هارون يحضر مناظرات تلميذ الإمام الكاظم عليه السلام !

البريد الإلكتروني طباعة

هارون يحضر مناظرات تلميذ الإمام الكاظم عليه السلام !

كان هشام بن الحكم رحمه الله من تلاميذ الإمام الصادق ثم الإمام الكاظم عليهما السلام ، ونبغ ;في المناظرة واشتهر في بغداد ، وكان علماء الأديان والمذاهب يحترمونه ويهابونه.

وقد حرص يحيى البرمكي رئيس وزراء هارون ، على عقد مجالس مناظرة في قصر الخلافة وأظهر أنه يتبنى هشام بن الحكم ، وكان يدعو علماء اليهود والنصارى والمجوس والدهريين الملحدين وأئمة المذاهب لمناظرته ، وطلب منه هارون أن يكون خلف الستار فيسمع مناظرتهم ! وكان هدفه أن يسمع من هشام عقيدته بإمامة الكاظم عليه السلام !

روى الطوسي في رجاله : 2 / 530 : « عن يونس بن عبد الرحمن قال : كان يحيى بن خالد البرمكي قد وجد على هشام بن الحكم شيئاً من طعنه على الفلاسفة ، وأحب أن يغري به هارون ويُضريه على القتل ! قال : وكان هارون لما بلغه عن هشام مال إليه وذلك أن هشاماً تكلم يوماً بكلام عند يحيى بن خالد في إرث النبي صلّى الله عليه وآله فنقل إلى هارون فأعجبه ، وقد كان قبل ذلك يحيى يشرف أمره عند هارون ويرده عن أشياء كان يعزم عليها من أذاه ، فكان ميل هارون إلى هشام أحد ما غير قلب يحيى على هشام فشيعه عنده ، وقال له : يا أمير المؤمنين إني قد استبطنت أمر هشام فإذا هو يزعم أن لله في أرضه إماماً غيرك مفروض الطاعة ، قال : سبحان الله ! قال : نعم ، ويزعم أنه لو أمره بالخروج لخرج ، وإنما كنا نرى أنه ممن يرى الإلباد بالأرض ! فقال هارون ليحيى : فاجمع عندك المتكلمين وأكون أنا من وراء الستر بيني وبينهم لا يفطنون بي ، ولا يمتنع كل واحد منهم أن يأتي بأصله لهيبتي.

قال : فوجه يحيى فشحن المجلس من المتكلمين ، وكان فيهم ضرار بن عمرو ، وسليمان بن جرير ، وعبد الله بن يزيد الأباضي ، وموبذان موبذ ، ورأس الجالوت ، قال فتساءلوا وتكافوا وتناظروا ، وتناهوا إلى شاذ من مشاذ الكلام كل يقول لصاحبه لم تجب ويقول قد أجبت ، وكان ذلك من يحيى حيلة على هشام إذ لم يعلم بذلك المجلس ، واغتنم ذلك لعلة كان أصابها هشام بن الحكم ، فلما أن تناهوا إلى هذا الموضع قال لهم يحيى بن خالد : ترضون فيما بينكم هشاماً حكماً ؟ قالوا : قد رضينا أيها الوزير فأنى لنا به وهو عليل ؟ قال يحيى : فأنا أوجه إليه فأسأله أن يتجشم المجئ ، فوجه إليه فأخبره بحضورهم وأنه إنما منعه أن يحضره أول المجلس اتقاء عليه من العلة ، فإن القوم قد اختلفوا في المسائل والأجوبة ، وتراضوا بك حكماً بينهم ، فإن رأيت أن تتفضل وتحمل على نفسك فافعل !فلما صار الرسول إلى هشام قال لي : يا يونس قلبي ينكر هذا القول ، ولست آمن أن يكون هاهنا أمر لا أقف عليه ، لأن هذا الملعون يحيى بن خالد قد تغير عليَّ لأمور شتى ، وقد كنت عزمت إن من الله عليَّ بالخروج من هذه العلة ، أن أشخص إلى الكوفة وأحرِّم الكلام بتةً وألزم المسجد ، ليقطع عني مشاهدة هذا الملعون ، يعني يحيى بن خالد ! قال فقلت : جعلت فداك لا يكون إلا خيراً ، فتحرز ما أمكنك ، فقال لي : يا يونس أترى أتحرز من أمر يريد الله إظهاره على لساني أن يكون ذلك ، ولكن قم بنا على حول الله وقوته ، فركب هشام بغلاً كان مع رسوله ، وركبت أنا حماراً كان لهشام ، قال : فدخلنا المجلس فإذا هو مشحون بالمتكلمين.

قال : فمضى هشام نحو يحيى فسلم عليه وسلم على القوم وجلس قريباً منه ، وجلست أنا حيث انتهى بي المجلس ، قال : فأقبل يحيى على هشام بعد ساعة فقال : إن القوم حضروا وكنا مع حضورهم نحب أن تحضر ، لا لأن تناظر بل لأن نأنس بحضورك إذ كانت العلة تقطعك عن المناظرة ، وأنت بحمد الله صالح ليست علتك بقاطعة عن المناظرة ، وهؤلاء القوم قد تراضوا بك حكماً بينهم. قال : فقال هشام للقوم : ما الموضع الذي تناهيتم به في المناظرة؟ فأخبره كل فريق منهم بموضع مقطعه ، فكان من ذلك أن حكم لبعض على بعض ، فكان من المحكومين عليه سليمان بن جرير فحقدها على هشام ! قال : ثم إن يحيى بن خالد قال لهشام : إنا قد غرضنا من المناظرة والمجادلة منذ اليوم ، ولكن إن رأيت أن تبين عن فساد اختيار الناس لإمام ، وأن الإمامة في آل الرسول دون غيرهم ؟

قال هشام : أيها الوزير العلة تقطعني عن ذلك ، ولعل معترضاً يعترض فيكتسب المناظر الخصومة ! فقال : إن اعترض معترض قبل أن تبلغ مرادك وغرضك فليس ذلك له ، بل عليه أن يتحفظ المواضع التي له فيها مطعن فيقفها إلى فراغك ، ولا يقطع عليك كلامك.

فبدأ هشام وساق الذكر لذلك وأطال واختصرنا منه موضع الحاجة ، فلما فرغ مما قد ابتدأ فيه من الكلام في فساد اختيار الناس للإمام ، قال يحيى لسليمان بن جرير : سل أبا محمد عن شئ من هذا الباب ، فقال سليمان لهشام : أخبرني عن علي بن أبي طالب مفروض الطاعة ؟ فقال هشام : نعم ، قال : فإن أمرك الذي بعده بالخروج بالسيف معه تفعل وتطيعه ؟ فقال هشام : لا يأمرني. قال : ولم إذا كانت طاعته مفروضه عليك وعليك أن تطيعه ؟ قال هشام : عد عن هذا فقد تبين فيه الجواب. قال سليمان : فلم يأمرك في حال تطيعه وفي حال لا تطيعه ؟

فقال هشام : ويحك لم أقل لك أني لا أطيعه فتقول إن طاعته مفروضة ، إنما قلت لك لا يأمرني ! قال سليمان : ليس أسألك إلا على سبيل سلطان الجدل ، ليس على الواجب أنه لا يأمرك. فقال هشام : كم تحول حول الحمى ، هل هو إلا أن أقول لك إن أمرني فعلت فتنقطع أقبح الانقطاع ، ولا يكون عندك زيادة ، وأنا أعلم بما تحت قولي وما إليه يؤول جوابي ! قال : فتمعر هارون ، وقال : قد أفصح ! وقام الناس ، واغتنمها هشام فخرج على وجهه إلى المدائن ! قال : فبلغنا أن هارون قال ليحيى : شُدَّ يدك بهذا وأصحابه !

وبعث إلى أبي الحسن موسى عليه السلام فحبسه ، فكان هذا سبب حبسه مع غيره من الأسباب ، وإنما أراد يحيى أن يهرب هشام فيموت مختفياً ما دام لهارون سلطان !

قال : ثم صار هشام إلى الكوفة وهو بعقب علته ومات في دار ابن شرف بالكوفة رحمه الله ! قال : فبلغ هذا المجلس محمد بن سليمان النوفلي وابن ميثم ، وهما في حبس هارون ، فقال النوفلي : ترى هشاماً ما استطاع أن يعتل ... الخ. ».

ورواه الصدوق رحمه الله في كمال الدين / 362 ، بتفصيل ، وذكر فيه لزوم اختيار الإمام من النبي بأمر الله تعالى ، وذكر صفات الإمام ، وجاء فيه : « فعند ذلك قال ضرار : فمن هذا بهذه الصفة في هذا الوقت ؟ فقال : صاحب القصر أمير المؤمنين ! وكان هارون الرشيد قد سمع الكلام كله فقال عند ذلك : أعطانا والله من جراب النورة ! ( أي اتَّقَانَا وتكلم بدون مستند ) ويحك يا جعفر ، وكان جعفر بن يحيى جالساً معه في الستر : من يعني بهذا ؟ فقال : يا أمير المؤمنين يعني به موسى بن جعفر ! قال : ما عنى بها غير أهلها ! ثم عض على شفتيه وقال : مثل هذا حيٌّ ويبقى لي ملكي ساعة واحدة ؟! فوالله للسان هذا أبلغ في قلوب الناس من مائة ألف سيف !

وعلم يحيى أن هشاماً قد أُتيَ ( أي قرر هارون قتله ) فدخل الستر فقال : يا عباسي ويحك من هذا الرجل ؟ فقال : يا أمير المؤمنين حسبك ، تكفى تكفى ! ( أي أنا أقتله ).

ثم خرج إلى هشام فغمزه ، فعلم هشام أنه قد أتيَ ، فقام يريهم أنه يبول أو يقضي حاجة ، فلبس نعليه وانسل ، ومرَّ ببيته وأمرهم بالتواري ، وهرب ومرَّ من فوره نحو الكوفة ، فوافى الكوفة ونزل على بشير النبال ، وكان من حملة الحديث من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام فأخبره الخبر ، ثم اعتل علة شديدة فقال له بشير : آتيك بطبيب ؟ قال : لا أنا ميت فلما حضره الموت قال لبشير : إذا فرغت من جهازي فاحملني في جوف الليل وضعني بالكناسة واكتب رقعة وقل : هذا هشام بن الحكم الذي يطلبه أمير المؤمنين ، مات حتف أنفه ! وكان هارون قد بعث إلى إخوانه وأصحابه فأخذ الخلق به ، فلما أصبح أهل الكوفة رأوه ، وحضر القاضي وصاحب المعونة والعامل والمعدلون بالكوفة ، وكتب إلى الرشيد بذلك فقال : الحمد لله الذي كفانا أمره فخلى عمن كان أُخذ به » !

ملاحظات :

1 ـ بلغ من اهتمام هارون بعقيدة الإمامة ، أنه أمر وزيره بعقد مجالس مناظرة في قصره ، وغرضه أن يسمع كلمة يستحل بها دم هشام ودم الإمام الكاظم عليه السلام !

2 ـ يرى هارون أن مجرد اعتقاد أحد بوجود إمام غيره فرض الله طاعته ، يحلل له دم القائل به ، حتى لو يقم بأي عمل ضده !

لذا حركه وزيره البرمكي ضد هشام بقوله : « يا أمير المؤمنين إني قد استبطنت أمر هشام فإذا هو يزعم أن لله في أرضه إماماً غيرك مفروض الطاعة ، قال : سبحان الله ! قال : نعم ، ويزعم أنه لو أمره بالخروج لخرج » !

ولو كان هارون عقلانياً لقال لوزيره : فليزعم هشام أن موسى بن جعفر إمام من الله ، فلا شغل لنا به ما دام لم يخرج علينا !

3 ـ حاول بعض الرواة أن يبرئ يحيى البرمكي من التحريض على هشام رحمه الله أو على الإمام الكاظم عليه السلام ، لكن الصحيح أنه قام بذلك للإيقاع بالإمام وشيعته ، خاصة بوزيره جعفر بن الأشعث ، الذي جعل هارون ولده وولي عهده الأمين في حجره ، وقد نصت على ذلك مصادرنا.

4 ـ مما يدل على التأثير القوي لمناظرات هشام ، وحساسية الخلافة منها ، أن الإمام الكاظم عليه السلام أمر هشام بن الحكم في زمن المهدي والد هارون ، بأن يمتنع عن المناظرة لخطورة الظرف ! « عن يونس قال : قلت لهشام : إنهم يزعمون أن أبا الحسن عليه السلام بعث إليك عبد الرحمن بن الحجاج يأمرك أن تسكت ولا تتكلم ، فأبيت أن تقبل رسالته فأخبرني كيف كان سبب هذا ، وهل أرسل إليك ينهاك عن الكلام أو لا ، وهل تكلمت بعد نهيه إياك ؟ فقال هشام : إنه لما كان أيام المهدي شدد علي أصحاب الأهواء ، وكتب له ابن المفضل صنوف الفرق صنفاً صنفاً ، ثم قرأ الكتاب على الناس فقال يونس : قد سمعت الكتاب يقرأ على الناس على باب الذهب بالمدينة ، ومرة أخرى بمدينة الوضاح فقال : إن ابن المفضل صنف لهم صنوف الفرق فرقة فرقة حتى قال في كتابه : وفرقة يقال لهم الزرارية ، وفرقة يقال لهم العمارية أصحاب عمار الساباطي ، وفرقة يقال لهم اليعفورية ، ومنهم فرقة أصحاب سليمان الأقطع ، وفرقة يقال له الجواليقية.

قال يونس : ولم يذكر يومئذ هشام بن الحكم ولا أصحابه ، فزعم هشام ليونس أن أبا الحسن عليه السلام بعث إليه فقال له : كفَّ هذه الأيام عن الكلام ، فإن الأمر شديد ! قال هشام : فكففت عن الكلام حتى مات المهدي وسكن الأمر ، فهذا الأمر الذي كان من أمره وانتهائي إلى قوله ». ( معجم السيد الخوئي : 20 / 305 ).

5 ـ اشتهر حديث الإمام الكاظم عليه السلام مع هشام حول مكانة العقل وقيمة الشخصية العقلانية . كما رويت لهشام مناظرات كثيرة مهمة ، ومن نماذجها :

« دخل ضرار بن عمرو الضبي على يحيى بن خالد البرمكي فقال له : يا أبا عمرو هل لك في مناظرة رجل هو ركن الشيعة ؟ فقال ضرار : هلم من شئت ، فبعث إلى هشام بن الحكم فأحضره فقال له : يا أبا محمد هذا ضرار وهو من قد علمت في الكلام والخلاف لك ، فكلمه في الإمامة ، فقال له : نعم ، ثم أقبل على ضرار ، فقال : يا أبا عمرو خبرني على ما تجب الولاية والبراءة أعلى الظاهر أم على الباطن ؟ فقال ضرار : بل على الظاهر فإن الباطن لا يدرك إلا بالوحي.

قال هشام : صدقت ، فأخبرني الآن أي الرجلين كان أذب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف وأقتل لأعداء الله بين يديه ، وأكثر آثاراً في الجهاد ، أعلي بن أبي طالب أو أبو بكر ؟ فقال : بل علي بن أبي طالب ، ولكن أبا بكر كان أشد يقيناً !

فقال هشام : هذا هو الباطن الذي قد تركنا الكلام فيه ، وقد اعترفت لعلي عليه السلام بظاهر عمله من الولاية وأنه يستحق بها من الولاية ما لم يجب لأبي بكر !

فقال ضرار : هذا هو الظاهر نعم. ثم قال له هشام : أفليس إذا كان الباطن مع الظاهر فهو الفضل الذي لا يدفع ؟ فقال له ضرار : بلى ، فقال له هشام : ألست تعلم أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ؟ قال ضرار : نعم. قال هشام : أفيجوز أن يقول له هذا القول إلا وهو عنده في الباطن مؤمن ؟ قال : لا. قال هشام : فقد صح لعلي عليه السلام ظاهره وباطنه ولم يصح لصاحبك لا ظاهر ولا باطن ، والحمد لله ». ( الفصول المختارة / 28 ).

6 ـ يقصد بكلام هشام في العباس الذي أعجب هارون ، ما رواه الشريف المرتضى في الفصول المختارة / 49 ، قال : « أخبرني الشيخ أدام الله عزه قال : سأل يحيى بن خالد البرمكي بحضرة هارون هشام بن الحكم رحمه الله فقال له : أخبرني يا هشام عن الحق هل يكون في جهتين مختلفتين ؟ قال هشام : لا ، قال فخبرني عن نفسين اختصما في حكم في الدين وتنازعا واختلفا ، هل يخلوان من أن يكونا محقين أو مبطلين ، أو يكون أحدهما مبطلاً والآخر محقاً ؟ فقال له هشام : لا يخلوان من ذلك وليس يجوز أن يكونا محقين على ما قدمت من الجواب. قال له يحيى بن خالد : فخبرني عن علي والعباس لما اختصما إلى أبي بكر في الميراث أيهما كان المحق من المبطل ، إذ كنت لا تقول إنهما كانا محقين ولا مبطلين ؟

قال هشام : فنظرت فإذا إنني إن قلت بأن علياً عليه السلام كان مبطلاً كفرت وخرجت عن مذهبي ، وإن قلت إن العباس كان مبطلاً ضرب الرشيد عنقي ! ووردت علي مسألة لم أكن سئلت عنها قبل ذلك الوقت ، ولا أعددت لها جواباً ، فذكرت قول أبي عبد الله عليه السلام وهو يقول لي : يا هشام لا تزال مؤيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك ، فعلمت أني لا أخذل وعنَّ لي الجواب في الحال ، فقلت له : لم يكن من أحدهما خطأ وكانا جميعاً محقين ، ولهذا نظير قد نطق به القرآن في قصة داود عليه السلام حيث يقول الله جل اسمه : وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَرُوا الْمِحْرَابَ إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ .. فأي الملكين كان مخطئاً وأيهما كان مصيباً ، أم تقول إنهما كانا مخطئين ، فجوابك في ذلك جوابي بعينه ! فقال يحيى : لست أقول إن الملكين أخطآ بل أقول إنهما أصابا وذلك أنهما لم يختصما في الحقيقة ولا اختلفا في الحكم ، وإنما أظهرا ذلك لينبها داود عليه السلام على الخطيئة ويعرفاه الحكم ويوقفاه عليه ! قال فقلت له : كذلك علي والعباس لم يختلفا في الحكم ولا اختصما في الحقيقة ، وإنما أظهرا الإختلاف والخصومة لينبها أبا بكر على غلطه ويوقفاه على خطئه ويدلاه على ظلمه لهما في الميراث ، ولم يكونا في ريب من أمرهما وإنما كان ذلك منهما على حد ما كان من الملكين ! فلم يحر جواباً ، واستحسن ذلك الرشيد ».

مقتبس من كتاب : الإمام الكاظم عليه السلام سيّد بغداد / الصفحة : 218 ـ 226

 

أضف تعليق

أعلام وكتب

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية