حسن الظنّ بالله تبارك وتعالى
السؤال : نحن كثيراً ما نقرأ في السنّة المطهرة عن المعصومين (عليهم السلام) أنّهم يقولون : بأنّ اللّه سبحانه عند حسن ظنّ عبده ، ولكن بالمقابل نرى أنّ الكثير من المسلمين ضالين مضلين من أمثال الذي يفجّر نفسه وسط المؤمنين ، ويظنّ أنّه سيتغدى عند الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، فهل هؤلاء ينطبق عليهم أنّه سبحانه عند ظنّهم؟ ولمَ لا؟ أليسوا مسلمين؟
وهناك غيرهم مَن لا يرى رأيهم من تكفير المؤمنين ، ولهم باللّه ظنون فهل يكون اللّه عند حسن ظنّهم؟
وهناك غيرهم مَن لا يرى رأيهم من تكفير المؤمنين ، ولهم باللّه ظنون فهل يكون اللّه عند حسن ظنّهم؟
الجواب : من سماحة السيّد علي الحائري
الإسلام وحسن الظنّ باللّه ، وعدم اليأس من روحه ورحمته يعتبران من الأمور اللازمة والضرورية لتحصيل السعادة الأُخروية الأبدية ، إلّا أنّها لا يكفيان لذلك ، فليس كلّ مَن أحسن ظنّه بربّه يكون مفلحاً ناجحاً إذا لم يوفّر الشروط الأخرى ، ولم يطبّقها على نفسه في حياته الدنيوية ، كما أنّه ليس كلّ مَن كان مسلماً ظاهراً سوف يكون من الناجين في الآخرة إذا لم يوفّر شرط الإيمان ، فالمسلم الضالّ المضلّ المنحرف الذي أُشير إليه في السؤال والذي يقتل المؤمنين إذا كان يقوم بهذا العمل عاماً عامداً فهو ممّن قال اللّه تبارك وتعالى عنه : { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا } {النساء/93}.
وإذا كان جاهلاً ومخدوعاً ، وكان جهله عن تقصير منه في السعي نحو المعرفة وفهم الحقائق ـ كما هو الغالب ـ فهو أيضاً كالعالم العامد مهما كان ظانّاً أنّه يستغذّى عند الرسول (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ؛ فإنّ ظنّه هذا لا يُنجيه أبداً ، كما أنّ إسلامه أيضاً لا يُنجيه ؛ فانّ الفرقة الناجية فرقة واحدة من بين اثنين وسبعين فرقة ، كما أكّدت عليه النصوص ، رغم أنّ كلّ هذه الفرق مسلمة بحسب الظاهر ، واللّه العالم.
وإذا كان جاهلاً ومخدوعاً ، وكان جهله عن تقصير منه في السعي نحو المعرفة وفهم الحقائق ـ كما هو الغالب ـ فهو أيضاً كالعالم العامد مهما كان ظانّاً أنّه يستغذّى عند الرسول (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ؛ فإنّ ظنّه هذا لا يُنجيه أبداً ، كما أنّ إسلامه أيضاً لا يُنجيه ؛ فانّ الفرقة الناجية فرقة واحدة من بين اثنين وسبعين فرقة ، كما أكّدت عليه النصوص ، رغم أنّ كلّ هذه الفرق مسلمة بحسب الظاهر ، واللّه العالم.