يوجد في الانجيل تحذير عن لسان المسيح ، انّه سيأتي بعده مسحاء كذبة ، و سيأتون بخوارق عظيمة ، فما حجّتنا على المسيحي الذي يتبع كتابه بتكذيب كلّ نبي بعد المسيح ؟

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال :

السلام عليكم

يوجد في الانجيل تحذير عن لسان المسيح ، انّه سيأتي بعده مسحاء كذبة ، و سيأتون بخوارق عظيمة ، فما حجّتنا على المسيحي الذي يتبع كتابه بتكذيب كلّ نبي بعد المسيح ، ولو جاء بالخوارق ؟

الجواب :

لا تنافي بين أخبار عيسى بن مريم عليه السلام بأنّه سوف يأتي أشخاص يدعون كذباً أنّهم المسيح ، وبين نبوّة نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وآله ، وذلك لسببين :

الأوّل : على تقدير صحّة ما ورد في الإنجيل ، فكلام عيسى ناظر إلى من يدّعي كونه المسيح لا من يدّعي كونه رسولاً ونبيّاً ، ومن المعلوم انّ الإنجيل لا يدّعي انّ المسيحيّة هي خاتمة الأديان الإلهيّة.

الثاني : انّ نفس الإنجيل ـ حتّى هذا الإنجيل المحرّف الذي يتواجد عند المسيحيين ـ ، يبشّر الناس بأنّه سوف يأتي بعده نبي ورسول من قبل الله تعالى ، وقد عبّر عنه في الإنجيل « بارقليطا ». والقرآن الكريم يذكر هذه البشارة بقوله تعالى : ( وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) (1).

مضافاً إلى انّ هناك قاعدة عقليّة يقال لها الصرف ، ومعناها انّ من يدّعي النبوّة والرسالة من قبل الله تعالى ، ثمّ يأتي بمعجزة حقيقيّة خارقة للعادة ، يكون صادقاً في دعواه ؛ لأنّ مدّعى النبوّة كذباً حتّى لو كان متمكّناً من الأعمال غير الطبيعيّة والخارقة للعادة ، يفضحه الله ولا يتمكّن من إثبات دعواه. وبعبارة اخرى يصرفه الله عن إثبات دعواه الباطلة بالأمور الخارقة للعادة ؛ لأنّ الله تعالى حكيم ولا يرضى أن يقع عباده في الضلال والإنحراف العقائدي ، ولذا نرى انّ سحرة فرعون جاؤوا بسحر عظيم لإثبات دعواهم وإبطال دعوى النبي موسى عليه السلام ، لكنّ الله تعالى أبطل سحرهم ، وأثبت لموسى عليه السلام معجزة تفوق على ما عملوه من السحر ، بنحو علم السحرة بحقانيّة موسى وآمنوا به ولم يتركوا إيمانهم إلى ان قتلوا بيد فرعون وجلاوزته.

وهكذا نرى انّ مسيلمة الكذّاب ادّعى النبوّة ، لكن فضحه الله حينما مسح على رأس طفل ليتبرّك به ، فسقط شعره ، وهكذا كلّما أراد أن يعمل عملاً خارقاً للعادة انعكس إلى ضدّه.

الهوامش

1. الصف : 6.

 
 

التعليقات   

 
# سامي الشبكي 2020-01-15 19:35
السلام عليكم
س1 ماهي دلائل المسلمين بتحريف الانجيل .
س2 لماذا الامام المهدي عج غائب عن الانظار
وتارك الاسلام بدون قائد لكي يدلنا على الطريق
الصحيح لانه امام معصوم ويقطع شك كل المذاهب
والفرق الاسلامية المتخاصمة .
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
# السيّد جعفر علم الهدى 2020-02-27 14:44
الجواب 1 : يكفي في تحريف الإنجيل اختلاف الأناجيل بعضها مع البعض الآخر ، ومن المعلوم انّه لا يمكن ان تكون جميع الأناجيل على اختلافها وتباينها هو الكتاب المنزل من الله تعالى على عيسى بن مريم عليه السلام.
مضافاً الى انّ الأناجيل الموجودة تحكي حياة عيسى بن مريم ، وما وقع عليه ، وبعض أقواله وأفعاله ، فيظهر أنّها كتبت بعد ما توفّي عيسى على زعمهم ، وبعد أن رفعه الله إليه كما نصّ عليه القرآن ؛ فهذه الأناجيل لم تكن في زمان حياة عيسى بن مريم عليه السلام ، مع انّ الانجيل نزل على عيسى بن مريم عليه السلام.
ومضافاً الى وجود بعض المطالب التي لا يمكن ان تكون كلام الله تعالى المنزل على عيسى ، بل تخالف التوحيد ، مثل الأقاليم الثلاثة ـ الاب والابن وروح القدس ـ ، وأنّ عيسى هو ابن الله تعالى ، وكذلك ينسب الى عيسى ارتكاب بعض الأمور القبيحة كشرب الخمر.
الجواب 2 : بما انّ نهضة الإمام الحجّة عجّل الله تعالى فرجه نهضة عالميّة ، وانّه يقوم ويظهر لكي يملأ العالم قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، فلابدّ ان يغيب عن الأبصار الى ان تتهيّأ الظروف التي تساعد على ظهوره ، ومنها أن يتقبله الناس في جميع أقطار العالم بقبول حسن ، بعدما يئسوا من استقرار العدل والأمان في العالم ، وبعدما رأوا فشل الحكومات والنظريات والآراء السياسيّة المدّعية للصلح والعدالة في دفع الظلم والاضطهاد والفساد.
نعم ، وجوده وان كان غائباً عن الأبصار لازم ، ويكون كالشمس التي تغيب خلف السحاب ، يستفيد الناس من فوائدها ومنافعها.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

النبوّة

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية