الإمامة وتخلّى الإمام علي والحسن ع عنها

البريد الإلكتروني طباعة
إن كانت الإمامة بنصّ من الله فلماذا يتخلّى الإمام علي عليه السلام عليها في خلافة الشيخيين ؟ ولماذا تنازل عليها الإمام الحسن عليه السلام ؟ وهل هناك فرق بين الإمامة والخلافة ؟

التعبير بالتخلّي عن الإمامة في عهد أبي بكر وعمر من قِبَل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام اللّه عليه تعبير خاطئ ، ينمّ عن عدم فهم «  الإمامة » والخلافة ؛ فإنّ الإمامة والخلافة بحسب اعتقادنا ليست قابلة للتخلّي عنها أبداً ، ولا معنى للتخلّي عنها ، فهي كالنبوّة من هذه الناحية ؛ وذلك لأنّ « الإمامة » ليست عبارة عن مجرّد منصب ظاهري للسلطة والحكومة حتّى يقال : بما أنّ عليّاً عليه السلام تخلّى عن السلطة والحكم.
أو بتعبير أدقّ : غصبت منه السلطة والحكومة.
إذاً : فقد تخلّى عن «  الإمامة » أو عن « الخلافة » ، لا ، ليس الأمر كذلك ، بل الإمامة والخلافة عبارة عن منصب إلهي معنوي وروحي رفيع ، والإمام يتبنّى هداية الناس في أمور دينهم ودنياهم ، ويحفظ الشريعة من التلاعب والانحراف ، ويُقيم العدل ، ويحكم بين الناس ، فاذا أتيحت الفرصة للإمام أن يحكم ويدير المجتمع ، ولم يغضب هذا الحقّ منه فَنِعِمَّا هِيَ ، وإن لم تُتح له الفرصة في ذلك ، وغَصَب الحكم والسلطة غاصبون ـ كما كان في عهد أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية ويزيد وسائر بني أميّة وبني العباس ـ فهذا لا يعني أبداً أنّ الإمام قد تخلّى عن الإمامة والخلافة ، ولا يعني أنّ الإمام قد غصبت منه الإمامة ؛ فإنّ هذا المنصب الرّباني الرفيع إنّما هو عهد من اللّه تعالى إلى المخلَصين من عباده ، وكما قال تعالى : ( لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) [ البقرة : 124 ] ، فمن الخطأ جدّاً أن نختزل العهد الرّباني بالحكم والسلطة الظاهريّة فحسب ، فالإمامة والخلافة بمفهومها الواقعي لا تُغتصب ، ولا يتخلّى عنه. نعم إنّ السلطة والحكومة الظاهريّة قد يتخلّى عنها أو تغتصب ، فشأن الإمامة من هذه الناحية هو شأن النبوّة فكما أنّ النبيّ نبيّ سواء كان بيده الحكم والسلطة الظاهرية أم لا ، وسواء حارب أم صالح ، فكذلك الإمام إمام وخليفة على كلّ حال.
وبهذا ظهر الجواب أيضاً عن السؤال حول تنازل الإمام الحسن عليه السلام ، فهو لم يتنازل عن الإمامة والخلافة ، ولا يمكن ذلك ، ولا معنى له ، وإنّما هي هدنة مؤقّتة بينه وبين معاوية ، ومشروطة بشروط ، وإنّ كان معاوية قد أعلن بعد ذلك سحقه للشروط غدراً منه : « وكلّ إناء بالذي فيه ينضح » ، كما أتّضح لكم أنه لا فرق بين الامامة والخلافة في مفهومها الواقعي.
 

التعليقات   

 
+2 -2 # عادل 2019-07-26 06:38
لم تفهم ولن تفهم ويبدو أن الله قد أغلق على قلبك بما كسبت حتى لا تفهم أبداً... أنا وغيري من أهل السنة لا نعبد علماءنا كما تفعلون أنتم وكما فعل من قبلكم اليهود والنصارى الذين حرفوا الدين عن مواضعه.. فما يقوله السيوطي أو وابن تيمية ومن قبلهما البخاري ومسلم والشافعي وأبي حنيفة ومن قبلهم أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين ومعاوية وغيرهم بل وجميعهم مهما كانوا هم من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما يقولونه هو حجة عليهم وليس حجة على القرآن وليس من حق أحد منهم أن يتكلم بالنيابة عن الله وأن يقول إن ما يقوله هو الحق المطلق... بل كل يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم... وحتى قول رسول الله صلى يجب أن يخضع للبحث لأن الناقل قد يكون كاذباً فما وردنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عبر سلسلة طويلة من الأشخاص منهم من ينسى ومنهم من قد يتعمد الكذب!!! إذن ما الأساس الذي نستند عليه في فهم العقيدة وفي تقويم ما يردنا من أقوال الجواب ببساطة إنه القرآن الكريم الكتاب المحفوظ الذي تعهد الله بحفظه إلى يوم القيامة بدون زيادة ولا نقصان.. هكذا ورد في القرآن الكريم نفسه الذي نؤمن به... وهكذا وردتنا عناصر الإيمان فيه عندما وردت نصاً صريحاً لا خيالاً ولا تأويلاً.
كان اليهود والنصارى إذا جاءتهم رسل الله بالحق يعمل بعض كهنتهم أو الضالون منهم على سبيل التحديد على تحريف الدين وتوجيهه نحو مصلحتهم الذاتية أو لأسباب مختلفة وأول خطوة لتحقيق ذلك هي صرف الناس عن كتاب الله بإشاعة مقولة إن الكتاب لا يفهم بذاته ولله فيه أحكام لا يفهمها إلا الخاصة... ونحن الخاصة ويجب أن تفهموا الكتاب منا نحن فقط فانعزل المؤمنون عن كتاب الله واستفرد به الكهنة الضالون وشيئاً فشيئاً تغيرت العقيدة... لم تتغير العقيدة بالعودة إلى الكفر لا سمح الله ولا بنكران ألوهية الله والعياذ بالله، وإنما أضيف أيها بند صغير وهو أن عزير ابن الله والمسيح ابن الله... وكلما واجهتهم مشكلة في آية يجدوا أنها تكشف كذبهم بصورة واضحة يتعذر تأويلها غيروها وادعوا أن هذا لم يكن النص الأصلي ووضعوا هم النص الأصلي موافقاً لهواهم.
والآن قمت أنت وغيرك من علماء الشيعة بإقناع عامة أتباعكم أنهم لا يجب أن يفهموا كتاب الله إلا من خلالكم أنتم فقط وإلا يكونوا آثمين وقد تجادلت مع كثير منهم وقد بدا الفزع على أحدهم عندما طلبت منه وهو أستاذ لغة عربية أن يشرح لي المعنى اللغوي فقط لآية. وبعد ذلك عندما أعيتكم الحيل في الالتفاف حول كتاب الله ادعيتم تحريفها لكي تضعوا أنتم الآيات التي تعجبكم وتحذفوا الآيات التي لا تعجبكم مع أن الله تعهد بأن القرآن الكريم محفوظ مع الناس إلى يوم القيامة بدون زيادة ولا نقصان لأنه هو كلمة الله الخاتمة إلى البشر. لا تتمسح بالسيوطي فهو لم يدع أن قوله الحق وأن ما ينقله هو در مكتنز كما يكتنز الذهب والفضة.. بل هي رواية مثل روايات أخرى قد تصدق وقد تكذب.. وحتى لو كان قالها وأقسم أنها صحيحة على مسئوليته الشخصية لأرجعناها إلى القرآن ورفضناها لأنها تخالفه هذا هو المنهج الذي عاهدنا الله عليه.
وكما فعلتم مثل اليهود والنصارى بإبعادكم الناس عن القرآن والتشكيك في صحته أضفتم مثلما أضافوا بنداً بسيطاً إلى العقيدة هو أن علياً ولي الله وأبناءه أئمة معصومون... إضافة مثل الإضافة ولا أحد أفضل من الآخر... اليهود والنصارى ادعوا بنوة وألوهية شخص واحد فقط وأنتم ادعيتم الولاية والإمامة والعصمة لاثني عشر...
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+3 -1 # السيّد جعفر علم الهدى 2019-11-24 12:44
من أعمى الله قلبه وبصيرته يفتري على غيره ، بل يرمي حتى علماء مذهبه بالكذب والافتراء والغلط والاشتباه.
بالله عليك قل لنا : هل هذه الآية توجد في القرآن الكريم : ( مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ) [ آل عمران : 7 ] ؛ فامّا الذين في قلوبهم مرض ، فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله ، الا الله ورسوله والراسخون في العلم ، يقولون كل من عند ربنا.
ثم بالله عليك هل في القرآن الكريم جميع أحكام الصلاة والصوم والحج والزكاة والجهاد والمعاملات ؟
وهل القرآن الكريم يشتمل على مئات المجلّدات يحتوي على تفاصيل الأحكام الشرعيّة والعقائد والمعارف والعلوم الإسلاميّة ؟
فكيف تقول بأن القرآن هو المصدر الوحيد لقوانين الإسلام وأحكامه ولعلوم الشريعة المقدّسة ؟
ثمّ كيف يمكنك التمييز بين الآيات المحكمة والآيات المتشابهة ؟
فلو لم تفهم من طريق الأحاديث النبوية معنى الآيات المتشابهة ، والمراد الحقيقي منها ، فما هو الداعي على نزول هذه الآيات اذا لم يفهم المراد منها ، ولا يمكن العمل على طبقها ؟
فلا بد من الرجوع الى النبي صلّى الله عليه وآله ، وإلى أولى الأمر المعصومين عليهم السلام من الكذب والخطأ ، لكي تعلم المراد منها ؛ فمن هم هؤلاء المعصومين ؟
واذا كان أمثال السيوطي الذين كتبوا في تفسير القرآن يخطئون كما قلت ، فلا بد أن يرجعوا هم أيضاً لمعرفة تفسير الآيات الى من عصمه الله من الخطأ و الغفلة ، والا كان نزول القرآن لغواً ، ولا يمكن ان يدعى اننا نأخذ بظاهر كل آية من آيات القرآن.
اذ كيف تلتزم بقوله تعالى : ( الرَّحْمَـٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ) [ طه : 5 ] ، وهل الله تعالى جسم يجلس على السرير ؟
وكيف تفسير قوله : ( وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ ) [ الاسراء : 72 ].
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+2 # قيس عزم سيد مراد 2019-02-12 21:51
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
سماحة العلامة السيد علي الحائري دامت الطافه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دمتم بالعز والهنا
أرفع الى مقامكم العالي سؤال وتعليق على جوابكم ونامل منكم الاجابة والتوضيح
1- قول سماحتكم ان مولانا الامام الحسن صلوات الله عليه دعا الناس الى حرب معاوية بعدما لم يوف ببنود وشروط الصلح
اين اجد هذا في المصادر الحديثية لمدرسة اهل البيت صلوات الله عليهم
2- قول سماحتكم
( وأمّا الإمام الحسين عليه السلام فقد خرج لطلب الإصلاح في اُمّة جدّه ، وكان يعلم بأنّه سوف يقتل لكن شهادته وقتله سوف يكون فوزاً للإسلام وإبقاء للشريعة المحمّديّة )
الاعتقاد بان هدف مولانا الامام الحسين صلوات الله عليه قد تحقق بالاستشهاد وانه انتصر وتحقق الإصلاح في الأمة مخالف لمنطق اهل البيت صلوات الله عليهم
حيث لم يحدث الإصلاح وجاء اظلم والعن من يزيد ولم يصلح حال الأمة ولم يتغير ولم يتغير التحريف والتزوير والكفر
بدليل ما ورد عن المعصومين صلوات الله عليهم
١- كتاب الغيبة للنعماني - الباب العاشر- ماروي في غيبة الامام المنتظر الثاني عشر وذكر مولانا امير المؤمنين وائمة صلوات الله عليهم أجمعين بعده وأنذارهم بها -
الحديث الثالث - قول امير المؤمنين صلوات الله عليه مع حذيفة بن اليمان قال - فوالذي نفس علي بيده لا تزال هذه الامه بعد قتل الحسين ابني في ضلال وظلمة وعسفة وجور واختلاف في الدين وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه وإظهار البدع وإبطال السنن واختلاف وقياس مشتبهات وترك محكمات حتى تنسلخ من الإسلام وتدخل في العمى والتلدد والتكسع - ماروي في غيبة الامام المنتظر الثاني عشر وذكر مولانا امير المؤمنين وائمة صلوات الله عليهم أجمعين بعده وأنذارهم بها
٢- حديث مولانا الامام الصادق صلوات الله عليه - علي بن محمد عمن ذكره عن محمد بن سليمان عن عبد الله بن لطيف التفليسي عن رزين قال قال أبو عبد الله (عليه السلام) لما ضرب الحسين بن علي (عليهما السلام) بالسيف فسقط رأسه ثم ابتدر ليقطع رأسه نادى مناد من بطنان العرش ألا أيتها الأمة المتحيرة الضالة بعد نبيها لا وفقكم الله لاضحى ولا لفطر قال ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) فلا جرم والله ما وفقوا ولا يوفقون حتى يثأر ثائر الحسين (عليه السلام) - كتاب الكافي الكليني - ج٤ - ص ١٧٠

3- زيارة الناحية المقدسة - المنقول عن مولانا الإمام العسكري صلوات الله عليه - بحار الأنوار للمجلسي - ج ٩٨ - ص ٢٤١
فالويل للعصاة الفساق لقد قتلوا بقتلك الاسلام وعطلوا الصلاة والصيام ونقضوا السنن والأحكام وهدموا قواعد الايمان وحرفوا آيات القرآن و هملجوا في البغي والعدوان لقد أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله من أجلك موتورا وعاد كتاب الله مهجورا وغودر الحق إذ قهرت مقهورا وفقد بفقدك التكبيروالتهليل و التحريم والتحليل والتنزيل والتأويل وظهر بعدك التغيير والتبديل والالحاد والتعطيل والأهواء والأضاليل والفتن والأباطيل )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+1 -2 # السيّد جعفر علم الهدى 2019-07-24 23:22
1 : راجع كتاب صلح الإمام الحسن عليه السلام للشيخ راضي آل ياسين ، وحياة الإمام الحسن للشيخ باقر شريف القرشي ، والحياة السياسيّة للإمام الحسن عليه السلام تأليف السيد جعفر مرتضى.
2 : نهضة الإمام الحسين عليه السلام واستشهاده وسبي نسائه واسرهن وتسييرهن الى الكوفة ثم الى الشام ، أظهرت بوضوح كفر يزيد بن معاوية وعدم مشروعيّة الحكم الأموي الذي كان يدعي الإسلام في الظاهر ، وهو يريد القضاء على الإسلام وردّ الناس الى الجاهليّة ، كما صرّح بذلك معاوية بن أبي سفيان للمغيرة بن شعبة ، حينما طلب منه أن يكفّ عن محاربته للإسلام بعد وصوله الى غرضه وهدفه ، وهو التسلّط على رقاب المسلمين ، فقال له معاوية : « لا والله الا دفناً » ، وهذا يكشف عن انّ معاوية أراد أن يدفن حتّى اسم محمّد صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام ويمحو ذكرهما ، ويقضي على الإسلام ، كما ان يزيد بن معاوية صرّح بقوله :
لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل
فالحسين عليه السلام بشهادته ونهضته وخطبه وسيرته أبطل مؤامرات الحكم الأموي ضدّ الإسلام ، وبيّن للناس الفرق بين دعوى الحقّ والباطل ، وصار بمنزلة العلّة التامّة لاستحكام عروش الدين ، حتّى قيل ان الإسلام محمّدي الحدوث حسيني البقاء.
ثمّ ببركة نهضة الإمام الحسين عليه السلام توالت ثورات العلويين للدفاع عن الإسلام والمسلمين ، ودفع الظلم والاضطهاد عن المظلومين ، بل كلّ ثورة أو حركة اصلاحيّة ودينيّة استلهمت فكرتها من نهضة الإمام الحسين عليه السلام ، حتّى ان بني العباس تمكّنوا من القضاء على الامويين ، والتسلّط على الخلافة بدعوى الطلب بثأر الإمام الحسين عليه السلام والسير على نهجه ، لكنّهم بعدما تسلّموا الحكم وتسلّطوا على رقاب المسلمين حاربوا أهل البيت عليهم السلام وارتكبوا الجرائم في حقّهم ، بل أمروا بهدم قبر الإمام الحسين عليه السلام لكي لا يزوره المسلمون ، ويتأثّروا بنهضته الكريمة ويثوروا ضدّ الحكم العبّاسي الظالم.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+4 -8 # عادل 2017-06-10 01:52
أنت لم تفهم السؤال: السؤال هو لماذا تنازل علي والحسن ولم يتنازل الحسين مع أن موقفه كان أضعف من الحسن على الأقل؟ أليس معنى وتفسير مواقف هؤلاء الصحابة الكرام وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا توجد إمامة أصلاً خصوصاً أنه لا يوجد نص صريح في القرآن يقول بما تزعمون من الولاية. إذا كنت واثقاً من إيمانك فلا تجيب بالأحاديث، فالحديث لا يعلو على القرآن مهما كان سنده لأن فيه شك ولو ضعيف فقد تكون أنت او من كتب الحديث كاذباً أما القرآن فمحفوظ. والقرآن يحدثنا عن الإيمان في الآية قبل الاخيرة من سورة البقرة أن الإمامة ليست من الإيمان إلا تأويلاً من عقلك المريض.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+5 -3 # السيّد جعفر علم الهدى 2017-08-22 00:22
في الحقيقة أنت لم تفهم السؤال ولم تفهم الجواب ، فقد كان سؤالك خاطئاً ، لم يتنازل الحسن ولا علي عليهما السلام عن الخلافة والإمامة وليس لهما ان يتنازلا عن منصب إلهي أعطاه الله لهما.
فالسؤال الصحيح هو : لماذا لم يحارب علي عليه السلام القوم بعدما غصبوا منه السلطة والخلافة الظاهريّة ، مع انّ عليّاً كان قويّاً وقد يتمكّن من ابادتهم ، وهو فاتح خيبر وقاتل عمرو بن عبدود ومرحب وأبطال العرب المشركين.
والجواب : انّ عليّاً كان حريصاً على حفظ كيان الإسلام ووحدة المسلمين ، وقد كان المشركون واليهود والمنافقون يتربّصون الدوائر بالمسلمين وينتظرون وجود نزاع وضعف بينهم حتّى يتمكّنوا من القضاء على الإسلام والمسلمين ، ولأجل هذا عرض أبو سفيان ـ رأس الحزب الأموي المعادي للإسلام ـ نصرته على علي عليه السلام ليأخذ بحقّه الشرعي ، لكن عليّاً علم نواياه الخبيثة ولم يقبل منه ذلك.
هذا مضافاً إلى انّ القوم كان لهم حقد دفين لعلي عليه السلام لأنّه قتل في سبيل الله آباءهم وأبناءهم وعمومتهم وأبناء عشيرتهم ، فلم يستجيبوا لنداء علي ومطالبته بالحقّ الشرعي في السلطة ، ولم يطبقوا حكمه العادل ؛ فهل كان علي يقتلهم عن آخرهم ؟ مع أنّه لم يكن له أنصار وأعوان إلّا جماعة قليلون يموت الإسلام بموتهم.
مضافاً إلى أنّ أكثر المسلمين كانوا مسلمة الفتح أيّ أسلموا بعد فتح مكّة طوعاً أو كرهاً ، ولم يكن الإيمان متمكّناً من قلوبهم ، ولو كان علي عليه السلام يقاتل القوم لارتدّوا عن الإسلام ورجعوا إلى الشرك.
هذا بالنسبة للإمام علي عليه السلام ، وأمّا الإمام الحسن عليه السلام فلم يتنازل حتّى عن السلطة ، وانّما صالح مع معاوية حفظاً لدماء المسلمين بعدما ظهرت نفاق وخيانة رؤساء جيشه ومعظم جنده حتّى كتبوا إلى معاوية انّهم مستعدّون لتسليم الحسن عليه السلام إليه ليفعل به ما يشاء.
وقد ذكر الإمام الحسن شروطاً للصلح والهدنة ، وكان صلحه نظير صلح النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله في الحديبيّة ، وبعدما لم يف معاوية ببنود وشروط الصلح دعا الإمام الحسن عليه السلام الناس إلى الحرب معاوية ، لكن دسّ معاوية إليه السمّ ، فمضى شهيداً مظلوماً.
وأمّا الإمام الحسين عليه السلام فقد خرج لطلب الإصلاح في اُمّة جدّه ، وكان يعلم بأنّه سوف يقتل لكن شهادته وقتله سوف يكون فوزاً للإسلام وإبقاء للشريعة المحمّديّة ، فقد كان الحزب الاُموي وعلى رأسهم يزيد بن معاوية يريدون محو الإسلام والقضاء عليه.
وقد صرح يزيد بن معاوية بنواياه الخبيثة بقوله :
لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل

وأمّا الآيات الواردة في الإمامة في القرآن الكريم نذكر بعضها :
1 ـ ( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) [ البقرة : 124 ]
وابتلاء إبراهيم وإمتحانه كان بذبح ولده إسماعيل ، وقد رزقه الله تعالى إسماعيل وإسحاق في شيخوخته بعد ان كان نبيّاً ورسولاً ، فبشّرته الملائكة بالأولاد ، فلمّا رزقه الله إسماعيل رأى في المنام انّه يذبحه ، فاقدم على ذلك وخرج من الإبتلاء والإمتحان ناجحاً ، فأعطاه الله منصب الإمامة زائداً على النبوّة والرسالة.
2 ـ ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) [ المائدة : 55 ]
وقد اتّفق المفسّرون على انّ المراد هو علي بن أبي طالب الذي تصدّق بخاتمه على المسكين في صلاته ، فأعطاه الله نفس ولايته وولاية رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وهل هذا غير الإمامة ؟
قال حسّان بن ثابت الصحابي مخاطباً لعلي عليه السلام :
وأنت الذي أعطيت مذ كنت راكعاً * فدتك نفوس القوم يا خير راكع
فانزل فيك الله خير ولاية * وأثبتها في محكمات الشرايع
3 ـ ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) [ الرعد : 7 ]
وفي الحديث المشهور بين الفريقين حتّى علماء أهل السنّة قول رسول الله صلّى الله عليه وآله : « يا علي أنا المنذر وأنت الهادي ».
4 ـ ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) [ المائدة : 67 ]
روى العالم السنّي الشهير جلال الدين السيوطي في تفسيره الروائي « الدرّ المنثور » ، في تفسير هذه الآية أنّها نزلت هكذا : ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربّك انّ عليّاً مولى المؤمنين ... ) ؟؟!!!!!
إقرأ ثمّ إقرأ ثمّ تعجّب من أعاظم علمائكم كيف يروون مثل هذه الروايات ، ولكنّهم لا يتدبّرونها.
ثمّ انظر إلى جهلك بما يرويه علماء مذهبك ، فتقول ليس هناك آية تدلّ على الإمامة ، وانّها من شروط الإيمان.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

الإمامة

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية