عيد الغدير ركب السماء

البريد الإلكتروني طباعة

عيد الغدير

ركب السماء

عيد الغدير عيد الله الأكبر

سار ركب الحجيج في الصحراءِ

 

يتهادى كالبدر عبر السماءِ

سار يطوي الصحراء ، عبر مدار القفر

 

شوقاً لغاية غرّاء

وهو يشكو الظماء ، والشمس تمتدّ

 

ضراماً في خاطر البيداء

هزّه الشوق للإله فلم يشعر

 

بجسم يذوب من إعياء

والنبيُّ العظيم في زحمة الركب

 

وفي قلبه لهيب الفداء

قاد ركب السماء ، شقّ به درباً

 

تحدّى به جنون الشقاء

لم يخف صرخة العداء ترامت

 

من نفوس غريقة في العداء

سار ركب « النبي » رغم المهاوي السود

 

والقفر والظما والعناء

إيه يا ركب ، لا تعجّلْ في الخطو

 

فما زلتَ تائهاً في الفضاء

قفْ هنا ، سوف تستفيق على فجر

 

ستحا فيه بظلّ العلاء

وترامى صوتُ « النبيّ » فتيّاً

 

ثابتَ الوقع ، حالم الأصداء

قف هنا ، فالعصور تغرق في البغي

 

إذا لم تسر بخير لواء

يبرز الشرُّ من مخابئه السود

 

إذا اُطلقت يد الأهواء

أيّها الركب قف ، برغم الهجير المر

 

نسمع معاً نداء السماء

إنّ هذا ، وامتدت الأعين الظمأى

 

لترنو إلى اليد البيضاء

فإذا بالوصيّ في غمرة النور

 

مُشعّاً بوجهه الوضّاء

يتعالى على الأنام « عليٌّ »

 

صاعداً فيه خاتم الأنبياء

صارخاً في العصور من كنتُ مولاه

 

فمولاه سيّد الأوصياء

* * *

قف معي يا أخي على شرفة الآفاق

 

وانظر لوحشة الأرجاء

أنظر انظر قوافل الغرب تأتينا

 

لتهوي معالمي وبنائي

أأنا المسلم الذي يصرخ الحقّ

 

بأعماق قلبه المعطاء

قد بعدنا عن ديننا فإذا الإيمان

 

منّا ممزّق الأشلاء

نحن كنّا والدين يهدي خطانا

 

لحياة نديّة الأفياء

نحن كنّا بكلّ جيل نفيض الخصب

 

في كلّ اُمّة جرداء

قد حملنا هذي الرسالة ، قل لي

 

هل وفينا ونحن أهل الوفاء

أين منّا عقيدة تنشر النور

 

وتطوي معالم الظلماء

لتعود الحياة للجيل فالجيل

 

تناءى عن نهجه الوضاء

* ذي الحجة 1388 ، ألقيت في احتفال مدرسة منتدى النشر

مقتبس من كتاب : أنوار الولاء / الصفحة : 41 ـ 42

 

أضف تعليق

الغدير

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية