أريد تفصيل واضح وموقف صريح من الطرفين الرئيسيين في واقعة الجمل ؟

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال :

أريد تفصيل واضح وموقف صريح من الطرفين الرئيسيين في واقعة الجمل ؟

الجواب :

كانت عائشة تحرّض المسلمين على عثمان وتقول : « اقتُلوا نَعْثَلاً ، قَتَل اللهُ نَعْثَلا » (1).

وخرجت من المدينة غاضبة على عثمان ، وبعدما رجعت إلى المدينة أخبروها بمقتل عثمان ففرحت بذلك ، لكنّها حينما سمعت انّ المسلمين بايعوا عليّاً عليه السلام هاج بها الحقد الدفين تجاه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فرجعت وقالت قتل عثمان مظلوماً ، وخرجت إلى البصرة مع طلحة والزبير وابنه المشؤوم عبدالله بن الزبير بدعوى الطلب بدم عثمان ، فاجتمع اليها جميع من نكث بيعة أمير المؤمنين عليه السلام والقبائل المعادية لأهل البيت عليهم السلام ، وأعلنت الحرب ضدّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. (2)

وقد نهاها رسول الله صلّى الله عليه وآله عن ذلك ، فقال لها : « كأني بإحداكن قد نبحها كلاب الحوأب ، وإياك ان تكوني أنت يا حميراء ». (3)

وفي لفظ : « انظري يا حميراء ان لا تكوني أنت ». (4)

وقال صلّى الله عليه وآله : « يا حُميراء ، كأني بك تنبحك كلاب الحوأب ، تقاتلين عليّا وأنت له ظالمة ». (5)

وقد صحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قوله للزبير بن العوام : « أنّك تقاتل عليّاً وأنت له ظالم ». (6)

وقد احتجّ أمير المؤمنين عليه السلام بهذا الحديث على الزبير يوم الجمل ، وقال : « أتذكر لما قال لك رسول الله صلّى الله عليه وآله انّك تقاتلني وأنت ظالم لي ». فقال : اللهم نعم. ... (7)

ولما دخلت عائشة وطلحة والزبير وجيشهم إلى البصرة ، اخرجوا وإليها الصحابي الجليل عثمان بن حنيف بعدما نتفوا لحيته ، وقتلوا الكثير من شيعة علي عليه السلام ممّن لم يوافقهم في الحرب ضدّ أمير المؤمنين عليه السلام. فاضطرّ علي عليه السلام إلى قتالهم ؛ فخرج بجيشه إلى البصرة ، وحاربهم وانتصر عليهم ، وقد كان قد أخبره النبي صلّى الله عليه وآله بذلك ـ بل أمره بقتالهم ـ. (8)

ففي الحديث عن سعد بن جنادة قال : قال علي عليه السلام : « اُمرت بقتال ثلاثة ؛ الناكثين والقاسطين والمارقين ». (9)

وعن عبد الله بن مسعود قال : أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أتى منزل اُمّ سلمة ، فجاء علي فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : « يا اُم سلمة ، هذا قاتل القاسطين والناكثين والمارقين من بعدي ». (10)

وعن أيّوب الأنصاري قال : سمعت النبي صلّى الله عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب : « تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ». (11)

وروى علقمة والأسود عن أبي أيّوب الأنصاري أنّه قال : انّ الرائد لا يكذب أهله ، وانّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمرنا بقتال ثلاثة مع علي ، بقتال الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين ... (12)

وعن عمّار بن ياسر قال : أمرني رسول الله صلّى الله عليه وآله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. (13)

عن أبي أيّوب الأنصاري قال في خلافة عمر بن الخطاب : أمر رسول الله عليّاً بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. (14)

أقول : المراد من الناكثين في هذه الروايات طلحة والزبير وعائشة وأصحاب الجمل ، ومن القاسطين معاوية وأصحاب الصفين ، ومن المارقين الخوارج وأصحاب النهروان. (15)

أمّا قادة جيش أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في حرب الجمل فهم :

القائد العام : الإمام علي عليه السلام.

على الخيّالة : عمّار بن ياسر.

على الرجالة : شريح بن هاني.

على المقدّمة : عبدالله بن العبّاس.

على الميمنة : الإمام الحسن السبط عليه السلام.

على الميسرة : الإمام الحسين عليه السلام.

صاحب الراية : محمّد بن الحنفيّة.

على خيل القلب : محمّد بن أبي بكر

وأمّا قادة جند الجمل :

القائد : عائشة

في القلب : الزبير ، لكنّه خرج عن المعركة بعد ما احتجّ عليه علي عليه السلام ، فندم وخرج فقتله شخص عذراً.

على الخيالة : طلحة بن عبيدالله.

على الميمنة : مروان بن الحكم.

على الميسرة : هلال بن وكيع الدارمي.

على الرجالة : عبدالله بن الزبير.

وقد شارك أصحاب الرسول صلّى الله عليه وآله في معركة الجمل إلى جانب الإمام علي عليه السلام ، وكان منهم ثمانون من أهل بدر وألف وخمسمائة من أصحاب الرسول صلّى الله عليه وآله ومن التابعين جمع كثير منهم : أبو أيّوب الأنصاري ، أبو الهيثم بن التيهان ، خزيمة بن ثابت « ذو الشهادتين » ، عبدالله بن بديل الخزاعي ، عبدالله بن عبّاس ، عثمان بن حنيف ، سهل بن حنيف ، عدي بن حاتم الطائي ، عمّار بن ياسر ، عمرو بن الحمق الخزاعي ، عمر بن أبي سلمة ـ ابن اُم سلمة زوجة النبي صلّى الله عليه وآله ـ ، هاشم بن عتبة المرقال ، أويس القرني ، جارية بن قدامة السعدي ، حجر بن عدي ، زيد بن صوحان ، سبحان بن صوحان ، صعصعة بن صوحان ، مالك الأشتر ، محمّد بن أبي بكر ، محمّد بن الحنفيّة ، قيس بن سعد بن عبادة ، وغيرهم. (16)

الهوامش

1. النهاية « لابن الأثير » / المجلّد : 5 / الصفحة : 80 / الناشر : المكتبة الإسلاميّة.

2.

3. الإمامة والسياسة « للدينوري » / المجلّد : 1 / الصفحة: 82 / الناشر : انشارات الشريف الرضي.

4. مستدرك الصحيحين « للنيسابوري » / المجلّد : 3 / الصفحة : 119 / الناشر : دار الفكر ـ بيروت.

5. العقد الفريد « للأندلسي » / المجلّد : 5 / الصفحة : 79 / الناشر : دار الكتب العلميّة ـ بيروت.

6. الإمامة والسياسة « للدينوري » / المجلّد : 1 / الصفحة : 92 / الناشر : انتشارات الشريف الرضي.

7. راجع :

مستدرك الصحيحين « للنيسابوري » / المجلّد : 3 / الصفحة : 366 / الناشر : دار الفكر ـ بيروت.

دلائل النبوّة « للبيهقي » / المجلّد : 6 / الصفحة : 414 ـ 415 / الناشر : دار الكتب العلميّة ـ بيروت.

تاريخ الطبري « للطبري » / المجلّد : 4 / الصفحة : 502 / الناشر : دار سويدان ـ بيروت.

8.

9. البداية والنهاية « لابن كثير » / المجلّد : 7 / الصفحة : 305 / الناشر : دار الفكر ـ بيروت.

كنز العمال « للمتقي الهندي » / المجلّد : 11 / الصفحة : 292 / الناشر : مؤسسة الرسالة ـ بيروت / الطبعة : 5.

10. الرياض النضرة : / المجلّد 3 ـ 4 / الصفحة : 226 / الناشر : دار الكتب العلميّة ـ بيروت.

11. مستدرك الحاكم « للحاكم النيسابوري » / المجلّد : 3 / الصفحة : 140 / الناشر : دار الفكر.

12. تاريخ بغداد « للخطيب البغدادي » / المجلّد : 13 / الصفحة : 187 / الناشر : دار الكتب العربي ـ بيروت.

البداية والنهاية « لابن كثير » / المجلّد : 7 / الصفحة : 306 / الناشر : دار الفكر ـ بيروت.

13. 

14. مجمع الزوائد « للطبراني » / المجلّد : 7 / الصفحة : 238 / الناشر : دار الكتب العربي ـ بيروت / الطبعة : 3.

الخصائص الكبرى « للسيوطي » / المجلّد : 2 / الصفحة : 138 / الناشر : دار الكتب العلميّة ـ بيروت.

15.

16.

 
 

أضف تعليق

الإمام علي عليه السلام

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية