تصريح في نقل الإجماع علىٰ رجعة النبي والأئمّة عليهم السلام ، ويظهر ذلك جليّاً من ضمائر الجمع في الآية (36) ، ومن الأفعال المستقبلة الكثيرة ، ولفظ الإستخلاف والتمكين والخوف والأمن والعبادة وغير ذلك من التصريحات والتلويحات التي لا تستقيم إلّا في الرجعة (37).
ثالثاً : قوله تعالىٰ : ( قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ) (38).
قال الشيخ المفيد قدّس سرّه : قال سبحانه مخبرا عمّن يحشر من الظالمين أنّه يقول يوم الحشر الأكبر : ( رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ ) الآية ، وللعامّة في هذه الآية تأويل مردود ، وهو أن قالوا : إنَّ المعني بقوله تعالىٰ : ( رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ ) أنّه خلقهم أمواتاً بعد الحياة ، وهذا باطل لا يجري علىٰ لسان العرب ، لأنَّ الفعل لا يدخل إلّا علىٰ ما كان بغير الصفة التي انطوىٰ اللفظ علىٰ معناها ، ومن خلقه الله مواتاً لا يقال إنّه أماته ، وإنّما يدخل ذلك فيمن طرأ عليه الموت بعد الحياة ، كذلك لا يقال أحيا الله ميتاً ، إلّا أن يكون قبل إحيائه ميتاً ، وهذا بيّن لمن تأمله.
وقد زعم بعضهم أنَّ المراد بقوله : ( رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ ) الموتة التي تكون بعد حياتهم في القبور للمُساءلة ، فتكون الاُولىٰ قبل الإقبار والثانية بعده ، وهذا أيضاً باطل من وجه آخر ، وهو أنَّ الحياة للمساءلة ليست للتكليف فيندم الإنسان علىٰ ما فاته في حياته ، وندم القوم علىٰ ما فاتهم في حياتهم المرّتين يدلُّ علىٰ أنّه لم يرد حياة المساءلة ، لكنّه أراد حياة الرجعة التي تكون لتكليفهم والندم علىٰ تفريطهم فلا يفعلون ذلك فيندمون يوم العرض علىٰ ما فاتهم من ذلك (39).
إذن فالمراد بالموتتين موتة عند انتهاء آجالهم ، والموتة الثانية بعد عودتهم إلىٰ الحياة ، وتفسير منكري الرجعة بأنَّ الموتة الثانية قبل خلقهم حين كانوا عدماً لا يستقيم ، لأنّ الموت لا يكون إلّا للحي ، ويلزم هذا وجودهم أحياء وهم في العدم ، فلا يبقىٰ إلّا ما بيّناه للخروج من هذا التناقض.
رابعاً : قوله تعالىٰ : ( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللهُ مَن يَمُوتُ ) إلىٰ قوله تعالىٰ : ( لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ ) (40).
روىٰ الشيخ الصدوق والكليني وعلي بن إبراهيم والعياشي وغيرهم أنّها نزلت في الرجعة (41) ، ولا يخفىٰ أنّها لا تستقيم في إنكار البعث ، لأنّهم ما كانوا يقسمون بالله بل كانوا يقسمون باللّات والعزّىٰ ، ولأنّ التبيين إنّما يكون في الدنيا لا في الآخرة (42).
خامساً : قوله تعالىٰ : ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) (43).
قال ابن شهرآشوب : « هذه الآية تدلُّ علىٰ أنَّ بين رجعة الآخرة والموت حياة أُخرىٰ ، ولا ينكر ذلك لأنّه قد جرىٰ مثله في الزمن الأول ، قوله في قصة بني إسرائيل : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ ) ، وقوله في قصّة عزير أو أرميا : ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ ) ، وقوله في قصّة إبراهيم : ( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ) » (44).
وقال الشيخ الحرّ العاملي : وجه الإستدلال بهذه الآية أنّه أثبت الإحياء مرّتين ، ثمّ قال بعدها ( ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) والمراد به القيامة قطعاً ، والعطف ـ خصوصاً بثمّ ـ ظاهر في المغايرة ، فالإحياء الثاني إمّا في الرجعة أو نظير لها ، وبالجملة ففيها دلالة علىٰ وقوع الإحياء قبل القيامة (45).
سادساً : قوله تعالىٰ : ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) إلىٰ قوله تعالىٰ : ( مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ) (46).
روىٰ الشيخ الكليني والصدوق بالاسناد عن الباقر والصادق عليهما السلام : « أنّ المراد بالذين استضعفوا هم الأئمّة من أهل البيت عليهم السلام وأنَّ هذه الآية جارية فيهم عليهم السلام إلىٰ يوم القيامة » (47).
وروى السيد الرضي قدّس سرّه بالاسناد عن الصادق عليهالسلام ، قال : « قال أمير المؤمنين عليه السلام : لتعطفنَّ علينا الدنيا بعد شماسها عطف الضروس علىٰ ولدها ، ثمّ تلا قوله تعالىٰ : ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا ) » (48) ، وفي روايات عديدة أنَّ ذلك يكون إذا رجعوا إلىٰ الدنيا وقتلوا أعداءهم وملكوا الأرض (49).
قال الحر العاملي : وهذه الآية تدلُّ علىٰ أنَّ المنّ علىٰ الجماعة المذكورين وجعلهم أئمّة وارثين والتمكين لهم في الأرض وحذر أعدائهم منهم ، كلّه بعدما استضعفوا في الأرض ، وهل يتصوّر لذلك مصداق إلّا الرجعة ، وهل يجوز التصدّي لتأويلها وصرفها عن ظاهرها ودليلها بغير قرينة ، وضمائر الجمع وألفاظه في المواضع الثمانية يتعيّن حملها علىٰ الحقيقة ، ولا يجوز صرفها إلىٰ تأويل بعيد ولا قريب ، إلّا أن يخرج الناظر فيها عن الإنصاف ويكذّب الأحاديث الكثيرة المتواترة في تفسير الآية بالرجعة (50).
سابعاً : قوله تعالىٰ : ( وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ) (51).
روى علي بن إبراهيم والطبرسي وغيرهما بالاسناد عن الإمام الصادق عليه السلام قال : « كلُّ قرية أهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة ، وأمّا في القيامة فيرجعون ، ومن محض الإيمان محضاً وغيرهم ممّن لم يهلكوا بالعذاب ، ومحضوا الكفر محضاً يرجعون » (52) وهذه الآية أوضح دلالة علىٰ الرجعة ، لأنّ أحداً من أهل الإسلام لا ينكر أنّ الناس كلّهم يرجعون إلىٰ القيامة ، من هلك ومن لم يهلك ، فقوله : ( لَا يَرْجِعُونَ ) يعني في الرجعة ، فأمّا إلىٰ القيامة فيرجعون حتّىٰ يدخلوا النار (53).
ثامناً : قوله تعالىٰ : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ) (54).
روي عن الإمام الباقر والصادق عليهما السلام من عدّة طرق « أنّ هذا النصر يكون في الرجعة ، ذلك لأنَّ كثيراً من الأنبياء والأوصياء قُتِلوا وظُلمِوا ولم ينصروا ، وأنّ الله لا يخلف الميعاد » (55).
وسئل الشيخ المفيد قدّس سرّه في المسائل الحاجبية عن هذه الآية ، حيثُ قيل له : في هذه الآية تأكيد ، فقد أوجب تعالىٰ بأنّه ينصرهم في الحالين جميعاً في الدنيا والآخرة ، وهذا الحسين بن علي عليهما السلام حجّة الله قتل مظلوماً فلم ينصره أحد ؟
فأجاب الشيخ المفيد قدّس سرّه بوجوه ، إلىٰ أن قال : وقد قالت الإماميّة أنَّ الله تعالىٰ ينجز الوعد بالنصر للأولياء قبل الآخرة عند قيام القائم عليه السلام والكرة التي وعد بها المؤمنين ، وهذا لا يمنع من تمام الظلم عليهم حيناً مع النصر لهم في العاقبة (56).
الهوامش
1. سورة النمل ٢٧ : ٨٢ ـ ٨٤.
2. سورة النمل ٢٧ : ٨٧.
3. الدر المنثور ، للسيوطي ٦ : ٣٨٠.
4. مسند أحمد ٢ : ٢٠١ دار الفكر. ونظم الدرر ، للبقاعي ٥ : ٤٥١ دار الكتب العلميّة.
5. سورة هود ١١ : ٦.
6. سورة النحل ١٦ : ٦١.
7. سورة الأنفال ٨ : ٢٢.
8. سورة الحج ٢٢ : ١٨.
9. سورة فاطر ٣٥ : ٢٨.
10. مجمع البيان ، للطبرسي ٧ : ٣٦٦. وتفسير القرطبي ١٣ : ٢٣٧. والدرّ المنثور ٦ : ٣٧٨. وروح المعاني ، للآلوسي ٢٠ : ٢١. وتفسير الرازي ٢٤ : ٢١٧. وتفسير ابن كثير ٣ : ٣٨٧. والآية من سورة النمل ٢٧ : ٨٢.
11. ميزان الإعتدال ، للذهبي ١ : ٣٨٤ دار المعرفة.
12. الكافي ١ : ١٩٨ / ٣ باب أنّ الأئمّة عليهم السلام هم أركان الأرض.
13. تفسير القمي ٢ : ١٣١. ومجمع البيان ٧ : ٣٦٦.
14. تفسير القمي ٢ : ١٣٠. وتفسير البرهان ، للبحراني ٤ : ٢٢٨ / ٨٠٤٣ تحقيق مؤسسة البعثة.
15. تأويل الآيات ، للسيّد شرف الدين ١ : ٤٠٤ / ١٠٩. والرجعة ، للاسترآبادي : ١٦٦ / ٩٥ دار الاعتصام.
16. تفسير الأمثل ، للشيخ ناصر مكارم الشيرازي ١٢ : ١٢٩ مؤسسة البعثة ـ بيروت. عن تفسير أبي الفتوح ٨ : ٤٢٣.
17. سورة الأنعام ٦ : ١٢٨.
18. راجع نقض الوشيعة ، للسيّد محسن الأمين : ٤٧٣ طبعة ١٩٥١ م.
19. مختصر بصائر الدرجات : ٢٥. وبحار الأنوار ، للمجلسي ٥٣ : ٤٠ / ٦. والايقاظ من الهجعة : ٢٧٨ / ٩١. والرجعة ، للاسترآبادي : ٥٥ / ٣٠.
20. تفسير القمي ١ : ٢٤. ومختصر بصائر الدرجات ، للحسن بن سليمان : ٤١. وبحار الأنوار ٥٣ : ٦٠ / ٤٩. والرجعة ، للاسترآبادي : ٧٧ / ٤٨.
21. سورة الكهف ١٨ : ٤٧.
22. المسائل السروية ، تحقيق الاُستاذ صائب عبدالحميد : ٣٣ نشر مؤتمر الشيخ المفيد قدس سرّه.
23. مجمع البيان ، للطبرسي ٧ : ٣٦٦.
24. تفسير ابن كثير ٣ : ٣٨٨. وتفسير البيضاوي ٢ : ١٨٣.
25. روح المعاني ٢٠ : ٢٦.
26. تفسير الرازي ٢٤ : ٢١٨.
27. روح البيان ، للبروسوي ٦ : ٣٧٣.
28. متشابه القرآن ٢ : ٩٧.
29. سورة فصلت ٤١ : ١٩.
30. تفسير الميزان ، للطباطبائي ١٥ : ٣٩٧.
31. سورة النور ٢٤ : ٥٥.
32. الكافي ١ : ١٥٠ / ٣.
33. سورة البقرة ٢ : ٣٠.
34. سورة ص ٣٨ : ٢٦.
35. سورة النساء ٤ : ٥٤.
36. مجمع البيان ، للطبرسي ٧ : ٢٣٩.
37. الايقاظ من الهجعة ، للحرّ العاملي : ٣٨.
38. المصدر السابق : ٧٤.
39. سورة غافر ٤٠ : ١١.
40. المسائل السروية : ٣٣.
41. سورة النحل ١٦ : ٣٨ ـ ٣٩.
42. الكافي ٨ : ٥٠ / ١٤. وتفسير القمي ١ : ٣٨٥. وتفسير العيّاشي ٢ : ٢٥٩ / ٢٦. والاعتقادات ، للصدوق : ٦٢.
43. الايقاظ من الهجعة ، للعاملي : ٧٦.
44. سورة البقرة ٢ : ٢٨.
45. متشابه القرآن ٢ : ٩٧. والآيات من سورة البقرة ٢ : ٢٤٣ ، ٢٥٩ ، ٢٦٠ علىٰ التوالي.
46. الايقاظ من الهجعة ، للحرّ العاملي : ٨٤.
47. سورة القصص ٢٨ : ٥ ـ ٦.
48. الكافي ، للكليني ١ : ٢٤٣ / ١. ومعاني الأخبار ، للصدوق : ٧٩.
49. خصائص الأئمّة ، للسيّد الرضي : ٧٠ مجمع البحوث الإسلاميّة ـ مشهد.
50. تفسير القمي ١ : ٢٥ و ١٠٦ و ٢ : ٢٩٧. ومختصر بصائر الدرجات ، للحسن بن سليمان : ٤٢ و ٤٦ و ١٦٧. والرجعة ، للاسترآبادي : ١٢٩ دار الاعتصام.
51. الايقاظ من الهجعة ، للحرّ العاملي : ٧٥.
52. سورة الأنبياء ٢١ : ٩٥.
53. تفسير القمي ١ : ٢٤. ومختصر بصائر الدرجات ، للحسن بن سليمان : ٤١. وبحار الأنوار ، للمجلسي ٥٣ : ٦٠ / ٤٩. والايقاظ من الهجعة ، للحرّ العاملي.
54. بحار الأنوار ٥٣ : ٥٢ / ٢٩.
55. سورة غافر ٤٠ : ٥١.
56. تفسير القمي ٢ : ٢٥٨. ومختصر بصائر الدرجات ، للحسن بن سليمان : ٤٥. وكامل الزيارات ، لابن قولويه : ٦٣ / ٣.
مقتبس من كتاب : [ الرجعة أو العودة إلى الحياة الدنيا بعد الموت ] ، الصفحة : 27 إلى 44
التعليقات
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة