تميم الداري من الصحابة أم لا
السؤال : يرجى إفادتي عن ( تميم الداري ) ، هل هو فعلاً صحابي كما يروي الإخوة ابناء العامة ، وينسبون أنّه من حصل على انطاء مدينة الخليل من الرسول الاكرم ، وقد حدد ذلك الانطاء بمواقع معينة ، وتوجد خريطة أو نسخة عن ذلك الانطاء إلى يومنا هذا بأحد متاحف اسطنبول بتركيا ؟ وارجو إبلاغي عن وجود أي كتاب تاريخي يذكر تاريخه وشخصه ؟
الجواب: من سماحة السيّد علي الميلاني
توجد ترجمة ( تميم الداري ) في كتب تراجم الصحابة كالاصابة والاستيعاب وغيرهما ، وهو : تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن جذيمة بن دراع بن عديّ بن الدار . قالوا : كان نصرانيّاً ، وكان إسلامه في سنة تسع من الهجرة ، وكان يسكن المدينة ، ثمّ انتقل منها إلى الشام بعد قتل عثمان . قالوا : وكان مقرّباً من عمر بن الخطاب ، وكان يجلس ويقص القصص للناس بإذن منه . ولا ريب أنّه كانت قصصه تجمع بين الصدق والكذب والنافع والضار ، ويظهر من بعض الكتب أنّهم قد وضعوا بعض الأخبار في فضله ومدحه .أمّا علماؤنا فلم يعرفوا عنه شيئاً غير ما ذكره القوم بترجمته .
التعليقات
نعم ، تميم الداري ليس ثقة عندنا ، ولم يذكر في أكثر كتب الرجال والحديث بالمدح فضلاً عن الوثاقة.
ففي رجال الشيخ الطوسي عدّة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله بعنوان « تميم » بن أوس أبو رقيه الداري نزل الشام.
والظاهر انّه كان يقصّ على الناس باذن من عمر بن الخطاب القصص الخرافيّة والاسرائيليّات ، حيث انّه كان نصرانيّا ثمّ أسلم.
وقد روي في صحيح مسلم وغيره عنه قصّة الجسّاسة ، ويستفاد منها ان الدجال كان موجوداً في زمانه ، ومن العجائب ان النبي صلّى الله عليه وآله يروي قصة الجساسة من تميم الداري ، وحاصله : جمع النبي من المسلمين وصعد المنبر ، فقال : انّي والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لانّ تميما الداري كان رجلاً نصرانيّا فجاء فبايع وأسلم وحدّثني حديثا وافق ما كنت أحدثكم عن المسيح الدجال ، حدثني انّه ركب في سفينة مع ثلاثين رجلا فلعب بهم الموج شهراً في البحر ، ثمّ ارفئوا الى جزيرة في البحر حتّى مغرب الشمس فجلسوا في أقرب سفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة فقالوا ويلك ما أنت ؟ فقالت : انا الجساسة ، قالوا : وما الجساسة ؟ قالت : انطلقوا الى هذا الرجل في الدير فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير ، فاذا في أعظم انسان رأيناه مجموعة يداه الى عنقه وما بين ركبتيه الى كعبيه بالحديد ، فقال : انّ أنا المسيح وانّي يوشك ان يؤذن لي في الخروج وأخرج فأسير في الأرض. [ صحيح مسلم : ج 8 / ص 305 ]
أقول : هذا الحديث وان كان عليه أمارات الكذب والخرافة لكن يفيدنا في مقام الاحتجاج على أهل السنّة ، كيف تستبعدون وجود الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه وانّ عمره أكثر من ألف عام مع أنّكم تروون انّ الدجال كان في ذلك الزمان والمفروض انّه يخرج آخر الزمان.
ثانيا، لم يسأل الشخص عن قضية استنكار و استبعاد العقل لتعمير المهدي طويلا حتى تقولوا انه تفيدنا رواية الحساسة عن تميم، فهذا ليس موضوع السؤال و لا نقطة البحث هنا.. انما سال عن اعطاء المدينة تللك له و ما يتعلق بذلك في سؤاله.
و السلام
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة