العصمة وحادثة قتل موسى ع القبطي؟

البريد الإلكتروني طباعة
العصمة وحادثة قتل موسى ع القبطي؟
السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
بالقول بعصمة الأنبياء ،كيف نأول حادثة النبيّ موسى (عليه السّلام) عندما قتل البلطي- قوله تعالى { قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ * قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {القصص/ 15 ـ 16} ، والآية تشير إلى ان ذلك من عمل الشيطان؟

الجواب : من سماحة السيّد جعفر علم الهدی
المشار إليه بقوله : { هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ } ، هو النزاع والقتال الذي وقع بين القبطي والإسرائيلي ، لا ما صدر من موسى ؛ فإنّ الرجل كان كافراً مهدور الدمّ .
ففي الحديث عن الرضا (عليه السّلام) أنّه سئل عن هذه الآية : { فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ }  ، مع أنّ الأنبياء معصومون ؟
فقال : « فقضى عليه بحكم الله تعالى ذكره ، فوكزه فمات ».
{ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ } . قال (عليه السّلام) : « يعني الاقتتال الذي وقع بين الرجلين ، لا ما فعله موسى من قتله » .
{ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي } . قال (عليه السّلام) : « يقول : وضعت نفسي غير موضعها بدخول المدينة » .
{ فَاغْفِرْ لِي } . قال (عليه السّلام) : « يعني استرني من أعدائك لئلا يظفروا بي فيقتلوني » .
وبهذا التفسير الوارد عن الإمام الرضا (عليه السّلام) يظهر أنّ ما جرى بين موسى والقبطي لم يكن منافياً للعصمة ، كما أنّ كلام موسى (عليه السّلام) ليس منافياً للعصمة ؛ فإنّ موسى (عليه السّلام) ظلم نفسه ، واختار مالم يكن في مصلحته حيث دخل المدينة مع أنّه خرج منها خائفاً من القتل ، فلمّا رأى الإسرائيلي والقبطي يقتتلان ، قال : هذا الاقتتال من عمل الشيطان ، ولمّا كان مؤموراً شرعاً بالتدخل ، ونصرة المسلم على الكافر ، فضرب القبطي ، فمات من ضربته ، وقد كان كافراً مهدور الدمّ ، ليس على موسى (عليه السّلام) أثم في قتله ، لكنّ أصل الاقتتال كان من عمل الشيطان ، ولذا قال : { هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}.
 

التعليقات   

 
+1 # زهراء 2024-04-04 02:25
ظلم نفسه ، واختار مالم يكن في مصلحته حيث دخل المدينة مع أنّه خرج منها خائفاً من القتل "الا يعني ظلم نفسه هنا انه خالف العصمه؟ كيف يظلم نفسه وهو مظلوم ارجوا التبيين والشرح لي
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+1 # الشيخ علي عبدالمجيد 2025-03-23 17:08
على الرغم من أن عصمة الأنبياء مقبولة لدى المتكلمين المسلمين ، إلا أن هناك اختلافاً في مراتبها.
مراتب العصمة هي :
المرتبة الأولى : العصمة من الشرك والكفر
المرتبة الثانية : العصمة في تلقي وإبلاغ الوحي
المرتبة الثالثة : العصمة من الذنب الكبير والصغير
المرتبة الرابعة : العصمة من الخطأ في الأمور اليومية
يتفق معظم العلماء المسلمين ، من الشيعة والعامّة ، على عصمة الأنبياء من الشرك والكفر ـ المرتبة الأولى ـ وعلى عصمتهم في تلقي الوحي وتبليغه ـ المرتبة الثانية ـ [ شرح المقاصد « للتفتازاني » / الجزء : 5 / الصفحة : 49 ] ، في حين أن الخلافات تبرز حول عصمتهم من بقيّة الذنوب ، وعصمتهم في الأمور الحياتيّة اليوميّة.
أمّا علماء الشيعة ، فيجمعون على أن الأنبياء معصومون من ارتكاب الكبائر والصغائر ـ المرتبة الثالثة ـ [ کشف المراد « للعلامة الحلي » / الصفحة : 155 ]. بالإضافة إلى ذلك ، يرى العديد من علماء الشيعة أن أقوال وأفعال الأنبياء معصومة من الخطأ في جميع جوانب حياتهم الفردية والاجتماعية ـ المرتبة الرابعة ـ [ کشف المراد « للعلامة الحلي » ، الصفحة : 156 - 157 ].
قتل القبطي على يد النبي موسى عليه السلام وفقاً لرأي الشيعة وأهل السنّة لا ينافي عصمة الأنبياء ؛ لأنّ بعض مفسّري أهل السنّة يرون أن هذا القتل وقع قبل البعثة وبناء على مبانيهم ، فإن ارتكاب الذنوب قبل البعثة لا يعدّ منافياً لعصمة الأنبياء ، في حين أن بعضاً آخر من مفسّري أهل السنّة يرون أن هذا القتل لم يكن عمداً بل كان قتلاً خطئياً ووفقاً لمبانيهم الخاصّة ، فإن القتل الخطئي يعد من صغائر الذنوب ، وصغائر الذنوب لا تنافي العصمة ، وعليه فإن هذا القتل لا يعتبر منافياً لعصمة الأنبياء. [ راجع التفسير الكبير / الجزء : ٢٤ / الصفحة : ٥٨٦ ، روح المعاني الجزء : ١٠ / الصفحة : ٢٦٤ ]
وعلى الرغم من أن المباني الكلاميّة للشيعة ترى أنّ صغائر الذنوب أيضاً تنافي العصمة ، إلّا أنّ هذه الآية لا تدلّ على عدم عصمة النبي موسى عليه السلام ، لأن كثيراً من مفسّري الشيعة يعتقدون أن هذا القتل لم يكن ذنباً وإنما كان مجرّد ترك الأولى ؛ إذ لم يكن قتل القبطي عملاً قبيحاً أو معصية ، بل إن الله تعالى أمر موسى عليه السلام بقتله. ولكن الأفضل « الأولى » كان أن يؤخّر تنفيذ هذا القتل لمصالح ، وقد ارتكب ترك الأولى بتعجيله هذا. وقد اجلب لنفسه المتاعب ، لأن فرعون وأتباعه لن يتركوه بسبب هذا القتل. المراد بترك الأولى أن القيام بعمل ليس محرماً في ذاته لكنه يؤدّي إلى ترك ما هو أفضل منه دون أن يكون الفاعل قد ارتكب معصية والاستغفار في هذا السياق كان بسبب ترك الأولى وليس لارتكاب ذنب [ راجع التبيان / الجزء ٨ / الصفحة : ١٣٧ ، اللوامع الإلهيّة / الصفحة : ٢٥٩ ، تفسير اثني عشري / الجزء : ١٠ / الصفحة : ٩٤ ].
أفضل تفسير لهذه الآيات قد ورد في كلام الإمام الرضا عليه السلام حيث قال :
ان موسى عليه السلام دخل مدينة من مدائن فرعون على حين غفلة من أهلها وذلك بين المغرب و العشاء ( فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ ) عليه السلام على العدو بحكم الله تعالى ذكره فوكزه فمات‌. ( قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ) يعنى الاقتتال الذي وقع بين الرجل لا ما فعله موسى عليه السلام من قتله ( إِنَّهُ ) يعنى الشيطان‌ ( عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ) ، قال المأمون : فما معنى قول موسى‌ ( رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ) ؟ قال علیه السلام : يقول : وضعت نفسي غير موضعها بدخول هذه المدينة ( فَاغْفِرْ لِي ) أي استرني من أعدائك لئلّا يظفروا بي فيقتلوني‌. [ عیون أخبار الرضا / الجزء : ۲ ، الصفحة : ۱۷۷ ]
وفقًا لهذا الحديث النوراني يمكن فهم أن أولاً قتل القبطي كان بأمر من الله تعالى. ثانياً معنى ( ظَلَمْتُ نَفْسِي ) هو أن النبي موسى عليه السلام أوقع نفسه في المتاعب بهذا الفعل ، بينما إيقاع النفس في المتاعب ما دام لا يكون بسبب الذنب ليس محرماً. وثالثاً أنّ استغفاره لم يكن استغفاراً من الذنب بل كان بمعناه اللغوي أي طلب الستر والنجاة من أعدائه.
وعلی هذا وفقاً للرواية المذكورة ، فإن معنى الآية الكريمة ( رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ) ، هو : أنّني وضعت نفسي في ورطة ، فاخفني وأنقذني من هذه الورطة.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+2 # الشيخ مهدي المجاهد 2025-02-27 18:43
عندما نتناول موضوعات تتعلق بفهم القرآن الكريم وتفسير معانيه ، يجب علينا أن نرجع إلى أهل البيت عليهم السلام الذين هم أعمق مصدر لفهم النصوص الدينيّة. إنّهم الذين أوضحوا لنا الكثير من المفاهيم الدقيقة التي قد تبدو معقدة أو غير مفهومة. من بين هذه المفاهيم ، نجد مسألة « ظلم النفس » التي قد تتطلب مزيداً من التبيين ، خصوصاً في سياق الآيات والأحاديث المتعلقة بالأنبياء.
في هذا السياق ، نرى كيف أن النبي موسى عليه السلام رغم كونه نبياً معصوماً ، قد عبّر عن شعوره بأنّه ظلم نفسه بعد حادثة قتل الرجل القبطي ودخوله المدينة. هذا التناقض الظاهري يتطلب منّا فهماً أعمق للعصمة ومعانيها ، وكيف يمكن أن يتداخل مفهوم الظلم مع واقع المعصومين.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ ، قَالَ : حَضَرْتُ مَجْلِسَ الْمَأْمُونِ ، وَعِنْدَهُ الرِّضَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ وَذَكَرَ حَدِيثَ عِصْمَةِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا مِنْهُ غَيْرَ مَرَّةٍ فَكَانَ فِيمَا سَأَلَ الْمَأْمُونُ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلامُ أَنْ قَالَ لَهُ : أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَوَكَزَهُ مُوسىٰ فَقَضىٰ عَلَيْهِ قٰالَ هٰذٰا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطٰانِ ).
قَالَ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلامُ : « إِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ دَخَلَ مَدِينَةً مِنْ مَدَائِنِ فِرْعَوْنَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنَ أَهْلِهَا ، وَذَلِكَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ ، فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ : هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ ، وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ ، فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ، فَقَضَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى الْعَدُوِّ بِحُكْمِ اللهِ تَعَالَى ، فَوَكَزَهُ فَمَاتَ ، قَالَ : ( هٰذٰا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطٰانِ ) يَعْنِي الاِقْتِتَالَ الَّذِي كَانَ وَقَعَ بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ ، لا مَا فَعَلَهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنْ قَتْلِهِ ، إِنَّهُ يَعْنِي الشَّيْطَانَ ( عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ ) ».
قَالَ الْمَأْمُونُ : فَمَا مَعْنَى قَوْلِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ : ( رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ) ؟ قَالَ : « يَقُولُ : إِنِّي وَضَعْتُ نَفْسِي غَيْرَ مَوْضِعِهَا بِدُخُولِ هَذِهِ الْمَدِينَةِ ، فَاغْفِرْ لِي ، أَيْ اسْتُرْنِي مِنْ أَعْدَائِكَ لِئَلّا يَظْفَرُوا بِي فَيَقْتُلُونِي ( فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ، قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ : ( رَبِّ بِمٰا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ) مِنَ الْقُوَّةِ حَتَّى قَتَلْتُ رَجُلاً بِوَكْزَةٍ ( فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ ) بَلْ أُجَاهِدُ فِي سَبِيلِكَ بِهَذِهِ الْقُوَّةِ حَتَّى تَرْضَى.
فَأَصْبَحَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ( فِي الْمَدِينَةِ خٰائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ) ، قَالَ لَهُ مُوسَى : إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ ، قَاتَلْتَ رَجُلاً بِالْأَمْسِ ، وَ تُقَاتِلُ هَذَا الْيَوْمَ ؟ لَأُؤَدِّبَنَّكَ ، وَأَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِهِ ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا ، وَهُوَ مِنْ شِيعَتِهِ ، قَالَ : يَا مُوسَى : ( أَ تُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمٰا قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاّٰ أَنْ تَكُونَ جَبّٰاراً فِي الْأَرْضِ وَ مٰا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ) «.
قَالَ الْمَأْمُونُ : جَزَاكَ اللَّهُ عَنْ أَنْبِيَائِهِ خَيْراً، يَا أَبَا الْحَسَنِ. [ البرهان في تفسير القرآن : السيد هاشم البحراني ج : 4 / ص : 261 ].
ويبدو أنّ مراد نبي الله موسى عليه السلام من : « ظلمت نفسي » هو الوقوع في المشقّة ، باعتبار أنّ قتله لأحد الأقباط ليس بتلك السهولة التي يتناساها أتباع فرعون ، ولا يخفى أنّ ترك الأولى يعني العمل المباح ذاتاً ، إلّا أنّه يَحرم صاحبه من العمل الأفضل.
وجملة : ( هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ) إشارة إلى‏ أصل نزاع القبطي والسبتي ـ الفرعوني والاسرائيلي ـ ، أي أنّ نزاعهم الأعمى التافه هذا هو من عمل الشيطان.
إذن ، فطلب المغفرة من الله إنّما هو لتركه الأولى ، وقد ورد نظيره في القرآن الكريم بحقّ آدم وحواء أيضاً ، حيث انّهما قد أوقعا نفسيهما في المشقّة وذلك بتركهما للأولى ، وأكلهما من الشجرة الممنوعة ، فطلبوا المغفرة لذلك‏ حيث : ( قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ ). [ الأعراف/ 23 ]
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
-1 # احمد 2023-04-12 13:19
البعض يثير شبهة وهي كيف يكون القران كتاب هداية وهو يثير الشبهات والشكوك بعصمة الانبياء
واننا نجد ان معالجة تلك الشبهات من خلال تبريرات وتفسيرات لا تفي بالغرض ولا يقتنع من اصابه الشك والحيرة بعد قراءة الايات التي تتحدث عن معصية الانبياء وتوبتهم وندمهم عما اقترفوه
والسؤال لماذا كان اسلوب القران يثير الشك وهو كتاب هداية ؟
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+4 # السيّد جعفر علم الهدى 2023-06-16 16:27
جواب هذا السؤال يكمن في قول النبي صلّى الله عليه وآله : « انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً وانّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».
حديث يصرح بأن القرآن لا يكفي للهداية لوحده ، بل لا بدّ من الرجوع الى العترة الطاهرة لفهم القرآن الكريم وتفسيره وشرحه لأجل الاهتداء بالقرآن ، فالحديث يكذب قول من قال : « حسبنا كتاب الله ».
فانّ الهداية لا تتمّ الّا بالأخذ بتعاليم القرآن من خلال الرجوع الى العترة الطاهرة.
وقد صرّح القرآن الكريم انّ فيه آيات محكمات ، تكون صريحة أو ظاهرة في المراد ، وفيه آيات متشابهات ، ولا يعرفها إلّا الله ورسوله والأئمّة الأطهار من أهل البيت الذين هم الراسخون في العلم : ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ).
وأمّا الآيات الواردة في الأنبياء والرسل ، فقد فسّرها الأئمّة الأطهار عليهم السلام بنحو لا يتنافي مع عصمة الأنبياء من الذنوب والخطأ والنسيان. ولعلّ حكمة الله تعالى شاءت ان تؤكّد على كون الأنبياء والرسل من جنس البشر ، وانّه يجري عليهم صفات البشر ، حتّى لا يتوهّم انّهم ملائكة ، أو يحصل لدى أتباعهم أو من يقرأ أحوالهم الغلوّ فيهم ، فيعتقدون الألوهيّة والربوبيّة بالنسبة اليهم. مثلاً من يقرأ في حقّ يوسف ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا ) ، يعلم بأنّ يوسف وان كان نبيّاً لكنّه من جنس البشر ، ولا يتوهّم انّه ملك أو اله وخالق لا يتأثّر بالجمال والأنوثة ، بل هو بشر ، ولو لا العصمة و ( بُرْهَانَ رَبِّهِ ) لكان يقدم على المعصية.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+3 -3 # إبراهيم 2015-07-18 10:27
قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18)
وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19)
قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20)
من هنا يتبين أن موسى اعترف بخطئه مما يبين بأنه كان غير معصوم على الأقل قبل النبوة
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+9 -1 # السيد جعفر علم الهدى 2015-11-06 21:15
أما قوله ( وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) [ الشعراء : 19 ] فالذي قال هذا الكلام هو فرعون ومراده أن موسى قتل القبطي الذي كان من قوم فرعون فلم يشكر موسى ما أنعم عليه فرعون من الرعاية والحضانة في أيّام طفولته حيث قتل من كان من أتباع فرعون وقومه ، فالمراد من قوله : ( وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) هو كفر النعمة لا الكفر بإله عزّ وجلّ ، والكفر يستعمل في عدم الشكر كما في قوله تعالى : (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ) [ القيامة : 11 ].
وأمّا قول موسى عليه السلام : ( فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ) [ الشعراء : 20 ] فمراده فعلت ذلك حينما ضللت في الطريق ولم أدر أن هذا الشخص من أهل من ومن أتباعك.
ففي العيون عن الرضا عليه السلام انّه سئل عن ذلك مع انّ الأنبياء معصومون فقال : قال : « وأنا من الضالين عن الطريق بوقوعي إلى مدينة من مدائنك ».
ثمّ انّ الدليل على عصمة الأنبياء والرسل دليل عقلي قطعي شامل لقبل النبوّة وبعدها وهو أن من يحتمل في حقّه المعصية والكذب لا يكون مورد قبول الاُمّة ، فلو صدر منه كذب واحد مثلاً حتى قبل النبوّة لم يطمئن الناس بنبوّته ورسالته ، وكلّ ما يقوله يحتمل انّه كذب ولو في هذه المرّة ثمّ انّ هناك في الاُمّة من لا يرتكب الذنب والكذب ، فكيف يجعل الله تعالى مرتكب الذنب أو الكاذب ولو مرّة واحدة حجّة ونبيّاً مفروض الطاعة عليه مع انّ هذا الشخص أفضل منه لأنّه لم يرتكب المعصية أصلاً وان كان غير معصوم ؟!
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

العصمة

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية

خمسة + اثنان =