السؤال : هل الأنبياء والرسل الذين بعثهم الله تعالى للبشريّة وأهل البيت معصومين من الخطأ تماماً ؟ وإن كانوا معصومين فما هو الدليل القاطع من الكتاب والسنّة لعصمة الأنبياء وأهل البيت عليهم السلام ؟
الجواب : نعم إنّ الأنبياء والأئمّة من أهل البيت عليهم السّلام معصومون من الذنب والخطأ تماماً.
هناك أدلّة متعدّدة على ذلك من الكتاب والسنّة والعقل والإجماع فمنها :
أنّ الناس مكلَّفون بالتمسّك بهم والأخذ منهم ، فابتلاؤهم ـ والعياذ بالله ـ بالخطأ والغفلة والنسيان والسهو كابتلائهم ـ والعياذ بالله ـ بالذنوب والمعاصي ، كلّ ذلك يوجب سقوط أقوالهم وأفعالهم عن الحجيّة ، ويفقد الناس بسبب ذلك الوثوق بما يقولون ويفعلون ، لأنّ احتمال الخطأ والنسيان والسهو حينئذٍ يجري في كلّ فعل من أَفعالهم وكلّ قول من أقوالهم ، وهذا لا ينسجم مع تكليف الناس باتّباعهم والتمسّك بهم.
إذاً فأمر الله تبارك وتعالى الناس باتّباع الأنبياء والأئمّة عليهم السّلام يستلزم لا محالة أن يكون كلّ قول وفعل يصدر منهم مطابقاً للواقع ولُبّ الحقيقة وأن يكونوا بعيدين كلّ البُعد عن كلّ ذنب وخطأ وسهو ، وإِلّا فلو كان من المحتمل أن يخطأ النبيّ أو الإمام فمن أين يعرف الناس أنّ ما يقوله أو يفعله هل هو صحيح ومطابق للواقع كي يأخذوا به أم هو خطأ وذهول وغفلة منه ؟ ومن هنا يتّضح لك أن ما يقوله البعض من أنّهم معصومون في مجال تبليغ الأحكام الدينيّة فقط ومعصومون من الكذب خاصّة كلام غير صحيح ، فنحن كيف نعرف أن ما يقوله النبيّ أو الإمام أو يفعله هل هو مرتبط بالدين كي نأخذ به أم هو غير مرتبط بالدين كي لا يجب علينا أخذه ؟ لا مجال لنا لمعرفة ذلك إلّا عن طريق النبيّ أو الإمام نفسه ، فإذا كان من المحتمل خطأه وسهوه وذهوله ـ والعياذ بالله ـ فسوف ينسدّ على الإنسان باب أخذ الدين واتّباعه ، فالعقل يحكم إذاً بضرورة إنسداد باب احتمال الخطأ والذهول تماماً على الأنبياء والأئمة عليهم السلام في كلّ أقوالهم وأفعالهم.
ومنها أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قد صَرَّح ـ في حديث الثقلين المتواتر عند المسلمين قاطبة ـ بأنّ القرآن والعترة الطاهرة من أهل بيته لن يفترقا حتّى يردا عليه الحوض ، وهذا معناه عدم طرو الخطأ والسهو والإشتباه على الأئمة من أهل البيت عليهم السلام ، لأنّ ذلك هو مقتضى عدم إفتراقهم لحظة عن القرآن الكريم ، فكما أنّ القرآن لا يخطأ أبداً في كلّ ما يقوله ـ سواء في مجال التبليغ أم في غيره ـ فكذلك العترة لا تخطأ في كلّ ما تقوله وتفعله ـ سواء في مجال التبليغ أم في غيره ـ فإحتمال طرو الخطأ على العترة يساوق احتمال طرو الخطأ على القرآن ـ والعياذ بالله ـ ، لأنّ معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلّم : « إنّهما لن يفترقا » هو أنّهما متلازمان لا ينفكّ أحدهما عن الآخر في مختلف مجالات الحياة.
أمّا لو قلنا أنّ العترة قد تخطأ في غير مجال التبليغ بينما القرآن لا يخطأ أبداً ، فهذا معناه أنَّ العترة قد افترقت عن القرآن في المجال الذي أخطأت ـ والعياذ بالله ـ فيه ، وهذا مخالف لصريح حديث الثقلين.
التعليقات
عندي سؤال ومتحير وهوه
هل الأنبياء معصومون ؟
وإذ معصومين عن الخطأ
نبي الله يوسف ع اخطأ
ونبي الله ادم ع اخطأ
ما عدا نبي الله محمد ص فهوه معصوم عندنا
وشكراً
العصمة تعني أنهم منزهون عن ارتكاب المعاصي والذنوب ، سواء عن قصد أو عن سهو ، وذلك لضمان الثقة الكاملة في رسالتهم وتحقيق هدفهم الأساسي وهو هداية البشر.
قال الشيخ الصدوق :
اعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمّة والملائكة صلوات الله عليهم أنّهم معصومون مطهّرون من كل دنس، وأنّهم لا يذنبون ذنبا ، لا صغيرا ولا كبيرا ، ولا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ، وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ.
ومن نفى عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم. [ الإعتقادات / الجزء : 1 / الصفحة : 96 ].
ويمكن الاستدلال على عصمة الأنبياء من خلال دليلين : الأول عقلي ، والثاني نقلي.
من ناحية الدليل العقلي ، فإن الهدف من بعثتهم هو هداية البشر وتوجيههم للطريق المستقيم ، بما أنهم سفراء الله ، فإذا ارتكبوا المعاصي أو خالفوا تعاليمهم ، فسيفقد الناس الثقة بهم وبالتالي سيفشلون في تحقيق هدفهم الأساسي. لذلك ، من مقتضى الحكمة الإلهية أن يكون الأنبياء معصومين تماماً من الأخطاء والمعاصي ، حتى عن السهو أو النسيان ، لضمان استمرارية الثقة في رسالتهم.
الأدلة النقلية على عصمة الأنبياء تتضمن أن القرآن وصف بعض الأفراد بالمخلَصين ، الذين لا يستطيع الشيطان إغواءهم. كما جاء في سورة ص ، حيث أقسم الشيطان على إغواء جميع بني آدم إلا المخلَصين ، في قوله: ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِين ﴾ [ ص : 82 ـ 83 ].
فرض القرآن الكريم على البشر طاعة الأنبياء طاعة مطلقة ، كما ورد في قوله تعالى : ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ ﴾ [ سورة النساء : الآية 64 ].
تصح طاعة الأنبياء المطلقة إذا كانت في سياق طاعة الله وامتداداً لها ، بحيث لا تتعارض مع إطاعته. أما إذا كانت طاعتهم معرضة للخطأ أو الانحراف ، فإن الأمر بطاعتهم المطلقة يتناقض مع الأمر بطاعة الله المطلقة.
وأما نبي الله يوسف عليه وعلى نبينا وآله السلام لم يخطأ وأنما طلب من ساقي الملك الذي علم أنه ناج ، أن يذكره عند الملك لا يتعارض مع إخلاصه لله تعالى ، لأن ذلك يعد من الأخذ بالأسباب الطبيعية التي أمر الله بها. المحظور هو الاعتماد الكامل على هذه الأسباب والاعتقاد بأنها كافية دون الرجوع إلى الله. قوله عليه السلام : ﴿ اُذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ ﴾ [ سورة يوسف : الآية 42 ] لا يدل على أنه اعتمد على هذا السبب وحده أو رآه كافياً دون توكل على الله. ولربما هناك روايات وردت لو كان يطلب ذلك من الله مباشرة لفرّج عنه بأسرع من ذلك.
وأما نبي الله آدم عليه وعلى نبينا وآله السلام لم يخطأ وأنما ترك الأولى أي كان الأمر هنا ارشادي ولم يكن مولوي ، وكان النبي آدم عليه السلام ساكن في الجنة ولم تكن التكاليف دينية حين ذلك.
وما يؤيد هذا المعنى ما نقله لنا الشيخ الصدوق في أماليه عن أبي صلت الهروي حيث قال : لمّا جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا عليه السلام أهل المقالات من أهل الاسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وسائر أهل المقالات ، فلم يقم أحد إلا وقد ألزمه حجته كأنه قد ألقم حجرا ، قام إليه علي بن محمد بن الجهم ، فقال له : يابن رسول الله ، أتقول بعصمة الانبياء ؟ قال : بلى. قال : فما تعمل في قول الله عز وجل : ﴿ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ﴾ [ سورة طه : الآية ١٢١ ] ؟
فقال مولانا الرضا عليه السلام : ويحك ـ يا علي ـ اتّق الله ، ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش ، ولا تتأوّل كتاب الله عزّ وجلّ برأيك ، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول : ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ﴾ [ سورة آل عمران : الآية 7 ]. أمّا قوله عزّ وجلّ في آدم عليه السلام : ﴿ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ﴾ فإنّ الله عزّ وجلّ خلق آدم حجّة في أرضه وخليفة في بلاده ، لم يخلقه للجنّة ، وكانت المعصية من آدم في الجنّة لا في الأرض تتمّ مقادير أمر الله عزّ وجلّ ، فلمّا أهبط إلى الأرض وجعل حجّة وخليفة ، عصم بقوله عزّ وجلّ : ﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [ سورة آل عمران : الآية 33 ].
وفي الحديث إشارة الى ذلك :
قال أبو جعفر عليها السلام : قال الله عزّ وجلّ لنبيّه صلّى الله عليه وآله : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ) ( قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ) ، فجعلها يميناً وكفرها رسول الله صلّى الله عليه وآله ، قلت : بما كفّر ؟ قال : أطعم عشرة مساكين لكلّ مسكين مدّ.
فقد كفّر رسول الله صلّى الله عليه وآله لكي يكون من يمينه في حلّ ، ويجوز له حلف على تركه لا انّه عصى ، والكفّارة لأجل العصيان ، بل نقول انّ النبي صلّى الله عليه وآله لم يحلف ، وانّما وعد زوجاته ان لا يمسّ مارية اُم ابراهيم ولم تكن الكفّارة واجبة عليه لكنّه جعل وعده بمنزلة اليمين ، وأعطى كفّارة اليمين لقوله عليه السلام ، فجعلها يميناً ولو كان النبي صلّى الله عليه وآله قد حلف فلا معنى لقوله ، فجعلها يمينا بل كان اليمين واقعاً.
كيف نعرف المتصل بالله
وان دعواه حق ام باطل
كان المدعي اماما ام نبيا ام رسولا
فمعجزة موسى عليه السلام كانت عصاه حيث انقلبت إلى حيّة التقمت ما صدر من السحرة من الحيّاة ، وكذلك معجزته اليد البيضاء.
وكانت معجزة إبراهيم عليه السلام انّ النار صارت برداً وسلاماً عليه.
وكانت معجزة عيسى عليه السلام إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى.
وكانت معجزة محمّد صلّى الله عليه وآله القرآن الكريم. من جهات مختلفة أهمّها الفصاحة والبلاغة والاشتمال على المعارف الحقّة والعلوم المختلفة والأخبار الغيبيّة والشريعة الشاملة المتكفّلة لسعادة الدنيا والآخرة.
ومن معجزات النبي محمّد صلّى الله عليه وآله شقّ القمر والمعراج وردّ الشمس وتسبيح الحجر والمدر والشجر له.
ولكلّ من الأئمّة الأطهار عليهم السلام معجزات وكرامات مذكورة في سيرتهم وتأريخهم ، فراجع كتاب بحار الأنوار وغيره.
ان قلت : قد يأتي الإنسان ببعض خوارق العادة لمدّعاه وهو كاذب فكيف نطمئنّ بصدق المدّعى ؟
قلنا : إذا كان الشخص يدّعي الإمامة أو النبوّة فالله تعالى يمنعه من إقامة المعجزة بل قد تكون المعجزة على العكس ، كما حصل لمسيلمة الكذّاب حيث دعا لولد ووضع يده على رأسه فسقط شعره ، فإن الله تعالى حكيم لا يرضى ان يقع عباده في الضلال والانحراف بل يكون اغراءً من قبل الله بالجهل والضلالة ، وهذا المعنى يسمى في الاصطلاح « بالصدّ » ، أيّ انّ الله تعالى يصدّ المدّعي الكاذب ولا يمكّنه من فعل خارق العادة بل يفضحه ويظهر كذبه.
ويمكن ان يجاب عن هذه الشبهة بجواب أكثر دقّة وهو : انّ المعجزة هو فعل خارق العادة وهو مختصّ بالله تعالى ولمن أعطاه الله تعالى القدرة على ذلك ، أمّا ما يصدر من السحرة والكهنة والمدّعين الكاذبين فليس من الأمور الخارقة للعادة بل إمّا هو مجرّد تخييل وعمل على أساس علل طبيعيّة ، يتعلّمها الساحر ولا يعرفها غيره ، أو عمل مستند إلى علل وأسباب طبيعيّة.
فالإعجاز وحده هو الذي يكون خرقاً لقوانين الطبيعة ويخالف قانون العليّة والمعلوليّة ، أمّا السحر فهو عمل تخييلي لا واقعي قائم على أسس طبيعيّة يتعلّمها الساحر في دروس مخصوصة واكتشافات مدروسة. وكذلك أعمال المرتاضين فانّ لها طرقها الطبيعيّة يصل إليها المرتاضون بعد معاناة طويلة من الرياضات والمشقّات التي يتحمّلونها كي يبلغوا قوّة روحيّة مخصوصة ، كما انّ العلوم والاكتشافات الحديثة أيضاً ليست إلا أموراً طبيعيّة وصل إليها الإنسان بعد جهد وسعي طويل.
هناك أدلّة متعدّدة على ذلك من الكتاب والسنّة والعقل والإجماع فمنها:..."
هذا كلامك وبنصه... ذكرت أن هناك أدلة من الكتاب والسنة والعقل والإجماع على ذلك... لكنك لم تذكر دليلاً واحداً من القرآن رغم أن هناك العديد من الآيات التي تؤكد عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لا ينطق عن الهوى... هل تجاهلت تلك الآيات لأن القرآن الكريم لم يذكر شيئاً عن عصمة الأئمة من أهل البيت بل لم يذكر عنهم شيئاً من الأساس؟
وليعلم انّ إبراهيم كان نبيّاً ورسولاً ، حينما ابتلاه الله تعالى بذبح ولده اسماعيل ، ولما نجح في هذا الامتحان ، جعله الله تعالى اماماً ، فهذه الإمامة كانت بعد النبوّة ؛ لانّ ابراهيم رزق الولد في شيخوخته ، وقد بشّرته الملائكة باسماعيل ، وبعده باسحاق. فيظهر انّ مقام الإمامة « والولاية العامّة » أعظم من النبوّة. وقد كان بعض الأنبياء والرسل أئمّة أيضاً ، كابراهيم والنبي محمّد صلّى الله عليه وآله ، وبعض الأنبياء لم يكونوا أئمّة.
وفي الحديث عن عبدالله بن مسعود ، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : انا دعوة أبي ابراهيم ، قلنا : يا رسول الله وكيف صرت دعوة أبيك ابراهيم ؟ قال : أوحى الله عزّ وجلّ الى ابراهيم ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ) ؛ فاستخفّ ابراهيم الفرح ، قال يا رب ومن ذريّتي أئمّة مثلي ؟ فأوحى الله إليه ، أن يا ابراهيم اني لا أعطيك عهداً لا أفي لك به. قال يا رب ما العهد الذي تفي به ؟ قال لا أعطيك لظالم من ذريّتك. قال ابراهيم عندها ( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ ). قال النبي صلّى الله عليه وآله : فانتهت الدعوة إليّ وإلى علي ، لم نسجد أحد منّا لصنم قطّ ، فاتّخذني الله نبيّاً واتّخذ عليّاً وصيّاً [ مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافي / الصفحة : 276 / طبعة : المكتبة الإسلاميّة ، ورواه الحميدي من حديث ابن مسعود على ما في المناقب المرتضوي / الصفحة : 41 / الطبعة بمبئي ]
2 : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) [ المائدة : 55 ].
وفي الحديث عن ابن عبّاس في قوله تعالى : ( ) قال نزلت في علي عليه السلام [ مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ]
وقد أخرجه الطبري في تفسيره / المجلّد 5 / الصفحة : 165 ، بالإسناد إلى عبد الرزاق بعين السند واللفظ وهكذا أخرجه ابن كثير في تفسيره / المجلّد 2 / الصفحة : 71 ، والواحدي في أسباب النزول / الصفحة : 148 ، والسوطي في الدرّ المنثور / المجلّد : 2 / الصفحة : 295.
وهناك روايات عديدة تفسّر الآية وتدلّ على انّها نزلت بشأن علي بن أبي طالب عليه السلام وقد أعطى الله تعالى نفس ولايته وولاية رسوله لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهي ولاية مطلقة متلازمة مع الإمامة.
3 : قوله تعالى : ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) [ الرعد : 7 ].
وقد ورد في الحديث من طرق السنّة والشيعة انّ النبي صلّى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام : أنا المنذر وأنت يا علي الهادي.
4 : قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) [ المائدة : 67 ]
وفي تفسير الدر المنثور ذيل الآية الشريفة : وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : كنّا نقرأ على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله : يا أيّها الرسول بلّغ ما انزل إليك من ربّك انّ عليّاً مولى المؤمنين وان لم تفعل فما بلّغت رسالته.
قال وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري ، قال نزلت هذه الآية : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) على رسول الله يوم غدير خم في علي بن أبي طالب.
وقد اشتهر في كتب التأريخ والسيرة والحديث قصّة غدير خم ، وتنصيب النبي صلّى الله عليه وآله ، عليّاً عليه السلام ، بعنوان الولاية والإمامة. وقد قال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه. وقال : من كنت وليّه فعليّ وليّه. [ راجع للمزيد المجلّد : 1 من كتاب فضائل الخمسة من الصحاح الستّة من صفحه 399 الى 436 ]
5 : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) [ المائدة : 3 ].
نزلت يوم غدير خم وبعد ان نصب النبي ، عليّاً للولاية.
روى السيوطي في تفسير الدرّ المنثور ، في ذيل تفسير هذه الآية من سورة المائدة : أخرج ابن مردويه وابن عساكر كلاهما عن أبي سعيد الخدري ، قال : لما نصب رسول الله صلّى الله عليه وآله عليّاً عليه السلام يوم غدير خم ، فنادى له بالولاية ، هبط جبرئيل عليه بهذه الآية : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ... ).
وذكر أيضاً في ذيل قوله : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ، عن ابن مردويه والخطيب وابن عساكر ، عن أبي هريرة ، قال : لما كان يوم غدير خم ، وهو يوم ثماني عشرة من ذي الحجّة ، قال النبي صلّى الله عليه وآله : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فأنزل الله : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ).
ولمعرفة معنى قوله : من كنت مولاه فعلي مولاه ، راجع كتاب الغدير / المجلّد : 1.
وقد اشتهر وذاع انّه بعد قول رسول الله صلّى الله عليه وآله : من كنت مولاه فعلي مولاه ، جاء عمر إلى علي وقال : بخّ بخّ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة.
والروايات بذلك عديدة.
أرجو ألا يتأخر نشر هذا الرد لعدة شهور حتى تعدوا الرد عليه كما حدث مع سابقه.
الفعلُ دالٌ كالقول عند العقلاء ، فالفاعل لفعل يدل بفعله على أنه يراه حسنا جائزا كما لو قال : إن الفعل الفلاني حسن جائز ، فلو تحققت معصية من النبي وهو يأمر بخلافها لكان ذلك تناقضا منه ، فإنَّ فعلَهُ يناقضُ حينئذ قولَه فيكون حينئذ مبلغا لكلا المتناقضين ، و ليس تبليغُ المتناقضين بتبليغٍ للحق فإن المخبرَ بالمتناقضين لم يخبر بالحق لكون كل منهما مبطلا للآخر ، فعصمة النبي في تبليغ رسالته لا تتم إلا مع عصمته عن المعصية وصونه عن المخالفة .
توضيح :
سنة النبي ص قوله و فعله و تقريره ، و هي واجبة الإتباع.
لو قال إن الصدق حسن ثم كذب في قضية ما
فهو يأمر بالصدق و يجب علينا إتباعه
و هو يفعل الكذب و يجب علينا إتباعه
1 - ناقضَ نفسه.
2 - سيكون مبلّغا أتباعه بالصدق و نقيضه بمعنى أنه يأمر أتباعه بالصدق و الكذب لأن فعله واجب الإتّباع كقوله.
3 - سيكون فعله مبطلا لقوله .
4 - ستسقط حجيته بذلك.
5 - إنتقض الغرض من إرساله للناس.
(86) وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)
وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) ۞ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ (146) وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ (148)
أحمد الله الواحد الأحد ان لغتي الأم هيه ألعربيه!
قال تعالى
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36) فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)
المعروف ان التوبة للعاصي او المذنب
وان الله نهى آدم وحواء الاكل من الشجرة ووصفهما اذا اكلا بالظالمين
فما هو الدليل ان النبي ادم عليه السلام معصوم
وليعلم انّ آدم كان معصوماً من الذنب والمعصية ، ولم يصدر منه ما يتنافي مع نبوّته.
وأمّا قوله تعالى : ( وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ) [ طه : 121 ] ، فالمراد منه أنّه ترك الأولى ؛ فالنهي الذي توجّه إليه بأن لا يأكل من الشجرة لم يكن نهياً مولويّاً يؤدّي مخالفته إلى العصيان والتمرّد بل كان إرشاديّاً ولطفاً من الله تعالى .
فالله تعالى أوحى إلى آدم إن كنت تريد البقاء في النعيم الجنّة فلا تأكل من هذه الشجرة ، كالطبيب الذي يقول للمريض ان كنت تريد الشفاء العاجل فلا تأكل التمر ، فإذا أكل المريض التمر لم يرتكب إثماً ومعصية وانّما ترك الأولى.
والحقيقة انّ الله تعالى نهى آدم من الأكل لمصلحته وانّه إذا أراد البقاء في نعيم الجنّة ينبغي أن لا يأكل من تلك الشجرة ، فلم يكن النهي مولويّاً موجباً للمعصيته التي يستحقّ عليها اللوم والعقاب ، وانّما حصل نقص في مقام آدم ومنزلته بسبب الأكل من تلك الشجرة ، ولأجل أن يتدارك هذا النقص ويرجع إلى الكمال السابق علّمه الله تعالى كلمات فقرأها وتاب ممّا صدر منه واستغفر فقال : « اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد إلّا تبت عليّ » ، فتاب الله عليه.
في تفسير البرهان لسيد هاشم البحراني ايه 42 سورة يوسف فانساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين وروايه في نفس الكتاب في نفس الباب وايه مطوله ساذكر منها جزء عن الامام عليه السلام فكيف استغثت بغيري ولم تستغث بي وتسالني ان اخرجك من السجن السؤال هل المعصوم يسهو او يخطا شكرا لكم
وهل يحتمل انّ نبيّاً من أنبياء الله الذين اختارهم لهداية البشريّة اجمع ان ينسى الله تعالى ويغفل عن قدرته وعظمته ويستغيث بغيره ؟
نعم قد تكون هذه الرواية من باب انّ حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين ويكون اعتماد يوسف على ذلك الرجل من باب ترك الأولى حيث كان من الممكن ان يعتمد على الدعاء والطلب من الله تعالى مباشرة ان يخلّصه ولو بالأسباب الغيببيّة الخارقة للعادة ، لكنّه اعتمد على الأسباب الظاهريّة وان كان ذلك أيضاً نوع من الإعتماد والتوكّل على الله تعالى لأنّه مسبب الأسباب.
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة