في طبقات المعتزلة و مدارسهم

البريد الإلكتروني طباعة
بحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 3 ، ص 291 ـ  294
________________________________________
(291)
الفصل السادس
في طبقات المعتزلة و مدارسهم
المعتزلة تنقسم تارة بحسب الطّبقات و اُخرى بحسب المدارس. أمّا الأوّل، فقد قسمها القاضي عبدالجبّار (م 415) إلى طبقات عشر. ثمّ جاء بعده الحاكم(1) فأضاف عليها طبقتين فصارت اثنتي عشرة طبقة.
وقد أدرجها ابن المرتضى في كتابه «المنية و الأمل» الّذي طبع منه هذا القسم فقط. ولأجل رفع الاشتباه في الاسم نعبّر عن كتاب القاضي بالطّبقات، وعن هذا القسم باسم كلِّ الكتاب: المنية والأمل.
إنّ ملاك التقسيم في ترتيب الطّبقات هو التسلسل الزّمني و الترتيب التأريخي. فالأساتذة في طبقة والتلامذة في طبقة بعدها. ومن أراد الوقوف على أسمائهم وحياتهم فعليه المراجعة إلى المصادر السابقة باضافة «ذكر المعتزلة» للكعبي. وبما أنّ الاكتفاء بذكر الأسماء وحده لا يفيد شيئاً والتّفصيل خارج عن موضوع البحث، فنحيل القارئ إلى الكتب المذكورة و نكتفي بذكر مدارس الاعتزال و بعض الفروق الموجودة بينها.
________________________________________
1. المراد منه المتكلم المعتزلي الزيدي أبو سعد المحسن بن محمد كرامة الجشمي البيهقي صاحب المؤلفات توفي مقتولاً بمكة في شهر رجب سنة 465، أو 445. وتوهمت المستشرقة سوسنه « ديفلد ملزر» أنّ المراد منه هو المحدث المشهور محمد بن عبداللّه الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك المتوفى عام 405 وهو وهم.
________________________________________
(292)
مدارس الاعتزال
إنّ مدارس الاعتزال لا تتجاوز مدرستين: مدرسة البصرة، ومدرسة بغداد. والاُولى منهما مهد الاعتزال ومغرسه، وفيها برز واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد، وأبو الهذيل العلاّف والنظّام.
غير أنّه تأسّست في أواخر القرن الثاني مدرسة اُخرى في عاصمة الخلافة العبّاسيّة «بغداد» بمهاجرة أحد خرّيجي مدرسة البصرة إليها وهو بشر بن المعتمر (م210).فظهر هناك رجال مفكّرون على منهج الاعتزال، وأثار التعدّد و البعد المكاني خلافات بين خرّيجي المدرستين في كثير من المسائل الفرعيّة بعد الاتفاق على المسائل الرئيسيّة.
ولكلّ من المدرستين مميّزات و مشخّصات يقف عليها من تدبّر في أفكار أصحابها وآرائهم. ولبعض المعتزلة رسائل مخصوصة في هذا المضمار.
غير أنّ الناظر فيما ينقل ابن أبي الحديد المعتزلي من مشايخه البغداديّين أنّهم يوافقون الشيعة أكثر من معتزلة البصرة. وقد ألّف الشيخ المفيد (م 413) رسالة باسم «المقنعة» في وفاق البغداديين من المعتزلة لما روى عن الأئمّة ـ عليهم السلام ـ(1).
و للتعرّف على بعض مشايخ المدرستين نأتي بهذا الجدول:
مشايخ مدرسة البصرة
1- واصل بن عطاء (م 131).
2- عمرو بن عبيد (م 143).
3- أبو الهذيل العلاّف (م 235).
________________________________________
1. أوائل المقالات: ص 25. وهذا الكتاب غير كتابه الآخر بهذا الاسم في الفقه.
________________________________________
(293)
4- إبراهيم بن سيّار النظّام (م 231).
5- عليّ الأسوار (المتوفّى حوالى المائتين).
6- معمر بن عباد السلمي (م 220).
7- عبّاد بن سليمان (م 220).
8- هشام الفوطي (م 246).
9- عمرو بن بحر الجاحظ (م 255).
10- أبو يعقوب الشحّام (م 230).
11- أبو عليّ الجبّائي (م 303).
12- أبو هاشم الجبّائي (م 321).
13- أبو عبدالله الحسين بن عليّ البصري (م 367).
14- أبو إسحاق بن عياش (شيخ القاضي).
15- القاضي عبد الجبّار (م 415).
مشايخ مدرسة بغداد
1- بشر بن المعتمر (م 210)، مؤسّس المدرسة.
2- ثمامة بن الأشرس (م 234).
3- جعفر بن المبشر (م 234).
4- جعفر بن حرب (م 236).
5- أحمد بن أبي دؤاد (م 240).
6- محمّد الاسكافي (م 240).
7- أبو الحسين الخيّاط (م 311).
________________________________________
(294)
8- أبوالقاسم البلخي الكعبي ( م 317).
من أراد أن يقف على بعض آرائهم الّتي يخالفون فيها مشايخهم البصريّين فعليه بمطالعة شرح النهج لابن أبي الحديد، فإنّه يعرض آراءهم في شرحه في
مجالات مختلفة.
 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية