السؤال :
في كثير من المواقع الوهابية روايات حول خطبة الإمام علي عليه السلام لابنة أبي جهل وأنّه على هذا الأساس غضبت فاطمة الزهراء عليها السلام. هل غضبت فاطمة على علي عليهما السلام في موضوع خطب بنت أبي جهل ؟
الجواب :
أصل القصّة كذب وافتراء ، ولم يخطب أمير المؤمنين عليه السلام ابنة أبي جهل ، والرواية مدسوسة وموضوعة وضعها أعداء أهل البيت عليهم السلام. فان أمير المؤمنين عليه السلام كان يحبّ فاطمة حبّاً شديداً ولم يتزوّج عليها طيلة حياتها. وقد كان يقول انّ فاطمة كانت تزهر له في أوقات الصلاة كالشمس ، ولذا سمّيت فاطمة بالزهراء عليها السلام.
كيف يقدم عليّ على خطبة إمرأة مع وجود فاطمة ، والحال انّ الله تعالى ذكر في سورة « هل أتى » جميع نعم الآخرة ما عدا الحور العين ، كرامة للزهراء عليها السلام ومراعاة لعواطفها ، والحال انّ عليّاً مع القرآن والقرآن مع علي.
وليعلم انّ أعداء أهل البيت عليهم السلام كانوا يضعون أخباراً ظاهرها مدح أهل البيت عليهم السلام ، ولكن فيها ما يوجب الذمّ والقدح والنيل من كرامتهم وقدسيّتهم وعصمتهم تلك الأخبار التي ظاهرها المدح في كتبهم ، ولذا ورد عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام المنع من أخذ فضائلهم ومناقبهم من العامّة ومن طرق أهل السنّة ، فانّهم يذكرون ما ظاهره فضل ومنقبة ، لكن باطنه النقص والذمّ أو يشتمل على ما يخالف مذهب أهل البيت عليهم السلام من عصمة الأئمّة وشفاعتهم ، وكونهم وسيلة إلى الله ونحو ذلك.
