ألقاب الخوارج وفرقهم

البريد الإلكتروني طباعة
بحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج5 ، ص 177 ـ  182
________________________________________
(177)
الفصل التاسع

ألقاب الخوارج وفرقهم
________________________________________
(178)
________________________________________
(179)
للخوارج ألقاب عديدة فمن ألقابهم «الخوارج» لخروجهم على عليّ بن أبي طالب، و«المحكِّمة»، لكون شعارهم: «لا حكم إلاّ لله»، و«الحرورية» لنزولهم بحروراء في أوّل أمرهم، و«الشُراة» لقولهم: شرينا أنفسنا في طاعة الله أي بِعْناها بالجنّة، و«المارقة» لأنّهم مرقوا من الدين كما يَمْرق السهم من الرميّة ـ حسب توصيف الرسول لهم ـ وخرجوا منه، والفرقة الباقية اليوم أعني الاباضية يفسّرون الخروج بالخروج عن الدين ويخصّون اللقب بالطوائف المنحرفة الذين خرجوا في عصر الأمويين، وكانوا يعترضون الطريق ويقتلون الأبرياء من غير جرم وسيوافيك أنّ التخصيص بلاوجه .
وأمّا فرقهم، فقد ذكر البغدادي لهم عشرين فرقة، بل أزيد، وهذه أسماؤهم:
1 ـ المحكّمة 2 ـ الأزارقة 3 ـ النجدات 4 ـ الصفرية 5 ـ العجاردة، المفترقة إلى: 6 ـ الخازنية 7 ـ الشعيبية 8 ـ المعلومية 9 ـ المجهولية 10 ـ أصحاب طاعة لايراد الله تعالى بها 11 ـ والصلتية 12 ـ الاخنبسية 13 ـ الشبيبية 14 ـ الشيبانية 15 ـ المعبدية 16 ـ الرّشيدية
________________________________________
(180)
17 ـ المكرمية 18 ـ الحمزية 19 ـ الشمراخية 20 ـ الإبراهيمية 21 ـ الواقفية 22 ـ الاباضية(1) .
ولا يخفى أنّ الفرق حسب ما ذكرها تزيد على عشرين، ولو لم تعد العجاردة فرقة مستقلّة باعتبار أنّها مقسّمةً لأقسام كثيرة يكون عدد الفرق «21» فرقة.
ثمّ قال البغدادي: «الاباضية» منهم افترقت فرقاً، معظمها فريقان «حفصية» و«حارثية»، وقال: فأمّا «اليزيدية» من الاباضية، و«الميمونية» من العجاردة، فهما فرقتان من غلاة الكفر الخارجين عن فرق الاُمّة .
وأمّا الأشعري فقد ذكر لهم خمس عشرة فرقة ثم ذكر الفرق المتشعّبة منها وهي فرق كثيرة (2).
وقد ذكر المقريزي في خططه للقوم ستاً وعشرين فرقة(3) .
وذكر الشهرستاني لهم ثمانية فرق، وإليك أسماؤها:
1 ـ المحكّمة الاُولى 2 ـ الأزارقة 3 ـ النجدات 4 ـ البيهسية 5 ـ العجاردة 6 ـ الثعالبة 7 ـ الاباضية 8 ـ الصفرّية(4)
ولكن الحق، إنّ اُصول الفرق قليلة جدّاً، وقد ذكر الأشعري أنّ اُصول أربعة وهي: الأزارقة، النجدية، الاباضية، والصفرية، والأصناف الاُخرى تفرّعوا من الصفرية (5).
ويظهر من المبرّد في كامله، أنّ اُصول الفرق هي ثلاثة:
________________________________________
1. البغدادي: الفّرق بين الفرق 72 .
2. الأشعري: المقالات 1/86 ـ 131 .
3. تقي الدين المقريزي: الخطط 2/254 ـ 255 .
4. الشهرستاني: الملل و النحل 1/114 ـ 138 .
5. الأشعري: المقالات: 1 / 101 .

________________________________________
(181)
الأزارقة، الاباضية، البيهسية، وأمّا الصفرية والنجدية فكانوا يقولون بقول ابن أباض(1) .
ولعلّ ما ذكره الأشعري في بيان اُصول فرقهم أقرب، كما يظهر من دراسة مذهبهم ونحن نذكر الفرق الأربعة التي ذكرها الأشعري، ونحيل بيان سائر الفرق إلى كتب المقالات والفرق، خصوصاً المقالات للأشعري، والفَرق بين الفِرق للبغدادي، والملل و النحل للشهرستاني، وانّا ضربنا الصفح عن بيان فرقهم عامّة لأنّهم قد هلكوا ولم يبق منهم على أديم الأرض سوى فرقة واحدة هي الاباضية وأقاويلها أقرب إلى أقاويل سائر المسلمين. ولأجل ذلك نرى أنّ أبا بيهس يصف نافعاً بأنّه غلى، ويصف عبد الله بن اباض بأنّه قصَّر، وسوف يظهر غلوّ الأوّل وتقصير الثاني حسب تعبير أبي بيهس، وسيوافيك نصّه في محلّه.
والعجب أنّ هذه الفرق ظهرت في زمان واحد، فصار للقوم أئمّة أربعة، كلّ يدعو إلى نفسه .
وكانت الخوارج على رأي واحد إلى عصر ابن الزبير وبعد افتراقهم عنه حصل هناك اختلاف بين الأزارقة والنجدية كما ستعرف وصارت فرقتين ذاتي أمامين، ولم يكن لهم إلى عهد عبدالله بن الزبير إلاّ اُصول بسيطة وهي:
1 ـ اكفار مرتكب الكبيرة.
2 ـ انكار مبدأ التحكيم .
3 ـ تكفير عثمان وعليّ ومعاوية وطلحة والزبير ومن سار على دربهم ورضى بأعمال عثمان وتحكيم عليّ، على هذه الاُصول نشأوا إلى عهد ابن الزبير.
________________________________________
1. المبرّد: الكامل 2/214 .
________________________________________
(182)
قال الكعبي: إنّ الذي يجمع الخوارج إكفار عليّ وعثمان و الحكمين وأصحاب الجمل وكلّ من رضى بتحكيم الحكمين، والخروج على الإمام الجائر وإكفار من ارتكب الذنوب (1) .
وقال الأشعري: أجمعت الخوارج على إكفار عليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ لأنّه حكّم، وهم مختلفون هل كفره شرك أم لا. وأجمعوا على أنّ كلّ كبيرة كفرٌ إلاّ النجدات، فإنّها لاتقول بذلك، وأجمعوا على أنّ الله سبحانه يعذّب أصحاب الكبائر عذاباً دائماً إلاّ النجدات(2) .
وما ذكره من الاستثناء دليل على أن أكثر هذه الاُصول برزت بينهم في العصر الزبيري وما بعده، لا في عهد الإمام علي ولا في عهد معاوية.
إذا وقفت على ذلك فلنشرع في بيان الفرق الأربعة التي ذكرها الأشعري ونترك بيان عداها إلى الكتب المعدّة لذلك.
***
________________________________________
1. البغدادي: الفّرق بين الفِرق 1/73 نقلا عن الكعبي.
2. الأشعري: مقالات الاسلاميين 1/86 .
 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية