النبي ص لو كان معصوماً من الخطأ فما معنى قول الله لِمَ تحرم ما أحل الله لك
السؤال :المصطفى صلى الله عليه وآله معصوم من الخطأ فما معنى قوله تعالى : { يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}(التحريم/1).
الجواب : من سماحة الشيخ محمّد السند
المصطفى صلى الله عليه وآله معصوم من الخطأ .
قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}(النجم/3 ـ 4).
وقال: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}(التكوير/24).
وقال تعالى:{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}(النجم/2).
وقال تعالى: { َإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(القلم/4).
وقال :{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ }(النساء/83). وهذه دالة على عصمته في تدبير شؤون الحكم السياسي والاجتماعي .
وكذا قوله تعالى : {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنْ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمْ الرَّاشِدُونَ}(الحجرات/7). وغيرها من الآيات .
أمّا آية سورة التحريم وغيرها من السور ممّا يظهر منها عتاب من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله ، فليس من باب التقبيح ـ والعياذ بالله ـ بل هو إرشاد للأكمل ؛ فإنّه تعالى الإله أكمل من مخلوقه وأعلم ، ومهما بلغ النبي من الكمال فإنّه محتاج إلى ربه تعالى في ازدياد الكمال والعلم ، وهذا سرّ تربوي يكرره القرآن في بيان التعامل بينه تعالى وبين نبيه وبقية الأنبياء كي لا يتوهم البشر الربوبية في الأنبياء، بل يدركوا أنّهم مهما بلغوا من الكمال ، فإنّهم محتاجون إلى الله تعالى ، ويزدادون منه تعالى كمالاً وعلماً.
التعليقات
الامام الصادق يفسر هذه الحادثة بقوله (عليه السلام) قال: (إنّ الله تعالى بعث نبيّه بإياكَ اعني واسمعي يا جارة، فالمخاطبة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمعنى للناس).
قد يكون الغرض هو فضح المنافقتان عائشة وحفصة ولتليين ان هناك طريقة للتحليل من اليمين كما في الآية التي تليها..
والله ومحمد وآله اعلم
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة