الحسين رمز الحقّ والفضيلة

البريد الإلكتروني طباعة

الحسين رمز الحقّ والفضيلة

لا عَجَبَ إنْ عُدَّت نَهضة الحسين عليه السّلام المَثلَ الأعلى ، بين أخواتها في التاريخ ، وحازت شُهرة وأهميَّة عظيمتين ؛ فإنَّ الناهض بها « الحسين » ، رَمز الحَقِّ ، ومِثال الفَضيلة.

وشأنُ الحَقِّ أنْ يَستمرَّ ، وشأنُ الفَضيلة أنْ تَشتهر ، وقد طُبعَ آلُ عليٍّ عليه السّلام على الصدق ؛ حتَّى كأنَّهم لا يَعرفون غيره ، وفُطِروا على الحَقِّ ، فلا يتخطّونه قَيد شعرةٍ. ولا بُدع ؛ فقد ثبت في أبيهم ، عن جَدِّهم النبي صلَّى الله عليه وآله : « عليُّ مع الحَقِّ ، والحَقُّ مع عليٍّ ، يدور معه حيثُما دار ». فكان علي عليه السّلام لا يُراوغ أعدائه ، ولا يُداهن رقبائه ، وهو على جانب عظيم مِن العلم والمَقدِرة ، وتاريخه ـ كتاريخ بنيه ـ يَشهد على ذلك ؛ فشعور التفادي « ذلك الشعور الشريف » كان في عليٍّ وبنيه ، ومِن غرائزهم ، ولا سيِّما في الحسين بن عليٍّ عليه السّلام « وما في الآباء ترثه الأبناء ».

وقد تفادى عليٌّ عليه السّلام ، عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله بنفسه كَرَّاتٍ عَديدة ، وكذلك الحسين عليه السّلام تفادى لدين الرسول صلَّى الله عليه وآله وأُمَّته ؛ إذ قام بعمليَّة أوضحت أسرار بَني أُميَّة ومَكايدهم ، وسوءَ نواياهم في نَبيِّ الإسلام ، ودينه ونواميسه.

وفي قضيَّة الحسين عليه السّلام حُجَجٌ بالغةٌ ؛ برهنت على أنَّهم يقصدون التشفِّي منه والانتقام ، وأخذهم ثارات بَدرٍ وأحقادها ، وقد أعلن بذلك يزيدهم طُغياناً ، وهو على مائدة الخَمر ونشوان بخمرتين ، خمرة الكِرم ، وخَمرة النَّصر ؛ إذ تمثَّل بقول بن الزبعرى :

     

ليتَ أشياخي ببدرٍ شهدوا

 

جَزع الخَزرج مِن وَقع الأسل

وأضاف عليها :

     

لعِبَت هاشم بالمُلك فلا

 

خَبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل

لستُ مِن خِندفَ إنْ لم أنتقم

 

مِن بَني أحمد ما كان فعل

إلى آخره.

مقتبس من كتاب : [ نهضة الحسين (ع) ] / الصفحة : 12 ـ 13

 

أضف تعليق

الإمام الحسين عليه السلام

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية