السؤال :
متى بدأت واقعة الحرّة ومتى بدأ الناس التذمّر للحكم الأموي ؟
الجواب :
بدأ التذمر من حكم بني أميّة حينما دخل أسارى أهل البيت عليهم السلام إلى الكوفة خصوصاً بعد خطبة العقيلة زينب وأمّ كلثوم ، ثمّ ازداد التذمّر بعدما عرف أهل الشام خباثة يزيد بن معاوية ، فانّهم كانوا يتخيّلون انّ من قاتلهم يزيد وقتلهم من الخوارج لكن بعد ذلك ظهر لهم كيده وتدليسه وعلموا بأنّه قتل الحسين ابن رسول الله وأنصاره وأهل بيته ، وذلك بفضل خطبة العقيلة زينب عليها السلام في مجلس يزيد وخطبة الإمام السجاد عليه السلام في المسجد.
وأمّا واقعة الحرّة فقد وقعت في السنة الثانية من حكومة يزيد عليه اللعنة وقد كان السبب في ذلك أن أهل المدينة تمرّدوا على حكم بني أميّة واختاروا عبد الله بن حنظلة أميراً عليهم ، فحاربهم جيش يزيد بقيادة مسلم بن عقبة فانهزم أهل المدينة ودخل جيش الشام إلى المدينة فقتلوا الناس الأبرياء وجرت الدماء حتّى وصلت إلى قبر الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وهتكت الأعراض وابيحت النساء.
التعليقات
وعلى كلّ حال فمعرفة أولاد الحلال من أولاد الزنا في ذلك العصر وفي كلّ زمان سهل جدّاً حيث انّ الشيعة وأهل السنّة جميعاً يروون عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وعن بعض الصحابة الأخيار انّ علّامة ولد الزنا هو بغض أهل البيت عليهم السلام سيّما الإمام علي عليه السلام وعلامة ولد الحلال هو حبّ أهل البيت عليهم السلام وحبّ علي بن أبي طالب عليه السلام ولنعم ما قال الشاعر مخاطباً لعلي بن أبي طالب عليه السلام :
أمير المؤمنين رأيت لما * ذكرتك عند ذي حسب صغا لي
وإن جدّدت ذكرك عند نغل * تكدّر عيشه وبغى قتالي
فليس يطيق سمع ثناك إلّا * كريم الأصل محمود الفعال
فها أنا قد عرفت بك البرايا * فأنت محك أولاد الحلال
وهذا المضمون مستفاد من الروايات المستفيضة التي رواها الفريقان في كتبهم المعتبرة.
ففي أسنى المطالب للحافظ الجزري بسنده الصحيح عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وآله أن نعرض أولادنا على حبّ علي بن أبي طالب.
وروى أيضاً بسنده عن علي عليه السلام : « لا يحبّني ثلاثة : ولد زنا ومنافق ورجل حملت به امّه في بعض حيضها ».
وعن أبي بكر قال : رأيت رسول الله (ص) خيّم خيمة وهو متّكئ على قوس عربيّة وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين فقال : « معشر المسلمين أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة ، حرب لمن حاربهم ، وليّ لمن والاهم ، لا يحبّهم إلا سعيد الجدّ طيب المولد ولا يبغضهم إلّا شقي الجد رديء المولد » [ الرياض النضرة 2 / 189 ].
وعن أبي سعيد الخدري قال : « كنّا معشر الأنصار نبور أولادنا بحبّهم عليّاً ـ عليه السلام ـ فإذا ولد فينا مولود فلم يحبّه عرفنا انّه ليس منّا ».
وعن عبادة بن الصامت : « كنّا نبور أولادنا بحبّ علي بن أبي طالب فإذا رأينا أحدهم لا يحبّ علي بن أبي طالب علمنا أنّه ليس منّا وأنّه لغير رشدة » [ أسنى المطالب للحافظ الجزري ص 58 ].
قال الحافظ الجزري في أسنى المطالب بعد ذكر هذا الحديث : « وهذا مشهور من قديم وإلى اليوم انّه ما يبغض عليّاً ـ عليه السلام ـ إلّا ولد زنا ».
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة