الدليل على عصمة نبينا والأنبياء السابقين؟

البريد الإلكتروني طباعة
الدليل على عصمة نبينا والأنبياء السابقين؟
السؤال : السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، كيف إثبت لأحد الأخوة وهو مصري وتحاورت معه عن عصمة النبيّ وأعطيته بعض الآيات لكنّه لم يقتنع كثيراً وقال : بأنّ النبيّ بشر مثلنا ، واستدلّ ببعض الآيات التي تخفى عليكم مثل : { لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ } {التوبة/43}  ، وأنّ الله نهاه عن الصلاة على المنافقين وغيرها ؟ فهل لي بآيات وأحاديث من عندهم تثبت له العكس ؟ دمتم لنا ذخراً .

الجواب : من سماحة السيّد جعفر علم الهدى
عمدة الدليل على عصمة الانبياء وخصوصاً النبيّ (صلّى الله عليه وآله) هو العقل من جهات متعدّدة ، ومع هذا الدليل العقلي القطعي لابدّ من تأويل كلّ آية أو حديث يظهر منه إرتكاب الأنبياء مايخالف العصمة .
وإليك بعض الأدلّةالعقلية على عصمة الأنبياء :
لولم يكن النبيّ معصوماً لانتفى الوثوق بقوله ، فلا يطاع ، ولا يقبل أحد منه قولاً ، ويصيرنصبه عبثاً ولغواً .
2 ـ  لو جاز عليه الخطأ خارجاً مع لزوم اتّباعه عقلاً ، كان الأمر باتّباعه قبيحاً بحكم العقل ، بل يلزم اجتماع الضدين فيه ، لوجوب متابعته ؛ لأنّه نبيّ مطاع ، و وجوب مخالفته ؛ لأنّه أخطأ .
3 ـ لوجاز على النبيّ الخطأ لاحتاج إلى مَن يسدّده ، وذلك المسدِّد إمّا أن يكون معصوماً ، فهو المطلوب ؛ لأنّه هو النبيّ في الحقيقة ، وإمّا أن لايكون معصوماً ، فيحتاج إلى مسدّد آخر ، وهلّم جرّاً .
4 ـ إنّ من أغراض النبوّة إقامة العدل ، ومنع الظلم ، فلو صدرت من النبيّ المعصية لانتفى غرض النبوّة ؛ لأنّ المعصية ظلم .
5 ـ إنّ النبيّ أُسوة وقدوة ، فلو صدر منه الكذب والمعصية لاقتدى به الناس ، وانتفت فائدة البعثة والنبوّة .
6 ـ النبيّ هادٍ وحافظ للشرع ، وحجّة الله على الخلق ، فلو جاز عليه الكذب والخطأ لأدّى ذلك إلى التضليل ، فكان نصبه قبيحاً .
7 ـ النبيّ راعٍ لأُمّته ، ومسؤول عن رعيته ، وصدور الذنب من الراعي أفحش من ذنب الرعية ، فيصير بذلك أسوء حالاً من رعيته ، ولا يليق للرئاسة الشرعية عليهم .
8 ـ  النبيّ أمين ، والعاصي خائن ، ولايؤتمن الخائن .
9 ـ لوكان النبيّ لايؤمن عليه من الخطأ ، أو السهو ، أو النسيان ، أو العصيان كان اختياره للنبوّة ترجيحاً للمرجوح على الراجح ؛ إذ في الأُمّة مَن لايكون كذلك ، أو ترجيحاً بلا مرجّح ، وهو قبيح.
10 ـ  لولم يكن النبيّ مأموناً من الخطأ و الكذب ، لزم أن يأمر بما لم يوح إله ، أو يترك شيئاً ممّا أُوحي إليه ، وهو نقص للغرض ، قبيح على الحكيم تعالى .
هذا مضافاً إلى الآيات الدالّة على عصمة الأنبياء بنحو عامّ مثل قوله تعالى : { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } {البقرة/124} .
وقوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } {الأنبياء/101} .
وقوله تعالى : { وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } {الدخان/32}.
وقوله تعالى : { وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ } {ص/47}.
وأمّا الآيات الدالّة على خصوص عصمة النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله) فهي كثيرة :
منها : قوله تعالى : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } {النجم/ 3 ـ 4} .
ومنها : آية التطهير التي نزلت بحقّ الخمسة الطيّبة : « محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين (صلوات الله عليهم أجمعين) » : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  }{الأحزاب/33} .
وأمّا قوله تعالى : { عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ } {التوبة/43} . فهو مجرّد عتاب على ترك الأولى ، وليس فيه دلالة على صدور المعصية .
قال في تفسير الصافي : « ويجوز العتاب من الله فيما غيره أولى لاسيّما للأنبياء ».
وليس كما قال جار الله الزمخشري من علماء السنّة : « أنّه كناية عن الجناية » .
وحاشا لسيّد الأنبياء ، وخير بني حواء من أن ينسب إليه الجناية .
وأمّا قوله تعالى : { وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ } {التوبة/84} . فالمراد لاتدع له ، وتستغفر ، ولاتقم على قبره للدعاء .
ففي مجمع البيان : « إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إذا صلّى على ميت ، ووقف على قبره ساعة يدعوا له ، فنهاه الله عن الصلاة على المنافقين ، والوقوف على قبرهم ، والدعاء لهم ».
وورد في تفسير العيّاشي : إنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال لابن عبد الله بن أبي سلول : « إذا فرغت من أبيك فأعلمني » .
وكان قد توفّي ، فأتاه فأعلمه ، فأخذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) نعليه للقيام .
فقال له عمر :  أليس قد قال الله : { وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ } ؟
فقال له : « ويحك أو ويلك إنّما أقول : اللهم إملأ قبره ناراً ، وإملأ جوفه ناراً ، وأصله يوم القيامة ناراً ».
وفي رواية أُخرى أنّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أخذ بيد ابنه في الجنازة ومضى ، فتصدى له عمر ثمّ قال : أما نهاك ربّك عن هذا أن تصلّي على أحد مات منهم أبداً ؟ أو تقوم على قبره ؟
فلم يجبه ، فلمّا كان قبل أن ينتهوا به إلى القبر أعاد عمر ما قاله أوّلاً .
فقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لعمر عند ذلك : « ما رأيتنا صلّينا له على جنازة ، ولا قمنا على قبره » .
ثمّ قال : « إنّ ابنه رجل من المؤمنين ، وكان يحقّ علينا أداء حقّه ».
فقال عمر : أعوذ بالله من سخط الله ، وسخطك يا رسول الله .
 

التعليقات   

 
-2 # انور 2020-03-08 09:49
السلام عليكم .. واضح عصمة الانبياء عقلا من تبليغ الرسالة و لكن ما داعي لعصمتهم من الذنوب الكبيرة وحيث ان اشخاص ليسوا انبياء لا يفعلونها مثل ابو بكر وعمر بعد الاسلام و مريم عليها السلام والامام الشافعي وغيرهم فهل الانبياء اقل درجة من هؤلاء بحيث لن يكونوا قادرين على ترك الكبائر الا برعاية الله اي بدون ارادتهم الحرة اي مسيرين وليسوا مخيرين في ذلك و هذا يتنافى مع حكمة الله و عدله في عبادة بحيث يمنع اشخاص من عمل السوء دون ارادتهم و يدخلهم اعلى درجة الجنة .. ما اعتقده هو عدم ارتباك الانبياء للكبائر بارادتهم وليس بعصمة من الله .. ارجو الرد وشكرا
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+2 # السيّد جعفر علم الهدى 2020-05-30 21:36
العصمة في الأنبياء على قسمين :
1 : العصمة من المعاصي والذنوب.
2 : العصمة من الخطأ والنسيان والغفلة والسهو.
أمّا الثانية ، فيمكن أن تكون غير اختياريّة ، بمعنى انّ النبي أو الإمام الذي جعله الله حجّة على العباد خلقه الله تعالى بنحو لا تخطأ ولا يغفل ولا ينسى لكي يتمكّن من تبليغ الرسالة وبيان الأحكام الإلهيّة ، بل حكمة الله تعالى تقتضي ان يكون الأنبياء والرسل مجبولين على عدم الخطأ والنسيان ، ومجبورين ومسيرين من هذه الناحية ، فيختلفون عن سائر البشر ممّن يحتمل في حقّه الخطأ والنسيان والغفلة.
وأمّا العصمة من الذنوب والمعاصي فلا تتنافي مع الإرادة والاختيار ، فالنبي أو الإمام يترك المعصية والذنب باختياره وارادته ، ولا يكون مجبوراً ومسيراً ، وذلك لانّ الله تعالى أعطاه العلم الكامل والإرادة القويّة والغرم الأكيد والتوفيق الإلهي.
وهذه الأمور تقتضي العصمة من الذنوب بمعنى تركها اختياراً ، فالنبي له علم كامل بعظمة الله وقدرته وكبريائه وجلاله وانعامه واحسانه ، كما انّ له علم كامل بقبح الذنوب والمعاصي ووجود المفسدة في ذاتها ، وله علم كامل بقبح مخالفة أمر الله تعالى ونهيه والاتيان بما يكرهه المولى العلي القدير ، وهذا العلم يدعوه الى ان يترك المعصية والمخالفة بارادته في اختياره.
وبعبارة أخرى حكمة الله اقتضت ان يكون الانسان سواء كان نبيّاً ورسولاً أو غيره مختاراً في أفعاله وتصرّفاته لكي يتكامل بسبب الأفعال الاختياريّة ، ويكتسب الفضيلة بالعمل الصادر منه بارادته واختياره ، لكن الله تعالى أعطى للأنبياء والرسل وحججه على العباد علماً كاملاً وتوفيقاً الهيّاً ومعرفة تامّة بحيث يترك المعصية بارادته ، ولأجل علمه الكامل بقبح الذنوب والمعاصي ، كالذي يرى النار بعينه ، ويتمكّن ان يمدّ الى النار فتحرقه ، لكنّه لعلمه الكامل بان النار محرقة لا يمدّ يده باختياره وارادته. ولذلك صار ذلك فضيلة وكمالاً للنبي والإمام عليه السلام حيث ترك المعصية باختياره.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
-1 # علي 2018-01-01 09:50
وما هو رايكم في الايات التي ظاهرها ان النبي يخطئ او اي نبي اخر
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+2 # السيّد جعفر علم الهدى 2018-05-11 19:04
لابد من توجيه هذه الآيات وتفسيرها بنحو لا يتنافى مع عصمة الأنبياء عليهم السلام. مثلاً بالنسبة لآدم عليه السلام نقول انّه ترك الأولى ، فسمّي ذلك عصياناً. أو نقول بانّ قوله تعالى : ( وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ) [ طه : 121 ] يراد به مخالفة الأمر الارشادي ، لا الأمر المولوي. فانّ الله تعالى أوحى لآدم انّك اذا اردت البقاء في الجنّة فلا تأكل من هذه الشجرة ، وهذا النهي ارشادي كنهي الطبيب المريض عن أكل الحامض مثلاً. ومثل هذا النهي لا يكون مخالفته قادحاً في العصمة ، بل غاية ما هنالك انّه يترتّب عليه الأثر ، وهو الخروج من الجنّة والابتلاء بالاستقرار في الأرض.
وأمّا بالنسبة للنبي الأعظم محمّد صلّى الله عليه وآله ، فأكثر الآيات الموهمة لوقوع الخطأ أو الذنب ، يراد بها غير النبي صلّى الله عليه وآله. كقوله : ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ) [ الزمر : 65 ] ، فان الشرك مستحيل في حقّ النبي المعصوم ، لكن الخطاب متوجّه ظاهراً الى النبي صلّى الله عليه وآله ، لكنّه واقعاً متوجّه الى سائر المسلمين من باب « اياك اعنى واسمعي يا جارة ».
وهناك رواية مفصلة عن الامام الرضا عليه السلام ، ذكر تأويل الآيات التي تكون ظاهرها متنافية مع عصمة الأنبياء في مجلس المأمون ؛ فراجع بحار الأنوار ج 11 / 78 ، نذكر بعض أجوبته :
فقال المأمون : لله درك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عزّ وجلّ عفا الله عنك لم أذنت لهم ؟
قال الرضا عليه السلام : هذا ممّا نزل باياك اعنى واسمعى يا جارة. خاطب الله عزّ وجلّ بنبيّه صلّى الله عليه وآله وأراد به اُمّته ، فذلك قوله عزّ وجلّ : ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) ، وقوله : ( وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ).
قال : صدقت يا ابن رسول الله ، فاخبرني عن قوله عزّ وجلّ : ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّـهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّـهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ).
قال الرضا عليه السلام : انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قصد دار زيد بن حارثة في أمر أراده ، فرأى امرأته تغتسل ، فقال لها : سبحان الذي خلقك. وانما أراد بذلك تنزيه الله تعالى عن قول من زعم انّ الملائكة بنات الله. فقال النبي صلّى الله عليه وآله لمّا رآها : سبحان الذي خلقك ان يتّخذ ولداً يحتاج الى هذا التطهير والاغتسال. فلما عاد زيد الى منزله أخبرته امرأته بمجيء رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وقوله لها سبحان الذي خلقك. فلم يعلم زيد ما أراد بذلك ، وظنّ انّه قال ذلك لما اعجب من حسنها. فجاء الى النبي صلّى الله عليه وآله ، فقال : يا رسول الله ان امرأتي في خلقها سوء وانّي اريد طلاقها. فقال النبي صلّى الله عليه وآله : امسك عليك زوجك واتّق الله. وقد كان الله تعالى عرفه عدد أزواجه وان تلك المرأة منهنّ ، فأخفى ذلك في نفسه ولم يبده لزيد ، وخشي الناس ان يقولوا انّ محمّداً يقول لمولاه ان امرأتك ستكون زوجة لي فيعيبونه بذلك ، فأنزل الله عزّ وجلّ : ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ ـ يعني بالإسلام ـ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ـ يعني بالعتق ـ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّـهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّـهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ). ثمّ ان زيد بن حارثة طلّقها واعتدت منه ، فزوّجها الله عزّ وجلّ من بنيّه محمّد صلّى الله عليه وآله وانزل قرآناً ، فقال عزّ وجلّ : ( فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولًا ) [ الأحزاب : 37 ].
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
-2 # قحطان 2016-06-26 04:23
السلام عليكم وجزاكم الله خيرا ..اولا كيف تقبلون بالادلة العقلية في هذا الدليل ولا تقبلوها بغيرها ثانيا الا يعتبر استفسار سيدنا عمر هو في عدم عصمة النبي صلى الله عليه وسلم افيدونا جزاكم الله خيرا
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+3 -3 # السيد جعفر علم الهدى 2016-11-11 12:07
الجواب 1 : الدليل العقلي إذا كان مركباً من مقدّمات قطعيّة صحيحة يجب قبوله ومتابعته ، فإن وجود الله تعالى ووحدانيّته وبعثة الأنبياء والرسل وصفات الله تعالى كالعدل والعلم والقدرة والحياة والإرادة وكذلك المعاد والحشر والنشر كلّها إنما تثبت بالأدلّة العقليّة ، ولا يمكن إثباتها بالدليل النقلي أي الآيات والأحاديث ، فلو كان المستدل يستدلّ بالقرآن الكريم على وجود الله تعالى ، قيل له : هذا الدليل يستلزم الدور المحال لأن إثبات وجود الله يتوقّف على إثبات حجيّة القرآن وكونه من قبل الله تعالى وإثبات حجيّته يتوقّف على إثبات وجود الله وهو دور محال.
نعم يمكن إثبات عصمة الأنبياء ونحوها من المعتقدات المتفرّعة على العقائد الأصلية بالقرآن الكريم والأحاديث النبويّة الشريفة كما يمكن إثباتها بالدليل العقلي ، إذ بعد إثبات وجود الله تعالى ووحدانيّته وبعثة الأنبياء ورسالة محمّد صلّى الله عليه وآله بالأدلّة العقليّة فكلّ ما جاء به النبي صلّى الله عليه وآله حجّة ، فلو دلّ القرآن على عصمة الأنبياء يمكن الاستدلال به على ذلك.
الجواب 2 : لو كان عمر معصوماً من الخطأ والاشتباه لكان إعتراضه على النبي صلّى الله عليه وآله دالاً على عدم عصمة النبي صلّى الله عليه وآله ، لكن عمر لم يكن معصوماً ولا يدعى أحد من المسلمين انّه معصوم ، بل لم يدع عمر عصمة نفسه ، بل صرّح بأنّه يخطأ ويجهل كثيراً ، كما قال مراراً وكراراً في قضايا متعدّدة : « لولا علي لهلك عمر » ، وقال : « كل الناس أفقه من عمر حتى ربات الحجال » ، حينما منع من جهل المهر والصداق أكثر من مهر السنّة فقالت له امرأة ان الله تعالى يقول : ( وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا ) [ النساء : 20 ] حيث يصرح بأن المهر يمكن أن يكون كثيراً بمقدار قنطار فاعترف عمر بخطائه وجهله.
هذا مضافاً إلى أن النبي صلّى الله عليه وآله في هذا الحديث بين وجه الخطأ في اعتراض عمر واعترف عمر بذلك حيث أشار النبي صلّى الله عليه وآله إلى انّه لم يفهم مغزى ومفهوم قوله تعالى : ( وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا ) [ التوبة : 84 ] فإنّ المراد الصلاة التي فيها دعاء لينفع الميت المنافق ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله انّي دعوت عليه وقلت : « اللهم إملأ قبره ناراً » ولم ادع لنفعه.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

العصمة

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية