اذا كان سبب العصمة هو العلم بعواقب الذنوب ، فلماذا اعطي هذا العلم للمعصوم دون غيره ؟

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال :

اذا كان سبب العصمة وعدم ارتكاب الذنوب هو العلم بعواقب الذنوب ، فلماذا اعطي هذا العلم للمعصوم دون غيره ؟ ألا يعد هذا ظلما لغير المعصوم على اعتبار انه سيرتكب الذنب ، لانه لا يعلم بعواقب الذنوب مثل المعصوم ؟

الجواب :

أوّلاً : ليست أسباب العصمة منحصرة في العلم بعواقب الذنوب ، بل هناك علل أخرى كالتقوى الكاملة ومعرفة عظمة الخالق والتدبّر في نعم الله تعالى ولزوم شكره بالمقدار المناسب لنعمه وإحسانه وفضله.

ثانياً : العلم بعواقب الذنوب موجود لدى كلّ إنسان يؤمن بالله تعالى وباليوم الآخر ، لكن يحصل لدى أكثر الناس الغفلة عن التدبّر والتفكّر في ذلك ، وهذه الغفلة ناشئة من ترك الاشتغال الدائم بذكر الله وعبادته وطاعته باللسان والقلب وبالقول وبالعمل ، فالله تعالى يقول : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) [ العنكبوت : 69 ].

ثالثاً : انّ العلم بعواقب الذنوب مهما كان قويّاً لا يجعل المعصوم مجبراً بحيث يترك الذنوب اجباراً واضطراراً ، ولا يكون له القدرة والإرادة على ارتكاب الذنوب ، فالإمام المعصوم عليه السلام يترك الذنوب والمعاصي باختياره وإرادته ، فهو مثل سائر الناس في انّه ليس مجبراً على ترك الذنوب ، غاية الأمر بسبب معرفته الكاملة بعظمة الخالق وقدرته وكبريائه وحقّه العظيم على المخلوقين وفضله وأنعامه يقاوم نفسه الأمّارة بالسوء ، ويقف بوجه الشيطان ولا يصغي إلى وسوسته وكيده ، ويترك الذنوب بمحض إرادته واختياره.

وهذه المعرفة الكاملة انّما حصل لأجل جهوده وكثرة تدبّره ويقظته ومنع نفسه عن الغفلة بالاشتغال المتواصل بالطاعات والعبادات والتوجّه الكامل إلى الحضرة الربوبيّة والإخلاص في التقرّب إلى الله تعالى.

 
 

أضف تعليق

العصمة

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية