الصلة بين الزيدية والمعتزلة

البريد الإلكتروني طباعة
بحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 7 ، ص 518
________________________________________
(518)
السادس: في الصلة بين الزيدية والمعتزلة:
كانت الصلة العلمية بين الزيدية والمعتزلة موجودة، منذ ظهرتا على صفحة الوجود، حيث إنّ كلتا الطائفتين يرون العدل والتوحيد من الاَُصول، ويكافحون الجبر والتشبيه، حتى أنّ الاِمام «مانكديم» المستطهر باللّه أحمد بن الحسين بن أبي هاشم المتوفّى عام 425هـ، تتلمذ على القاضي عبد الجبار المعتزلي المتوفى عام 415هـ. وكتب ما أملاه الاَُستاد، حول الاَُصول الخمسة وقد طبع بهذا الاسم ولم يخالفه إلاّ فيما يرجع إلى الاِمامة (1).
ولما قامت ملوك الغزاونة وسلاطين السلاجقة بتحريك الحنابلة والحشوية، بإبادة المعتزلة وقتلهم وتسعير النار في مكتباتهم وآثارهم وفي عقر دارهم، عمد بعض الزيدية، بنقل ما أمكن من كتبهم من العراق إلى اليمن منهم القاضي عبد السلام (550 ـ 573هـ) فقد نقل المغني للقاضي عبد الجبار، والاَُصول الخمسة، وغيرهما من الآثار الكلامية لهم من العراق إلى اليمن وكانت اليمن تحتضن بها إلى أن نشرتها أخيراً البعثة العلمية المصرية بعد الفحص في مكتبات اليمن، وللزيدية فضل حفظ بعض تراث المعتزلة من الاندثار والانطماس. ولولاهم لكانت مصيرها، مصير سائر الآثار للمعتزلة. قاتل اللّه العصبية العمياء.
________________________________________
(1) راجــع مقدمـة الاَُصـول الخمسـة بقلم محقّقها ص 29 وقد ضبط وفاة «مانكديم» سنة 425هـ. والتحف شرح الزلف: 88.
 

التعليقات   

 
# Mehdi eleuche 2021-10-08 13:45
ماهي الاصول الاعتقاديه للزيديه هل هم معتزله
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
# السيّد جعفر علم الهدى 2022-01-01 12:51
الزيديّة يرون الإمامة في أولاد فاطمة الزهراء عليها السلام ؛ فكلّ فاطمي عالم زاهد شجاع سخيّ ، إذا ادّعى الإمامة وخرج بالسيف يكون إماماً واجب الإطاعة ، سواء كان من أولاد الإمام الحسين أو الحسن عليهما السلام.
قال الجاحظ بأنّ زيداً كان من تلامذة واصل بن عطاء إمام المعتزلة ؛ ولأجل ذلك اختار الزيديّة مذهب الاعتزال ، وصاروا في الاعتقادات تابعين للمعتزلة ، ولكنّهم في الفقه اتّبعوا أبا حنيفة ، لأنّه كان يعتقد بزيد ، بل قيل انّ زيداً كان من مشايخ أبي حنيفة ، وانّه بايع زيداً وأرسل 30 ألف درهماً ودعا الناس إلى نصرته.
ولأجل ذلك الزيديّة يعملون بالقياس ولا يقولون في الأذان « حيّ على خير العمل » ، ويرون المسح على الخفّين ، وجواز الصلاة خلف كلّ برّ وفاجر ، وحرمة المتعة ، وجواز أكل ذبائح أهل الكتاب. ولا يعتقد الزيديّة بعصمة الأئمّة ، ولا بصدور معاجز من الأئمّة ، ولا يعتقدون بالرجعة والإمام المهدي عليه السلام.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية