أحمد بن عيسى بن زيد بن علي

البريد الإلكتروني طباعة
بحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 7 ، ص 389 ـ  392
________________________________________
(389)
1
أحمد بن عيسى بن زيد بن علي (157 ـ 247 هـ)

الاِمام أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ عليهم السلام ـ يكنّى أبا عبد اللّه، وأُمّه عاتكة بنت الفضل بن عبد الرحمن بن العباس ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب.
ولد يوم الثاني من شهر محرم الحرام سنة 157هـ، توفي والده وهو صغير السن.
قال أبو الفرج الاَصفهاني: إنّه وُشيَ إلى هارون بأحمد بن عيسى والقاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين فأمر بإشخاصهما إليه من الحجاز فلمّا وصلا إليه، أمر بحبسهما فحبسا في سعة عند الفضل بن الربيع مكاناً عنده قال: فاحتال بعض الزيدية فدسّ إليهما فالوذجاً في حاجات أحدهما مُبْنج فأطعما المُبْنج الموكّلين فلمّا علما إلى ذلك قد بلغ فيهم خرجا، ـ إلى أن قال: ـ ولم يزل مدّة ببغداد مستتراً، وقد بلغ الرشيد خبره، فوضع الرصد في كل موضع، وأمر بتفتيش كل دار، يتّهم صاحبهما بالتشيع وطلب أحمد فيها، فلم يزل ذلك دأبه حتى أمكنه التخلص فمضى إلى البصرة فأقام بها (1)
وقال الذهبي: أحمد بن عيسى بن زيد له كتاب «الصيام» روى عن حسين (يريد الحسين بن علوان) روى عنه محمد بن منصور الكوفي (2)
وقال السيد الموَيّدي: الاِمام أبو عبد اللّه أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن
________________________________________
(1) أبو الفرج: مقاتل الطالبيين: 408 ـ 409.
(2) الذهبي: ميزان الاعتدال: 1|127 برقم 512.

________________________________________
(390)
الحسين السبط _ عليهم السلام _ فقيه آل محمد، وله الاَمالي المعروفة بعلوم آل محمد سمّاها الاِمام المنصور باللّه «بدائع الاَنوار» توفي وقد جاوز الثمانين سنة 247هـ وقد كان حبسه الرشيد ثم أخرجه اللّه تعالى وبقي في البصرة إلى أن توفّي.
أولاده: محمد وعلي (1)
أقول: يروي عن حسين بن علوان كثيراً ومحمد بن بكر العلائي، وعن محمد ابن بكر عن أبي الجارود عن أبي جعفر الباقر _ عليه السلام _.
وروى عنه: ابناه: علي ومحمد، ومحمد بن المنصور المرادي بواسطة ابنيه المذكورين وبلا واسطة ولم يرو عن أبيه.
وأمّا كتاب الاَمالي فهو الذي طبع باسم «رأب الصدع» في ثلاثة أجزاء بتحقيق العلامة علي بن إسماعيل بن عبد اللّه الموَيد الصنعاني وصدر عن دار النفائس ببيروت عام 1410هـ وقال محقق الكتاب إنّه كصحيح البخاري عند أهل البيت النبوي الشريف (2)
وقد أخرج الموَلف فيه 2790 حديثاً عن الرسول وأئمة أهل البيت والباقر والصادق _ عليهم السلام _ ، وقد أكثر النقل عن النبي الاَكرم _ صلى الله عليه وآله وسلم _ عن غير طريق علي وأبنائه _ عليهم السلام _ ، كما حدّث عن أبي جعفر الباقر ـ عليه السلام ـ والكتاب جدير بالمطالعة والدراسة والاستفادة والاعتماد عليه، عند صحّة السند، فلا يتمّ جامع حديثي للشيعة إلاّ بنقل ما ورد فيه عن أئمة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ.
وقد استخرج المحقّق ـ المغفور له ـ مصادر ما رواه عن النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ عن طريق الصحابة والتابعين،وقصرت يده عن استخراج ما رواه عن أئمة أهل البيت _ عليهم السلام _ عن المصادر الحديثية الشيعيّة، ليكون آية للصحة والاِتقان. وذيّل الجزء الثالث برسالة أسماها: «تعريف برواة الاَحاديث والآثار الواردة في الكتاب» وهي ممتعة.
الجامع لاَحاديثه هو أبو جعفر محمد بن منصور بن يزيد المرادي. وإليك
________________________________________
(1) الموَيدي: التحف شرح الزلف: 45.
(2) رأب الصدع: 1|11.

________________________________________
(391)
سند الحديث الاَوّل:
أخبرنا أبو جعفر محمد بن منصور بن يزيد، قال: حدثني أحمد بن عيسى بن زيد عن حسين بن علوان، عن أبي خالد، عن زيد عن آبائه عن علي ـ عليه السلام ـ وإليك ترجمتهم:
1 ـ محمد بن منصور بن يزيد (1)ولقد رجعت في ترجمة محمد بن منصور المرادي إلى العلامة بدر الدين أحد العلماء الكبار في اليمن والذي يزور حالياً الجمهورية الاِسلامية في إيران، وحرّر شيئاً ما هذا ملخصه:
ترجمة محمد بن منصور الكوفي المرادي موَلف الامالي:
قال العلامة أحمد بن صالح ابن أبي الرجال أحد كبار علماء الزيدية في كتابه مطلع البدور:
شيخ العترة والشيعة، عذب الشريعة، لمن أراد بحار الشريعة محمد بن منصور المقري المرادي كان الاَئمة يجلّونه إجلال الاَب الكريم وهو ينزلهم في منزلهم الشريف العظيم، وكان شيخاً معمّراً قد ذكر في عمره بخط بعض الطلبة كلام لم يتفق عندي فانقله.
وهو الذي جمع أمالي أحمد بن عيسى، وهو أحد الاَربعة الذين اعتمد عليهم في الجامع الكافي، لاَنّ موَلف الجامع الكافي وهو صاحب «المقنع» وهو الذي قال الذهبي فيه: الامام المحدث الثقة العالم مسند الكوفة أبو عبد اللّه محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي جمع كتاباً فيه علم الاَئمة بالعراق فاجتمع فيه ما لم يجتمع في غيره.
وقال السيد العلاّمة صارم الدين إبراهيم بن محمد _ عليه السلام _ لمحمد بن منصور، تفسير، قلت: وذكر بعض شيوخنا رضى اللّه عنه أنّ لمحمد بن منصور
________________________________________
(1) لم يترجمه الذهبي في سير أعلام النبلاء، ولافي ميزان الاعتدال، ولا جمال الدين المزّي في تهذيب الكمال.
________________________________________
(392)
كتاب التفسير الكبير، وكتاب التفسير الصغير، وكتاب أحمد بن عيسى ـ عليه السلام ـ لعله يريد الاَمالي وسيرة الاَئمة العادلة، وكتاب رسالة بخراسان، وبعض ينسبها إلى الحسن بن زيد بطبرستان. انتهى.
وقال ابن النديم: المرادي من الزيدية وهو أبو جعفر محمد بن منصور المرادي الزيدي وله من الكتب: كتاب التفسير الكبير، كتاب التفسير الصغير، كتاب أحمد بن عيسى، كتاب سيرة الاَئمة العادلة، وله كتب في الاحكام مثل طهارة وصلاة وغير ذلك على تلاوة كتب الفقه، وله كتاب الخميس. كتاب رسالته على لسان بعض الطالبيين إلى الحسن بن زيد بطبرستان (1)
2 ـ أحمد بن عيسى بن زيد، وقد مرت ترجمته.
3 ـ حسين بن علوان، قال النجاشي: الكلبي ولاءً كوفي عامي (غير شيعي) وأخوه الحسن يكنّى أبا محمد، ثقة، رويا عن أبي عبد اللّه _ عليه السلام _ وليس للحسن كتاب، والحسن أخص بنا وأولى، روى الحسين عن الاَعمش، وهشام بن عروة، وللحسين كتاب تختلف رواياته (2)
4 ـ أبو خالد: قال النجاشي: عمرو بن خالد الواسطي عن زيد بن علي له كتاب كبير رواه عنه نصر بن مزاحم المنقري وغيره (3)روى الصدوق في أماليه بإسناده عن عمرو بن خالد قال: قال لي زيد بن علي بن الحسين: في كل زمان رجل منّا أهل البيت يحتج اللّه به على خلقه، وحجّة زماننا ابن أخي جعفر بن محمد _ عليه السلام _ لايضل من تبعه ولا يهتدي من خالفه (4)وضعفه الذهبي تبعاً لعادته من تضعيف شيعة أهل البيت _ عليهم السلام _ ومواليهم (5)
________________________________________
(1) ابن النديم: الفهرست: 244.
(2) النجاشي: الرجال: برقم 11.
(3) النجاشي: الرجال: برقم 769.
(4) المامقاني: تنقيح المقال: 2|330 برقم 8691.
(5) الذهبي: ميزان الاعتدال: 3|257 برقم 6359.
 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية