ما هي الأدلة على صحة نهج البلاغة ؟

البريد الإلكتروني طباعة

ما هي الأدلة على صحة نهج البلاغة ؟  

السؤال : ما هي الأدلة على صحة نهج البلاغة ؟
 

الجواب: من سماحة الشيخ باقر الإيرواني

 

إنّ ما سجّله الشريف الرضي في كتاب نهج البلاغة هو إمّا ثابت قبل الشريف الرضي أوهو ثابت بقطع النظر عنه ، وقد قام السيد عبد الزهرة الحسني بضبط مصادر نهج البلاغة ، واثبت أنّ كل ما سجّله الشريف هو ثابت بقطع النظر عنه ، فيجدر مراجعة الكتاب المذكور المسمى بـ ( مصادر نهج البلاغة وأسانيده) .
 ولابن أبي الحديد عند تعرضه للخطبة 183 كلام ، نصهُ : « إنّ كثيراً من أرباب الهوى يقولون إنّ كثيراً من نهج البلاغة كلام محدث صنعه قوم من فصحاء الشيعة ، وربما عزوا بعضه إلى الرضي ، وهولاء قوم اعمت العصبية اعينهم فضلّوا عن النهج الواضح ... ثمّ قال : إنّه إمّا أن يكون جميع نهج البلاغة موضوعاً أو يكون بعضه كذلك ، والأوّل باطل ؛ لانّا نعلم بالتواتر صحة اسناد بعضه إلى الإمام حيث نقل كثير من المؤرخين بعض ما ورد فيه ، والثاني يلزم منه المطلوب ؛ لأنّ من يقرأ نهج البلاغة يرى إنّ أوّله ووسطه وآخره على منوال واحد ومن نفس واحد» .

 

التعليقات   

 
# قيس القضاة 2019-03-16 12:38
السلام عليكم ..
أود الاستفسار من السادة في شبكة الرافد حول هذه القضية لأني أعكف على دراسة أعمال علي بن عبيدة الريحاني (ت: 219) وخلالها لاحظت أن هناك تطابق تام بين بعض الخطب المنسوبة للإمام علي (ع) وبين بعض كتب الريحاني على سبيل المثال كتاب الزمام يكاد يكون هو ذاته الموجود في نهج البلاغة ضمن الحكم القصار وأيضا في الخطبة المعروفة بالوسيلة, من الممكن تعليل هذه الحالة بكلام الحلواني الذي أشار إلى أن كلام علي بن عبيدة مستمد من كلام الأئمة (ع) لكني لم أثق بهذا الكلام لأني لاحظت أن الحلواني نفسه نسب أقوالا من كتاب المصون للريحاني للإمام العسكري الذي ولد بعد وفاة الريحاني ب13 سنة ! والآن أصبحت لدي قناعة بأن هناك تداخل حدث بين كتب الريحاني والتراث العلوي وأن خطبة الطير الموجودة في نهج البلاغة مأخوذة بدورها من كتاب الطاوس المذكور ضمن الآثار التي خلفها الريحاني. أود التأكيد على أنني لا أهدف لأي إساءة بكلامي هذا وإنما هو مجرد بحث في موضوع علمي ولكني لا أريد الخوض في هذه المسألة دون بحث عميق مع أصحاب الاختصاص لحساسية الموضوع من جهة ولأني لست من المنتسبين للمذهب الإثنيعشري من جهة أخرى وبالتالي فأنا لا لست على نفس الدرجة من الاطلاع الذي لديكم. وشكرا جزيلا لكم.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
# السيّد جعفر علم الهدى 2019-05-10 01:08
أولا : وجود بعض خطب أمير المؤمنين عليه السلام في كتاب أحد لا يدلّ على أنّه من أنشأ المؤلّف واختراعه ، فلعلّه نقله ولم ينسبه إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، إمّا سهواً ، أو لاشتهار الخطبة ، أو لغرض آخر.
ثانياً : الأئمّة عليهم السلام كثيراً ما كانوا ينقلون كلام جدّهم أمير المؤمنين عليه السلام ، فلعلّ الريحاني أخذ الكلام من أمير المؤمنين عليه السلام. وكذلك الإمام العسكري عليه السلام صدر منه هذا الكلام بعد وفاة الريحاني ، فتخيّل الحلواني انّه كلام نفس الإمام العسكري عليه السلام ، والحال انّه ينقله أمير المؤمنين عليه السلام. وقد ورد عليه السلام « كلامنا كلام أوّلنا وكلام أوّلنا كلام آخرنا ».
ثالثاً : قال ابن أبي الحديد شارح نهج البلاغة :
كثير من أرباب الهوى يقولون انّ كثيراً من نهج البلاغة كلام محدّث صنعه قوم من فصحاء الشيعة ، وربّما غروا بعضه الى الرضي أبي الحسن وغيره ، وهؤلاء أعمت العصبية أعينهم ... ، وأنا اوضّح لك بكلام مختصر ما في هذا الخاطر من الغلط ، فاقول لا يخلو امّا ان يكون كلّ نهج البلاغة مصنوعاً منحولاً ، أو بعضه ، والأوّل باطل بالضرورة ، لأنّا نعلم بالتواتر اسناد بعضه الى أمير المؤمنين عليه السلام ، وقد نقل المحدّثون كلّهم أو جلّهم والمؤرّخون كثيراً منه وليسوا من الشيعة ، لينسبوا الى غرض في ذلك.
والثاني يدلّ على ما قلناه ، لانّ من قد أنس بالكلام والخطابة ، وشدا طرفا من علم البيان ، وصار له ذوق في هذا الباب ، لابدّ ان يفرّق بين الكلام الركيك والفصيح ، وبين الفصيح والأفصح ، وبين الأصيل والمولّد ، وإذا وقف على كراس واحد بتضمن كلاماً لجماعة من الخطباء أو لاثنين منهم فقط ، فلابدّ ان يفرق بين الكلامين ، ويميّز بين الطريقتين. ألا ترى انّا مع معرفتنا بالشعر ونقده ، لو تصفّحنا ديوان أبي تمام ، فوجدناه قد كتب في أثنائه قصائد أو قصيدة واحدة لغيره ، لعرفنا بالذوق مباينتها لشعر أبي تمام ونفسه وطريقته ومذهبه في القريض. ألا ترى انّ العلماء بهذا الشأن حذفوا من شعره قصائد كثيرة منحولة اليه ، لمباينتها واسلوبها واحداً ، كالجسم البسيط الذي ليس بعض من أبعاضه مخالفاً لباقي الألفاظ في الماهية. وكالقرآن العزيز ، أوّله كوسطه ، وأوسطه كآخره ، وكلّ سورة منه ، وكلّ آية مماثلة في المأخذ ، والمذهب ، والفن ، والطريق ، والنظم لباقي الآيات والسور.
ولو كان بعض نهج البلاغة منحولاً ، وبعضه صحيحاً ، لم يكن ذلك كذلك ، فقد ظهر لك بالبرهان الواضح ضلال من زعم انّ هذا الكتاب أو بعضه منحول الى أمير المؤمنين عليه السلام.
واعلم انّا متى فتحنا هذا الباب ، لم نثق بكلام منقول عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أبداً ، وساغ لطاعن ان يطعن ويقول هذا الخبر منحول ، وهذا الكلام مصنوع ... [ شرح نهج البلاغة 2 / 546 ].
وقال في موضع آخر بالنسبة للخطبة الشقشقيّة :
قال مصدق : وكان ابن الخشاب صاحب دعابة وهزل ، قال فقلت له : أتقول انّها منحولة ؟ فقال : لا والله ، وانّي لأعلم انّها كلامه ، كما أعلم أنّك مصدق. قال فقلت له : انّ كثيراً من الناس يقولون انّها من كلام الرضي رحمه الله تعالى. فقال : أنّى للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الأسلوب ، وقد وقفنا على رسائل الرضي ، وعرفنا طريقته وفنّه في الكلام المنثور ، وما يقع مع هذا الكلام في خلّ ولا خمر. ثمّ قال : والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنّفت قبل ان يخلق الرضي بمائتي سنة ، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها وأعرف خطوط من هو من العلماء وأهل الأدب ، قبل ان يخلق النقيب أبو أحمد والد الرضي ...
أقول : من هذا الكلام يستفاد ، انّه ليس للريحاني ولا للرضي ولا للجاحظ ولا لغيره من الأدباء والفصحاء ان ينشأوا خطب وحكم ومواعظ وأقوال تشابه ما في نهج البلاغة من كلام أمير المؤمنين عليه السلام ، لا في الفصاحة والبلاغة ، ولا في المضمون وما يحتويه من المعارف والعلوم الإلهيّة ، فما يذكرونه من الخطب في كتبهم حتّى بدون نسبته إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، يكون في الواقع من كلام أمير المؤمنين عليه السلام ، وليس انشاءً للكلام ، بل نقل وانشاد ، كما أنشد الإمام علي الهادي عليه السلام عند المتوكّل العبّاسي هذه الأبيات :
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم * غلب الرجال فما أغناهم القلل
واستنزلوا بعد غر عن معاقلهم * واودعوا جفرا يا بئس ما نزلوا ...
قطن الكثير من المؤرّخين انّه من شعر وانشائه ، مع انّ الأبيات هي من شعر جدّه أمير المؤمنين علي عليه السلام في الواقع.
وللمزيد راجع كتاب مصادر نهج البلاغة.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

نهج البلاغة

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية