ما مفهوم الحبّ في الإسلام ؟

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال :

ما مفهوم الحبّ في الإسلام ؟ وما هي المعاني التي تنطوي تحت عنوان عاطفة الحبّ في الإسلام ؟ وكيف تنظر الشريعة الإسلاميّة إلى هذه العاطفة ؟ وهل هناك حبّ مرغوب فيه وأنواع أُخرى من الحبّ مرفوضة ؟ وكيف ضبط الإسلام هذه العاطفة في إطار قيود وأحكام عامّة تنصبّ في هدف تنظيم المجتمع وإشاعة الأمن والطمائنينة في حياة البشريّة جمعاء ؟

الجواب :

سبق أن تحدّثنا شيئاً ما ـ في الجواب على بعض الأسئلة الموجّهة إلينا ـ عن الحبّ من وجهة نظر الإسلام ، ونضيف هنا إلى أنّ « الحبّ في الله » هو أفضل أنواع الحبّ المرغوب فيه كما أنّ « البغض في الله » هو أفضل أنواع البغض المرغوب فيه.

وعلى هذا الأساس كان « التوليّ » و « التبيريّ » من فروع الدين ، فتوليّ أولياء الله تعالى والتبريّ من أعدائه واجبان مهمّان إلى جنب الصلاة والزكاة والحجّ وغيرها ، بمعنى أن تحبّ مَن يحبّه الله تعالى وتبغض مَن يبغضه الله تعالى.

أمّا حبّ أعداء الله تعالى فهو الحبّ المرفوض ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ ) [ الممتحنة : 1 ].

وقال أيضاً : ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ) [ المجادلة : 22 ].

وقال تعالى : ( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّـهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ) [ التوبة : 114 ].

إذن ليس الحبّ هو المطلوب والمرغوب فيه دائماً كما أنّ البغض ليس هو المرفوض دائماً ، ومن هنا نستنتج أنّ الإسلام قد ضبط عاطفة الحبّ هذه من خلال جعل المقياس عبارة عن رضا لله تعالى.

فأقوى أنواع الحبّ ـ كحبّ النساء والبنين والمال ـ يجب أن يقاس بهذا المقياس وأن يتقيّد به ، فلا يطغى في الإنسان إلى الدرجة التي يغلب فيها الحبّ الله تعالى ورضاه : ( إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى ) [ العلق : 6 ـ 7 ]. عصمنا الله وإيّاكم منه.

 
 

أضف تعليق

الحب

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية