في الإمام السجاد عليه السلام

البريد الإلكتروني طباعة

في الإمام السجاد عليه السلام

الإمام زين العابدين عليه السلام

إنّي حملتُ إلى نَداك مرادي

 

أنت الملاذ لمبدأي ومعادي

زين العباد تظلُّ رمزاً للتقى

 

والصبر يلهج فيه كلّ مداد

هذي حياتك وهي حشد متاعب

 

وعبادةٍ ومواعظٍ وجهاد

من كربلاء بدأتَ درباً ملؤه

 

شوكٌ لتسلكه بكلّ سداد

ورأيتَ آلام الطفوف ورحلة

 

السبي المريع ومحنة الأصفاد

ورايتَ أبطالاً تصدّوا للعِدى

 

خاضوا المنون بعزمةٍ وجِلاد

حكمٌ اُقيم على الضلالة والخنا

 

والزيف والإرهاب والأحقاد

حكّامهم وغدٌ ووحش كاسرٌ

 

ومكابرٌ في غيّه متمادِ

آباؤهم شنأوا الرسول وإنّهم

 

نقلوا العداء لعصبة الأولاد

ورثوا العداء من الجدود فهندهم

 

مضغت بحقدٍ أطهر الأكباد

فيزيد ملؤ حياته وحل الخنا

 

والخمر مثّل خُلقه ابن زياد

فالدين هدّد بغيهم ومجونهم

 

لما تحدى سطوة الأوغاد

فسعوا لتحريف الشريعة بعد أن

 

أرسى أصالتها دم الأجداد

وضعوا أحاديث الضلال وطاردوا

 

نور الوصيّ وآله الأمجاد

ملأوا السجون وحاربوا صوت الهدی

 

ليهدَّ للإيمان كلّ عماد

وتقنّعوا بالدين لكن عمرهم

 

عفِن الفِعال مدنّس الأبعاد

حلموا بِعوْد الجاهلية بعدما

 

هُدّت دعائمُها بجيل فادِ

جهدت على هدم الشريعة زمرةٌ

 

خبرت دروب الهدم والإفساد

من أجل دنياها الوضيعة خطّطت

 

بدهائها الجاني لكلّ فساد

بدأت مسيرتهم لتهديم الهدی

 

منذ السقيفة أصل كلّ عناد

عزلوا الوصيّ ليحرموا دنيا الهدی

 

والدهر من حكم النبيّ الهادي

حرموا العصور من السعادة والهدى

 

والطهر والإيمان والإرشاد

علت الطغاة علی الشعوب وطاردوا

 

جيل الهداة بكلّ حكم عادي

لن يطفأ الأعداء نور محمّدٍ

 

وكتابِه والعترةِ الأوتاد

فالله يبطل مكرهم مهما عتوا

 

لن توقف الزحف العظيم أعادي

ولأجل حفظ سنا الهداية واجهت

 

خطط الطغاة إمامة السجّاد

متحدّياً إشراكها وعداءها

 

ببصيرةٍ غيبيّة الأمداد

وسعی لنشر الوعي عبر وسائلٍ

 

حفلت بكلّ هدايةٍ ورشاد

بالسبي بالخِطَب المثيرة بالدعا

 

بصحيفةٍ للوعي والعبّاد

ويدقُّ أبواب الجياع ويطعم الفقراء

 

في سرٍّ بلا ميعاد

وله كرامات تَردّد ذكرُها

 

شدّت إليها كلّ قلب صادِ

ورأی طغاة العرش زحف ولائه

 

ونفوذه الهادي بكلّ بلاد

تهفو القلوب لنهجه لا تنثني

 

بالقمع والإغراء والإيعاد

حتى إذا عجز العدی لما رأوا

 

حبّ الإمام يضمّ كلّ فؤاد

دسّ الوليد إليه سمّاً غادراً

 

خابوا فإنّ الله بالمرصاد

ظنّوا بأن قتلوه لكن نهجه

 

باقٍ مدی الأجيال والآباد

ربيع الثاني 1428

مقتبس من كتاب : أنوار الولاء / الصفحة : 98 ـ 100

 

أضف تعليق

الإمام السجّاد عليه السلام

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية