الدليل من كتاب الله والسنة على خلافة علي عليه السلام للمسلمين

طباعة

الدليل من كتاب الله والسنة على خلافة علي عليه السلام للمسلمين

السؤال : أنا شاب سني ولي اهتمامات في العقيدة ، وفي يوم من الأيام دار ذهني في العقيدة من كل الفرقتين من سنة وشيعة ، فأرجو من سماحتكم التكرم بإجابة على اسئلتي وهي  :
اريد الدليل من كتاب الله و السنة على خلافة علي عليه السلام للمسلمين ؟ ومن بيعة الغدير ؟
 

الجواب : من سماحة الشيخ باقر الإيرواني


 

في البداية اود أن الفت نظر الأخ السائل إلى قضيتين :
1 ـ إنّ من يطرح السؤال المذكور تارة يكون طالباً ـ حقاً ـ للحقيقة وباحثاً عنها ، واظنك كذلك ، وأخرى لا يكون قاصداً لذلك . ومثل هذا البحث يكون نافعاً لو كان السائل من الشكل الأوّل ، وإلا فالبحث يعود اتلافاً للعمر العزيز بلا ثمرة . وبما إنّي كما قلت اظنك من الشكل الأوّل فبحثنا سوف يكون نافعاً إن شاء الله تعالى .
2 ـ إنّ الجواب عن سؤالكم قد كُتبت فيه كتب كثيرة ، من قبيل : كتاب « المراجعات»  للسيد شرف الدين ، وكتاب « ثمّ اهتديت» للسيد التيجاني ، وكتاب « لمإذا اخترت مذهب التشيّع مذهب أهل البيت» للأنطاكي وغير ذلك ، ولكني سوف اذكر لكم بعض ما يمكن ذكره من الكتاب الكريم ومن السنة الشريفة .


أمّا الكتاب الكريم : فتكفينا آية التطهير:{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}(الأحزاب/33) ؛ فإن الرجس عبارة عن كل انحراف وزلل ، وإذا كان أهل البيت عليهم السلام مطهرين من ذلك فيتعين اتباعهم ، والأخذ بسُنّتهم ، وتكون هي الحجة دون غيرها ممّا لا تكون بالصفة المذكورة .
ومن هذه الناحية لا ينبغي أن يقع خلاف ، وإنّما ينبغي أن يقع في تشخيص المقصود من : أهل البيت ، فهل المراد : ازواج النبي صلى الله عليه وآله ، أومطلق اقربائه ، أوخصوص الخمسة أصحاب الكساء ؟ وقد ذكرت في هذا المجال أقوال متعددة .
وفي الحقيقة الاجتهاد في تحديد المراد من أهل البيت وجيه لو لم يكن لدينا نص بل نصوص تحدّد المراد ، أمّا بعد وجوده فلا مجال له ؛ لأنّه اجتهاد في مقابل النص .
والمصادر التي نقلت تلك النصوص كثيرة ، وهي تبلغ عند الأخوة من أهل السنة فقط 156 مصدراً ننقل من بينها ما سجلّه مسلم في صحيحه في كتاب فضل الصحابة الباب 9 من أبواب فضائل أهل البيت حديث 2424 ، 4 : 1883 عن أم المؤمنين عائشة : « خرج النبي غداةً ، وعليه مرط مرحّل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثمّ جاء الحسين فدخل معه ، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها ، ثمّ جاء علي فأدخله ، ثمّ قال{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}(الأحزاب/33) ».
وفي رواية السيوطي في الدر المنثور 5 : 198 عن أم سلمة : « نزلت هذه الاية في بيتي : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}(الأحزاب/33) ، وفي البيت سبعة : جبرئيل وميكائيل وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ، وأنا على باب البيت ، قلت : ألست من أهل البيت ؟ ! قال : إنك إلى خير ، إنك من ازواج النبي ».
ولم يكتف النبي صلى الله عليه وآله بهذا ، حتى نقل في الدر المنثور 5 : 199عن أبي الحمراء : « حفظت من رسول الله صلى الله عليه وآله ثمانية أشهر بالمدينة ليس من مرة يخرج إلى صلاة الغداة إلا أتى إلى باب علي ، فوضع يده على جنبي الباب ، ثمّ قال : الصلاة الصلاة ({ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}(الأحزاب/33) ».
هذا ولكن قد يتمسك بقرينة السياق لإثبات إرادة ازواج النبي صلى الله عليه وآله حيث إنّ الآيات هكذا : {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ ِلأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا * يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ... وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا* وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ ...}(الأحزاب/28 ـ 34).


ويمكن الجواب بالوجوه الثلاثة التالية :
1 ـ
إنّه بعد وجود النصوص المتقدمة لا مجال للتمسك بالسياق .
2 ـ توجد قرينة على أنّ السياق غير مقصود ، وهي تغيير الضمير ؛ فإنّ الضمير في الآيات التي هي قبل وبعد الآية المذكورة ضمير النسوة ؛ إذ قيل : إن كنتن ، فتعالين ، امتعكن ، اسرحكن ، ... بينما في آية التطهير قيل : «  ليذهب عنكم » ولم يقل : ليذهب عنكن . وهذه القرينة واضحة ، وقد اشار إليها ابن حجر في صواعقه/141 حيث قال : « أكثر المفسرين على أنّها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين لتذكير ضمير عنكم وما بعده ».
3 ـ وردت في أحاديث متواترة ـ كحديث الثقلين وحديث السفينة وغيرهما ممّا يأتي ـ كلمة أهل البيت ولم يرد بها أزواج النبي .
هذا كله في آية التطهير .


ويدل من الكتاب أيضاً : آية المباهلة:{فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}(آل عمران/61) ؛ فإنّ الأحاديث دلت على أنّه صلى الله عليه وآله جاء بعلي وفاطمة والحسن والحسين دون من سواهم ، وهذا يعني إنّ كلمة أبناءنا قد طبقت على الحسن والحسين ، وكلمة نساءنا على فاطمة ، وكلمة أنفسنا على علي بن أبي طالب ، ويترتب على هذا انّ علياً هو نفس النبي صلى الله عليه وآله ، ويكون هو الأولى بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله .
وقد جاء في صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة باب 4 من أبواب فضائل علي بن أبي طالب 4 : 1871 : « عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما منعك إن تسبّ أبا تراب فقال : أمّا ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله صلى الله عليه وآله فلن أسبّه ، لأن تكون لي واحدة منهن احب إليّ من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول له ، وقد خلّفه في بعض مغازيه فقال له علي : يا رسول الله ! خلفتني مع النساء والصبيان ؟ ! فقال له رسول الله : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبي بعدي . وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطينَّ الراية رجلاً يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله . قال : فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي علياً . فأُتي به أرمد فبصق في عينيه ، ودفع الراية إليه ففتح الله عليه . ولما نزلت هذه الآية :{فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ...} دعا رسول الله علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللهم هؤلاء أهلي » .
وقد روى هذا الحديث أيضاً الترمذي في صحيحه 2 : 300 ، وأحمد في مسنده 1 : 185، والسيوطي في الدر المنثور في تفسير آية المباهلة .
ونكتفي من الكتاب الكريم بهاتين الآيتين ، وإن كانت هناك آيات أخرى كثيرة .

وأمّا السنة الشريفة : فالأحاديث فيها كثيرة ، نذكر منها :
1 ـ حديث الدار : ؛ فإنّه بعد أن نزل قوله تعالى:{وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}(الشعراء/214). دعا رسول الله صلى الله عليه وآله بني عبد المطلب وبعد أن أطعمهم قال : « يا بني عبد المطلب ، والله ما اعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل ممّا قد جئتكم به ، انّي جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله تعالى أن ادعوكم إليه ، فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ، ووصيي وخليفتي فيكم ؟ ! يقول علي عليه السلام : فأحجم القوم عنها جميعاً ، وقلت ـ وإنّي لأحدثهم سناً ـ أنا يا نبي الله اكون وزيرك عليه . فاخذ برقبتي ثمّ قال : إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له واطيعوا . فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع » .

لاحظ : تاريخ الطبري 2 : 217 ، الكامل في التاريخ 2 : 62 ـ 64 ، السيرة الحلبية 1 : 461 وغير ذلك .


2 ـ حديث المنزلة : الذي رواه كثير من أصحاب الحديث عن سعد بن أبي وقاص : « خلّف رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال : يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان ؟ فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي » .

لاحظ : صحيح مسلم ابواب فضائل الصحابة باب 4 من فضائل علي بن أبي طالب الحديث الثاني بعد حديث 2404 ، 4 :1870 ، وصحيح البخاري 5 : 89 رقم 202 ، والترمذي في كتاب المناقب 5 : 3730، وأحمد في مسنده 1 : 173 ، وغير ذلك من المصادر .


يبقى ما هي منزلة هارون من موسى ؟ قد أشار إليها القرآن الكريم حيث حكى عن موسى أنّه طلب في دعائه:{ وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}(طه/ 29 ـ 32).
وقال تعالى :{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا}(الفرقان/35).
وقال تعالى:{ وَقَالَ مُوسَى ِلأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ}(الأعراف/142).
وعلى هذا فكل ما ثبت للنبي صلى الله عليه وآله فهو ثابت لعلي إلا النبوة .


3 ـ حديث الثقلين : فقد روى زيد بن أرقم : « لمّا رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ، فقال : كأني قد دعيت فأجبت إنّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله ، وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيها فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، ثمّ قال : إنّ الله عز وجل مولاي ، وأنا مولى كل مؤمن ، ثمّ أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه » .
وفي رواية مسلم في صحيحه باب فضائل الصحابة حديث 2408 ، 4 : 1873: « اذكركم الله في أهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي » .
وروى الحديث أيضاً الحاكم في مستدركه 3 : 109 ، والترمذي في سننه كتاب المناقب 5 : 663 حديث 3788 ، وأحمد في مسنده 5 : 182 ، 189 ، وغير ذلك من المصادر .


4 ـ حديث السفينة : ؛ فقد ذكر ابن حجر الهيثمي : « جاء من طرق عديدة يقوّي بعضها بعضاً : إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا » . وفي رواية مسلم : « ومن تخلّف عنها غرق » الصواعق المحرقة : 150 .

5 ـ حديث الأمان : المروي بطرق متعددة ؛ وكمثال على ذلك : روى الحاكم النيسابوري عن ابن عباس إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال : « النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لاُمّتي من الاختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس » . مستدرك الحاكم 3 :149.


6 ـ حديث الاثني عشر : المروي بطرق متعددة أيضاً ؛ وكمثال على ذلك : روى مسلم في صحيحه عن جابر بن سمرة : « دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وآله فسمعته يقول : إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة ، ثمّ تكلم بكلام خفي عليّ ، فقلت لأبي : مإذا قال ؟ قال : كلهم من قريش » . لاحظ : صحيح مسلم كتاب الأمارة باب 1 : « باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش ».
ودلالة الحديث على مدّعى الإمامية واضحة ؛ لأنّ عدد الأئمة عليهم السلام من أهل البيت هو اثنا عشر ، وتطبيق العدد المذكور على غير ذلك أمر غير ممكن .
هذه بعض الآيات الكريمة والروايات الشريفة في هذا المجال ، نرجو أن يكون في ذلك كفاية لطلاّب الحقيقة . والسلام عليكم ورحمته وبركاته .


7 ـ حديث الغدير : الذي روي بشكل متواتر بين الشيعة والسنة . وفي هذا المجال ننقل ما سجله الإمام أحمد بن حنبل في مسنده / مسند الكوفيين ، حديث 18508 بسند ينتهي إلى البراء بن عازب : « كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا : الصلاة جامعة : وكسح لرسول الله صلى الله عليه وآله تحت شجرتين ، فصلى الظهر واخذ بيد علي رضي الله تعالى عنه فقال : « ألستم تعلمون أني أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ » قالوا : بلى ، قال : « ألستم تعلمون إنّي أوْلى بكل مؤمن من نفسه ؟ » قالوا : بلى ، قال : فأخذ بيد علي فقال : « من كنت مولاه فعلي مولاه : اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه » قال : فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : هنيئاً يا ابن أبي طالب اصبحت وامسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة » .
وقد نقل أحمد هذا الحديث في مسنده ست مرات أو أكثر .