وجوب معرفة الله تعالى وأنها أساس الدين
ـ نهج البلاغة ج 1 ص 14
أول الدين معرفته ، وكمال معرفته التصديق به ، وكمال التصديق به توحيده ، وكمال توحيده الإخلاص له ، وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه ، لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف ، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة ....
ـ الهداية للصدوق ص 1
يجب أن يعتقد أن الله تعالى واحد ليس كمثله شيء لا يحد ولا يحس ولا يجس ، ولا يدرك بالأوهام والأبصار ، ولا تأخذه سنة ولا نوم ، شاهد كل نجوى ، ومحيط بكل شيء ، لا يوصف بجسم ولا صورة ولا جوهر ولا عرض ولا سكون ولا حركة ولا صعود ولا هبوط ولا قيام ولا قعود ولا ثقل ولا خفة ولا جيئة ولا ذهاب ولا مكان ولا زمان ولا طول ولا عرض ولا عمق ولا فوق ولا أسفل ولا يمين ولا شمال ولا وراء ولا أمام ، وأنه لم يزل ولا يزال سميعاً بصيراً حكيماً عليماً حياً قيوماً قدوساً عزيزاً أحداً فرداً صمداً لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، وأنه شيء ليس كمثله شيء وخارج من الحدين حد الإبطال وحد التشبيه ، خالق كل شيء ، لا إله إلا هو ، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ، وهو اللطيف الخبير.
وقال عليه السلام : من زعم أن الله تعالى من شيء أو في شيء أو على شيء فقد أشرك ، ثم قال عليه السلام : من زعم أن الله تعالى من شيء فقد جعله محدثاً ، ومن زعم أنه في شيء فقد زعم أنه محصور ومن زعم أنه على شيء فقد جعله محمولاً.
وقال في هامشه :
قال الصدوق في رسالة الإعتقادات بعد أن ذكر نحواً مما ذكر ما نصه : من قال بالتشبيه فهو مشرك ، ومن نسب إلى الإمامية غير ما وصف في التوحيد فهو كاذب ، وكل خبر يخالف ما ذكرت في التوحيد فهو موضوع مخترع ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو باطل ، وإن وجد في كتب علمائنا فهو مدلس ، والأخبار التي يتوسمها الجهال تشبيهاً لله تعالى بخلقه فمعانيها محمولة على ما في القرآن من نظائرها ....
ـ الإقتصاد للشيخ الطوسی ص 4
الذي يلزم المكلف أمران : علم ، وعمل . فالعمل تابع للعلم ومبني عليه. والذي يلزم العلم به أمران : التوحيد ، والعدل.
فالعلم بالتوحيد لا يتكامل إلا بمعرفة خمسة أشياء : أحدها معرفة ما يتوصل به إلى معرفة الله تعالى ، والثاني معرفة الله على جميع صفاته ، والثالث معرفة كيفية استحقاقه لتلك الصفات ، الرابع معرفة ما يجوز عليه وما لا يجوز ، الخامس معرفته بأنه واحد لا ثاني له في القدم.
معرفة الله تعالى وتوحيده نصف الدين
ـ التوحيد للصدوق ص 68
حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ ، قال : حدثنا علي بن مهرويه القزويني ، عن داود بن سليمان الفراء عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : التوحيد نصف الدين ، واستنزلوا الرزق بالصدقة. انتهى. ورواه في دعائم الإسلام ج 1 ص 13
لا تتحقق العبادة إلا بالمعرفة
ـ علل الشرائع ج 1 ص 9
ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبيد الله ، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان ، عن عبد الكريم بن عبد الله ، عن سلمة ابن عطاء ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : خرج الحسين بن علي عليهما السلام على أصحابه فقال : أيها الناس إن الله جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه ، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه ....
ـ علل الشرائع ج 1 ص 13
ـ حدثنا محمد بن الشيباني رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن سالم ، عن أبيه بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ، قال : خلقهم ليأمرهم بالعبادة ، قال : وسألته عن قول الله عز وجل : وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ؟ قال : ليفعلوا ما يستوجبون به رحمته فيرحمهم.
ـ جواهر الكلام ج 29 ص 30
نعم ربما قيل بالتفصيل بين من كانت عبادته من الأعمال فالتزويج أفضل منها ، لإطلاق ما دل على ذلك ، وبين من كانت عبادته تحصيل العلوم الدينية فهي أفضل منه ، لأن كمال الإنسان العلم الذي هو الغرض الأصلي من خلقته ، قال الله تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ، والمراد بها كما في الحديث المعرفة.
ـ شرح الأسماء الحسنى ج 2 ص 23
قوله عليه السلام : يا من دل على ذاته بذاته.
وهو مجمع عليه للعرفاء الشامخين والعقلاء والمتكلمين ، بل جميع إرسال الرسل وإنزال الكتب وإرشاد الكاملين المكملين إنما هو للإيصال إلى هذه البغية العظمى والغبطة الكبرى ، كما قال تعالى وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ، وفي القدسي : خلقت الخلق لكي أعرف ....
فانظر إلى جعلهم غاية العمل هي المعرفة والشهود ، ولذا فسر المفسرون ليعبدون بقولهم ليعرفون.
ـ شرح الأسماء الحسنى ج 1 ص 189
... ولا يجوز للمؤمن إنكار ذلك الشهود لأن انكاره إنكار الكتب السماوية والسنن النبوية والآثار الولوية ، بل هو غاية إرسال المرسلين وإرشاد الأئمة الهادين وسير السائرين وسلوك السالكين ، ولولاه لم يكن سماء ولا أرض ولا بسيط ولا مركب ، كما قال تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ أي ليعرفون. وفي الحديث القدسي فخلقت الخلق لأعرف ....
ـ الرواشح السماوية ص 21
.. لأن المعرفة غاية وجودهم وغرض خلقهم كما في قوله تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ، أي ليعرفون ، ومعرفتهم بالله وباليوم الآخر لا تحصل إلا من طريق النبوة والرسالة لأن عقولهم غير كافية فيها ، سيما ما يتعلق منها بأحوال المعاد وحشر العباد فيحتاجون إلى معلم بشري ....
مقتبس من كتاب : العقائد الإسلاميّة / المجلّد : 1 / الصفحة : 149 ـ 152