أبو موسى عيسى بن صبيح المردار

البريد الإلكتروني طباعة
بحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 3 ، ص 276 ـ  277
________________________________________
(276)
5- أبو موسى عيسى بن صبيح المردار (م226).
قال القاضي: «كان متكلّماً عالماً زاهداً وكان يسمّى راهب المعتزلة لعبادته، ويقال: إنّ أبا الهذيل حضر مجلسه و سمع قصصه بالعدل وحسن بيانه على الله تعالى و عدله وتفضّله، فقال: هكذا شهدت أصحاب أبي حذيفة واصل بن عطاء، و أبي عثمان عمرو، وله كتب في الجليّ من الكلام و لمّا حضرته الوفاة ذكر أنّ ما كان في يديه من المال شبهة لم يدر ما حكمها، فأخرجها إلى المساكين تحرّزاً و إشفاقاً، وقيل فيه شعر:
لكنّ من جمع المحاسن كلّها * كهلٌ يقال لشيخه المردار(3)
تلاميذه
ذكر القاضي أنّ من تلاميذه الجعفرين و المراد: جعفر بن حرب و جعفر بن مبشر وذكر ترجمتهما في الطّبقة السابعة.
تأثير كلامه
إنّ جعفر بن حرب كان من الجند وكان في جنديّته (ن خ حداثته) يمرّ على
________________________________________
3. المصدر نفسه: ص 277 و 278.
________________________________________
(277)
أصحاب أبي موسى و يعبث بهم ويؤذيهم، فشكوا إلى أبي موسى فقال: تعهّدوا إلى أن يصير إلى مجلسي، فلمّا صار إلى مجلسه وسمع كلامه و وعظه مرّ (ظ خرج) حتى دخل الماء عارياً من ثيابه، وبعث إلى أبي موسى أن يبعث له ثياباً ليلبسها ففعل، ثمّ لزمه فخرج في العلم ما عرف به.
وكان أبو الوليد بشر بن وليد بن خالد الكندي قاضياً على مدينة للخليفة المأمون، وكان شديد القسوة على أبي موسى وأصحابه، فدخل إبراهيم بن أبي محمّد اليزيدي وهو رضيع المأمون عليه فأنشد هذه الأبيات:
يا أيّها الملك الموحِّد ربّه * قاضيك بشر بن الوليد(1) حمار
ينفي شهادة من يبثّ بما به * نطق الكتاب وجاءت الآثار
فالنفي للتشبيه عن ربِّ العلا * سبحانه وتقْدس الجبّار
ويعدّ عدلاً من يدين بأنّه * شيخ تحيط بجمسه الأقطار
إنّ المشبِّه كافر في دينه * والدائنون بدينه كفّار
فاعزله واختر للرعية قاضياً * فلعلّ من يرضي ومن يختار
عند المريسى (2) اليقين بربِّه * لو لم يشب توحيده اجبار
والدين بالارجاء مبنى أصله * جهل وليس له به استبشار
لكن من جمع المحاسن كلّها * كهل يقال لشيخه المزدار(3)
________________________________________
1. هو أبو الوليد، بشر بن الوليد بن خالد الكندي قاضي مدينة منصور كما عرفت. توفي سنة 238. لاحظ تاريخ بغداد: ج 7، ص 80. 2. هو بشر بن غياث المريسي العدوي، كان يسكن بغداد وأخذ الفقه عن أبي يوسف القاضي صاحب أبي حنيفة وكان الشافعي من أصدقائه مدّة اقامته ببغداد. توفي سنة 219، لاحظ تاريخ بغداد: ج 7 ص 56. 3. وقد ضبطه بعض المحققين بالزاء وبعده الدال. راجع فضل الاعتزال: ص 277 ـ 279.
 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية