في حال كون الإرادة تكوينيّة والعصمة إجباريّة فأيّ فضيلة لآل محمّد عليهم السلام ؟

البريد الإلكتروني طباعة

في حال كون الإرادة تكوينيّة والعصمة إجباريّة فأيّ فضيلة لآل محمّد عليهم السلام ؟

 

اولاً : الإرادة التكوينيّة من الله تعالى لا تتعلّق بالأفعال الصادرة من الإنسان بإختياره وإرادته بل أراد الله تعالى أن يكون الإنسان حرّاً في تصرّفاته وأن يعمل أعماله بمحض إرادته واختياره ، فالعمل الصادر من الإنسان أمر إختياري ولم تتعلّق إرادة الله تعالى بذلك العمل وإلا لزم الجبر فيبطل الثواب والعقاب والهداية والإرشاد وبعثة الأنبياء والرسل ، فلا ربط لإرادة الله تعالى في الطاعات أو المعاصي الصادرة من الإنسان. نعم أراد الله تعالى أن يكون الإنسان مختاراً وأن يصدر الفعل منه بإختياره وهذا المعنى يستلزم أن لا يكون الإنسان مجبوراً في أفعاله وأعماله.

ثانياً : العصمة ليست إجباريّة بل هي حالة في النفس تجعل الإنسان يختار الطاعة ويترك المعصية بإختياره وهذه الحالة مستندة إلى العلم الكامل بعظمة الله تعالى ولزوم طاعته وقبح مخالفته مضافاً إلى العلم الكامل يقبح الذنوب والمعاصي ووجود المفاسد الدنيويّة والاُخرويّة فيها ، مضافاً إلى الخوف والخشية من الله تعالى ومن عذابه وانتقامه ، نعم تحتاج العصمة إلى توفيق من الله وتسديد لكي يرتب الإنسان الآثار على علمه وخوفه ولكن هذا التوفيق والتسديد ليس علّة لصدور أعماله بل هو بمنزله رفع المانع من تأثير المقتضى ، فالمعصوم يترك الذنوب وقبح مخالفة الله تعالى ولا دخل لإرادة الله تعالى التكوينيّة في العصمة إلا بمقدار التوفيق والتشديد الذي هو رفع المانع من تأثيره إرادة العبد واختياره في فعل الطاعة. فعصمة الأنبياء والرسل تختلف عن عصمة الملائكة فانّ الملائكة مجبولون ومجبورون على الطاعة والعبادة ولكن الأنبياء والرسل والأئمّة عليهم السلام ليسوا مجبورين ، بل خلقهم الله بنحو يكونون مختارين في أعمالهم كسائر البشر لكنّهم لأجل علمهم الكامل بعظمة الله وخوفهم الشديد من سطوة الله تعالى وعلمهم بقبح ومفاسد الذنوب يتركون المعاصي باختيارهم كما انّ من يرى النار المحرقه بعينه لا يمدّ إليها لعلمه المحسوس بانّه سوف يحترق لو اقترب منها.
 

أضف تعليق

أهل البيت عليهم السلام

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية