الأئمّة الاثنا عشر عليهم السلام
ثم إنه قد تقدم أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أمر أمته بالاقتداء بسنته وسنة الخلفاء الراشدين ، وقال : إن مَنْ تمسك بهم نجا ومن تخلف عنهم هلك ، وبين لنا تعدادهم ، وأنهم اثنا عشر خليفة ، وعلّمنا أسمائهم مشخصاتهم .
وفي الختام نتبرك بذكر شيء من ترجمة حياتهم وحالاتهم ، سلام الله عليهم :
الإمام الأوَّل : أمير المؤمنين علي عليه السلام
أبوه : أبو طالب بن عبد المطّلب بن هاشم .
أمّه : فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف .
كنيته : أبو الحسن ، وأبو الحسين ، وأبو تراب .
لقبه : الوصيّ ، والمرتضى ، وأمير المؤمنين .
مولده : ولد في الكعبة المقدَّسة سنة الثلاثين بعد عام الفيل .
شهادته : قتله أشقى الآخرين الخارجي اللعين عبد الرحمن بن ملجم بالكوفة في شهر رمضان سنة أربعين للهجرة ، ودفن خارج الكوفة في النجف الأشرف .
الإمام الثاني : الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام
أمّه : فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم .
كنيته : أبو محمد .
لقبه : السبط الأكبر ، والمجتبى .
مولده : ولد في المدينة في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث بعد الهجرة .
شهادته : قتل مسموماً من قبل زوجه جعدة بنت الأشعث بأمر معاوية بن أبي سفيان لخمس ليال بقين من ربيع الأول سنة خمسين للهجرة ، ودفن بالبقيع في المدينة المنورة .
الإمام الثالث : الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام
أمّه : فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم .
كنيته : أبو عبد الله .
لقبه : السبط ، وشهيد كربلاء .
مولده : ولد في المدينة في شهر شعبان سنة أربع للهجرة .
شهادته : قتله الجيش الأموي بأمر من يزيد بن معاوية مع أهل بيته وأنصاره في شهر محرّم بأرض كربلاء سنة إحدى وستّين للهجرة ، ودفن جثمانه الطاهر في كربلاء من مدن العراق .
فعظمة هؤلاء الأئمة الثلاثة وحالاتهم معلومةٌ لدى العامّة والخاصّة ، فلا حاجة لتطويل الكلام في ذلك .
الإمام الرابع : عليّ بن الحسين عليهما السلام
أمّه : غزالة ، ويقال لها : شاه زنان ، وشهر بانو .
كنيته : أبو محمد ، وأبو الحسن ، وغيرهما .
لقبه : زين العابدين ، والسجّاد .
مولده : ولد في المدينة سنة ثمان وثلاثين أو غير ذلك من الهجرة .
شهادته : قُتِل مسموماً في سنة أربع وتسعين ـ أو خمس وتسعين ـ للهجرة من قبل الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك ، ودُفن بالبقيع إلى جانب عمّه الحسن السبط عليه السلام .
قال ابن حجر : وحكى ابن حمدون عن الزهري : أنَّ عبد الملك حمله مقيّداً من المدينة بأثقلة من حديد ، ووكّل به حفظةً ، فدخل عليه الزهري لوداعه فبكى وقال : وددت أنّي مكانك ، فقال : أتظن أن ذلك يُكرِبُني ؟! لو شئت لما كان ، وإنّه ليذكّرني عذاب الله ، ثم أخرج رجليه من القيد ويديه من الغلّ ، ثم قال : لاجزت معهم على هذا يومين من المدينة ، فما مضى يومان إلّا وفقدوه حين طلع الفجر ، وهم يرصدونه ، فطلبوه فلم يجدوه .
قال الزهري : فقدمت على عبد الملك فسألني عنه ، فأخبرته ، فقال : قد جاء في يوم فقده الأعوان ، فدخل عليّ ، فقال : ما أنا وأنت ؟! فقلت : أقم عندي ، فقال : لا أُحبُّ ، ثم خرج ، فو الله لقد امتلأ قلبي منه خِيْفةً ، ومن ثَمَّ كتب عبد الملك للحَجّاج أن يجتنب دماء بني عبد المطّلب ، وأمره بكَتْم ذلك ، فكوشف به زين العابدين ، فكتب إليه : إنّك كتبت للحجّاج يوم كذا سرّاً في حقِّنا بني عبد المطلب بكذا وكذا ، وقد شكر الله لك ذلك ، وأرسل به إليه ، فلمّا وقف عليه وجد تاريخه موافقاً لتاريخ كتابه للحجّاج ، ووجد مَخْرَج الغلام موافقاً لمخرج رسوله للحجّاج ، فعلم أنّ زين العابدين كوشف بأمره ، فسُرَّ به وأرسل إليه مع غلامه بوِقْرِ راحلته دراهم وكسوةً ، وسأله أن لا يخليه من صالح دعائه .
وذكر هذه القصّة الشبلنجي في نور الأبصار بصورة مفصّلة ، وابن الجوزي في التذكرة وابن الصباغ في الفصول والصبّان في إسعاف الراغبين (1) .
الإمام الخامس : محمّد بن عليّ عليهما السلام
أمّه : أم عبد الله بنت الحسن بن علي .
كنيته : أبو جعفر .
لقبه : الباقر ، والشاكر .
مولده : ولد في المدينة سنة سبع وخمسين للهجرة .
شهادته : قتل مسموماً في سنة سبع عشرة ومائة للهجرة في أيّام هشام بن عبد الملك الأموي من قبل السلطة الأموية ، ودفن في البقيع إلى جانب أبيه .
ذكر ابن الصباغ المالكي والشبلنجي : أن أبا بصير قال : قلتُ يوماً للباقر : أنتم ورثة رسول لله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ قال : نعم ، قلت : ورسول الله وارث الأنبياء جميعهم ؟ قال : وَرِثَ جميع علومهم ، قلت : وأنتم ورثتم جميع علوم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ قال : نعم ، قلت : فأنتم تقدرون أن تبرئوا الأكمه والأبرص وتخبروا الناس بما يأكلون وما يدّخرون في بيوتهم ؟ قال : نعم نفعل ذلك بإذن الله تعالى ، ثمّ قال : أُدنُ منّي يا أبا بصير ـ وكان أبو بصير مكفوف النظر ـ قال : فدنوت منه ، فمسح بيده على وجهي ، فأبصرت السماء والجبل والأرض ، فقال : أتحبّ أن تكون هكذا تبصر وحسابك على الله ، أو تكون كما كنت ولك الجنة ؟ قلت : الجنة .
قال ابن حجر : وله من الرسوم في مقامات العارفين ما تَكِلُّ عنه ألسنة الواصفين ، وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لا تحتمله هذه العجالة ، وكفاه شرفاً أنّ ابن المديني روى عن جابر أنّه قال له ـ وهو صغير ـ : رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يسلّم عليك ، فقيل له : وكيف ذاك ؟ قال : كنت جالساً عنده والحسين في حجره وهو يداعبه ، فقال : « يا جابر ، يولد له مولود اسمه عليّ ، إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ : ليقم سيّدُ العابدين ، فيقوم ولده ، ثم يولد له ولد اسمه محمّد ، فإنّ أدركته يا جابر فاقرأه منّي السلام » .
وقال في موضع آخر : إنّه أخبر المنصور بملك الأرض شرقها وغربها وطول مدّته ، فقال له : وملكنا قبل ملككم ؟ قال : نعم ، قال : ويملك أحد من ولدي ؟ قال : نعم ، قال : فمدّة بني أمية أطول أم مدتنا ؟ قال : مدّتكم ، وليلعبن بهذا الملك صبيانكم كما يلعب بالأُكَرَة ، هذا ما عهد إليّ أبي . فلما أفضت الخلافة للمنصور بملك الأرض تعجّب من قول الباقر .
وأورد ابن الصباغ حديث جابر وقصة إخبار الإمام للمنصور بملك الأرض في فصوله (2) .
الإمام السادس : جعفر بن محمد عليهما السلام
أمّه : أم فروة ( فاطمة ) بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر .
كنيته : أبو عبد الله .
لقبه : الصادق .
مولده : ولد في المدينة سنة ثلاث وثمانين للهجرة .
شهادته : قتل بسمّ دسته إليه السلطة الحاكمة في سنة ثمان وأربعين ومائة للهجرة ، في زمن المنصور العباسي ، ودفن في البقيع إلى جانب أبيه .
ذكر ابن الصباغ والشبلنجي وابن حجر : أنه سُعي به عند المنصور لما حجّ ، فلما حضر الساعي به يشهد ، قال له : أتحلف ؟ قال : نعم ، فحلف بالله العظيم ... إلى آخره ، فقال : احلفه يا أمير المؤمنين بما أراه ! فقال له : حَلِّفه ، فقال له : قل : برئت من حول الله وقوته والتجأت إلى حولي وقوّتي لقد فعل جعفر كذا وكذا ، وقال : كذا وكذا ، فامتنع الرجل ، ثم حلف فما تمّ حتى مات مكانه .
ونقل ابن الجوزي والصبان وابن حجر والسمهودي عن أبي القاسم الطبري من طريق ابن وهب قال : سمعت الليث بن سعد يقول : حججت سنة ثلاث عشرة ومائة ، فلما صلّيت العصر في المسجد رقيت أبا قبيس ، فإذا برجل جالس يدعو ، فقال : يا ربّ يا ربّ ... حتى انقطع نفسه ، ثم قال : يا حيُّ يا حيُّ ... حتى انقطع نفسه ، ثم قال : إلهي إني أشتهي العِنَب فأطعمنيه ، اللهمّ وإنّ بُردَايَ قد خلِقا فاكسني .
قال الليث : فو الله ما استتمّ كلامه حتى نظرت إلى سلّة مملوءة عِنَباً ، وليس على الأرض يومئذ عنب ، وإذا ببردين موضوعين لم أرَ مثلهما في الدنيا ، فأراد أن يأكل فقلت : أنا شريكك ، فقال : ولم ؟ فقلت : لأنك دعوت وكنت أُؤَمِّن ، فقال : تقدّم وكل ، فتقدّمت فأكلت عنباً لم آكل مثله قطّ ، ما كان له عجم ، فأكلنا حتى شبعنا ، ولم تتغير السلّة ، فقال : لا تدّخر ولا تخبئ منه شيئاً ، ثم أخذ أحد البردين ودفع إليّ الآخر ، فقلت : أنا في غنىً عنه ، فاتّزر بأحدهما وارتدى بالآخر ، ثم أخذ البردين الخلقين فنزل وهما بيده فلقيه رجل بالمسعى ، فقال : اكسني يا ابن رسول الله مما كساك الله ، فإنّني عريان فدفعهما إليه ، فقلت للّذي أعطاه البردين : من هذا ؟ فقال : جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم .
وقال الليث : فطلبته بعد ذلك لأسمع منه ، فلم أقدر عليه . انتهى (3) .
الإمام السابع : موسى بن جعفر عليهما السلام
أمّه : حميدة .
كنيته : أبو الحسن .
لقبه : الكاظم .
مولده : ولد في المدينة سنة ثمان وعشرين ومائة للهجرة .
شهادته : قتل مسموماً في سنة ثلاث وثمانين ومائة ـ أو ستّ وثمانين ومائة ـ للهجرة في سجن الخليفة العباسي هارون الرشيد ببغداد ، ودفن في المدينة المسمّاة اليوم بالكاظميّة في العراق .
قال السمهودي : وقد روينا عن حاتم الأصم قال : حدّثني شقيق البلخي قال : خرجت حاجّاً سنة تسع وأربعين ومائة ، فنزلت [ القادسية ] فإذا بشابّ حسن الوجه شديد السمرة عليه ثوب صوف مشتمل بشملة ، في رجليه نعلان ، وقد جلس منفرداً عن الناس ، فقلت في نفسي : هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كَلّاً على الناس ، والله لأمضينّ إليه ولأوبّخَنّه ، فدنوت منه فلما رآني مقبلاً قال : يا شقيق ! ( اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ ) الآية ، فقلت في نفسي : هذا عبدٌ صالح قد نطق على ما في خاطري ، لألحقنَّه لأسألنَّه أن يحاللني ، فغاب عن عيني ، فلما نزلنا [ واقصة ] إذا به يصلّي وأعضاؤه تضطرب ودموعه تتحادر ، فقلت : أمضي إليه واعتذر ، فأوجز في صلاته ، ثم قال : يا شقيق ! ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ) ، فقلت : هذا من الأبدال قد تكلَّم على سرّي مرّتين ، فلما نزلنا [ زبالة ] إذا به قائم على البئر ، وبيده ركوة يريد أن يستقي ماءً ، فسقطت الركوة في البئر فرفع طرفه إلى السماء وقال شعراً :
أنت ربّي إذا ظمئتُ إلى الماء |
وقوتي إذا أردت الطعاما |
ياسيّدي ما لي سواها
قال شقيق : فو الله لقد رأيت البئر قد ارتفع ماؤها ، فأخذ الركوة وملأها وتوضّأ وصلّى أربع ركعات ، ثم مال إلى كثيب رمل هناك ، فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويشرب ، قلت : أطعمني من فضل ما رزقك الله ـ أو أنعم الله عليك ـ فقال : لم تزل أنعُم الله علينا ظاهرةً وباطنة ، فأحسِن ظنّك بربّك ، ثم ناولني الركوة ، فشربت منها ، فإذا سويقٌ وسكر ما شربت ـ والله ـ ألذّ منه ولا أطيب ريحاً ، فشبعت ورويت وأقمت أيّاماً لا أشتهي شراباً ولا طعاماً ، ثمّ لم أره حتى دخلت مكّة فرأيته ليلةً إلى جانب قبّة الشراب نصف الليل يصلّي بخشوع وبكاء ، فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل ، فلما طلع الفجر جلس في مصلّاه يسبّح ، ثم قام إلى صلاة الفجر وطاف بالبيت أسبعا ، فخرج فتبعته ، فإذا له حاشية وموالٍ وغلمان وهو على خلاف ما رأيته في الطريق ، فدار به الناس يسلّمون عليه ، فقلت لبعضهم : من هذا ؟ فقال موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم .
ثم قال السمهودي : أخرج هذه القصّة كذلك ابن الجوزي في [ مثير العزم الساكن الى أشرف الأماكن ] ، والرامهرمزي في [ كرامات الأولياء ] ، والحافظ عبد العزيز بن الأخضر في [ معالم العترة الطاهرة ] . انتهى .
ونقله ابن حجر في صواعقه عن ابن الجوزي والرامهرمزي وغيرهما ، وأورده سبط بن الجوزي في تذكرته ، والشبلنجي في نور الأبصار ، والصبان في الاسعاف ، وابن الصباغ في فصوله ، والشبراوي في الاتحاف عن جماعة من المحدثين (4) .
الإمام الثامن : علي بن موسى عليهما السلام
أمّه : تكتم ، ويقال لها : طاهرة .
كنيته : أبو الحسن .
لقبه : الرضا .
مولده : ولد سنة ثمان وأربعين ومائة للهجرة في المدينة المنوّرة .
شهادته : قتل مسموماً من قبل المأمون الخليفة العباسي سنة ثلاث ومائتين ، ودفن بطوس المسمّاة اليوم بمشهد من مدن إيران .
نقل ابن حجر وابن الصباغ والسمهودي والشبلنجي والشبراوي عن الحاكم عن محمّد بن عيسى عن أبي حبيب قال : رأيت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في المنام وقد كان وافى المسجد الذي ينزله الحجّاج من بلدنا في كلّ سنة ، وكأنّي مضيت إليه ، وسلّمت عليه ، ووقفت بيديه ، فوجدته وعنده طبق من خوص المدينة فيه تمر صيحاني ، وكأنّه قبض قبضة من ذلك التمر فناولنيها ، فعددتها فوجدتها ثماني عشرة تمرة ، فتأوّلت أني أعيش بعدد كل تمرة سنة ، فلما كان بعد عشرين يوماً وأنا في أرض تُعمر للزراعة ، إذ جاءني من أخبرني بقدوم أبي الحسن عليّ الرضا بن موسى الكاظم من المدينة ونزوله ذلك المسجد ، ورأيت الناس يسعون إلى السلام عليه من كل جانب ، فمضيت نحوه ، فاذا هو جالس في الموضع الذي رأيت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم جالساً فيه ، وتحته حصير مثل الحصير التي رأيتها تحته صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وبين يديه طبق من خوص وفيه تمر صيحاني ، فسلّمت عليه فردّ السلام وابتدأني وناولني قبضة من ذلك التمر ، فعددتها فإذا هي بعدد ما ناولني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في النوم ثماني عشرة حبّة ، فقلت : زدني ، فقال : لو زادك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لزدناك .
وقد ذكر الشبلنجي عشر كراماتٍ للرضا عليه السلام في نور الأبصار ، فراجع (5) .
الإمام التاسع : محمّد بن علي عليهما السلام
أمّه : سبيكة .
كنيته : أبو عبد الله ، وأبو جعفر الثاني .
لقبه : الجواد ، والتقي .
مولده : ولد سنة خمس وتسعين ومائة للهجرة في المدينة المنورة .
شهادته : قتل مسموماً من قبل الخليفة العباسي المعتصم في سنة مائتين وعشرين للهجرة ببغداد ، ودفن إلى جانب جدّه موسى بن جعفر عليهما السلام بالكاظميّة في العراق .
قال ابن حجر : ومما اتّفق ؛ أنّه بعد موت أبيه بسنة واقفٌ والصبيان يلعبون في أزِقَّة بغداد إذ مرَّ المأمون ، ففرّوا ، ووقف محمّد ، وعمره تسع سنين فألقى الله محبّته في قلبه ، فقال له : يا غلام ما منعك من الانصراف ؟ فقال له مسرِعاً : يا أمير المؤمنين لم يكن بالطريق ضِيقٌ فأوسعه لك ، وليس لي جُرْم فأخشاك ، والظنّ بك حسن ، إنك لا تضرّ من لا ذنب له . فأعجبه كلامه وحسن صورته ، فقال له : ما اسمك واسم أبيك ؟ فقال : محمّد بن علي الرضا . فترحّم على أبيه وساق جواده ، وكان معه بزاة للصيد ، فلما بعد عن العَمَار أرسل بازاً على دُرّاجة فغاب عنه ثم عاد من الجو في منقاره سمكة صغيرة ، وبها بقاء الحياة ، فتعجّب من ذلك غاية العجب ، ورأى الصبيان على حالهم ومحمّد عندهم ، ففرّوا إلّا محمّد ، فدنا منه وقال له : ما في يدي ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّ الله تعالى خلق في بحر قدرته سمكاً صغاراً يصيدها بزاة الملوك والخلفاء ، فيختبر بها سلالة أهل بيت المصطفى ، فقال له : أنت ابن الرضا حقّاً ، وأخذه معه فأحسن إليه ... الخ .
وذكر هذه القصة ابن الصباغ المالكي في الفصول والشبراوي في الاتحاف (6) .
الإمام العاشر : عليّ بن محمد عليهما السلام
أمّه : سمانة المغربيّة .
كنيته : أبو الحسن .
لقبه : الهادي والنقي .
مولده : ولد سنة اثنتي عشر ومائتين للهجرة في المدينة المنوّرة .
شهادته : قتل مسموماً من قِبَل الخليفة العباسي المعتزّ بن المتوكّل في سنة أربع وخمسين ومائتين للهجرة ، ودفن بمدينة سامرّاء في العراق .
حكى ابن حجر عن المسعودي أنّ امرأة زعمت أنها شريفةٌ بحضرة المتوكّل ، فسأل عمّن يخبره بذلك فدُلَّ على عليّ الهادي ، فجاء فأجلسه معه على السرير ، وسأله فقال : إنّ الله حرّم لحم أولاد الحسنين على السباع ، فلتُلْقَ للسّباع ، فعرض عليها بذلك ، فاعترفت بكذبها ، ثم قيل للمتوكل : ألا تجرّب ذلك فيه ؟ فأمر بثلاثة من السباع ، فجئ بها في صحن قصره ، ثم دعاه فلما دخل بابه أُغلق عليه ـ والسباع قد أصمَّت الأسماع من زئيرها ـ فلما مشى في الصحن يريد الدرجة مشت إليه ، وقد سكنت ، وتمسحت به ودارت حوله ، وهو يمسحها بكمه ، ثم ربضت فصعد للمتوكل ، وتحدّث معه ساعة ، ثم نزل ، ففعلت معه كفعلها الأوّل حتى خرج ، فأتبعه المتوكل بجائزة عظيمة .. الخ .
وذكر القصة الشبلنجي في [ نور الأبصار ] وأشار إليه المسعودي في [ مروج الذهب ] ، قائلاً : أنه ذكره في كتابه [ أخبار الزمان ] .
وحكى ابن الصباغ والشبلنجي عن الأسباطي أنه قال : قدمت على أبي الحسن عليّ بن محمد المدينة الشريفة من العراق ، فقال لي : ما خبر الواثق عندك ؟ فقلت : خلّفته في عافية وأنا من أقرب الناس به عهداً ، وهذا مقدمي من عنده وتركته صحيحاً ، فقال : إن الناس يقولون : إنه قد مات ، فلمّا قال لي : إن الناس يقولون إنّه قد مات ، فهمت أنه يعني نفسه ، فسكتّ ، ثم قال : ما فعل ابن الزيات ؟ قلت : الناس معه والأمر أمره ، فقال : أما إنّه شؤم عليه ، ثم قال : لابدّ أن تجري مقادير الله وأحكامه يا جبران ! مات الواثق وجلس جعفر المتوكّل وقتل الزيّات ، فقلت : متى ؟ فقال : بعد مخرجك بستّة أيام .
فما كان إلّا أيامٌ قلائل حتى جاء قاصد المتوكل إلى المدينة ، فكان كما قال (7) .
الإمام الحادي عشر : الحسن بن علي عليهما السلام
أمّه : أم ولد ( سوسن ) ، يقال لها : حديثة .
كنيته : أبو محمد .
لقبه : العسكري ، والزكي ، والنقي .
مولده : ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين في سامراء ( سرّ من رأى ) .
شهادته : قتل مسموماً من قبل الخليفة العباسي المعتمد في سنة ستّين ومائتين ، ودفن في سرَّ من رأى .
قال السمهودي : وفي [ روض الرياحين ] للامام عبد الله بن سعد اليافعي ، قال : عن بهلول قدس سره قال : بينا أنا ذات يوم في بعض شوارع البصرة ، وإذا بالصبيان يلعبون بالجوز واللوز ، وإذا بصبيّ ينظر إليهم ويبكي ، فقلت : هذا صبيّ يتحسر على ما في أيدي الصبيان ، ولا شيء معه ، فقلت : أي بنيّ ما يبكيك ؟ أشتري لك ما تلعب به ! فرفع بصره إليّ وقال : يا قليل العقل ، ما للّعب خلقنا ! فقلت : فلم إذاً خلقنا ؟ قال : للعلم والعبادة ، قلت : من أين لك ذاك بارك الله فيك ؟ قال : من قوله تعالى : ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ) ، قلت : يا بُني ، أراك حكيماً فعظني وأوجز ، فأنشأ يقول :
أرى الدنيا تَجَهَّر بانطلاق |
مشمّرةً على قدم وساق |
|
فلا الدنيا بباقيةٍ لحيٍّ |
ولا الحي على الدنيا بباق |
|
كأن الموت والحدثان فيها |
إلى نفس الفتى فرسا سباق |
|
فيا مغرور بالدنيا رويداً |
ومنها خذ لنفسك بالوثاق |
ثم رمق السماء بعينيه ودموعه تتحدر على خدّيه وأنشأ يقول :
يا من إليه المبتهل |
يا من عليه المتّكل |
|
يا من إذا ما آملٌ |
يرجوه لم يخط الأمل |
قال : فلما أتمّ كلامه خرّ مغشيّاً عليه ، فرفعت رأسه إلى حجري ، ونفضت التراب عن وجهه ، فلما أفاق قلت له : أي بني ، ما نزل بك وأنت صبيٌّ صغير لم يكتب عليك ذنب ؟! قال : إليك عنّي يا بهلول إنّي رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار فلا يتّقد إلّا بالصغار ، وأنا أخشى أن أكون من صغار حطب جهنم . قلت له : أي بني ، أراك حكيماً فعظني ، فأنشأ يقول :
غفلت وحادى الموت في أثري يحدو |
وإن أُرِحْ يوماً فلابدّ أن أغدو |
|
أُنعِّمُ جسمي باللِّباس ولينه |
وليس لجسمي من لباس البِلاَ بُدُّ |
|
كأنّي به قد مُدّ في برزخ البَلا |
ومن فوقه رَدْمٌ ومن تحتِه لحدُ |
|
وقد ذهبتْ منّي المحاسنُ وانمحتْ |
ولم يبقَ فوق العظم لحمٌ ولا جِلْدُ |
|
أرى العمر قد ولَّى ولمْ أُدْرِك المُنى |
وليس معي زاد وفي سفري بُعْدُ |
|
وقد كنت جاهرت المهيمنَ عاصياً |
وأُحدِثُ أحداثاً وليس لها وُدُّ |
|
وأرخيت دون الناس سِتْراً من الحيا |
وأُحدِثُ أحداثاً وليس لها وُدُّ |
|
بلى خِفْتُه لكن وَثِقْتُ بحلمِه |
وأنْ ليس يعفو غيرُه فَلَه الحمد |
|
فلو لم يكن شيء سوى الموت والبلا |
ولم يكُ من ربّي وعيدٌ ولا وعد |
|
لكان لنا في الموت شُغُلٌ وفي البلا |
عن اللّهو لكن زال عن رأينا الرُشْدُ |
|
عسى غافر الزلّات يغفر زلَّتي |
فقد يغفرُ المولى إذا أذنبَ العبدُ |
|
أنا عبد سوء خُنْت مولاي عهده |
كذلك عبد السوء ليس له عهدُ |
|
فكيف إذا حُرّقَت بالنار جثّتي |
ونارُك لا يقوى لها الحَجَر الصلْدُ |
|
أنا الفرد عند الموت والفرد في البلا |
وأُبعثُ فرداً فارحم الفردَ يا فردُ |
قال بهلول : فلما فرغ من كلامه وقعتُ مغشيّاً عليَّ وانصرف الصبيّ ، فلما أفقت ونظرت إلى الصبيان فلم أره معهم ، فقلت لهم : من يكون ذلك الغلام ؟ قالوا : وما عرفتَه ؟ قلت : لا ، قالوا : ذلك من أولاد الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، قال : فقلت : قد عجبت من أن تكون هذه الثمرة إلّا من تلك الشجرة . انتهى .
وذكره ابن حجر في صواعقه مختصراً .
وقال ابن حجر : ولما حُبِس ، قحط الناس بسُرَّ من رأى قحطاً شديداً ، فأمر الخليفة المعتمد بن المتوكل بالخروج للاستسقاء ثلاثة أيّام فلم يُسقوا ، فخرج النصارى ومعهم راهب ، كلما مدَّ يده إلى السماء هطلت ، ثم في اليوم الثاني كذلك ، فشكّ بعض الجهلة ، وارتدّ بعضهم ، فشقّ ذلك على الخليفة ، فأمر بإحضار الحسن الخالص ، وقال له : أدرك أمّة جدّك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قبل أن يهلكوا ، فقال الحسن : يخرجون غداً وأنا أزيل الشكّ إن شاء الله ، وكلّم الخليفة في إطلاق أصحابه من السجن ، فأطلقهم ، فلما خرج الناس للاستسقاء ورفع الراهب يده مع النصارى غيَّمت السماء ، فأمر الحسن بالقبض على يده ، فإذا فيها عظم آدميّ ، فأخذه من يده ، وقال استسق ، فرفع يده ، فزال الغيم وطلعت الشمس ، فعجب الناس من ذلك ، فقال الخليفة للحسن : ما هذا يا أبا محمّد ؟ فقال : هذا عظم نبيّ ظفر به هذا الراهب من بعض القبور ، وما كشف من عظم نبي تحت السماء إلّا هطلت بالمطر ، فامتحنوا ذلك العظم ، فكان كما قال ، وزالت الشبهة عن الناس ورجع الحسن إلى داره .
وقد ذكر القصّة ابن الصباغ في الفصول والقندوزي في الينابيع ، والشبلنجي في نور الأبصار بصورة مفصّلة ، وقبل ذلك ذكر قصّة دخوله السجن وإظهاره المعجزة بإطلاع المحبوسين على جاسوس السلطان العباسي (8) .
الإمام الثاني عشر : الحجة محمد بن الحسن روحي وأرواح العالمين له الفداء
أمّه : أم ولد ( نرجس ) ، ويقال لها : صيقل ، وريحانة .
كنيته : أبو عبد الله ، وأبو القاسم ، وأبو صالح .
لقبه : القائم ، والمنتظر ، والخلف ، والمهدي ، وصاحب الزمان .
مولده : ولد في سامرّاء سنة خمس وخمسين ومائتين ، وهو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئت ظلماً وجوراً ، وهو منجي العالم ، وهو الذي كانت ـ وما زالت ـ أعين جميع المستضعفين بانتظاره .
فإليك قصّة ولادته من لسان حكيمة بنت الإمام محمّد الجواد عليه السلام :
قالت : بعث إليّ أبو محمد الحسن بن عليّ عليه السلام فقال : يا حكيمة اجعلي إفطارك عندنا هذه الليلة ـ فإنّها ليلة النصف من شعبان ـ فإنّ الله تبارك وتعالى سيُظهِر في هذه الليلة الحجّةَ ، وهو حجّته على أرضه .
قالت : فقلت له : ومن أمّه ؟
قال لي : نرجس .
قلت له : جعلت فداك ، والله ما بها من أثر !
فقال : هو ما أقول لك .
قالت : فجئت ، فلمّا سلّمت وجلست جاءت نرجس تنزع خفيّ ، وقالت لي : يا سيّدتي وسيدة أهلي ، كيف أمسيت ؟
فقلت : بل أنت سيّدتي وسيدة أهلي ؟
فأنكرت قولي ، وقالت : ما هذا يا عمّة ؟! .
قالت : فقلت لها : إنّ الله تعالى سيهب لك في ليلتنا هذه غلاماً سيّداً في الدنيا والآخرة .
قالت : فخجلَتْ واستحيَتْ ، فلمّا أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي ، فرقدت ، فلما أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ، ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادثة ، ثم جلست معقِّبة ، ثم اضطجعت ثم انتبهت فزعة وهي راقدة ، ثم قامت فصلّت ، ونامت .
قالت حكيمة : فخرجت أتفقّد الفجر ، فإذا أنا بالفجر الأوّل كذنب السرحان وهي نائمة ، فدخلني الشكّ ، فصاح بي أبو محمّد عليه السلام من المجلس ، فقال لي : لا تعجلي يا عمّة ! فهناك الأمر قد قرب .
قالت : فجلست وقرأت الم السجدة ويۤس ، فبينما أنا كذلك انتبهتْ فزعةً ، فوثبتُ إليها فقلت : إسم الله عليك ، ثم قلت لها : أتحسّين شيئاً ؟
قالت : نعم يا عمّة .
فقلت لها : إجمعي نفسك واجمعي قلبك ، فهو ما قلت لك .
فأخذتني فترةٌ وأخذتها فترة ، وانتبهت بحسّ سيّدي ، فكشفت عنها ، فإذا أتي به عليه السلام ساجداً يتلقّى الأرض بمساجده ، فضممته عليه السلام ، فإذا أنا به نظيف منظف ، فصاح بي أبو محمّد عليه السلام : هلمّي إليَّ ابني يا عمّة ، فجئت به إليه ، فوضع يديه تحت إليتيه وظهره ووضع قدميه في صدره ، ثم أدلى لسانه في فيه ، وأمَرَّ يده على عينيه ومفاصله .
وأورد القندوزي في ينابيعه عدّة روايات حول ولادته عليه السلام عن السيّدة حكيمة رضوان الله عليها فراجع (9) .
قال الشبراوي الشافعي : ولد الإمام محمد الحجّة ابن الإمام الحسن الخالص رضي الله عنه بسرّ من رأى ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين قبل موت أبيه بخمس سنين ، وكان أبوه قد أخفاه حين ولد وستر أمره لصعوبة الوقت وخوفه من الخلفاء ... (10) .
وقال ابن حجر : وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين ، لكن آتاه الله فيها الحكمة ، ويسمّى القائم المنتظر ، قيل : لانه سُتِر بالمدينة وغاب فلم يُعرَف أين ذهب .
وقال الشبلنجي : وفي الفصول المهمّة : قيل : إنّه غاب في السرداب والحرس عليه ، وذلك في سنة ستّ وستّين ومائتين (11) .
وقال عبد الوهاب الشعراني : وهو من أولاد الإمام حسن العسكري ، ومولده ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم عليه السلام ... هكذا أخبرني الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كوم الريش المطل على بركة الرطل بمصر المحروسة على الامام المهدي حين اجتمع به ، ووافقه على ذلك شيخنا سيدي علي الخواص رحمهما الله تعالى .
وعبارة الشيخ محيي الدين في الباب السادس والستين وثلثمائة من الفتوحات : واعلموا أنه لابد من خروج المهدي عليه السلام ، لكن لايخرج حتى تمتلئ الأرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطاً وعدلا ، ولو لم يكن من الدنيا إلّا يوم واحد طوَّل الله ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة ، وهو من عترة رسول الله صلّى الله عليه وآله من ولد فاطمة رضي الله عنها ، جده الحسين بن علي بن أبي طالب ووالده الحسن العسكري ابن الإمام علي النقي ( بالنون ) ابن الامام محمد التقي ( بالتاء ) ابن الامام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام زين العابدين علي ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، يواطئ إسمه إسم رسول الله صلّى الله عليه وآله ، يبايعه المسلمون بين الركن والمقام ... إلى آخر كلامه (12) .
ونقل الصبّان العبارة المذكورة للشيخ محيي الدين في كتابه [ إسعاف الراغبين ] أيضاً ، ولما راجعنا النسخ الموجودة بأيدينا من كتاب [ الفتوحات المكية ] وجدنا أن الخونة سرقوا من العبارة أسماء الأئمة وسلسلة النسبة المباركة للامام المهدي عليه السلام ، ولم يكتفوا بهذا ، بل بدلوا قول الشيخ : [ جده الحسين ] بقولهم : [ جده الحسن ] ، لأنهم لايتحملون أن يجدوا في كتب أئمتهم مايوافق مذهب الشيعة !
غيبته الصغرى :
إبتدأ زمن الغيبة الصغرى من عام ستّين ومائتين ، وامتد إلى تسع وعشرين وثلاث مائة ، وكان له ارتباط بشيعته في تلك المدّة بواسطة نوابه الخاصّين ، وهم :
1 ـ أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري .
2 ـ أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد .
3 ـ أبو القاسم حسين بن روح النوبختي .
4 ـ علي بن محمد السمري .
غيبته الكبرى :
شرعت من سنة تسع وعشرين وثلاث مائة ، ومازالت حتى الآن ، نسأل الله له تعجيل الفرج وتسهيل المخرج ، ثم يظهر ويجاهد في سبيل الله ( حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّـهِ ) .
هذا مقدار يسير حول تراجم الأئمة وأحوالهم وكراماتهم ذكرناه في هذه الوجيزة تبركاً بذكر أسمائهم المقدسة صلوات الله وسلامه عليهم ، وتفصيل ذلك موكول إلى المطوّلات .
( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ )
الهوامش
1. الصواعق المحرقة / 200 ، تذكرة الخواص / 292 ، نور الأبصار / 155 ، إسعاف الراغبين / 239 ، الفصول المهمة / 203 ـ 204 .
2. الصواعق المحرقة / 201 و 202 ، نور الأبصار / 157 و 159 ، الفصول المهمة / 211 و 217 و 218 ، وحول حديث جابر راجع : جواهر العقدين / 443 ، تذكرة الخواص / 303 .
3. الصواعق المحرقة / 201 ـ 202 و 203 ، جواهر العقدين / 444 ـ 445 ، تذكرة الخواص / 309 ، إسعاف الراغبين / 248 ـ 249 ، نور الأبصار / 161 ، الفصول المهمة / 225 ـ 226 .
4. جواهر العقدين / 445 ـ 446 ، الصواعق المحرقة / 203 ـ 204 ، تذكرة الخواص / 312 ـ 313 ، نور الأبصار / 164 ـ 165 ، إسعاف الراغبين / 247 ، الفصول المهمة / 233 ـ 234 ، الاتحاف بحب الأشراف / 149 .
5. الصواعق المحرقة / 204 ـ 205 ، جواهر العقدين / 447 ، نور الأبصار / 175 ، الفصول المهمة / 246 ـ 247 ، الاتحاف بحب الأشراف / 159 .
6. الصواعق المحرقة / 206 ، الفصول المهمة / 266 ـ 267 ، الاتحاف بحب الأشراف / 168 ـ 170 .
7. الصواعق المحرقة / 205 ، 207 ، نور الأبصار / 179 ، 182 ، الفصول المهمة / 279 ، مروج الذهب : 4 / 86 .
8. جواهر العقدين / 448 ـ 449 ، الصواعق المحرقة / 207 ـ 208 ، نور الأبصار / 183 ـ 184 ، ينابيع المودة / 396 ، الفصول المهمة / 286 ـ 288 .
9. كمال الدين : 2 / 389 ـ 390 ب : 42 ، ينابيع المودة / 449 ـ 451 ب : 79 .
10. الاتحاف بحب الأشراف / 179 .
11. الصواعق المحرقة / 208 ، نور الأبصار / 185 .
12. اليواقيت والجواهر المبحث الخامس والستون : 2 / 562 ، إسعاف الراغبين الباب الثاني في الكلام حول المهدي عليه السلام / 154 ـ 155 ، الفتوحات المكية : 3 / 319 ب : 366 .
مقتبس من كتاب : [ الهجرة إلى الثقلين ] / الصفحة : 405 ـ 426