ما هو التعريف الصحيح للدور والتسلسل؟

البريد الإلكتروني طباعة

 ما هو التعريف الصحيح للدور والتسلسل؟


     السؤال : ما هو التعريف الصحيح للدور والتسلسل ؟ وما الفرق بينهما ؟ وكيف نثبت بطلانهما ؟

 


     الجواب : سماحة الشيخ محمّد هادي آل راضي


     الدَوْر : هو توقّف وجود الشيء على ما يتوقف وجوده عليه ؛ كتوقف ( أ ) على ( ب ) ، وتوقف ( ب ) على ( أ ) ، وهذا هو الدور الصريح ؛ لأنّ التوقف بلا واسطة ، وقد يكون التوقف مع الواسطة ، كتوقف ( أ ) على ( ب ) ، وتوقف ( ب ) على ( ج ) ، وتوقف ( ج ) على ( أ ) ، وهذا هو الدور المضمر .

     واستحالة الدور : قريبة من البداهة باعتبار أنّه يستلزم تقدم الشيء على نفسه بالوجود واجتماع النقيضين ؛ لأنّ معنى توقف ( أ ) على ( ب ) هو : أنّ ( ب ) علة ( أ ) ، ومقتضى ذلك : تقدم ( ب ) على ( أ ) ؛ لتقدم كل علة على معلولها ، في حين أنّ مقتضى توقف ( ب ) على ( أ ) : أنّ ( أ ) علة ( ب ) ، ولازمه : أنّ ( أ ) متقدم على ( ب ) ؛ لأنّه علة له ، وهذا ينتج : أنّ ( أ ) الذي فرض متأخراً عن ( ب ) في التوقف الأوّل ؛ لأنّه معلول له صار متقدماً عليه في التوقف الثاني ؛ لأنّه علة له ، وكذلك ( ب ) فإنّه فرض متقدماً على ( أ ) في التوقف الأوّل في حين فرض متأخراً عنه في التوقف الثاني ، فيكون الشيء الواحد وبالنسبة إلى شيء واحد متقدماً وغير متقدم ، ومتأخراً وغير متأخر ، وهو جمع بين النقيضين ، وهو محال .

     وأمّا التسلسل فهو : عبارة عن اجتماع سلسلة من العلل والمعاليل الممكنة بصورة غير متناهية ، مثل أن يتوقف ( أ ) على ( ب ) ، و( ب ) على ( ج ) ، و( ج ) على ( د ) ، وهكذا إلى ما لا نهاية .
واستحالة التسلسل : باعتبار أنّه يؤدي إلى استحالة تحقق أي واحد من المعاليل ، وأنّ فرض تحقق ذلك يستلزم وجود المعلول بلا علة ، وهو محال .

     توضيحه : إنّ ( أ ) كمعلول لـ( ب ) إنّما يتحقق إذا كانت علته ( ب ) موجودة وفعلية ، وإنّما تكون كذلك إذا لم تكن متوقفة على شيء آخر ، أو كانت متوقفة مع فرض تحقق وفعلية ما تتوقف عليه . وأمّا إذا كانت متوقفة على شيء آخر ، وكان ذلك الشيء أيضاًبدوره موقوفاً على آخر ، وهكذا ؛ فإنّ هذا يؤدي إلى عدم تحقق شيء من هذه المعاليل ، إلا إذا فرض الانتهاء إلى علة ليست معلولة شيء ، وفيه تنقطع السلسلة ، وتتحقق جميع المعاليل الموجودة في السلسلة .

     مثلاً : إذا فرض أنّ حضور ( زيد ) في الدرس موقوفاً على حضور ( عمرو ) ، وحضور ( عمرو ) موقوفاً على حضور ( بكر ) وهكذا إلى ما لا نهاية ، فإنّه يؤدي إلى عدم تحقق حضور أي أحد في الدرس ، بخلاف ما إذا فرض أنّ حضور ( بكر ) مثلاً فعلي وغير متوقف على شيء ، فإنّه يؤدي إلى تحقق حضور الجميع .

 

التعليقات   

 
# د.ابراهيم جواد كاظم 2023-08-24 23:27
هل بالامكان قراءتها في العمارة من خلال النص الاتي:
ومنها تكون قراءتها في الحركات المعمارية ونتاجاتها:
حيث يكون حضور نتاج(أ)، في البيئة المشيدة ، أو الفكرية في التحليل، موقوفا على حضور نتاج(ب)، وحضور نتاج(ب) موقوفا على حضور نتاج(ج)وهكذا التسلسل إلى نتاجات في بطون التاريخ، فإنّه يؤدي إلى عدم تحقق حضور أي النتاج في البيئة المشيدة. بخلاف ما إذا فرض أنّ حضور نتاج (ج) مثلا فعلي وغير متوقف على شيء ، فإنّه يؤدي إلى تحقق حضور جميع النتاجات.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

الفلسفة

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية