ادلة السلفية على تحريم التوسل

البريد الإلكتروني طباعة
بحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 4 ، ص 231 ـ 232
________________________________________
(231)
اقسام التوسل:
(1)
التوسل بالأنبياء والصالحين أنفسهم
احتج الشيخ السلفي المعاصر على التحريم بوجوه واهية مدحوضة، وإليك بيانها:
1- لو كان هذا النوع من التوسل مشروعاً حقيقة لذكره الشارع في زمرة ما ذكره وحثّ كذلك الناس عليه، وليس معقولا أن يهمله اللّه تعالى ولا يبلّغه رسوله .
2- إنّ اللّه عاب في الآية المتقدمة (آية الإسراء) محاولتهم القربى والزلفى إليه تعالى بالأشخاص والعباد المخلوقين، فكلا الأمرين في الآية عيب وذنب .
3- إن أرادوا بالواسطة في جلب المنافع ودفع المضار مثل أن يكون واسطة في رزق العباد فهو من أعظم الشرك(1) .
يلاحظ على الوجه الأول: أنّ القائلين بالتوسل بالأشخاص يدّعون أنّ النبي ذكره في كلامه، وقد نقل هو في نفس الكتاب ستة وعشرين دليلا عنهم، وهو بين حديث مروي عن النبي، وأثر منقول عن الصحابة في ذلك المجال، وهو وإن ناقش في أسنادها غالباً، لكنّه غفل ـ بعد تسليم ما ناقشه ـ عن أنّ هذا العدد الهائل من الأخبار، أخبار متواترة بالمعنى، ولا وجه للمناقشة في
________________________________________
1. التوصل إلى حقيقة التوسل 177 ـ 180 .
________________________________________
(232)
المتواتر، ولو صحّ النقاش في المتواتر فربما تكون جميع الأسناد زائفة باطلة .
ويلاحظ على الوجه الثاني: أنّ اللّه تعالى عاب عليهم بعبادتهم الوسائل الّتي يوسّطونها بينهم وبين اللّه، لا لتوسلهم بالأشخاص والعباد. قال سبحانه نقلا عنهم: (مَا نَعْبُدُهُم إلاّ لِيُقَرّبُونَا إلى اللّهِ زُلْفَى)(1) فكم فرق بين أن يعيب سبحانه توسيط الصالحين في دعائه سبحانه، وأن يعيب عبادتهم الصالحين ليتوسطوا بينهم وبين اللّه، والآية تهدف إلى الثاني دون الأول، وما هذا الاعوجاج في الفهم لو لم يكن عناداً؟ .
يلاحظ على الوجه الثالث: أنّه فرية واضحة لا تصدر عن مسلم، بل يريدون منهم الدعاء والطلب من اللّه مثل حال حياتهم، أو يطلبون من اللّه سبحانه قضاء حاجتهم، لأجل حرمة الوسائط الذين كرمهم اللّه في الدنيا والآخرة، فالمدعو الحقيقي هو اللّه سبحانه، وهو الكعبة المقصودة مآلا .
إذا وقفت على دلائله الداحضة. هلمّ نقرر أدلة القائلين بجواز هذا النوع من التوسل، وهي أدلة مشرقة لا تبقي لأحد شكاً، وإليك البيان:
________________________________________
1. سورة الزمر: الآية 3 .
 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية