كيف كان الوحي ينزل على رسول الله ص

البريد الإلكتروني طباعة

كيف كان الوحي ينزل على رسول الله ص
 

     السؤال : كيف كان الوحي ينزل على رسول الله صلى الله عليه وآله ، هل كان جبرئيل عليه السلام هو الذي يخبر النبي بالآيات الشريفة ، أي أنّ الله عزّ وجلّ يطلع جبرئيل بالآية أوّلاً ومن ثمّ يقوم بتعليمها للنبي ؟
     وإذا كان كذلك ، كيف والحال أنّ النبي صلى الله عليه وآله أفضل وأكرم عند الله من جبرئيل عليه السلام ؟


    الجواب : من سماحة الشيخ محمّد السند

 


     أقسام الوحي النازل على النبي صلى الله عليه وآله في قوله تعالى : { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } (الشورى/51).

     وروى زرارة عن الصادق عليه السلام ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك ! الغشية التي كانت تصيب رسول الله صلى الله عليه وآله إذا نزل عليه الوحي ؟ قال : فقال : « ذاك لم يكن بينه وبين الله أحد ، ذاك إذا تجلى الله له » ، قال : ثمّ قال : « تلك النبوة يا زرارة واقبل بتخشع » .

     وروى هشام بن سالم عن الصادق عليه السلام : « وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أتاه الوحي من الله وبينهما جبرئيل عليه السلام يقول : هو ذا جبرئيل ، وقال لي جبرئيل ، وإذا أتاه الوحي وليس بينهما جبرئيل تصيبه تلك السبتة ، ويغشاه منه ما يغشاه لثقل الوحي من الله عزّ وجلّ ».
وفي هاتين الروايتين ذكر القسم الأوّل من الثلاثة المذكورة في الآية ، والقسم الثالث .

     وأمّا القسم الثاني فكان في تكليمه تعالى للنبي صلى الله عليه وآله في ليلة المعراج ، كما في أحاديث المعراج .
وأمّا الأفضلية فلا تثبت للوسيط بين طرفين على الطرف المرسل إليه إذا لم يكن للوسيط هيمنة وقيمومة وولاية على المرسل إليه ، كما هو الحال في ساعي البريد الخاص بين الملك ووزيره . وتستطيع أن تتمثل بحاجة بدن النبي صلى الله عليه وآله للطعام والشراب ونحو ذلك ، ولكن لا يعني أفضلية الطعام على روح النبي صلى الله عليه وآله وذاته النورية المقدسة ، إذ للإنسان فضلاً عن النبي صلى الله عليه وآله درجات من الوجود والحقائق ، واحتياج بعض درجات الوجود النازلة ـ كقواه الحسية الشريفة النازلة ـ لوساطة جبرئيل لا يعني احتياج درجة وجوده النوري الذي هو فوق مقام جبرئيل لا يعني احتياجه في ذلك المقام إلى وساطة جبرئيل ، ومن ثمّ لما عرج صلى الله عليه وآله إلى مقامات القرب ، فدنى فتدلى ، لم يستطيع جبرئيل عليه السلام مسايرته ، وقال : « لو اقتربت أنملة لاحترقت » .

 

أضف تعليق

الوحي

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية