أدلّة عصمة النبي وآله(ع)من الكتاب

البريد الإلكتروني طباعة
أدلّة عصمة النبي وآله(ع)من الكتاب
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أود من حضرتكم سرد بعض الآيات القرآنية الدّالة على عصمة النبيّ وآله عن الخطأ والسهو بشكل خاص والنسيان ؟  جزاكم الله خيراً؟

الجواب : من سماحة السيّد جعفر علم الهدى
 
ليس الدليل منحصراً في القران الكريم بل الأدلة الشرعية أربعة : الكتاب والسنة والإجماع والعقل . وعلى كل حال فيدل على عصمة النبي ص من الخطاء والنسيان قوله تعالى : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }{الأحزاب/33} ؛ فإنّ إذهاب الرجس مطلق وعامّ يشمل الأرجاس والقذارات المادية والمعنوية .
 

التعليقات   

 
+1 -1 # عادل 2019-08-11 21:29
برجاء تقديم كل ما ذكر في القرآن الكريم عن جوب الإمامة كجزء من العقيدة وضرورتها بالنسبة للشريعة وحفظ الدين، ومن هم الأئمة بالتحديد، وما هي أحكام الإمامة وما يتوجب على المسلمين الإيمان به بخصوص الإمامة؟ مرة أخرى برجاء أن تكون الإجابة عن هذا الموضوع من القرآن الكريم فقط وليس من غيره الذي ربما يكون في سؤال آخر.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+1 -1 # السيّد جعفر علم الهدى 2019-12-13 00:39
1 : هذا الذي تقوله بأنه لا بد ان يكون الجواب عن هذا الموضوع من القرآن الكريم فقط ، ليس صحيحاً ، ولا يمكن لأحد أن يدعي ان جميع المعارف والعقائد والأحكام الإلهيّة وتفاصيلها وأجزائها وشرائطها لا بد ان يكون في القرآن الكريم ؛ لان القرآن كتاب هداية وارشاد ، ولا بد ان يكون في متناول أيدي الناس ، ويسهل قراءته والاستفادة من مضامينه ، فالقرآن يتعرض للاصول والقواعد العامة والأمور الضرورية.
أمّا التفاصيل فلابد أن نرجع فيها الى السنّة النبويّة الشريفة التي يحكي عنها الروايات الصحيحة والمعتبرة ، الواردة من طرق أهل البيت عليهم السلام ، الذين جعلهم النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله عدلاً للقرآن الكريم ، في الحديث المشهور والمعروف بين الفريقين :
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله : انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً وانّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض.
فالقرآن يأمرنا بالرجوع الى النبي صلّى الله عليه وآله ، وله تعالى : ( َا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) [ الحشر : 7 ]. وبقوله تعالى : ( مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ) [ النساء : 80 ]. وبقوله تعالى : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) [ النجم : 3 ـ 4 ]. وبقوله تعالى : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) [ الأحزاب : 36 ].
ثمّ النبي صلّى الله عليه وآله يرجعنا الى العترة الطاهرة ، كما في الحديث المتقدّم ، وبقوله صلى الله عليه وآله :
مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجى ومن ترك هوى.
فالقرآن الكريم الذي لم يذكر حتى عدد ركعات الصلاة ، ولم يذكر أوقاتها ، ولم يذكر تفاصيل شرائطها وأجزائها ، كيف يمكن ان يقال بالنسبة اليه :
حسبنا كتاب الله.
والقرآن الذي يقول : ( مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ) [ آل عمران : 7 ]. كيف يمكن أن نكتفي به في إثبات جميع معارف الدين وأحكامه وتعاليمه ، لولا الرجوع الى السنة الصحيحة في تفسيره ، وتأويل آياته.
وبناء على ذلك نقول : القرآن يشير الى مسألة الإمامة والولاية ، كقوله تعالى : ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) [ الرعد : 7 ].
من هو هذا الهادي ؟ أليس هو الإمام الذي يكون خليفة الرسول ، وقد ورد في تفسير الآية من طرق الشيعة والسنّة جميعاً ، قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام :
يا علي أنا المنذر وأنت الهادي.
وورد أيضاً قوله صلّى الله عليه وآله :
أنا المنذر وعلي الهادي.
وكذلك يقول القرآن الكريم : ( أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) [ النساء : 59 ].
ويقول بالنسبة لقصة إبراهيم النبي عليه السلام : ( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) [ البقرة : 124 ].
وأمّا التفاصيل فخذها من السنة الشريفة.
2 : ومعذلك نقول هناك آيات كثيرة في القرآن الكريم تدلّ على مسألة الإمامة والولاية ، نذكر بعضها :
أ : قال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) [ البقرة : 124 ].
هذه الآية تدلّ على مسألة الإمامة التي هي غير النبوّة والرسالة ، بل مقام ارفع وأعلى من النبوّة ؛ لأنّ الله تعالى أعطى هذا المقام لإبراهيم بعد ان كان نبيّاً رسولاً ، حيث انّه ابتلاه بذبح ولده اسماعيل الذي رزقه الله إيّاه بعد شيخوخته ، ومضي زمان طويل على نبوّته ورسالته. فامتحنه الله بأن أمره بذبح ولده ، ولما خرج من هذا الامتحان ناجحاً ، واتمّ كلمات الله تعالى ، رزقه الله مقام الإمامة.
كما انّ الآية تدلّ على شروط الإمام التي منها العصمة ، لقوله تعالى : ( لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ).
ثمّ انّ بعض الأنبياء والرسل كانوا أئمّة أيضاً ، أي اجتمعت فيهم النبوّة والإمامة ، مثل إبراهيم وموسى وعيسى وسليمان وداود والنبي الأعظم محمّد صلّى الله عليه وآله ، وبعضهم لم يكن إماماً بل كان نبيّاً فقط ، مثل يحيى وزكريا ، كما أنّه قد يكون شخص إماماً ولا يكون نبيّاً ولا رسولاً ، مثل الأئمّة الإثني عشر من أهل البيت عليهم السلام ، الذين حكم الله تعالى بطهارتهم في قوله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) [ الأحزاب : 33 ] ، وقد جعلهم النبي صلّى الله عليه وآله عدلاً للقرآن الكريم في لزوم التمسّك بهم لأجل الهداية ، حيث قال :
انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً وانّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض.
وقال :
مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهوى.
ب : قوله تعالى : ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) [ الرعد : 7 ].
ويظهر من الآية ان الناس يحتاجون الى نبي ورسول يكون هو المنذر ، وإلى امام وخليفة يكون هو الهادي.
وقد ورد في أحاديث وتفاسير أهل السنّة فضلاً عن الشيعة ، انّ النبي صلّى الله عليه وآله قال : أنا المنذر وعليّ الهادي.
وقال لعلي عليه السلام : أنا المنذر وأنت يا علي الهادي.
ج : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) [ المائدة : 55 ].
وقد ورد باتّفاق المفسّرين والمحدّثين انّ الآية نزلت بشأن علي بن أبي طالب ، فأعطاه الله تعالى له ولايته وولاية رسوله ، وبما انّه ليس بعد النبي محمّد صلّى الله عليه وآله نبي ورسول ، فهذه الولاية التي أعطاها الله لعلي هي الإمامة والولاية بعد النبي صلّى الله عليه وآله.
ولنعم ما قال حسان بن ثابت الأنصاري :
أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي * وكل بطئ في الهوى ومسارع
فأنت الذي أعطيت مذ كنت راكعاً * فدتك نفوس القوم يا خير راكع
وأنزل فيك الله خير ولاية * وأودعها في محكمات الشرايع
4 : قوله تعالى : ( أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) [ النساء : 59 ].
والآيات كثيرة.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

العصمة

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية