هل أصل خلقة العقول واحدة أو مختلفة ؟

البريد الإلكتروني طباعة

هل أصل خلقة العقول واحدة أو مختلفة ، فإذا قلنا مختلفة يعني الله غير عادل لانّه عصم أو جعل محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم معصوم وغيره  لا ؟

 

أوّلاً : العدل هو أن يجعل كل شيء في موضعه المناسب ويعطى كل ذي حقّ ، حقّه. وليس العدل هو المساواة بين الناس في كلّ شيء. والمجتمع البشرى بما انّه متكاثف ومترابط أن يكون فيه الاختلاف في القوّة العاقلة والعاملة ، وإلا اختلّ النظام وتبدّد المجتمع البشري ، فلو فرضنا انّ جميع أفراد المجتمع البشري أغنياء ولم يكن هناك فقيراً أصلاً ، لم يتمكّن هؤلاء الأغنياء من المعيشة ، إذ لا يتمكّن أيّ أحد من تسخير غيره والاستعانة منه في أمور معاشه. وهكذا لو كان الجميع متساويين من حيث القوّة العاقلة فكلّ واحد منهم يرى نفسه أعقل العقلاء وليس بحاجة إلى إرشاد غيره وتصحيح أخطائه وبرامجه وسلوكه ، فلا يستفيد من عقول الآخرين وعلومهم وتجربياتهم.

ثانياً : العصمة ليست بالاجبار بل هي من الأمور الاختياريّه تابعة للكمال النفساني والروحي الحاصل من العلم الكامل والمعرفة التامة بعظمة الله تعالى ، وحكمته وقدرته والاذعان بقبح المعاصي والذنوب بل إدراك ومشاهدة العواقب السيّئة المترتّبة على المعاصي. نعم يحتاج ذلك إلى توفيق من الله تعالى لشديد وتأييد منه هذا يحصل بسبب الاخلاص فى العبادة والتوجه الكامل إلى المعبود والتقرّب إلى الله تعالى بالطاعات والعبادات.

 

أضف تعليق

الإلهيات

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية