صيانة السلطة

البريد الإلكتروني طباعة

المصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج4 ، ص 181 ـ 182

(181)

الباعث الثاني : صيانة السلطة
إنّ السنّة السائدة عند أصحاب السلطة هي استعباد غيرهم واضطهاد
حقوقهم ، كما أنّ السنّة السائدة على المترفين في الحياة الدنيا ، هي الانهماك في
________________________________________


(182)

اللذائذ ، وكلاهما لا يتّفقان مع الاعتقاد بالمعاد ويوم الحساب ، يقول سبحانه:
{ وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا
تَشْرَبُونَ * ... * هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ * إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ
وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} (1).
فالآية الأُولى تشير إلى باعثين من بواعث الإنكار ، بينهما صلة قوية ، ولذلك
أدمجناهما وجعلناهما باعثاً واحداً ، أحدهما باعث نفسي هو الإتراف والتّمتّع
بأسباب الشهوات ، والآخر باعث سياسي ، هو ما كان للمنكرين من عِلْية القوم
وأشرافهم من تسلّط على أقوامهم ، فأنكروا المعاد لئلا تتزعزع عروش سلطتهم
بانتشار هذه العقيدة بين أتباعهم ومرؤوسيهم ، فكانوا يدعون الناس إلى إنكار
المعاد ، ويقولون { هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ }.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) - سورة المؤمنون : الآيات 33 ـ 37.

 

 

 

 

 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية