مصائب الزهراء عليها السلام

البريد الإلكتروني طباعة

مصائب الزهراء عليها السلام

رحلتْ للإله تشكو اُناساً

 

جرّعوا الطهر أعظم الأرزاءِ

أو لم يسمعوا الرسول وكم قال

 

بأنّ الزهراء خير النساء

إنّ من أغضب البتول فقد نا

 

صبَ ربَّ العباد شرَّ عداء

كم حديثٍ له عن الطهر عمّا

 

قد حباها الإله خير حباء

كم ثناءٍ لله فيها فما يجدي

 

ثناء الأقلام والشعراء

كم لها من مناقبٍ قد تسامت

 

بعلاها على بني حوّاء

قد رعاها النبيُّ يرفدها علماً

 

وطهراً من منهل الإيحاء

ولدتْ من سنا السماء وعاشت

 

بهداها وزُوّجت في السماء

وتلاقى النوران في الخلد ، كي يخـ

 

لد نور الشريعة السمحاء

وتلاقى النوران في الخلد وامتدَّ

 

لبقيا الأئمّة الاُمناء

حجج الله في البسيطة لولاهم

 

لدبَّ الفناء في الأشياء

والنبيُّ العظيم أنقذ جيلاً

 

من دجى الجاهليّة الجهلاء

حلّقوا بالهدى إلى ذروة المجد

 

وكانوا في هوّةٍ عمياء

هل جزاء الإحسان أن يمنعوا الزهراء

 

عن سكب دمعها والبكاء

كيف لا تذرف الدموع وقد غاب

 

أبوها وكهفها في البلاء

كان نعم الملاذ يمسح عنها

 

غصص الدهر باليد البيضاء

كان ظلاً تأوي إليه إذا اشتدّ

 

ت عليها لواعجُ الضرّاء

لقيت بعده مصائبَ شتّى

 

من قلوبٍ مليئةٍ بالعداء

وثب القومُ يطلبون من العترة

 

ثأر الأوثان والآباء

غصبوا حقّها وحقَّ « عليٍ »

 

وتناسوا أمجاد آل العباء

جحدوا بيعة الغدير بغدرٍ

 

بعد ما قدّموا عهودَ الولاء

أسفروا عن تآمرٍ كتموه

 

عن نبيِّ الهدى بوجه الرياء

أشعلوا نارهم بباب إبنة

 

المختار نارَ الأطماع والبغضاء

دخلوا دارها ، فلاذتْ وراء البا

 

ب ستراً من أعين الأعداء

عصروها ليكسر الباب صدراً

 

قد حوى سرَّ خاتم الأنبياء

أسقطت محسناً إلى الأرض ميتاً

 

وترامتْ خضيبةً بالدماء

ثم قادوا الوصيَّ مثل هَزبْرٍ

 

أو كراع تقوده كفُّ شاء

عجباً كم أبادَ للكفر جمعاً

 

بحسامٍ يُردي العدى بمضاء

قيّدته وصيةٌ من رسول الله

 

حفظاً للشرعةِ الغرّاء

ورأته البتول يُسحب والناس

 

تغاضوا عن سيّد الأوصياء

رأت الطهر كيف فرّق ليلُ الجهل

 

جيلاً عن سيّد الأوصياء

رأت الطهر كيف يخنق صوت الحق

 

حكمُ الإرهاب والإغراء

نهضتْ والجراح تنزف منها

 

وجرتْ خلفهم بكلِّ عناء

صرخت فيهمُ : دعوه ، وإلا

 

سوف أشكو إلى الإله بلائي

فأتاها اللعينُ بالسوط كي يُسكت

 

منها صوتاً شجيَّ النداء

إنّ آلامها ستشهد يوم الحشر

 

ماذا لاقتْ من الخلفاء

سوف يستفسر الجميع مدی الدهر

 

لماذا قد اُلحدتْ في الخفاء

آه لولا جرحُ البتولةِ ما كانتْ

 

جراحُ الحسين في كربلاء

* إلى هنا نظمت جمادى الأولى 1412

* * *

إنّني قد أتيتُ يا مشرق النور

 

وعيني في ظلمة الانطفاء (1)

ربِّ إنّي طرقتُ كل دروب الأرض

 

بحثاً يا سيدي عن شفائي

لم أجد في الوري مغيثاً ولم أظفر

 

بكلّ الدنا بحُلم شفائي

أنا في البحر قد تلفّتُ عن درب خلا

 

ص فلم أجد غير ماء

فتوجّهت للسماء عسی تهمي

 

علی محنتي ببعض عطاء

فأتاني النداء يهتف في قلبي

 

مُطلّاً في غمرة اللّئلاء

هل تُرى رفّت البشارة في عمري

 

وأصغيتُ مذعناً للنداء

لن ترى في الوجود باب نجاةٍ

 

غير باب الصدّيقة الزهراء

فبحقّ البتول والأب والبعل

 

بحقّ الأئمّة الاُمناء

وبحق السرِّ الذي في وجود الطهر

 

يخفى بكنزه المعطاء

إنّني قد أتيتُ أحمل دمعي

 

وذنوبي وتوبتي وولائي

فتلطّف عليِّ واكشف ظلامي

 

وأنِر ناظري بفيض الضياء

الهوامش

(1) في هذا المقطع أتوسل بالصدّيقة الزهراء عليها‌السلام في مرض ألمّ بعيني وأوشكت علی الانطفاء سنة 1417.

مقتبس من كتاب : [ أنوار الولاء ] / الصفحة : 23 ـ 26

 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية