نماذج من إحياء الموتى في الشرائع السابقة

البريد الإلكتروني طباعة

المصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج4 ، ص 206  ـ 207


(206)



مباحث المعاد
(5)


نماذج من إحياء الموتى في الشرائع السابقة


أثبت الحكماء لليقين مراتب ودرجات ، ولكل منها عندهم اسم خاص ،
ولتبيين هذه الدرجات نأتى بمثال  :
إذا سمع الإنسان اسم النار ، ولم يرها ، وقيل له إنّها موجود عنصرى لها
هيئةٌ خاصةٌ ، وأ ثر معيّن في الأعضاء ، وأذعن بذلك لكون المخبرين صادقين ،
فهذه مرتبة من اليقين .
ثمّ إذا شاهدها من بعيد ، ولكن لم تمسّ حرارتها بدنه ، وإنّما رأى هيئتها ،
والتهابها ، بأُم عينه ، فهذه مرتبة من اليقين أقوى من السابقة.
ولكن أين هذه المرتبة ممّا إذا شاهدها عن كثب ومسّته حرارتها ، ففي هذه
المرتبة يتكامل يقينه بها ، ويبلغ الدرجة القصوى    .
وإذا كان لليقين مراتب ودرجات ، فلا لوم على الأنبياء والأولياء أن يطلبوا
من الله سبحانه إحياء الموتى حتى يشاهدوه بأعينهم لإكمال مراتب يقينهم بالقيامة ،
وتبديل علم اليقين فيهم بعين اليقين (1) .
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) -اقتباس من قوله سبحانه :{ كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ
الْيَقِينِ}) التكاثر : الآيات5-7 ).
________________________________________


(207)


ومن هنا نرى أنّ الله سبحانه أحيا الموتى لإبراهيم الخليل ، وعزير ،
وغيرهم كما سيأتي ، والغاية كانت إكمال مراتب اليقين ، أو إتمام الحجّة على
البعيدين عن هذه المعارف ، كماهو الحال في إحياء عيسى الموتى لبني إسرائيل ، وفيما
يلي نورد هذه النماذج من القرآن الكريم.



 

 

 

 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية