كيف نقول إنّ إبليس كان بمعية الملائكة في مقام القدس؟

طباعة
كيف نقول إنّ إبليس كان بمعية الملائكة في مقام القدس؟
السؤال : كيف نقول إنّ إبليس (لعنه الله) كان بمعية الملائكة في مقام القدس ، ثمّ نقول إنّ طبيعته وحقيقته وذاته هي الاستكبار والإنانية والشخصية ، وكلّ ذلك لا محل له في مقام القدس ، ومثال النبيّ يوسف (عليه السّلام) الذي لم يكن له وسواس أساساً ، كيف تجتمع المنافاة مع المعية؟

الجواب : من سماحة السيّد جعفر علم الهدى
كان إبليس مع الملائكة في السماء ، لا في مقام القدس والقرب الإلهي ، وبما أنّه لم يكن من الملائكة بل كان من الجنّ الذين كانوا ـ حسب بعض الروايات ـ يسكنون الأرض ، فأفسدوا في الأرض ، وسفكوا الدماء ، فأهلكهم الله تعالى ، وبقي منهم إبليس ، فحملته الملائكة معها إلى السماء ، وكان يعبد الله ، أو يتظاهر بعبادته مع الملائكة ، ثمّ لمّا أمر الله تعالى الملائكة بما فيهم إبليس أن يسجدوا لآدم (عليه السّلام) أظهر إبليس باطنه الخبيث ، وتمرّد وأبى أن يسجد لآدم (عليه السّلام) { قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا } {الإسراء/61} ، حيث كان يرى نفسه أفضل من آدم (عليه السّلام) ؛ لأنّ الله خلق الجنّ من النار ، وخلق آدم من الطين و التراب .