فضائل عمار بن ياسر رضي الله عنه
إن فضائلَ عمّار بن ياسر كثيرةٌ جداً يطول ذكرُها. فمن ذلك : ما وردَ في تحديد هويته الدينية وسابِقتهِ وهجرته ومعاناتِهِ في الله ما ذكره أبو عُمر في الإِستيعاب حيث قال :
« هاجرَ إلى أرض الحبشة ، وصلىٰ إلى القبلتين وهو من المهاجرين الأولين ، ثم شهد بدراً والمشاهدَ كلها ، وأبلىٰ بلاءً حسناً ، ثم شهد اليمَامَة ـ حرب الردّة ـ فأبلىٰ فيها أيضاً يومئذٍ ، وقُطعت أذنُهُ ».
وأمّا ما رُوي عن رسولِ الله (ص) في فضله ، فقد بلغَ حدَّ التواتر ، فمن ذلك :
حديثُ خالد بن الوليد أن رسول الله (ص) قال : من أبغضَ عماراً أبغضه اللهُ. فما زِلتُ أحبه من يومئذٍ.
وعن ابنِ عباس في تفسير قوله تعالى : ( أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ) إنه عمّارُ بن ياسر ( كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ) إنه أبو جهل بن هشام ».
ومن حديث علي بن أبي طالب (ع) : إنّ عماراً جاءَ يستأذنُ على رسول الله (ص) يوماً ، فعرف صوتُه ، فقال : « مرحباً بالطيّب المطيّب ! إإذنوا له ».
وهو أحدُ الذين تشتاق إليهم الجنةُ كما روي عن النبي (ص) في حديث أنَسْ : « إن الجنّة تشتاق إلى أربعةٍ ، عليّ بن أبي طالب ، وعمار بن ياسر ، وسلمانِ الفارسي ، والمقداد ».
وعنه (ص) : مُلىءَ عمار إيماناً إلى أخمص قدميه.
وعنه (ص) : عليكم بابن سميّة فإنه لن يفارق الحق حتى يموت.
وفي حديث آخر : إن عماراً مع الحقِ والحقَ معه ! يدور عمارٌ مع الحق أينما دار ، وقاتلُ عمارٍ في النار.
وعنه (ص) : ما لهم ولعمَّار ، يدعوهم إلى الجنةِ ، ويدعونهُ إلى النارِ ! إن عماراً جلدةٌ ما بين عيني وأنفي.
وجاء رجلٌ إلى عبد اللهِ بن مسعود فقال له : « أرأيتَ إذا نزلت فتنةٌ كيف أصنع ؟ قال : عليك بكتاب الله.
قال : أرأيتَ إن جاء قومٌ كلّهم يدعون إلى كتابِ الله ؟
فقال : سمعتُ رسول الله (ص) يقول : إذا اختلفَ الناسُ ، كان ابن سمية مع الحق (1).
وكتب عمر بن الخطاب إلى أهل الكوفة : أما بعد ، فإني بعثت إليكم عماراً أميراً ، وعبدَ الله بن مسعود معلماً ووزيراً ، وهما من النجباء من أصحابِ محمد ، فاسمعوا لهما واقتدوا بهما.
الهوامش
1. هذه الأحاديث وردت بألفاظ مختلفة وبطرق وأسانيد عدة . راجع كتاب الغدير 9 / 27 ـ 30.
مقتبس من كتاب : عمّار ابن ياسر / الصفحة : 87 ـ 88