هل الإنسان مخيّر أم مسيّر ؟

البريد الإلكتروني طباعة

هل الإنسان مخيّر أم مسيّر ؟

 

في الحديث الشريف : « لا جبر و لا تفويض بل أمر بين الأمرين » ومعنى ذلك انّ الله تعالى أعطى القدرة للإنسان لكي يفعل أعماله بمحض إرادته وإختياره فلولا القدرة التي أفاضها الله عليه لم يتمكّن من العمل ، لكن ليس معنى ذلك أنّه مسيّر ومجبور بل يصدر منه العمل بإختياره فهو متمكّن من الفعل كما هو متمكّن من الترك فيختار الفعل أو الترك بإرادته ، ولذا يكون مسئولاً عن أفعاله ومؤاخذاً عليها لأنّها صدرت منه بإرادته.

وهذا نظير الأب الذي يعطي لولده مالاً ويطلب منه أن يصرفه في مصالحه ، فلولا المال الذي أعطاه الأب لولده لم يتمكّن الولد من شراء شيء ، وبعد الإعطاء يكون قادراً على الشراء لكنّه مختار في شراء الخمر وشربه كما هو مختار في شراء الطعام وأكله. فإذا اشترى الخمر وشربه ، يكون هو المسئول عن فعله القبيح وللأب أن يعاقبه على ذلك مع انّ القدرة على شراء الخمر انّما حصلت بالمال الذي أعطاه الأب لكن إعطاء المال لم يكن موجباً لسلب إرادة الولد ، بل بعد التمكّن من المال الذي أعطاه الأب كان الولد متمكّناً من شراء ما ينفعه ومتمكّناً من شراء ما يضرّه ، لكنّه بسوء اختياره اختار شراء الخمر وشربه فهو المسئول والمؤاخذ على فعله القبيح.

 

أضف تعليق

الجبر والاختيار

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية