ذرية الرسول صلى الله عليه وﺁله وسلم
عترة المصطفى (ص) هم عنصر الشرف عنصر الشرف وآصرة كل فضيلة رابية وقد ثبتت لهم الرفعة والجلالة بانتمائهم إلى المنبت الزاكي والشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء ، ولا تنكر جهود أبيهم الأقدس ومساعيه الجبارة في انتشال الأمة إلى ساحل النجاة والسعادة ، على حين كانت تترامى بهم أمواج الضلال وتلتطم بهم الفتن وهم لا ينقذون من هوة الهوان إلا ويسفون على أعمق منها ، وكانوا يرسفون في أسر مهانة مخزية بين أصنام منحوتة ونواميس مهتوكة ودماء مهدورة وغارت متواصلة وعادت خرافية وبنات موءودة إلى أمثالها مما يقهقر سير الإنسانية ويعرقل مسعى البشر عما فيه الخير والصلاح.
فباغتهم ( نبي الإسلام ) بتعاليمه الناصعة وطقوسه الراقية فأسس لهم بها كياناً خالداً وعزاً باقياً ودولة مرعية الجانب خضعت لها الدول ودانت لها الأمم وبطل مسعى الإلحاد ، وأعلن في أنحاء المعمورة دين التوحيد والسلام والوئام.
لم يزالوا في مركز الجهل حتى |
بعث الله للورى أزكاها |
|
فأتى كامل الطبيعة شمساً |
تستمد الشموس منه سناها |
|
طربت لاسمه الثرى فاستطالت |
فوق علوية السما سفلاها |
|
ثم أثنت عليه إنس وجنّ |
وعلى مثله يحق ثناها |
|
وإلى طبه الإلهي باتت |
عللل الدهر تشتكي بلواها |
|
كيف لا تشتكي الليالي إليه |
ضرها وهو منتهى شكواها (1) |
إذاً فمن واجب شكره تعظيم ذريته الطاهرة ( فإن المرء يحفظ في ولده ) على أن أولئك النفر البيض دعاة إلى مبدأ الحق سبحانه المهيمن على البشر بوجودهم ، دعاة إليه بألسنتهم ، دعاة بأقلامهم ، دعاة بنظمهم ونثرهم ، دعاة بخطبهم ، دعاة بفواضلهم وفضائلهم ، دعاة بأخلاقهم وأعمالهم ، وإذا فات البعض منهم بعض الفواضل والدعوات فلا يفقد الآخر مجموعها فأي أحد من الأمة يلتفت إلى أن المشرف لهم هو نبي الرحمة المنتشل للبشر عن مهاوي السقوط والضعة فلا يذعن بأن الواجب في شريعة الحفاظ الخضوع لذريته كرامة لذلك الجذم الأقدس والشجرة الطيبة التي أظلت العالم بفيئها الوارف.
ومن ذا الذي يجد في آحاد منهم ما يتناسب مع منبتهم الكريم من الخلق الطيب فلا يعتقد أن هذا مما عرقه فيه ذلك المنقذ الأكبر (ص) ولا يروقه إلا التحلي بما استحسنه منهم ، وأما الذين حصلوا على أصلهم الطاهر بشيء من دعوة اللسان والسنان فغناؤهم أوفر ، واستفادة الأمة بهم أكثر.
فهم على كل حال أدلاء على الخير ومسالك النجاة يحملون فضيلة الشرف والسؤدد ، فضيلة الدعوة إلى السلام والوئام ، فضيلة الإصلاح والرشاد ، وليس لسائر الأمة إلا الإحسان إلى ذرية الرسول المودة لهم التي هي أجر الرسالة بنص الكتاب العزيز.
( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (2).
والقربى هنا بمعنى الأقارب قطعاً ، وليس المراد منه قرب النبي من قريش ولا تقرب الأمة إلى الله تعالى بالطاعة ، لأن الأول يصح استعماله (3) أولاً وهو المتبادر إلى الفهم من الإطلاق ثانياً ، وأما المعنيان الآخرين فيحتاج إرادتهما من الإطلاق إلى قرينة وهي مفقودة.
على أن الأخبار المتواترة دلت على أن قرابته المعنيين بالآية هم : علي وفاطمة والحسن والحسين (ع) (4) وذريتهم ، وقد استشهد عليه الأئمة المعصومون فيقول سيد الوصيين (ع) : فينا آية في حمۤ لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن ، ثم قرأ آية المودة. ويوم خطب الحسن (ع) بعد وفاة أبيه قال : أنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم ، ثم قرأ آية المودة (5). ولما وقف الإمام السجاد (ع) مع حرم النبوة على درج مسجد الشام ، قال له شامي : الحمد لله الذي استأصلكم ، فقال (ع) : أما قرأت ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) قال الشامي : نعم وأنتم هم ؟ فقال الإمام (ع) : نعم ، فبكى واستغفر (6).
فدل هذا على معروفية المعنى المتبادر من لفظ القربى بين الناس في ذلك الزمن القريب من عهد النزول ، ولو كان لغير هذا المعنى نصيب من الواقع لما صدر من المعصومين الاستشهاد بالآية على كونها فيهم ، ولما سكت من سمع الخطاب عن النقاش.
وفي هذا يقول محيي الدين العربي :
رأيت ولائي آل طه فريضة |
على رغم أهل البعد يورثني القربى |
|
فما طلب المبعوث أجراً على الهدى |
بتبليغه إلا المودة في القربى (7) |
وحينئذ فلا موقع للإشكال على الآية بأنَّ طلب النَّبي الأجر على تبليغ الوحي لا يليق بمقام الأنبياء ، مع أنهم صارحوا بنفي الأجرة على التبليغ ففي الحكاية عن نوح (ع) ( فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ) (8) وعن هود وصالح ولوط وشعيب (9) (ع) ( مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) وفي الحكاية عن نبينا الأعظم (ص) : ( قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ) (10) وقوله : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ) (11).
فإن التدبر في هذه الآيات الشريفة يفيدنا عدم المنافات بينها وبين آية المودة لأن الأجر المنفي في هذه الآيات هو المال ، والأنبياء أرقى من أن يأخذوا المال على تبليغ الدعوة الإلهية مع ما فيه من المشقة على البأس التي أشار الكتاب العزيز إلى ثقلها على الطباع فقال تعالى : ( أمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ ) (12) وقال : ( أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) (13).
والأجر المطلوب في آية المودة لم يكن من سنخ المال حتى يثقل على الطباع البشرية تحمله ، لأن المقصود منه موالاة آل الرسول وهذا من سنخ الدعوة الإلهية فيليق بمقام النبوة الدعوة إليه والتعريف به ومن المناسب جداً لرسول المشرع الأقدس إعلام الأمة بما تستفيد منه السعادة الخالدة والزلفى إلى المهيمن سبحانه.
فإذاً يكون طلب النبي (ص) من أمته مودة آله الأقربين لطفاً منه وحناناً عليهم لإنارته لهم سبيل الخير ، وتعريفهم بالطريق اللاحب وهكذا المصلحون يتحرون بمن يريدون إصلاحهم كل وسيلة تأخذ بهم إلى أسمى الغايات.
على أن المحبة لآل الرسول تستوجب مودة النبي (ص) المسلتزمة لمحبة الله تعالى وطاعته كما جاء في المأثور عنه (ص) « أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي » (14) وإني أخاصمكم عنهم غداً ومن أكن خصيمه خصمه الله ومن خصمه الله أدخله النار (15).
وبهذه العناية يكون المعنى الثالث للفظ القربى في آية المودة وهو تقرب الأمة إلى الله تعالى بالطاعة لازماً لمودة أهل البيت لكونها محبوبة للرسول ومحبوبة لله سبحانه ، وهذا عين الطاعة إليه جل شأنه.
فالرسول الأعظم لم يسال الأمة مالاً عوض تحمله المشاق في سبيل هدايتهم وإنقاذهم من مخالب الضلال والعمى ، والإرشاد إلى ما فيه حياتهم وجمع شملهم حتى يشكل عليه بعدم المناسبة لمقام النبوة والرسالة ، وإنما طلب منهم ما يعود نفعه إليهم ، وبه يستوجبون شمول العطف الإلٰهي ألا وهو مودة أهل بيته وقرباه وهم : ( علي وفاطمة والحسن والحسين وذريتهم ) وتفسير القربى بأهل البيت رواه الألوسي عن زاذان عن علي (ع) قال وإليه يشير الكميت الأسدي :
وجدنا لكم في آل حم آية |
تأولها منا تقيّ ومعرب |
ولله در السيد عمر الهيتي أحد الأقارب المعاصرين حيث يقول :
بأية آية يأتي يزيد |
غداة صحائف الأعمال تتلى |
|
وقام رسول رب العرش يتلو |
وقد صمت جميع الخلق قل لا (16) |
وأي أحد يتخيل طلب النبي (ص) من الأمة التعويض بالمال عن تلك المتاعب التي لم يلاقها نبي غيره ولم يؤذ في سبيل نشر دعوته أحد من الأنبياء كما أوذي نبي الإسلام (17).
وهل يقابل ذلك الخطر اللإلٰهي بهذا العرض الزائل المتخلي عنه ( صفي الله وحبيبه (ص) وقد عرضت عليه كنوز الأرض بأجمعها فآثر الأخرى الباقية على ما فيه الفناء ، حتى كان يبيت الأيام طاوياً ويشد الحجر على بطنه من الجوع ويسميه المشبع (18) فالرسول الأقدس في سيره وأعماله لا يدعو إلا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة.
فآية المودة لا تنافي سيرة الأنبياء ولا سيرة نبينا الأعظم (ص) ولا يعارضها ما في سورة سبأ / 47 ( قُلْ مَا سَأَلْتُكُم ) إلخ ولا ما في الأنعام / 90 ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ ) الآية ؛ لأن الأجر المنفي في هاتين الآيتين المال الذي يشق على الناس بذله ويتنزه عنه مقام من كان من ربه كقاب قوسين أو أدنى والمطلوب في آية المودة لم يكن مالاً وإنما هو محبة آله ، وهذا من سنخ العبادة والطاعة ، ومثل المنقذ الأكبر يعرف الأمة ما فيه صلاحها ويرشدها إلى ما يقربها من المولى سبحانه زلفى.
ولعل الآية في سورة سبأ ( قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ) تصاعد عليه فإن ظاهرها كالتمهيد للجواب عن مثل هذا الاشكال فإن معنى الآية إن ما يطلبه الرسول من الأجر إنما يعود نفعه إلى الأمة ، فالأجر الذي أراده من آية المودة ، وهو مودة أهل بيته معه لهم خاصة وحينئذ فيتفق هذا مع قوله تعالى : ( لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ) لأن مودة آله وذريته ذكرى للعالمين ورحمة لهم لما فيها من احترام شخص النبيّ وتقدير أعماله الجبارة.
وما جاء في هذه الآية من طلب مودة القربى لا يتنافى مع ما في الفرقان / 57 ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ) (19) ، فإن الهداية إلى الله تعالى التي هي المطلوب السامي لنبي الإسلام عوضاً عن التبليغ ، والإرشاد يتفق مع مودة القربى المراد لرسول الله (ص) في آية الشورى فإن مودة آله من مصاديق الهداية إلى المهيمن سبحانه بامتثال أوامره واجتناب معاصيه والقيام بما يقرب منه عز شأنه زلفى فلا ندحة له من مودة قربى النبي لأن الله تعالى حث على حبهم واقتفاء آثارهم.
ولو أعرضنا عن جميع ذلك لا تكون الآيتان المنفي فيهما الأجر معارضتين لآية المودة ، لأنهما مكيتان وآية المودة مدنية نازلة بعدهما والمدني لا يعارضه المكي بوجه.
ودعوة ابن تيمية عدم الريب في كون آية المودة مكية ، لأنها من سورة الشورى التي هي كباقي الحواميم مكية ، وحينئذ فأين تزويج علي من فاطمة ، وأين أولادهما (20) ؟ تدلنا على عدم اطلاعه على كلمات المفسرين أو أنه غض النظر ، عنها فإنه لم يصرح أحد بأن الآية مكية ، وكأنه تخيل من إطلاق قولهم الشورى مكية أنها بتمام آياتها وهذا غير لازم ، فإن جملة من الآيات المكية في السور المدنية وبالعكس لأن تأليف القرآن لم يكن على حسب النزول (21) ، ويحكي الزرقاني عن تفسير ابن عطية أن الآية مدنية ، وحديث ابن عباس ينص على أن المراد من القرابة فيها علي وفاطمة وأبناؤهما (22).
ثم لو فرضنا عدم نزول ( آية المودة ) في أهل البيت لأفادنا ما ورد من محبوبية الإحسان إليهم والعطف عليهم وإيتاء المعروف لهم وقضاء حوائجهم والسعي في أمورهم : تأكده في ذرية رسول الله (ص) لكونه مشرفهم ومودع الفضل فيهم وهو أصل هذه الدوحة الميمونة ووصاياه في حقهم متواترة لا تبقي ريباً وتشكيكاً لمن يتطلب النص بالخصوص ، وقد جاء عنه (ص) : « لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من عترته ، وأهلي أحب إليه من أهله ، وذاتي أحب إليه من ذاته. وإن لله حرمات ثلاث من حفظهن حفظ الله دينه ودنياه : حرمة الإسلام ، وحرمتي ، وحرمة رحمي (23) ».
فمقارنة حرمة أهل بيته بحرمة شخص النبوة الواجب على الأمة مراعاتها وأن التقصير فيها يستوجب سخط الرب جل شأنه دليل واضح على امتياز الذرية على سائر المسلمين لحصولهم على هذا العنوان ، أعني كونهم ذرية الرسول مطلقاً سواء كانوا سائرين على منهاج مشرفهم الأعظم أو متأخرين عنه ، نعم الحب لمن هو متبع لقوانين جدهم الأكرم يكون آكد ، وحيث يكون التقصير بأداء حق الذرية والحط من كرامتهم مستوجباً للوهن بمقام النبي (ص) استحق البعد من الله تعالى كل من أعرض عن إكرام الذرية.
ومن هنا جاء تحذيره (ص) : « من احتقرهم فهو ملعون أذهب الله عنه السمع والبصر (24) ».
وليس المراد منه فقد هاتين الحاستين لما يشاهد بالوجدان خلافه بل المراد منه عدم التوفيق لاستماع أو إبصار ما يقرب إلى الخير ويبعد عن درك العقاب على حد قوله تعالى : ( لَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا ) ، وهذا هو المراد من قوله (ص) ( ملعون ) فإن اللعن ليس إلا الطرد والبعد عن الإلٰهية والفيوضات الربوبية ، فلا تهطل سحائب الرحمة على من احتقر الذرية ؟ وأشار إلى هذا قوله (ص) : « عليكم بحب أولادي فإنه يدخل الجنة لا محالة وبغضهم يدخل النار » (25).
وهذه الكلمات الذهبية من نبي الرحمة تلقي على الأمة ضوءاً تبصر منه المكانة السامية لذريته الصالحة ، وأما من كان بظاهره حائداً عن قانون الشرع فيكون الإحسان إليه من باب تكريم صاحب الدعوة الإلٰهية لكون الإهانة إليه تستلزم التوهين بمقام الرسول.
وإليه يشير النبي (ص) : « أكرموا أولادي الصالحين لله تعالى والطالحين لي (26) » ، ولما لمح النبي العجب ممن سمع خطابه في إكرام الطالح منهم ، قال مرشداً له : أليس الولد العاق يلحق بالنسب (27).
على أن الرسول الأعظم سأل الله سبحانه أن يثبت القائم بالحق من أهل بيته ويهدي ضالهم ويعلم جاهلهم ويجعلهم رحماء نجباء ويهب مسيئهم لمحسنهم ويهبهم له فأجاب الله تعالى سؤاله (28) وأكرمه بتوفيق ذرّيته للفوز الأكبر وهو الممات على ولاية الأئمة المعصومين والتوبة عما اقترفوه من الآثام ، ولو في آخر ساعة من أيامهم ، كما يفصح عنه قول الإمام الصادق (ع) لا يخرج أحدنا من الدنيا حتى يقر لكل ذي فضل فضله (29) ، وفي آخر عنه (ص) عنه : ليس لكم أن تدخلوا فيما بيننا إلا بسبيل خير إنه لم تمت نفس منا إلا وتدركها السعادة قبل أن تخرج نفسه ولو بفواق ناقة (30).
ومما يفيدنا وضوحاً في هذا الحكم الذي لا يرتاب فيه من يبصر الحقايق بعين صحيحة ما احتفظ به من وصايا المعصومين بإكرام ذريتهم ومن ينتسب إليهم نذكر بعضاً منها كمثل يتعرف منه مكانة الذرية.
1 ـ حدث عبيد الله بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي (32) انه دخل على أخيه محمد سحراً بعد مدة من قتله ليحيى بن عمر العلوي فرآه مطرقاً برأسه مهموماً حزيناً كأنه عرض على السيف وجواريه لا يتجاسرون على مسألته وأخته واقفة فسألها قالت : رؤيا هالته فقلت له : أيها الأمير روي عن النبي (ص) أنه قال إذا رأى أحدكم ما يكره في منامه فليتحول من جانبه إلى الآخر وليقل ثلاثاً أستغفر الله ويلعن إبليساً ويستعيذ بالله ثم ينام.
فرفع إلي رأسه وقال : يا أخي كيف إذا كانت الطامة من جهة رسول الله (ص) ، ثم قال لي : ألست ذاكراً رؤيا طاهر وهو صغير للنبي في منامه وهو يقول له : يا طاهر إنك ستبلغ من الدنيا أمراً عظيماً فاتق الله واحفظني في ولدي فإنك لا تزال محفوظاً ما حفظتني في ولدي.
فما تعرض طاهر لقتال علوي قط وندب إلى ذلك غير دفعه ثم قال محمد : يا أخي إني رأيت البارحة رسول الله (ص) في منامي وهو يقول : يا محمد نكثتم ؟ فانتبهت فزعاً وتحولت واستغفرت الله وتعوذت من إبليس ولعنته ونمت فرأيت رسول الله (ص) الثانية وهو يقول : يا محمد نكثتم ؟. ففعلت كما فعلت في الأولى ونمت فرأيته (ص) الثالثة وهو يقول : نكثتم وقتلتم أولادي والله لا تفلحون بعدها أبداً.
فانتبهت وأنا على هذا الحال منذ نصف الليل ما نمت واندفع يبكي وبكيت معه ، فما مضت على ذلك إلا مدة يسيرة حتى مات محمد ونكبنا بأسرنا أقبح نكبة وصرفنا عن ولايتنا ، ولم يزل أمرنا يخمل حتى لم يبق لنا اسم على منبر ولا علم في جيش ولا إمارة وصرنا إلى الآن تحت المحن (33).
وبعد قتل يحيى جلس محمد بن عبد الله يهنأ بقتله وجماعة الهاشميين والطالبيين وحضور ، وسمعهم أبو هاشم الجعفري يهنئونه فقال : أيها الأمير إنك لتهنأ بقتل رجل لو كان رسول الله (ص) حياً لكان هو المعزى به فما رد عليه محمد شيئاً ثم خرج أبو هاشم يقول (34) :
يا بني طاهر كلوه وبيّاً (35) |
إن لحم النبيّ غير مريِّ |
|
إن وتراً يكون طالبه الله |
لو تر نجاحه بالحريِّ (36) |
ويحيى هو ابن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي
ابن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) وأمه أم الحسين فاطمة
بنت الحسين ابن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر
الطيار (5) .
كان يحيي ورعاً ديناً كثير البر والمعروف واصلاً لأهل بيته مؤثراً
لهم على نفسه عطوفاً على الطالبيات لم تظهر منه زلة ولذا جزعت
____________________ (1) نشوار المحاضرة للقاضي التنوخي ج 1 ـ ص 223 .
(2) الطبري ج 11 ـ ص 90 ، وابن الأثير ج 7 ـ ص 41 ، والبداية ج 11 ـ
ص 5 ، وفي عمدة الطالب أنها من أبيات .
(3) في عمدة الطالب ص 264 نجف « مريئاً » .
(4) في عمدة الطالب ومروج الذهب ج 2 ـ ص 410 . « بالفوت غير حري » .
(5) الطبري وابن الأثير والبداية ومقاتل أبي الفرج ووهم المسعودي حيث نسبه
إلى إسماعيل بن عبد الله بن جعفر لأن هذا نسب أمه .
عليه النفوس ورثاه القريب والبعيد (1) خرج بالكوفة ليلة الاثنين
لثلاث عشرة خلت من رجب سنة 250 أيام المستعين ، وكانت
الوقعة في ظهر خندق الكوفة حمل رأسه إلى محمد بن عبد الله بن
طاهر فطلب من يقوره فلم يقدم عليه أحد ، حتى من كان في
السجن من الذباحين إلا رجل من عمال ( السجن الجديد ) فإنه صنع
فيه كما أراد محمد وأرسله إلى سامراء فنصبه إبراهيم بن إسحاق
الديزج على باب العامة لحظة وأنزله لكثرة إنكار العامة وأرجعه إلى
محمد فلم يقدر أن ينصبه على الجسر لتجمع الناس وإنكارهم فخبأه
في بيت سلاح في داره .
2 ـ حدث أحمد بن إسحاق القميّ وكان وكيلاً بقمّ عن أبي
الحسن علي الهادي وأبي محمد الحسن العسكري (ع) : أن الحسين
ابن الحسن بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق (ع)
كان « بقم » يشرب الخمر علانية فاعترته نائبة فقصد بها أحمد بن
إسحاق فلم يأذن له فرجع إلى أهله مهموماً منكسراً ولما توجه أحمد
ابن إسحاق إلى الحج وبلغ سر من رأى استأذن على أبي محمد
العسكري (ع) فلم يأذن له فكبر عليه ، وداخله هم شديد ولم يعلم
السبب في ذلك حتى تضرع إليه طويلاً فأذن له وسأله عما أوجب
إعراضه ؟ فعرفه الإمام (ع) أن السبب منعه العلوي من الدخول عليه
وقد قصده لأمر أهمه فقال ابن إسحاق : لم يكن المنع إلا لأجل أن
يتوب عما عليه من المآثم ، فقال الإمام (ع) : صدقت ولكن لا بد
من إكرامهم لانتسابهم إلينا فلا تكن يا ابن اسحاق من الخاسرين
بالإعراض عمن انتسب إلينا .
____________________
(1) مروج الذهب ج 3 ـ ص 410 .
ولم يتباعد ابن اسحاق عن نصح الإمام الواقف على الأسرار
العارف بمقتضيات الأحوال علماً منه بأن ( إمام الحق ) لا يدعوا إلا إلى
حكمة بالغة أو حقيقة راهنة فاحتفظ بهذه الوصية الثمينة حتى إذا
رجع من الحج إلى مدينة قم زاره ذلك العلوي فيمن أتاه من الناس
فأظهر له ابن اسحاق أمام الحاضرين من التبجيل والاحترام ما أبهره
وعجب منه الحاضرين .
فسأله العلوي عن هذا الحال الغريب مع ما شاهده منه من ذي
قبل فذكر له ما جرى من الإمام العسكري (ع) معه .
فبكى العلوي وتاب عما كان عليه وصار من المتورعين
المتخذين أقوال آبائه الهداة طريقاً مهيعاً في كل أعماله حتى فاجأه
الموت ودفن بقم قريباً من مشهد السيدة الطاهرة ( فاطمة ) بنت الإمام
الكاظم (1) .
3 ـ حدث الوزير علي بن عيسى (2) أن علوياً من أولاد موسى
ابن جعفر (ع) كان يأتيه في شهر رمضان فيعطيه خمسة آلاف درهم
مؤنة له ولعياله وهذه حالة مع العلويين في هذا الشهر المبارك فاتفق
أنه رأى ذلك العلوي في الشتاء سكراناً فندم على ما كان منه معه
وعزم على حرمانه ، ولما دخل شهر رمضان أتاه العلوي على عادته
____________________
(1) فضائل السادات ص : 362 عن تاريخ قم .
(2) علي بن عيسى بن داود الجرح في شذرات الذهب ج 2 ص 332 وزر
مرات للمقتدر والقاهر وكان محدثاً ديناً خيراً كبير الشأن عاش تسعين سنة
توفي ببغداد سنة 391 ودفن في داره ، ترجمته في معجم الأدباء ج 14
ص 68 ، والمنتظم لابن الجوزي ج 7 ص 218 سنة 391 ، والبداية لابن كثير
ج 11 ص 330 .
فزبره ومنعه وفي تلك الليلة رأى الوزير النبي (ص) مقبلاً على
الناس وقد أعرض عنه فقال للنبي (ص) أتعرض عني مع إحساني
لأولادك وبري بهم ، فقال له رسول الله (ص) : إنك قطعت جائزتك
عن ولدي فلان فأخبره بأنه لم يقطع عنه الجائزة إلا لأجل أن يقلع
عن الآثام ، فأجابه النبي : إنك أكرمته لأجله أو لأجلي ؟ قال :
لأجلك يا رسول الله ، فقال النبي : هلا سترت عليه لأجلي ؟ قال :
الوزير حباً وكرامة .
ولما أصبح حمل إلى العلوي عشرة آلاف درهم وطيب خاطره
وقال : إن أعوزك شيء عرفني .
فأبى العلوي أن يأخذ المال حتى يعرف السبب الذي دعاه إلى
هذا مع ما صنعه بالأمس ، فقص عليه رؤيا النبي (ص) فعندها بكى
العلوي وتاب إلى الله تعالى مما كان عليه ، وقال : إني لا أعود إلى
شيء من ذلك ولا أحوج جدي رسول الله أن يحاجك من
جهتي (1) .
فرسول الله (ص) والأئمة الهداة (ع) مقيضون لتنبيه الأمة من
رقدة الجهل وإنارة سبيل الهدى لهم أحياءً وأمواتاً ، وهذا لطف من
المولى سبحانه على هذه الأمة ومنة عليهم بإنقاذهم من مخالب
الضلال ، فشرع الطرق الموصلة إلى القرب منه جل شأنه ولم يخصها
بأقوال المعصومين وأفعالهم الصادرة منهم حال الحياة ، بل أفاض
عليهم عطفه وحنانه بإراءة تلك الأمثال القدسية في حال النوم مع
شواهد تصدق ذلك ( الحلم ) ليفوزوا بالرضوان الأكبر .
____________________ (1) دار السلام للنوري ج 1 ـ ص 159 .
4 ـ وكان لابن عنين الشاعر (1) أمر عجيب مع العلويين فإنه لما
توجه إلى مكة ومعه مال وأقمشة خرج عليه بعض بني داود بن
الحسن فأخذوا ما كان معه وسلبوه وجرحوه ، فكتب إلى الملك
العزيز ابن أيوب صاحب اليمن وكان أخوه الملك الناصر أرسل إليه
يطلب منه أن يقيم بالساحل المفتتح من أيدي الإفرنج فزهده ابن
عنين في الساحل وحرضه على الأشراف الذين فعلوا به ما فعلوا
وأول القصيدة :
أعيت صفات نداك المصقع اللسنا
وجزت في الجود حد الحسن والحسنا
وما تريد بجسم لا حياة له
من خلص الزبد ما أبقى لك اللبنا
ولا تقل ساحل الإفرنج أفتحه
فما يساوي إذا قايسته ( عدنا )
وإن أردت جهاداً فارو سيفك من
قوم أضاعوا فروض الله والسننا
طهِّر بسيفك بيت الله من دنس
ومن خساسة أقوام به وخنا
ولا تقل إنهم أولاد فاطمة
لو أدركوا آل حرب حاربوا الحسنا
فلما قال هذه القصيدة رأى في النوم فاطمة الزهراء (ع) تطوف
____________________
(1) قال ابن كثير في البداية ج 13 ـ ص 137 : هو أبو المحاسن محمد بن
نصر الدين بن نصر بن الحسين بن علي بن محمد بن غالب الأنصاري
المعروف بابن الشاعر . وفي الحوادث الجامعة ص 51 كوفي الأصل
دمشقي المولد والمنشأ شاعر مشهور سافر إلى الآفاق في التجارة ومدح
الأكابر في كل البلاد ، وكان ظريفاً حسن الأخلاق ذا ثروة توفي بدمشق
ووافقه على الوفاة بها ابن كثير وعينها في سنة 630 أو سنة 633 هـجـ ،
وفي النجوم الزاهرة ج 6 ص 113 له مع الطبيب الموفق أسعد الذي أسلم
على يد السلطان مهاجاة ، وذكر ابن خلكان ترجمته ، وذكره ابن الدبيثي
في المختصر المحتاج إليه ج 1 ص 151 ، وفي نفح الطيب مطبعة الحلبي ج 7
ص 330 إلى ص 343 .
بالبيت وهي معرضة عنه فتضرع إليها وسألها عن ذنبه فأنشأت (ع) :
حاشا بني فاطمة كلهم
من خسة تعرض أو من خنا
وإنما الأيام في غدرها
وفعلها السوء أساءت بنا
لئن أسا من ولدي واحد
وجهت كل السب عمداً لنا
فتب إلى الله فمن يقترف
ذنباً له يغفر ما قد جنى
وأكرم بعين المصطفى جدهم
ولا تهن من آله أعينا
فكل ما نالك منهم عناً
تلقى به في الحشر منا هنا
وانتبه أبو المحاسن يحفظ هذه الأبيات وقد عافاه الله تعالى من
المرض فخرق تلك القصيدة وقال :
عذراً إلى بنت نبيّ الهدى
تصفح عن ذنب مسيء جنى
وتوبة تقبلها من أخي
مقالة توقعه في العنا
والله لو قطعني واحد
منهم بسيف البغي أو بالقنا
لم أر ما يفعله سيئاً
بل أره في الفعل قد أحسنا (1)
هذا حال المعصومين مع من خرج من ذريتهم عن سنن
الشريعة واتبع الشهوات ، ولا تفوت النكتة في هذه الوصايا فإن
الغرض إنقاذ الذرية من تلك الهلكات بالتوبة من المعاصي والإقلاع
____________________
(1) قال في عمدة الطالب ص 119 ط نجف اختصرت ألفاظ هذه القصيدة
وهي مشهورة مذكورة في ديوان ابن عنين ، ورواها الشيخ تاج الدين أبو
عبد الله محمد بن معية الحسني وجدي لأمي الشيخ فخر الدين محمد بن
الفاضل السعيد زين الدين حسين بن حديد الأسدي كلاهما عن السيد
السعيد بهاء الدين داود بن أبي الفتوح عن أبي المحاسن نصر الله بن عنين
صاحب الواقعة ، وقد ذكرها البادراوي في كتاب ( الدر النظيم ) وغيره من
المصنفين ، وذكرها الزبيدي في تاج العروس ج 9 ص 285 مادة ( عون ) .
عن الذنوب مع حفظ الكرامة لهم ، وأما من كان منهم عارفاً بالأمر
متبعاً لقانون الإسلام فلا يقاس بسائر الناس بشهادة الإمام الرضا (ع)
على ما يحدث عنه سليمان بن جعفر قال : قال علي بن عبيد الله
بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) أشتهي
أن أدخل على أبي الحسن الرضا (ع) قلت وما يمنعك من ذلك ؟ قال
الإجلال والهيبة واتقي عليه .
ثم إن الرضا (ع) اعتلّ علة خفيفة عاده فيها الناس فلقيت ابن
عبيد الله وقلت قد جاءك ما تريد قد اعتل أبو الحسن وعاده الناس
فإن رأيت الدخول عليه فاليوم ، فمضى إلى منزل أبي الحسن فلاقاه
أبو الحسن الرضا (ع) بكل ما يجب من الإجلال والتعظيم ففرح
بذلك علي بن عبيد الله فرحاً شديداً .
ثم إن علي بن عبيد الله مرض وعاده أبو الحسن الرضا (ع)
وأنا معه فجلس حتى خرج من كان في البيت ولما خرجنا أخبرتني
مولاة لنا أن أم سلمه امرأة علي بن عبيدالله كانت من وراء الستر
تنظر إلى أبي الحسن (ع) فلما خرج جاءت وانكبت على الموضع
الذي كان جالساً فيه أبو الحسن تقبله وتمسح به ، فقصدت أبا الحسن
(ع) وأعلمته بما صنعته أم سلمة فقال (ع) : يا سليمان إن علي بن
عبيد الله وامرأته وولده من أهل الجنة ، يا سليمان إن ولد علي
وفاطمة (ع) إذا عرفهم الله هذا الأمر لم يكونوا كالناس (1) .
____________________
(1) رجال الكشي ص 365 .
الهوامش
1. من قصيدة ملا محمد كاظم الأزري البغدادي التميمي ، المولود في بغداد سنة 1143 ، والمتوفى ببغداد غرة جمادى الاول سنة 1211 هـ ، تبلغ ألف بيت من غرر الشعر تضمنت كرامات النبي (ص) ومغازيه ومواقف الوصي علي (ع) ، فيها طبعت مع تخميسها للشيخ جابر الكاظمي في النجف المطبعة الحيدرية.
2. سورة الشورى ، الآية 23 : مدنية.
3. أساس البلاغة للزمخشري.
4. نص على بعض هذه الأخبار الزمخشري في الكشاف : « ج 3 ، ص 402 » ، في تفسير الآية ، والرازي في تفسيره : ج 7 ، ص 390 ، ومجمع الزوائد : ج 7 ، ص 103.
5. الصواعق المحرقة ص : 101 الآية الرابعة عشر.
6. تفسير روح المعاني للألوسي : ج 25 ، ص 31 ، والصواعق المحرقة : ص 101 ، ومقتل الخوارزمي : ج 2 ، ص 61 ، وتفسير ابن كثير : ج 4 ، ص 112.
7. شرح الزرقاني على المواهب اللدينة : ج 7 ، ص 9 ، والصواعق المحرقة : ص 101.
8. سورة يونس ، الآية 72.
9. سورة الشعراء ، الآيات 109 و 127 و 145 و 164 و 180.
10. سورة سبأ ، الآية 47.
11. سورة الأنعام ، الآية 90.
12. سورة الطور ، الآية 40.
13. سورة المؤمنون ، الآية 72.
14. مستدرك الحاكم على صحيح البخاري ومسلم ، ولم يتعقبه الذهبي « ج 3 ، ص 150 ».
15. إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص 114 ، عن ابن سعد.
16. تفسير روح المعاني ج 25 ص 31 ، آية المودة.
17. غرر الخصائص للوطواط ص 25 في باب من قدر فعفا ، وشرح الزرقاني على المواهب ج 4 ص 321 ، وكنز العمال ج 2 ص 29 باب الحلم.
18. شرح الصحيفة الكاملة للسيد علي خان.
19. سورة الفرقان ، الآية 57.
20. منهاج السنة « ج 2 ـ ص 118 ، وص 250 ».
21. ذكر حجة الإسلام المحقق ميرزا عبد الحسين الأميني في كتاب الغدير « ج 1 ص 233 » تفصيل السور المكية وفيها آيات مدنية وبالعكس.
22. شرح المواهب اللدنية ج 7 ص 3.
23. الصواعق المحرقة ص 137 و 139.
24. فضائل السادات ص 389.
25. جامع الأخبار.
26. جامع السعادات ص 314 أيوان أول.
27. فضائل السادات ص 373.
28. ذخائر العقبى ص 15.
29. الخرائج في الباب 6.
30. مرآة العقول ج 1 ـ 262 عن الصدوق.
31. قال ابن خلكان بترجمة عبيد الله : كان عبيد الله شاعراً كاتباً تولى شرطة بغداد عن أخيه محمد ، وبعد وفاته استقل بها وإليه انتهت رياسة آل طاهر وهو آخر من مات منهم رئيساً توفي سنة 400 وله 77 سنة ودفن بمقابر قريش ، ولقب جده طاهر بذي اليمينين لأنه ضرب بيساره شخصاً في واقعته مع علي بن ماهان فقده نصفين ، فقال بعض الشعراء : ( كلتا يديه يمين حين يضربه ) فلقبه المأمون بذلك. تولى على خراسان من قبل المأمون وكان معه غلام وهبه المأمون له فأمر الغلام أن يسمه ففعل الغلام وأصبح ميتاً لخمس بقين من جمادى الثاني سنة 207 بمرو ، ومات والده الحسين بخراسان سنة 199 ، وكان جده مصعب بليغاً أديباً كتب لسليمان بن كثير الخزاعي صاحب دعوة بني العباس ، وتولى هراة ، وبوشنج بلدة تبعد عن هراة سبع فراسخ.
مقتبس من كتاب : السيّدة سكينة / الصفحة : 9 ـ 27