أبوذَرّ عَلى لِسَان النّبي الكَريم (ص)
ونستعرض هنا ، ما جاء على لسان النبي (ص) بشأن هذا الصحابي الجليل من كلمات مضيئة هي بمثابة أوسمة منحها اياه النبي الكريم (ص) باستحقاق وجدارة . ونقتصر هنا على ذكر الرواية بذلك ، دون ذكر السند.
قال (ص) : ما أظلَّتِ الخضراء ، ولا أقلَّتِ الغَبراءُ من ذي لهجة أصدقُ ، ولا أوفى من أبي ذر ، شِبهُ عيسى بن مريم.
وفي لفظ آخر : ما أظلَّت الخضراء ، ولا أقلَّت الغبراء على ذي لهجة ، أصدق من أبي ذر ، من سرّه أن ينظر الى زُهدِ عيسى بن مريم ، فلينظر الى أبي ذر.
من أحبّ أن ينظرَ الى المسيح عيسى بن مريم ، الى بره وصدقه ، وجدِّه ، فلينظر الى أبي ذر.
إن أبا ذر ليباري عيسى بن مريم في عبادته.
رحم الله أبا ذر ، يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده.
إن الله عز وجل أمرني بحُبِّ اربعة ، وأخبرني انه يحبُّهم : عليّ ، وأبو ذر ، والمقداد وسلمان.
عن أبي ذر قال ، قال رسول الله (ص) : يا أبا ذر ! كيف أنت اذا كنت في حثالة ؟ وشبَّك بين أصابعه. قلت : يا رسول الله ! فما تأمرني ؟ قال : إصبر. إصبر. إصبر. خالقوا الناس بأخلاقهم ، وخالفوهم في أعمالهم.
عن أبي ذر أيضا ، قال : بَينَا أنا واقف مع رسول الله (ص) فقال لي : يا أبا ذر ، أنت رجل صالح ، وسيُصِيبُك بلاء بعدي ! قلت : في الله ؟
قال : في الله. قلت : مرحبا بأمر الله.
عن أبي ذر قال : قال النبي (ص) : يا أبا ذر ! كيف أنت اذا كانت عليك أمراء يستأثرون بالفيء ؟ قال : قلت : اذاً ، والذي بعثك بالحق ، أضربُ بسيفي حتى ألحقَ بك. فقال : أفلا أدلُّك على ما هو خير من ذلك. ؟ إصبر حتى تلقاني (1).
الهوامش
1. هذه الاحاديث اخذناها عن المستدرك ج 3 ص 342 و 343 / وعن الغدير ج 8 ص 312 الى 316.
مقتبس من كتاب : أبو ذر الغفاري / الصفحة : 163 ـ 164