السؤال :
ما هي أركان الإسلام والإيمان وعقائد الشيعة الإماميّة ؟
الجواب :
أ : الإعتقاد بوجود الخالق العظيم ووحدانيّته.
ب : الإعتقاد بصفات الله الكماليّة من الحياة والقدرة والعلم والإرادة والحكمة والعدل والغنى المطلق ـ أي عدم الحاجة إلى أيّ شيء ـ ، والكمال المطلق ـ أي عدم النقص من أيّ جهة من الجهات ـ ، وبما انّ هذه الأمور كلّها متّفق عليها بين المسلمين ، وانّما وقع الخلاف في خصوص « العدل » ، حيث قالت الأشاعرة بأنّه لا يجب الاعتقاد بذلك ، فان كلّ ما يفعله الله باعتبار انّه خالق الكون حسن سواء كان عدلاً أو غيره ، لكن خالفهم العدليّة وهم الشيعة الإماميّة والمعتزلة ، وقالوا بانّ الظلم قبيح عقلاً ولا يمكن صدوره من الخالق العظيم الحكيم على الإطلاق والغنى على الإطلاق ؛ ولأجل ذلك جعل الشيعة خصوص العدل ركناً من أركان العقيدة ولم يذكروا الصفات الأخرى ، لأنّها متّفق عليها وتدخل في الإعتقاد بوجود الله تعالى.
ج : الإعتقاد بنبوّة الأنبياء والرسل ، وانّ الله تعالى أرسل الأنبياء وأنزل الكتب السماويّة لهداية البشر ، والنبي محمّد صلّى الله عليه وآله هو خاتم الأنبياء والمرسلين وشريعته آخر الشرائع الإلهيّة.
د : الإعتقاد بالإمامة ، وانّ الله ورسوله لم يتركا الأمّة بعد وفاة النبي صلّى الله عليه وآله سدى بل جعل الله تعالى أوصياء وخلفاء للنبي صلّى الله عليه وآله وهم الأئمّة الإثني عشر من عترة النبي وأهل بيته عليهم السلام.
وقد صرّح النبي صلّى الله عليه وآله بخلافة علي وإمامته ووصايته من بعده بقوله في غدير خم : « من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ».
وصرّح بولاية الأئمّة من عترته في قوله : « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً وانّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».
وقال صلّى الله عليه وآله : « مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تركها غرق ».
وقال صلّى الله عليه وآله : « من لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة ».
وقد نزل قوله تعالى في ولاية علي عليه السلام : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) [ المائدة : 55 ] ، حيث اتّفق علماء التفسير والحديث انّ الآية نزلت في حقّ علي عليه السلام حينما أعطى خاتمه للسائل وهو في حال الركوع وقد أعطاه الله نفس ولايته وولاية النبي صلّى الله عليه وآله حيث قال : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) ، وبما انّه ليس بعد النبي محمّد صلّى الله عليه وآله نبيّ آخر ، فلا محالة يكون علي عليه السلام خليفة الرسول ووصيّه والحجّة على الخلق من بعده.
هـ : الإعتقاد بالمعاد وانّ الناس يبعثون بعد موتهم ويحشرون يوم القيامة ويحاسبون على أعمالهم واعتقاداتهم ، فالمؤمن المطيع لله ولرسوله يدخل الجنّة ويتنعّم بنعيمها ، والكافر أو الفاسق العاصي الذي لم يتب ولم تناله الشفاعة يدخل النار ويعذّب فيها.